Sadaonline

تحية طيبة وبعد ...جوستان ترودو لم يعد إسما رابحا

تحية طيبة وبعد ...جوستان ترودو لم يعد إسما رابحا

غسان عجروش ـ مونتريال
 
عام 2013 كان جوساتن ترودو ، الليبرالي المنشأ والتربية،على متن طائرة في رحلة داخلية من مدينة هاليفاكس الى العاصمة الكندية ، أوتاوا حين  تقدم منه صحافي مناصر لحزب المحافظين مستفزا بالسؤال عبر ورقة مكتوبة : " هل تظن نفسك حقأ تستطيع هزيمة ستيفن هاربر "؟ ليرد "ترودو" على نفس الورقة وبكل ثقة : راقبني فقط just watch me. 
ستيفن هاربر زعيم حزب المحافظين آنذاك كان قد فاز بثلاث دورات متتالية كرئيس لوزراء كندا ، طامحا لولاية رابعة ، حين أوقف طموحه جاستن. بالفعل فاز الحزب الليبرالي بالانتخابات العامة وتبوأ الزعيم الشاب رئاسة وزراء كندا عام 2015 الى يومنا هذا. 
وجد الكنديون في ترودو  الابن وجه أبيه بيار اليوت ترودو، الذي كان رئيسا للوزراء لاربع ولايات متلاحقة عدت من الاطول في تاريخ كندا.  تميز بيار ترودو  بعلاقات دبلوماسية وثيقة مع روسيا والصين وكوبا واعتبر متميزا في سياسته هذه، بعكس الاين الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بالسياسة الغربية وتحالف معها لأبعد الحدود .
جوستان ترودو الشاب الوسيم، الانساني المنفتح ابن دائرة villary-papineau المتنوعة الاعراق والثقافات والاثنيات لا يفوت مناسبة دينية ووطنية الا وشارك بها.  أحببناه شخصا وزعيما ، أنتخبناه منذ العام 2015 إيمانا به انه الافضل والاقل تطرفا والاكثر تفهما للقضايا الانسانية على الاقل،  إستقبل السوريين كما إستقبل الاوكرانيين وقدم لهم الدعم والاقامة والحماية وإن كان بنسب متفاوتة. كان الوجه الانساني موجودا وظاهرا في كل سياساته وتعاملاته . كيف تحول رئيس وزراء كندا من شخصية إنسانية تأوي الملهوف واللاجيء والمشرد من بلده الى زعيم في مصاف نتنياهو وغالانت وغفير الذين قتلوا أكثر من ٤٠ الف فلسطيني مدني وها هو يمدهم بالموقف والسلاح والرجال والمواقف الدولية المساندة لهؤلاء ولسياستهم العسكرية الاجرامية . بل ويرفض حتى الدعوة إلى وقف إطلاق النار .
دعم عسكري ومالي وسياسي غير محدود لاوكرانيا ، وكذلك لإسرائيل فيما تعاني كندا من بطالة وغلاء معيشة وركود إقتصادي وتقهقر في الخدمات الطبية والتعليمية والسكنية. 
إستطاع ترودو البقاء في الحكم ليس لجدارته ولا  لشعبيته المتراجعة ولا لنجاحاته في إدارة البلد إنما لخلو المنافسة ضده ولدعم حزب الديمقراطيين الجدد له من خلال وعدهم له بعدم إسقاط الحكومة مقابل إجباره على تقديم خدمة عناية الاسنان للكنديين. لكن هذا الدعم قد جفّ أيضا وقرر زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ التخلي عنه وربما اسقاط حكومة الاقلية، التي يرأسها الليبرال والدعوة الى انتخابات فدرالية قد تطيح بحزبه الى خارج السلطة . 

إذا ، لم يعد إسم جوستان ترودو إسما رابحا حتى داخل حزبه  كما كان في العام 2015 ولم يعد إسما مرغوبا على الصعيد الشعبي، كما تشير الاستطلاعات ؛ مما حدا بمرشحة الحزب الليبرالي "لورا بلاستيني" في  الانتخابات الفرعية التي تشهدها دائرة لاسال في مقاطعة كيبك الى حجب صورة الزعيم الليبرالي عن حملتها  الانتخابية فيما تصدرت صور باقي زعماء الاحزاب الاخرى مع مرشحيهم . 
لقد تراجعت كندا في عهد ترودو على المستوى العالمي والداخلي ـ للأسف ـ وأصبح ملحقا بالسياسة الاميركية يقرر ما يقررون ويرفض ما يرفضون. إنها ليست كندا التي نريدها وأحببناها وليس البديل القادم  ـ في حال فاز حزب المحافظين ـ أبهى وأفضل. بكل بساطة إننا أمام خياران أحلاهما مر .

الكلمات الدالة