Sadaonline

ماذا بعد سقوط بشار الاسد؟

كيف تتحول الجماعات التكفيرية إلى بناة دولة يتحدثون عن الحقوق وحقوق الأقليات، وهم لايفهمون إلا لغة الذبح وقطع الرؤوس، وانتهاك الحرمات؟


زعيم الخيرالله ـ وندزر

 في البداية، أنا لست هنا في موقع الدفاع عن نظام بشار الأسد ، ولا عن دكتاتوريته واستبداده وظلمه للسوريين ، ولكن أحاول أن اقرأ ما حدث قراءةً موضوعيةً غير منحازة.

الأحداث الدراماتيكية السريعة التي حدثت في سورية، تثير الاستغراب والتساؤل…أنى لهذه القوى الدموية ذات التاريخ الاسود في قطع الرؤوس وانتهاك الحرمات، هذه القوى المبعثرة المشتتة ، أن تسقط نظاماً قوياً، ويمتلك خبرةً في التعامل مع الأزمات، أنّى لهذه القوى المتشرذمة، أن تسقط نظاماً حكم سورية لأكثر من خمسين عاماً.

القصة أكبر من هذه الجماعات. هناك قوى دولية وإقليمية ، كانت وراء سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الاسد، لأن هذه القوى اتخذت قرارها الحاسم باسقاط الاسد، وما الجولاني الذي كان في جبهة النصرة ، المصنفة دولياً بأنها منظّمة إرهابية، وغيره من المجاميع الارهابية ، التي تقطع الرؤوس، وتمضغ القلوب والأكباد ، إلا أدوات بأيدي تلك القوى.

كيف تتحول هذه الجماعات التكفيرية الاستبدادية بين عشية وضحاها ، إلى بناة دولة ، يتحدثون عن الحقوق، وحقوق الأقليات، وهم لايفهمون إلا لغة الذبح وقطع الرؤوس، وانتهاك الحرمات؟. لماذا يسوَّق الجولاني الذي يمتلك تأريخاً دموياً إجرامياً ، على أنه المنقذ لسورية وشعبها الكريم؟ . ان هذا الأمر لايمكن قبوله بهذا التبسيط لهذا الحدث الكبير.

وراء إسقاط الاسد قوى دولية واقليمية ، كالولايات المتحدة واسرائيل وتركيا ، عقاباً للأسد على مواقفه المشرفة من القضية الفلسطينية.

وأقوى دليل على ما نقول، ان إسرائيل اليوم ألغت اتفاقية فك الاشتباك الموقعة بين سورية وإسرائيل وبضمانات دولية، ووصلت إلى جبل الشيخ ، ودمرت صواريخ سورية وقدراتها التسليحية، ومراكز أبحاثها ، واغتالت علماءها.

ان الوضع في سورية خطير ، وقد يتجاوز سورية إلى الدول المجاورة .

حمى الله سورية من مخاطر التقسيم ، وحمى دولنا من هذا الخطر الذي يهدد الجميع ولايرحم أحداً!

* صورة نشرتها السفارة الامريكية في سوريا في العام 2017


الكلمات الدالة