د. علي ضاهر
مع العلم ان الكذب ملحهم، لكنني فكّرت في دخول عالم المنجمين، ولو متأخرا. متأخر بالعمر وبالوقت. بالعمر فقد بلغت أَرْذَله وبالوقت لقد أصبحنا في كانون الثاني، وقد سبقني الى توقّع مقبل الأحداث المئات. لكن وبالرغم من ذلك، قلت في نفسي "لماذا لا أجازف"، خصوصا وان أعداد المنجمين أصبحت "أكثر من الهم على القلب" وأشكالهم غدت "شي تِك تِك شي تيعا" وتوقعاتهم تراكمت حتى صارت "على قفا مين يشيل". لذا أطلب من القارئ الرأفة وحق الوقوع في الخطأ. فانا اولا واخيرا لست معصوما، والناس بطبعهم خطاؤون، لذا اطلب السماح في اقتراف الأخطاء كبقية المنجمين، انطلاقا من ان "ما في حدا أحسن من حدا" وان كل المنجمين سواسية، كأسنان المشط، لا فضل لمنجم على منجم إلا بمدى قربه من وسائل الإعلام ورجال السياسة وأغنياء هذا العالم، سيما وإننا نعيش في وقت يسرح فيه ويمرح أثرياء لا يعملون ومدراء جاهلون وزعماء فاسدون أميون وقادة متعصبون، يجندون نخبا و"مثقفين" ومحللين وخصوصا منجمين يعملون للتلاعب بالعقول.
لكن دخول عالم التنجيم يتطلب آلاَت وعتاد، تختلف حسب القدرات والمزاج. فبعض المنجمين يستخدم أوراق التاروت والكرة البلورية، البعض الاخر يفضل خطوط اليد والفنجان، ومنهم من يميل الى خرائط النجوم والمرايا وغيرها. في البداية كنت ميالا لاستخدام الكرة البلورية كونها مريحة للنظر وتفتح آفاقا واسعة. لكنني وجدتها معقدة نوعا ما، فأنا أحب البساطة على البساطة، على قول المطربة صباح. فقلت في نفسي "بما اننا نعيش في عصر التكنولوجيا والعلم والابتكارات وأهمها الذكاء الاصطناعي، فلماذا لا ألجأ اليه فهو الأحدث والأوفر والأسرع! وهذا ما ذكرني بشعار كان معلقا على حائط جارنا النجار يقول: " السرعة في التنفيذ والدقة في العمل والرزق على الله".
إن المنجمين في جميع الأوقات كاذبون حتى وإن صدقوا أحيانا وتنبأوا بأمر ما، فذلك عن طريق الصدفة فقط. فالكذب ملحهم. هم لا يعرفون الغيب، ولكن، من خلال معلومات متوفرة لديهم، يحاولون استقراء الآتي من الأحداث. لذا فمهما كانت معلوماتهم وفيرة فلدى الذكاء الاصطناعي معلومات اوفر ومهما كانت اطلاعاتهم واسعة فهو مطّلع أكثر منهم كونه على اطلاع بكل ما موجود في الشبكة العنكبوتية. وبما انني مبتدأ في عالم التنجيم أحببت حصر تنبؤاتي في أمر واحد. فشبّهتُ نفسي بالمجتهد، الذي إذا أخطأ فله أجر واحد وإن أصاب فلي أجران، عندها في السنة القادمة اقوم بتوسيع فِرْجار التوقعات واخاطر أكثر وإلا فعلى عالم التنجيم السلام.
لجأت للذكاء الاصطناعي ولكني احترت في الاختيار. أأختار ما يتعلق بلبنان ام بكندا، بفلسطين ام بالولايات المتحدة؟ أأختار شخصية ام واقعة! أأختار ترامب او بوتين او نتنياهو! ظهرت أمامي جملة من الاختيارات. في النهاية قررت طرح سؤال عن الشرق الأوسط والعلاقة مع ترامب، على الذكاء الاصطناعي، فجاء الرد التالي: عودة ترامب إلى البيت الأبيض جعلت العالم يتأهب لزعيم من الصعب التنبؤ بقراراته. لكن وبالرغم من ذلك فأنا، الذكي اصطناعيا، الذي لا حدود لمعلوماتي الا بما لا تحتويه الشبكة العنكبوتية، وبعد فحص وتصنيف وتمحيص للمعلومات وترتيبها وردا على سؤالكَ استطعتُ حل صعوبة التنبؤ بقرارات ترامب وتوصلتُ الى ما سيقوم به فيما يتعلق بالشرق الأوسط: "ترامب سيجر، الى حديقة الورود في البيت الأبيض، السعودي محمد بن سلمان والإسرائيلي بنيامين نتنياهو جرا إذا رضيا، وسحبا إذا رفضا وسحلا إذا تعنتا ووقعا في الرفض المحرم وذلك للاحتفال باتفاق التطبيع السعودي-الإسرائيلي، والذي سيطلق عليه اسم: درة صفقة القرن".
221 مشاهدة
10 يناير, 2025
148 مشاهدة
10 يناير, 2025
262 مشاهدة
06 يناير, 2025