Sadaonline

في هكذا مورد: نِعْمَ المخالفة

علم فلسطين رمز للمظلومية ونصرة المظلومين تجسيد لمعاني كربلاء

أبو تراب كرّار العاملي  ـ مونتريال

لا شكّ أنّ النّظام مطلوب، ولا رَيْب أنّ العِبرة في التّطبيق، فلا ينفع الاكتفاء بخطّ القوانين على الأوراق وتجاهل الممارسة العمليّة. وتزداد الحاجة إلى اعتماد نظام معيّن مع توسّع حجم "نشاط ما"، وتنحسر المعوّقات الميدانيّة تزامناً مع الحرص على تطبيق ما اتُّفِقَ عليه من "ترتيبات كذائيّة" بين الجهات المُنَظِّمة لاحتفالٍ أو إحياءٍ ونحوهما. 
وتتعدّد موارد التّنظيم في مختلف أنحاء الحياة، فتجدها في السّياسة وطرائق حكم البلاد، في الرّياضة على أنواعها، في المجالات العلميّة والصّروح التّعليميّة، في الأماكن الصّحّيّة على تفرّع أشكالها، في الميادين العسكريّة على تنوّع تشكيلاتها... وما شِئتَ فَزِدْ مِنَ الأمثلة والعناوين.
فَلْنَنْتَقِلْ إلى مثالٍ افتراضيّ:


في بلدٍ اغترابيّ غير عربيّ وغير مسلم، مجموعة من "الأطراف الإسلاميّة" حيث لكلّ منها كيانها ومكانها ونشاطاتها، تتلاقى وتتّفق على إقامة "نشاط ما" مشترك وجامع والمتمثّل بإحياء ذكرى دينيّة مباركة.
ويصادف أن يكون توقيت "النّشاط الجامع" ضمن فترة زمنيّة حيث العالم مشغول - كُلّ على طريقته - بحرب إبادة جماعيّة تتعرضّ لها منطقة إسلاميّة في هذا الكوكب الفسيح - جغرافيّاً وبشريّاً - وعدّاد الضّحايا لا يتوقّف عن الارتفاع (لا تنسَ أن تقرأ: نساء وأطفال).
وعليه، بطبيعة الحال، يجتمع ممثّلون عن "الأطراف الإسلاميّة المُنَظِّمة للنّشاط المشترك" بشكل دوريّ لتنظيم العمل وتنسيق الأمور. ولكن، ما الحلّ عند تباين الآراء التّفصيليّة؟ الإجابة بديهيّة وسهلة: التّصويت.
وتاليا، أُسْقِطَ بالتّصويت البند المتعلّق برفع أعلام وشعارات نصرةً للقضيّة المُحِقّة المرتبطة بحرب الإبادة الجماعيّة المشار إليها أعلاه لدواعٍ احترازيّة وأسباب حمائيّة لها علاقة بالتّموضع السّياسيّ للسّلطة الحاكمة للبلد حيث مكان النّشاط.
وإذ، ميدانيّاً وفي أرض الواقع، يستغرب "بعض المحتاطين من المُنَظِّمين" أنّ [البند المشار إليه] خولف، وبعض القوم رفعوا الأعلام ونصروا المظلومين على طريقتهم وبالقدر اليسير والمتاح.
انتهى النّقل الافتراضيّ... ونصل إلى التّعليق وإبداء الرّأي:
بمعزل مَنِ المعنيّ بمخالفة البند... وبالتّالي رفع الأعلام المُناصِرة (هل هو تصرّف مُدَبَّر أو عفويّ فرديّ؟)، ولكن، أمام هَوْل "المشاهدة المُرعِبة" و"الصّور الكارثيّة" و"التّصرّفات الوحشيّة" الّتي من الممكن أن تُشاهَد جرّاء الحرب الدّمويّة الظّالِمة، لا تلومنَّ مَنْ يدفعه حسّه الإنسانيّ لنصرة ضحايا أبرياء... الله أعلم بحالاتهم المنكوبة وأوضاعهم المُزرية الّتي لا بدّ أن تُحَرِّك قلوب أحرار العالم وشرفائه.
أيّها العزيز:
في هكذا مورد: نِعْمَ المخالفة
[وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ]

الكلمات الدالة