Sadaonline

عن انسحاب 35 كاتبًا من جائزة "غيلر سكوتيا بنك" الأدبية: دعم فلسطين يتزايد كل يوم

عن انسحاب 35 كاتبًا من جائزة "غيلر سكوتيا بنك" الأدبية: دعم فلسطين يتزايد كل يوم

دارين حوماني - مونتريال 

بعد أسبوع من توجيه رسالتها إلى مؤسسة غيلر Giller لقطع العلاقات مع داعمي الإبادة الجماعية في غزة، وتوقيع 20 كاتبًا على الرسالة، أعلنت منظمة  Canlit Respondsأن 15 كاتبًا إضافيًا واثنان من المترجمين المحلّفين قد وقّعوا على الرسالة التي أُطلقت في العاشر من الشهر الجاري وتضمّنت قرارًا بسحب كتب المؤلفين من المشاركة في جائزة "غيلر سكوتيا بنك"Scotiabank Giller  لعام 2024 ورفض المشاركة في جميع البرامج أو العروض الترويجية المرتبطة بها وذلك بسبب تلقّي مؤسسة غيلر التمويل من "رعاة يستثمرون بشكل مباشر في الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وهي بذلك متواطئة في الإبادة الجماعية".

وجائزة Giller Scotiabank هي جائزة أدبية تُمنح لمؤلف كندي لرواية أو مجموعة قصصية منشورة باللغة الإنكليزية (بما في ذلك المترجمة) في العام السابق. وقد تأسّست الجائزة في عام 1994 تحت اسم جائزة Giller من قبل رجل الأعمال جاك رابينوفيتش تكريمًا لزوجته الراحلة دوريس غيلر، التي كانت محرّرة أدبية في صحيفة تورونتو ستار Toronto Star، وفي العام 2005 بدأت الشراكة مع سكوتيا بنك حيث تمّت زيادة قيمة الجائزة إلى 100 ألف دولار وتغيير اسم الجائزة إلى  Giller Scotiabank.

وتتضمن مطالب منظمة Canlit Responds استخدام مؤسسة غيلر نفوذها التنظيمي للضغط على الراعي الرئيسي لهم Scotiabank لسحب استثماراتهم بالكامل من "إلبيت سيستمز" Elbit Systems، وقطع العلاقات مع جميع المموّلين الذين استثمروا بشكل مباشر في الاحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية في فلسطين، بما في ذلك مؤسسات "عزرائيلي" Azrieli وأكبر سلسلة متاجر للكتب في كندا "إنديغو" Indigo وخدمة الكتب الصوتية "أوديبل" Audible.

وكان متظاهرون قد عطّلوا حفل جائزة غيلر في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 لجذب الانتباه إلى استثمار سكوتيابنك بمبلغ 500 مليون دولار في شركة Elbit Systems، وهي شركة تصنيع أسلحة إسرائيلية مسؤولة عن طائرة هيرميس بدون طيار والقنابل العنقودية والفوسفور الأبيض المستخدمة ضد الفلسطينيين.

وفي أعقاب هذا التعطيل، وبعد رسالة دعم للمتظاهرين موقّعة من 2100 كاتبًا لإسقاط التهم عن المتظاهرين، وبعد أشهر من التنظيم من قبل المؤلفين والفنانين والعاملين في المجال الثقافي، قام سكوتيا بنك بتخفيض حصته في Elbit إلى النصف، وهو ما يمثل سحب استثمارات بقيمة 250 مليون دولار تقريبًا. على الرغم من هذه المكاسب التنظيمية الرئيسية، يواصل بنك Scotiabank استثمار الملايين في Elbit.

