Sadaonline

لماذا أمريكا مكروهة؟

تمثال الحرية .. اية حرية ؟

د. علي ضاهر - مونتريال


للتذكير: أمريكا هي إبنة الغرب الوفيّة. غرب ارتكب أبغض الموبقات بحق العرب. لذا وكأي إبنة صالحة وفية تربّت وورثت عن أمها أوسخ صفات الإستعمار الغربي المتعالي العنصري المقيت، الذي يكنّ كرها دفينا لكل قاطني الشرق العربي، بدليل ما قاله أحد قواده عند احتلال دمشق في مطلع العشرينات من القرن الماضي، حين وقف مأخوذا بزهو الإنتصار محيطا نفسه بأكاليل النصر والغار، ومحاطا بجنوده، فتوجه صوب قبر صلاح الدين الأيوبي لزيارته، ولما بلغه نظر الى القبر وقال بشماتة: "إستيقظ يا صلاح الدين، فنحن قد عُدنا".

 

أمريكا، كونها إبنة وفية للغرب، لم تشذّ عن قاعدة الكره الدفين للعرب. لكنها لم تكتف فقط بتصديق المثل الشعبي "البنت سرّ أمها" او "طبّ الجرّة على تمها تطلع البنت لأمها" وجعله صحيحا، بل بزّت أمها في إرتكاب، بحق العرب، موبقات أبشع من تلك التي ارتكبتها أمها. فأمريكا لم تترك بلدا عربيا من شرّها: أمعنت في حبك المؤامرات عليهم، إنخرطت في حملة شعواء بإسم الديمقراطية أدّت إلى زعزعة إستقرار الشرق لأكثر من عقود، أوغلت في تغطية وحماية من يصادر أراضيهم ومقدّساتهم، إستبسلت في تمويل أعداءهم وتزويدهم بأحدث أنواع السلاح وأدوات القتل، وأخيرا وليس آخرا، سهّلت وشجّعت وحثت على قتل من يرفض سياساتها. وهذه نبذة عن بعض ما فعلته: ضربت لبنان سنة 1958 و1983، هجمت على ليبيا سنة 1988، على العراق في 1991، على الصومال 1998،على السودان 1999، قامت مرة ثانية بضرب العراق 2003، دمرت ليبيا 2011، هاجمت اليمن 2015، وها هي اليوم تبدع في المساعدة في تدمير فلسطين ولبنان وإبادة السكان عن طريق دعمها المتواصل الفعّال لبلد يمارس سياسة الفصل العنصري والتهجير ومصادرة الأراضي وانتهاك المقدسات والقتل والمذابح.

أمريكا، إبنة غرب فرض إرادته وفكره على الآخرين، تسعى الى إدامة هذا الوضع عن طريق أساليب عديدة من بينها تعميم ثقافة الحدّ من سلطة الدولة، تفكيك الجماعة، تقديّس الفردية المطلقة، الترويج لنمط حياة يقوم على عبادة الإستهلاك والزينة البراقة، وتوحّيد تفكير الناس وأذواقهم حتى أصبح من لا يأكل الماكدونالدز ولا يشرب الستاربكس، يشعر بعقدة نقص. لكن أهم أساليب فرض الإرادة الأمريكية يتمثل في استعمال القوة، قوة الكاوبوي او الشرطي العالمي، لخلق وتعميم فوضى (مدموغة بصفة الخلّاقة) بإسم مفهوم للديمقراطية، وصفه المؤلف الأمريكي ويليام بلوم بأنه "أشد الصادرات الأميركية فتكا". فإن أضفت بضاعة "حقوق الانسان" الى الصادرات الامريكية الشديدة الفتك والمستعملة لمحاصرة الدول التي تخالف مصالحها وسياستها يتشكل لديك مزيج متفجّر كفيل في زعزعة تلك الدول وتصنيفها بالدول الفاشلة.

 

وأمريكا لم تكره العرب فقط بل عممت كرهها على كل شعب حاول التفلت من سيطرتها. فهي وللحفاظ على مصالحها لم تتوان عن ارتكاب أبشع الموبقات من تجويع ومحاصرة وإحتلال وقتل وإغتيال. فلا شك ان لها يد في إغتيال او المساهمة في إغتيال او التشجيع على إغتيال العديد من الزعماء. أَوَلَمْ يَكُنْ لها يد في استشهاد باقة زعماء كبار من مرتبة زاباتا والمختار وساندينو وغرمشي وباتريس ومالكوم وتشي ومارتن وسلفادور وأميلكار وفتحي وأبوعلي وقاسم واسماعيل وحسن!

 

إذا كانت هذه الأعمال غير كافية لإتخاذ موقف من أمريكا، ألا يكفي مرور على رأس قيادة الولايات المتحدة الأمريكية شخص كاذب منافق مثل بايدن وآخر سفيه منحط مثل ترامب حتى يكون الجواب: نعم يمكن كره سياسة أمريكا ونظامها!

 

*صورة المادة الخبرية من موقع freepik  لأغراض توضيحية

الكلمات الدالة