Sadaonline

الظلام كحتمية والضوء كخيار

إضاءة الطريق تحتاج إلى فكر وجهد وعمل

عندما نترك الأمور على طبيعتها دون تدخل، فإن السلبيات تحدث بشكل تلقائي. مثلًا، إذا تُرك منزل بلا عناية، فسيغطيه الغبار، وإذا أهملنا التعليم، فسينتشر الجهل، وإذا لم نحافظ على الروابط الاجتماعية، فسيعم التفكك والعزلة. في المقابل، فإن بناء أي شيء إيجابي يحتاج إلى وعي وعمل وجهد مستمر.

التطبيق على الواقع الاجتماعي والثقافي

يمكننا إسقاط هذه الفكرة على العديد من جوانب الحياة، خاصة في المجال الثقافي والاجتماعي:

1. فهم المجتمع وطريقة عمله

ترك الأمور تسير دون جهد يعني البقاء في عزلة داخل المجتمعات المهاجرة، وهو أمر يحدث تلقائيًا إذا لم يُبذل أي جهد لفهم القوانين، العادات، وطريقة عمل المجتمع المضيف.

أما الفهم الحقيقي، فهو الذي يحتاج إلى مبادرات مثل التعلم، متابعة القوانين والسياسات العامة، والانخراط في الحوارات الثقافية، مما يتيح للأفراد العيش بوعي واتخاذ قرارات أكثر حكمة في بيئتهم الجديدة.

2. الحفاظ على الهوية الثقافية

إذا لم تكن هناك جهود متعمدة للحفاظ على اللغة والثقافة العربية، فإن الأجيال الجديدة ستبتعد عنها تلقائيًا، لأن الثقافة السائدة ستأخذ مكانها.

لكن نقل الثقافة للأجيال القادمة يحتاج إلى مشاريع تعليمية، فنون، وأدوات حديثة تُبقيها حية في النفوس، بحيث يكون التفاعل معها طبيعياً وليس مجرد تكرار تقليدي لا يواكب العصر.

3. مواجهة العزلة والتهميش

بدون أي تدخل، يمكن أن يشعر الأفراد في المهجر بالعزلة والضياع، وهو أمر يحدث بطبيعته بسبب اختلاف البيئة.

الحل ليس في انتظار الظروف لتتغير، بل في خلق مساحات ثقافية واجتماعية تتيح للأفراد التواصل والتعبير عن أنفسهم، مثل المنتديات والمراكز الثقافية، التي تبني جسور التفاهم وتوفر الدعم النفسي والاجتماعي.

النتيجة

إضاءة الطريق تحتاج إلى فكر وجهد وعمل، بينما الظلام لا يحتاج إلى شيء سوى الغفلة والجمود. لذلك، كل من يسعى للتغيير الإيجابي عليه أن يكون هو النور الذي يصنع الفرق، بدلًا من انتظار أن تتغير الأمور من تلقاء نفسها.

*  الصورة من freepik لأغراض توضيحية فقط

الكلمات الدالة