دارين حوماني ـ مونتريال
يمر عام على حرب الإبادة على غزة ولا تزال غزة صامدة تحت مقصلة الإبادة، وها هي دولة الاحتلال الإسرائيلي توسّع من طموحاتها الإجرامية نحو لبنان، معتبرة أن حرب لبنان مستحقة، وجزءًا من أرض إسرائيل، وأن حدودهم الشمالية هي جنوب نهر الليطاني. حرب تم التحضير لها منذ عقد، كما جاء في صحيفة واشنطن بوست، تكاتفت فيها قوى سيبرانية وتكنولوجية للقضاء على كل أشكال المقاومة. والذريعة مساندتهم لأهل غزة، ولكن إذا كان أمامنا شعب سُلبت أرضه وبيوته منذ 76 عامًا، وأمامنا شعب غزة الذي يقيم في سجن مفتوح على السماء، محاصر برًا وبحرًا، ولما أراد كسر حصاره تعرّض ولا يزال يتعرّض لمحرقة يومية على مدى 365 وحيث تخلى معظم العالم العربي عنه، فأين يجب أن نكون؟
بعد عام على انطلاقة حرب الإبادة في غزة في يوم الاثنين في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2024 وبدعوة من منظمة "مونتريال من أجل فلسطين" Montreal 4 Palestine احتشد الآلاف من الكنديين من أصول عربية وغير عربية أمام "ساحة الفنون" Place Des Arts مع حاخامات من منظمة ناطوري كارتاNeturei Karta وبحضور المحامية باربارا بيدونت Barbara Bedont من "محامون من أجل فلسطين" Lawyers for Palestine رافعين شعارات الحرية لغزة والدعوة لوقف الحرب وخروج القوات الإسرائيلية من غزة، "نحن نحيا، نحن نقاوم، نحن نقاتل، لن يكون هناك صمت"، و"إذا كنت محايدًا في مواقف الظلم فقد اخترت جانب الظالم"، "توقفوا عن بيع الأسلحة لإسرائيل لقصف غزة"، "لا يمكنك بناء الأرض المقدسة لأطفالك فوق المقابر الجماعية للأطفال". كما حمل بعض المتظاهرين لافتات لصور أطفال من غزة من الذين استشهدوا مع عبارة "ستظل وجوههم تطاردك إلى الأبد".
كما حمل حاخامات من منظمة ناطوري كارتاNeturei Karta شعارات "ليس لإسرائيل الحق في السيطرة على أي جزء من الأرض المقدسة"، "تطلب التوراة إعادة فلسطين للفلسطينيين لتصبح السيادة لهم مرة أخرى"، "دولة إسرائيل لا تمثل جميع اليهود في العالم"، و"يعارض الحاخامات الحقيقيون الصهيونية ودولة إسرائيل".
وقبل المسير في شوارع مونتريال، صلّى المعتصمون صلاة المغرب أمام "ساحة الفنون"، ثم ألقى عدد من الناشطين كلمات دعوا فيها لأكبر حملة دعم بكل الطرق للقضية الفلسطينية.
تصريحات لصدى أونلاين
إياد أبو حامد: فجرنا قريب
في كلمة للناشط إياد أبو حامد لصدى أونلاين، قال:
"الوضع الآن على الأرض فسطانين، فسطاط حق وفسطاط باطل، فسطاط إنسانية وفسطاط لاإنسانية، فسطاط مظلومين وفسطاط ظالمين، العالم يتحرك على هذا الأساس، لا شيء في الوسط. المتخاذل ينصر الظالمين ويظلم المظلومين.
وأضاف أبو حامد:
"رؤيتنا في أرض الميدان استنفار من كل الجوانب، هناك هجوم يطالنا، اليوم كتبوا مقالات عنا، تحريض علينا، الطرف الثاني يزيد، لا يمارس عدوانه على الأرض، بل حول العالم، يستخدم سلطاته وأدواته ونفوذه، ومع قلّة عددنا نؤمن بالله، وبأننا أصحاب حق ونصرنا قريب، ولكن نحن في آخر لحظات الليل، وإن شاء لله فجرنا قريب، بفضل وبركة تضحيات غزة فجرنا قريب، بفضل تضحيات إخواننا في لبنان فجرنا قريب، بفضل تضحيات إخواننا في الأقصى والضفة فجرنا قريب.
وختم أبو حامد:
"الموضوع ليس فقط غزة، هؤلاء لديهم مخطّط كبير، يريدون أن يتخلصوا من كل أدوات الإزعاج وأن تصبح المنطقة لهم، ولكن إن شاء لله لن تصبح لهم، وسينقلب السحر على الساحر، ويفرح المؤمنون بنصر الله".
منظمة Montreal 4 Palestine: وحدة الدم والمصير لكلا الشعبين الفلسطيني واللبناني
كما صرّحت منظمة Montreal 4 Palestine لصدى أونلاين، بكلمة عبّروا فيها عن أهمية هذه التظاهرات كوسيلة لفضح جرائم المحتل في مقابل تقصير رجال السياسة:
"بدأنا بهذه التظاهرات كفريق منذ تأسيسه في عام 2021 ولها أهميتها على أرض الميدان. الشارع الغربي عامةً والكندي خاصة لم يكن على دراية كافية بأحداث فلسطين إلى أن رأى بأم عينه غضب الشارع من خلال المظاهرات وما رآه من تقصير على الصعيد الدبلوماسي والسياسي من رجال السياسة الذين يضربون بعرض الحائط القرارات الدولية، وأقلها في الاعتراف بفلسطين!! فكان الشارع والغضب بمثابة وجهة لنقل ولسماع الخبر الصادق من أهل وأصحاب القضية وهذه وسيلة لفضح جرائم المحتل على أصحاب الأرض الأصليين."
