Sadaonline

سامح الله أهل غزة وعفا عنهم

أطفال غزة فهم بضحكاتهم واحلامهم التي لا تغيب عرّوا حكّام العرب


 

د. علي ضاهر

 

كثير من أبرار العالم يرجون من الله مساعدة اهل غزة. لكن القليل من الناس من يدعون الى مسامحتهم والعفو عنهم. شخصيا، كنت في البداية من الذين يرجون من العلي القدير ان يسامحهم، لا لسبب الا لأنهم اوقعوا العديد من عباد الله في التجربة وحشروا الكثير من أبناء آدم في الزاوية ودفعوهم الى ممارسة النفاق ورموهم في سلة المنافقين ودفنوهم في مقبرة المخادعين والمراوغين. لكن أحد الاصدقاء لامني ونبّهني الى عدم وجود علاقة لأهل غزة بدفع الناس الى ممارسة فعل النفاق. وشرح لي قائلا: "ان العلّة ليست في أهل غزة والذنب ليس ذنبهم. هم لم يدفعوا الناس الى النفاق. فالنفاق من شيم البعض. فهؤلاء هم أصلا منافقون، مجبولون بماء النفاق وتعتمل في نفوسهم خميرته منذ وضعتهم أمهاتهم ورضعوه مع الحليب. انما وجلّ ما فعله أهل غزة، وهم مشكورون على فعلتهم، رغم الكلفة الباهظة التي دفعوها، انهم قد أظهروا لمن ليس في عيونه نظر مدى تفشي النفاق بين ملوك وحكام العرب والإسلام. كما وكشفوا لمن لا يريد ان يرى، ان معدل النفاق مستشري بين أبناء وبنات آدم كما في الغرب كذلك في الشرق، وبينوا ان أهل النفاق يفوقون أهل الصدق والأمانة بأعداد كبيرة.

 

فمن الفوائد التي تضاف الى ميزان حسنات أهل غزة انهم كشفوا بدمائهم من يضمر من العرب غير ما يظهر وأجبروه على الإختيار بين الخير والشر. ومن أعمال أهل غزة الطيبة انهم فضحوا بعذاباتهم وآلامهم حقيقة العرب الذين يعتقدون أنهم أذكياء وانهم قادرون-- عن طريق الحيل والخزعبلات والتلاعب-- تغطية حقيقتهم. ومن كرم أهل غزة انهم استطاعوا، بأنين أطفالهم، تعرية من يستر من العرب كرهه لفلسطين والفلسطينيين بينما يدّعي كلاميا حبّهم. كما ومن عظمة أهل غزة انهم بينوا ان خطر هؤلاء المنافقين اشد فتنة وقولهم اسرع إنتشارا كونهم يملكون وسائل الضعضعة وأساليب التشكيك، بينما أهل غزة ومن يساندهم، وان كانوا على حق، فهم لا يملكون من هذه الوسائل الا النذر البسيط. فمنافقو العرب اعداء حقيقيون يظهرون النصح لأهل غزة ويتباكون على مصابهم، ويقسمون اليمين المغلظة أنهم يحبونهم، لكنهم يطعنونهم بالظهر. وما يميّز هؤلاء عن سواهم من الأعداء أنهم من الداخل، يعرفون مواضع القوة في أهل غزة فيسعون في إضعافها، ويعرفون مواطن الضعف فيتسللون من خلالها.

 

سامح الله أطفال غزة فهم بضحكاتهم واحلامهم التي لا تغيب عرّوا حكّام العرب ومنظّمات الأطفال؛ سامح الله نساء غزة فهن بإبائهن وصبرهن استطعن كسر عيون العديد من نساء العرب وجمعيات الدفاع عن المرأة؛ سامح الله كبارغزة فهم بالصبر كسروا إرادة الأعداء؛ وسامح الله شباب غزة فهم بالبطولة والعزم مرّغوا أنوف المتكبرين وفضحوا نفاقهم!

 

*صورة المادة الخبرية من موقع freepik لأغراض توضيحية.

الكلمات الدالة