كما ذكرت منظمة Canlit Responds أن مؤسسة Azrieli تأخذ اسمها من ديفيد عزرائيلي، الذي شارك في نكبة العام 1948، وخدم في اللواء السابع التابع لمنظمة الهاغاناه الصهيونية شبه العسكرية. وتواصل مجموعة عزرائيلي ممارسة الأعمال التجارية في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة من خلال سلسلة محطات الوقود Sonol، وهي مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي. وتقول Canlit Responds إن هذه المؤسسة نفسها تبرّعت بملايين الدولارات لمنظّمات مثل مؤسسة Birthright Israel في كندا وUnited Israel Appeal of Canada، وهي منظّمات مهمتها هي الترويج "للهجرة إلى إسرائيل" وتوسيع المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني. وفي عام 2011، تبرّعت مؤسسة عزرائيلي للجماعة الصهيونية اليمينية المتطرفة Im Tirtzu، التي وُصفت بأنها "فاشية" حتى من قبل المحاكم الإسرائيلية، بموجب تفويض معلن "لوقف المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل".

أما مؤسسة Indigo فيترأسّها جيرالد شوارتز وهيذر ريسمان، اللذان يمولان مؤسسة HESEG.  وهي مؤسسة تقدّم حوافز في شكل منح دراسية للمواطنين غير الإسرائيليين-المعروفين أيضًا باسم "الجنود المنفردين"- للخدمة في قوات الاحتلال الإسرائيلي لتهجير وإرهاب وقتل الفلسطينيين، على حدّ تعبير منظمة Canlit Responds، وقد شارك ريسمان أيضًا في تأسيس مجموعة المناصرة المناهضة للفلسطينيين مركز إسرائيل والشؤون اليهودية (CIJA).

وعلى الرغم من أن إيلانا رابينوفيتش، المديرة التنفيذية لجائزة غيلر، أعلنت أنها ستحافظ على شراكتها مع سكوتيا بنك، إلا أنها أصدرت بيانًا هذا الأسبوع قائلة إنهم يعملون على "حل يدعم المؤسسة والجائزة وجميع المؤلفين".

وصرّحت Canlit Responds "هدفنا هو الفوز حقًا بقطاع الفنون والثقافة الخالي من تمويل الأسلحة. ولا يجوز للمؤسسات الفنية أن تغسل سمعتها الأخلاقية بتصريحات فارغة تدعو إلى وقف إطلاق النار بعد فوات الأوان، أو بتقديم ضمانات عديمة الجدوى بأنها ستدعم حرية التعبير للمؤلفين وحقهم في الاحتجاج".

 

الكاتبة الكندية فارزانة دكتور: إذا وقّع عدد كافٍ منا بأننا لا ندعم الراعي الرسمي سكوتيابنك، فإن هذا يشوّه سمعة الجائزة

وقد التقت صدى أونلاين مع الكاتبة الكندية فارزانة دكتور Farzana Doctor وهي من ضمن المؤلفين الذين وقّعوا على رسالة Canlit Responds وسحبت روايتها الرابعة "جمالنا" The Beauty of Us (2024) من المشاركة في الجائزة. وفرزانة هي روائية كندية من أصول هندية، وكاتبة أيضًا لثلاثة مؤلفات أخرى في مجال الصحة النفسية، وهي ناشطة ومعالجة نفسية.  

كيف اتخذتم هذا القرار لقطع العلاقات مع الجائزة، أنت وباقي المؤلفين؟

المشكلة الرئيسية هي أن سكوتيا بنك لديه استثمارات كبيرة في إسرائيل وأبرزها في شركة إلبيت سيستمز Elbit Systems.

واتخاذ هذا القرار عمل عليه الناشطون منذ وقت، لقد كانوا في محادثات مع جائزة غيلر، وقد انضممت إلى الحملة عندما طُلب مني ذلك لأنه لديّ كتاب مرشّح لجائزة غيلر هذا العام. وقد طلبوا من المؤلّفين الذين لديهم كتب مرشّحة لجائزة غيلر بأن يوقّعوا على الرسالة التي أطلقوها لمؤسسة غيلر وذلك لإظهار أنه إذا وقّع عدد كافٍ منا بأننا لا ندعم الراعي الرسمي سكوتيابنك، فإن هذا يشوّه سمعة الجائزة. وهذه هي الجائزة الأدبية الأكثر شهرة في كندا".

