Sadaonline

تحية طيبة وبعد... أتعبنا تمادي خاطفيك بالجريمة

متى حظى منك ببعض إطلالة أو بابتسامة تعيد أمل الآيتام والمحرومين وتمسح على وجه الشهداء والمقاومين؟

غسان عجروش ـ مونتريال

يا سيدي الإمام موسى الصدر 
أيها اللون المحايد للموت والحياة
يا آية فرّت من السماء لتهدي الأرض حبا وتسامحا وبركة 
يا رهف الموج واللازورد والزبرجد
أتعبنا تمادي خاطفيك في الجريمة 
أتعبنا لغز المسافة بيننا وبينك
ماذا نسميك
وكل التسامح 
وكل العلاقات الدينية والاجتماعية والانسانية تربطنا فيك 
الليل في كل صلاته وقيامه فيك 
الفجر في كل آذانه وابتهالاته فيك 
زخات اللآلئ هجرت بحارها وتغرغرت فيك
اللون المتفرد بصفائك ترك واحة الألوان وسكن فيك
حتى الأزهار ارتحلت من مواطنها وتنزهت في بواديك
والأبجديات تلعثمت حين أتت على وصف ما فيك
ماذا اسميكِ سيدي وكيف أكتبك وأنت نبوءة عصرنا الفائت والحاضر 
 أربع وستون عاما ولم ترحل عنا
 نثرنا كل مواعيدنا على ساعة عودتك وانتظرنا
أرسلنا نحوك الريح ونجمات الليل وحديث السحر  
ورشينا الماء المقدس ونسائما مباركة من بخور 
أطلقنا جيادنا بسيوف الوفاء 
مشطنا سهول اللقاء عاما بعد عام 
هذبنا طريق الياسمين 
ونصبنا فخاخ الشروق عند كل فجر ننتظر طلتك الفارهة 
ودعونا الصبح الى مأدبة حنين 
وإنتظرنا طلوعك من بين غيمات السماء 
علنا نحظى منك ببعض إطلالة 
أو بابتسامة تعيد أمل الآيتام والمحرومين وتمسح على وجه الشهداء والمقاومين.

سيدي الامام لا نخبرك أمرا جديدا لا تعرفه ،، لقد استشرفت المستقبل قبل عشرات السنين  ففي 10-10- 1969  قلتها " : علينا في كلّ يوم أن نقدِّم مجاهداً شهيداً وقضيّة وتضحية." وها هو الجنوب يقدم الشهيد تلو الشهيد على مذبح القضية والوطن ، عملنا بوصاياك ، العدو الذي حذرت منه صار أعتى وأشرس وأكثر دموية لقد ارتكب المجازر  في غزة و رفح، خان يونس، ديرالبلح، النصيرات، الشاطئ، المغازي، البريج، وجباليا، بيت لاهيا، وبيت حانون. ... ولم يهب لنجدتهم الا أبناؤك وحواريوك في جبل عامل والبقاع..وثلة من الشرفاء.
وإمتثالا لتعاليمك ايضا يا سيدي الامام حين قلت : لقد تحمَّل المحرومون أوزار المعركة بشرف وشجاعة ودافعوا عن مناطقهم المحرومة وعن المقاومة الفلسطينيّة، وقدّموا الضحايا وجبلوا تراب الوطن بدمائهم." 
ها هو يعانق الدم اللبناني الدم الفلسطيني في كفركلا وعيتا والعديسة وميس الجبل ومارون الراس وبنت جبيل وغيرهم ويسقط خيرة شباب هذه الامة فيما بعض العرب يزدادون خيانة ويقدمون الخيبة تلو الخيبة على أرصفة الخنوع والتطبيع.  لا جديد هنا أيضا فقد غدروا بك منذ 46 عاما وهاهم يغدرون بأطفال غزة وشيبها وشبابها وشاباتها بل ويقدمون الدعم المادي والاقتصادي والامني للكيان نهارا جهارا .
وبعد يا سيدي يا موسى الصدر 
هي حكمة الهية تجعلنا نربي الاحلام عاما بعد عام،  
بقدر الوشوشات الصماء التي تحاكيك 
وبحجم والحروف الباهتة التي تخط حلم عودتك إلينا  
هي أمنيه رجوعك إلينا نقلّبها على لهيب الساعة الواقفة منذ ٣١ آب ١٩٧٨ 
يضيق ثوب المسألة كل سنة 
ويندلق الحنين لوهج الساعة الجامدة 
 ونرفض أن نتبنى خبر عدم الكشف الفعلي لما حل بك ورفيقيك، فإن كنت حيا كما نرجو  علنا نحظى منك بلقاء قبل أفول عمرنا  او نحتسبك شهيدا ننعاك بمجلس عزاء أسوة ب جدك "الحسين"  عليه السلام  . ولك منا كل السلام

الكلمات الدالة