Sadaonline

لقاء مرتقب بين ترودو وشخصيات من الجالية الاسلامية الاربعاء في مونتريال : هل يكون في خدمة الجالية ؟

لقاء مرتقب بين ترودو وشخصيات من الجالية الاسلامية الاربعاء في مونتريال : هل يكون في خدمة الجالية ؟

في اواخر شهر كانون الثاني الماضي كان من المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو مع ممثلين عن الجالية الاسلامية ، لكنه جرى إلغاء اللقاء لأن "رئيس الوزراء أهمل حتى الآن الوفاء بالوعود التي قطعها للجالية المسلمة في الحملة الانتخابية لعام 2015، التي أوصلته إلى السلطة".

المجلس الوطني للمسلمين الكنديين (NCCM) الذي الغى اللقاء اتهم حكومة ترودو بالفشل في حماية الفلسطينيين أو اتخاذ "إجراءات ملموسة" ضد جرائم الكراهية في المجتمع الكندي.
وقال الرئيس التنفيذي للمجلس ستيفن براون في مؤتمر صحفي، "لم نعد نعتقد أنه من المفيد التحدث مع رئيس الوزراء" ، مضيفاً "لا يوجد شيء جديد يمكننا قوله. لقد قلنا كل شيء من قبل".
وأَسف براون لإنه لا يرى "أي دليل على استعداد أوتاوا للضغط على إسرائيل من أجل تخفيف قصفها لقطاع غزة وحماس"، لافتاً إلى اهتمام المجلس " بأن تتخذ الحكومة إجراءات حقيقية وملموسة للحد من الإسلاموفوبيا في هذا البلد و اتخاذ إجراءات ملموسة حقيقية لوقف الأعمال العدائية في الشرق الأوسط".

بعد ذلك باسابيع تواصل نواب وشخصيات ليبرالية مع مسؤولين بارزين في الجالية في مونتريال الا انهم وجدوا أبوابا موصودة . فكانت المواقف تنطلق من سكوت الحزب المريع على فظائع غزة. حيث كانت تقتصر المواقف على بيانات وتغريدات لا تقدم ولا تؤخر، فيما كانت تقرّ ميزانيات مادية كبيرة وامدادات عسكرية غير محدودو لدعم اوكرانيا في وجه الهجوم الروسي .

ما جرى كان اعلانا واضحا عن تأزّم العلاقة بين الجالية الاسلامية والحزب اللبرالي. ومنذ ذلك الحين جرت محاولات حثيثة لرأب الصدع بين الجالية والحزب الذي كان ـ تاريخيا ـ "يضمن الجالية في جيبه" .

غير انه كانت تحدث بعض الخروقات من هنا وهناك، منها دعوة نواب من الحزب الى مسجد هنا ومركز هناك ، وسط امتعاض كبير وتململ من مواقف الحزب. والملاحظ هنا ان محاولات بعض المراكز ابقاء العلاقة مع اللبرال مفتوحة كانت "من اجل ايصال رسائل ربما تساهم في استمالة اللبرال نحو الجالية بما يخص قضية فلسطين". فيما عبرت مراكز اخرى عن مصالح تخص مؤسساتها تدفعها لابقاء "شعرة معاوية" في العلاقة مع النواب . حيث كانت ترى بعض هذه المراكز ان "القطيعة مع الحزب لا تنفع الجالية ابدا".

صباح اليوم الاثنين وعن طريق الصدفة ، وصلتنا معلومات مفادها ان لقاء سيجري الاربعاء القادم بين شخصيات من الجالية الاسلامية وترودو في صالة الاحتفالات في "شاتو رويال" في مدينة لافال، بتنسيق من النائب الفدرالي فيصل الخوري. وعلمنا انه كان هناك امتعاض من طريقة الدعوة .

تابعنا الموضوع مع عدد من الشخصيات المعنية بشؤون الجالية فتبيّن ان قرار اللقاء بترودو سبقه مشاورات مع بعض المعنيين والمؤثرين في الجالية ، حيث كانت النصائح تشير الى ضرورة عدم  اللقاء في هذه الظروف ، سيما ان الليبرالين يريدون فتح خطوط مع الجالية مع اقتراب موعد الانتخابات الفدرالية، بعدما شعر الحزب الحاكم ان بساط الجالية الاسلامية قد سحب من تحت رجليه . النقاشات افضت الى ابداء عدد من المعنيين عدم الاهتمام بلقاء ترودو حيث ابلغ بعض من وجهت اليهم الدعوة بعدم الحضور. فيما آثر آخرون تلبية دعوة الخوري للقاء ترودو . الا ان قرار اللقاء الذي اتخذ من قبل عدد من المعنيين في الجالية "لمصلحة يرونها تصب في مصلحة الجالية هو قرار لا يمكننا الا احترامه"، كما قالت احد المصادر القريبة من اللقاء المرتقب .

لا نريد ان نناقش في صوابية قرار باللقاء مع ترودو فلدى بعض المدعوين من الحكمة ما تجعلهم يقدمون مصلحة الجالية على اي اعتبارات اخرى. وان كنا على قناعة كاملة بانه اذا لم يتم التحضير الجدي للقاء فان الاستفادة الكبرى ستكون من نصيب الحزب اللبرالي ، الذي تشير كل استطلاعات الرأي الى انه لن يشكل الحكومة القادمة لجملة اسباب ليس الوقت الآن للحديث عنها .  

