Sadaonline

تحية طيبة وبعد: لم يكن عاما .... كان تقويم شهيد

لم يكن عاما كان زغرودة ياسمين خبأها الأمس

غسان عجروش

لم يكن عاما 
كان انقلابا بين صهوة الممكن 
ووجه الإنسانية 
وجع في خاصرة الأوطان 
وشرود لأطراف المستطاع 
لا شيء سوى عين ترى من خلف دمعتها قصورها
الكل يعض على أصابع الأيام 
و الأيام تسيل بكل وقاحتها 
ولا شيء يحدث
سوى أن الخيمة أردتها الريح 
والأرض ارتوت بالدماء 
غصة في الحنجرة 
لا شيء سوى ناي جريح 
و لون طريح يشبه سُمرة سكوتنا 
لم يكن عاما 
كان زغرودة ياسمين خبأها الأمس
لولادة القمر 
صوت يشلح قيدهُ و يغني
حواري عتيقة تُخرج لونها الطيب
وجوه تغتسل بالضوء
و رهان يسبق الزمن بلهفتين و خوف 
الكل يركض نحو الماء 
و الغيم ينتظر الدعاء
لا وردة تورق في لحظتين 
ولا غد بغير عز 
و الأرض ولودة بالياسمين 
لم يكن عاما
كان تقويم شهيد 
ترك خطيبته على أول النهر 
و مضى إلى الحرب يصد الباب بوجه الأعداء
و يراجع تحضيرات عرس مميز  
يحكُّ البال و أبجدية المقاومة 
ويلفّ جسده بالركام
ينتظر عروسه كي تحمله الى قبره الابدي 
يهزّ دمه بين كفوفه
و يغمض عينيه قبل صحوة النتائج
لكم أعوام مليئة بما تشتهون

 

* الصورة من freepik لأغراض توضيحية فقط

 

الكلمات الدالة