هل تعتقدين أن هذه الخطوة يمكن أن تؤثر على مستقبلك الأدبي، أنت والمؤلفين الآخرين؟ تعلمين أن هناك العديد من الأساتذة الجامعيين والصحفيين في كندا تم فصلهم من وظائفهم بسبب دعمهم لفلسطين ومطالبتهم بوقف الإبادة الجماعية على غزة..

أعتقد أن هذا يمكن أن يكون له تأثير سلبي على المؤلفين. إذا تم إدراج كاتب ما في القائمة الطويلة أو حتى في القائمة القصيرة في جائزة غيلر أو فاز بالجائزة فهذا يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على مسيرة الكاتب. ولذا فإن الابتعاد عن جائزة غيلر يعني أنك معرّض لخطر عدم الحصول على تلك الفائدة المحتملة، وخصوصًا إذا تم إدراجك في القائمة الطويلة. لكن في نفس الوقت، أعتقد أنني وزملائي المؤلفين الذين قرروا اتخاذ هذا الموقف يفعلون ذلك لأن هناك إبادة جماعية تحدث منذ تسعة أشهر، وجائزة غيلر كان لديها ثمانية أشهر للرد علينا. كتبنا في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر رسالة لمؤسسة غيلر نُعرب فيها عن قلقنا بشأن هذا. لذا في هذه المرحلة، فإن اهتماماتنا بشأن الدخل ومبيعات الكتب ليست مهمة على الإطلاق.

أردت فقط أن أقول، أن جزءًا من سبب دعمي لهذه الحملة هو أنها تلفت الانتباه إلى الطرق التي يتواطأ فيها عمالقتنا الأدبيون، مثل جائزة غيلر وإنديغو وأوديبل، متواطئون في الإبادة الجماعية في فلسطين. وككتّاب، ما القوة التي نمتلكها حقًا للتأثير على هذا القطاع الضخم، هذه الصناعة؟ علينا استخدام النفوذ، أي نفوذ نملكه. ونفوذنا هو عملنا وكتبنا. لا أعرف إذا كنتِ قد شاهدتِ المقابلة أمس على إذاعة CBC، مع الكاتب عمر العقاد، وهو من ضمن الموقّعين على الرسالة،  كان يقول: "كلما سنحت لنا الفرصة، علينا أن نلقي بالرمال في آليات الإبادة الجماعية". لذا بالنسبة لي، كان عليّ فقط أن أفكّر في ما هو النفوذ الذي أملكه ككاتب للتأثير على هذا القطاع والتعبير عن قلقي.

هل تعتقدين أن خطوتكم قد تحدث تغييرًا؟

أعتقد أن التغيير يحدث من خلال العمل الجماعي. وإحدى الأشياء التي رأيناها مع جميع المظاهرات ضد سكوتيا بنك هي أن سكوتيا بنك قد خفّض استثماراته في Elbit إلى النصف. وأعتقد أن ما نراه هو أن سكوتيا بنك يدرك أن هذا الاستثمار في Elbit هو شوكة في جانبها.

إن ما فعلناه يُخفض من سمعة سكوتيا بنك. لذا أعتقد أنهم سيخضعون للضغط الذي نمارسه جميعنا. وكنا نأمل بشدة أن تمارس جائزة غيلر أيضًا الضغط على سكوتيا بنك. ومن الصعب معرفة ما سيحدث، لكننا نعلم حتى الآن أن النشاط قد أثّر على حصة سكوتيابنك في Elbit.

حول المشهد الأدبي في كندا بشكل عام، هل تعتقدين أن هناك مكانًا لأصوات الأطفال الفلسطينيين، تلك الأصوات التي لا تزال مدفونة تحت ركام المنازل، وحيث لا يوجد الكثير من الأشخاص يسمعونهم.

أرى أن الدعم لفلسطين يتزايد كل يوم. ربما لا يستمع سياسيونا. ربما لا تستمع شركاتنا. لكنني أقول إن الناس يتعلمون من التاريخ، ويفهمون ما يجري هناك، وهناك المزيد والمزيد من الدعم العام لفلسطين.

 

* الصورة في هذا المقال من موقع https://www.canlitresponds.ca/

** صورة فارزانة دكتور من موقعها الخاص

الكلمات الدالة