لكن هناك اسئلة طرحها مصدر مطلع في نقاش سريع معه اليوم . حيث توقف المصدر طويلا عند مسالة كون صاحب الدعوة هو النائب فيصل الخوري. اذ اعتبر المصدر ان "فيصل خوري يريد تبييض وجهه على حساب الجالية ليثبت لترودو انه يمكنه احداث اختراق في الجالية ، رغم كل ما يقال عن قطيعة مع الحزب اللبرالي". وسأل المصدر عن سبب قيام النائب الخوري بمهمة تنظيم اللقاء بين ترودو والشخصيات الاسلامية ، في الوقت الذي كان من المفترض ان يبادر اليه النائب سمير زبيري ، وهو رئيس الكتلة الليبرالية الاسلامية في البرلمان الكندي والذي من المفترض ان تكون له علاقة جيدة مع المساجد" .

وذكّر المصدر "بمسالتين أساسيتين تتعلقان بالخوري . الاولى تتعلق بتهنئة النائب فيصل الخوري للاسرائيليين في ذكرى "يوم هاتزموت" ، الذي يعتبره الصهاينة يوم استقلال اسرائيل، ونعتبره نحن يوم النكبة " . حيث استهل الخوري تهنئته بالقول " عيد استقلال سعيد لرفاقي المواطنين الإسرائيليين ... ". وحين قلنا للمصدر ان الخوري سحب التغريدة لاحقا مبررا ان المكتب نشرها من دون الرجوع اليه "، اكد المصدر ان الخوري سحب ما نشره بعد ان لاحظ استياءً كبيراً في الجالية. وهو تلقى اتصالات كثيرة تعبر عن عدم الرضى عن هذا الموقف المخزي". ولفت المصدر الى المسالة الثانية و" هي عدم قبول الخوري توقيع العريضة النيابية التي تدعو الى وقف النار في غزة العام الماضي ". بل اكثر من ذلك "الخوري ، المحسوب على الجالية العربية، كان يحرّض عددا من النواب في حزبه على عدم التوقيع على العريضة لان ذلك قد يضرّهم "، كما نقل المصدر.  

وفي هذا الاطار يقول مصدر مطلع آخر "حينما ابدى الخوري رغبته في حضور احد انشطة الجالية قيل له ، بعدما أُحرج المشرفون على النشاط في عدم تمكنهم من رفض طلب الخوري : يمكن ان نتناول القهوة سويا لكن لا نريد ان نسمع منك كلاما سياسيا". وذكّر المصدر بما جرى مع الأستاذ حسن غية الذي ترشح للانتخابات الفدرالية بعد انتخابه من قبل اعضاء الحزب للبرالي في دائرة سانت ليونارد- سانت ميشال. حيث انه تمت ازاحته من السباق الانتخابي بعد اعتراض اللوبي المؤيد لاسرائيل على ترشيحه ". وقال المصدر" حين قال لهم الاستاذ غية ان هذا القرار سيلقى صدى سلبيا لدى الجالية كان الجواب من الحزب " الجالية العربية والاسلامية ستصوّت لنا بكل تاكيد لانه لا خيار لها سوى الحزب اللبرالي". واشار المصدر الى ان " الحزب اللبرالي حين اتخذ النائب الفدرالي انتوني هاوسفاذر موقفا مغايرا للحزب اللبرالي بعد الاتفاق مع الحزب الديمقراطي على قرارات تتعلق بفلسطين ، لم يبادر الى اقالة هاوسفاذر بل ازدادت مواقف الحزب تطرفا لمصلحة اسرائيل لارضاء الجالية التي ينتمي اليها هاوسفاذر". المصدر لفت النظر الى ان "المواقف التي ستتخذها هذه المجموعة او تلك تنعكس على الجالية على امتداد المقاطعات الكندية". وعقّب المصدر بالقول " لذا اقول ان على الجالية ان تكون متضامنة في مواقفها حتى يحترمها الآخرون، والا لن تقوم لنا قائمة ".

في الختام قال المصدر " اذ نتفهم القرار نتمنى بكل محبة واحترام ، من كل من سيلتقي ترودو ما يلي :

-          ان يكون موضوع فلسطين وموقف الحزب اللبرالي مما يجري هناك هو موضوع اللقاء الرئيسي والوحيد . وليصر الحاضرون على ان يعلن ترودو موقفا صريحا معلنا مما يجري في فلسطين لا يقتصر على الادانة الشكلية،

-          ان يكون عنوان اللقاء ليس مع رئيس الحزب اللبرالي بل بين رئيس الوزراء الكندي ومواطنين كنديين لديهم اعتراضات على اداء الحكومة ،

-          ان لا يسمح بالتقاط الصور مع ترودو والوفد المرافق معه كي لا يُستغل في المصلحة الانتخابية للحزب . وليسجّل الحاضرون بذلك موقفا مشرفا .

 

الكلمات الدالة