وعن لبنان، اعتبرت منظمة Montreal 4 Palestine أن العدو واحد، واستذكرت بطولات المقاومة في لبنان ما أدّى إلى دحر الاحتلال الإسرائيلي، وأشادت بمساندة المقاومة في لبنان المقاومة في غزة طوال هذا العام، فصرّحت لصدى أونلاين:
"إن القاسم المشترك بين الشعبين اللبناني والفلسطيني؛ فإن شعوب البلدين قدّموا وضحّوا في سبيل تحرير بلادهم والدفاع عنها، ولنا في التاريخ الكثير من الدروس والعبر من وبطولات سجلت وكتبت بماء الذهب شبيهة في يوم أكتوبر العظيم وخير مثال على ذلك يوم دحر الاحتلال من جنوب لبنان في عام 2000 تلاها بعد ذلك حرب 2006 وما تكبّده الاحتلال من خسائر على يد المقاومة اللبنانية".
وفي الختام صرّحت لنا:
"التاريخ يخبرنا أن العدو واحد ومسعاه تجاه فلسطين والأرض المباركة هو نفس المسعى الذي يهدّد الأرض اللبنانية والأطماع التي نراها في الأراضي العربية المجاورة. وما رأيناه من لحمة الدم والمصير منذ عام من خلال التضحية والفداء الذي قدّمه أهلنا في لبنان لتلبية ودعم إخوتهم في فلسطين خير دليل على وحدة الدم والمصير لكلا الشعبين. عاشت وحدتنا العربية وعاشت مقاومتنا في كلا البلدين. والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار والحرية لأسرانا البواسل والشفاء العاجل لجرحانا".
وقد استطلعت صدى أونلاين آراء بعض الكنديين المشاركين في التظاهرة:
فقد عبّر سام كون Sam Kuhn عن صدمته عندما زار فلسطين المحتلة ورأى معاناة الفلسطينية فتحول من صهيوني إلى معادٍ للصهيوينة، ومما قال:
"نحن ندعم القضية الفلسطينية، ونراقب ما يحدث في غزة ولبنان والضفة الغربية وسورية، ونحن مذهولون من ذلك. ولذلك نريد أن نخرج ونظهر دعمنا. وأقول للفلسطينيين إن الكثير من الكنديين يدعمونهم. أنا شخصيًا كنت صهيونيًا وذهبت إلى إسرائيل وعدت مناهضًا للصهيونية وضد ما يفعلونه".
وأضاف كون: "كنت في الجيش الكندي، ثم ذهبت إلى فلسطين. ومثل العديد من الجنود الآخرين، أردنا الانضمام إلى جيش الدفاع الإسرائيلي. لقد نشأت في بيئة مؤيدة للصهيونية، في عائلتي. لذا كان من الطبيعي بالنسبة لنا أن نرغب في الدفاع عن كل ما هو إسرائيلي. ثم عندما ذهبت إلى هناك مع بعض الأصدقاء، لقد صدمت تمامًا. استأجرنا سيارة لمدة أسبوعين. كانت السيارة تنطلق من إيلات جنوبًا حتى الحدود اللبنانية شمالًا، وتنتقل إلى كل مكان من شرق البلاد لغربها. كانت دولة جميلة".
وختم قائلًا:
"عندما رأيت ما يحدث للفلسطينيين، تغيّرت حياتي، شعرت بالرعب. ولهذا السبب، أنا وزوجتي نفعل ما بوسعنا لسنوات من أجل الفلسطينيين، ونعلّم أبناءنا على حقيقة ما يحصل هناك".
وعبّرت أليسون أوزموندAllison Osmond عن رفضها للاستقواء الإسرائيلي، فقالت:
"لقد مرّ وقت طويل منذ أن عرفت عن فلسطين. كنت أعرف عن فلسطين قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي إلى حدّ ما، ولكن عندما بدأ الجميع في الحديث والاعتراف بأن إسرائيل دولة فصل عنصري، وهذه الدولة تستقوي يومًا بعد يوم على مجموعة كاملة من الناس الذين تم إقصاؤهم لفترة طويلة. لذلك أنا أقف معهم".
وعبّرت عن سعادتها وحزنها، فقالت:
"أنا سعيدة لرؤية هذا العدد الكبير من الناس تقف لجانب فلسطين، ولكني حزينة جدًا لأن كل ذلك الألم الذي يشعر به الفلسطينيون يجب أن يظهر، أن يتم الكشف عن الفظائع التي تحدث لهم، كما تعلمون، وبشكل صارخ. ولكنني آمل أن يرى الناس. آمل أن يروا أن الفلسطينيين يعانون وأن إسرائيل هي التي تسبّب معاناتهم. لهذا السبب أنا هنا. من الجيّد رؤية كل هؤلاء الناس يجتمعون معًا لأجل غزة وفلسطين، صحيح أن هذا قد لا يؤدي إلى اتخاذ إجراء فوري لشيء ما من قبل الحكومة الكندية لدعم فلسطين، ولكن نأمل أن يؤدي إلى شيء ما ذات يوم".
ودعا مايكل سميث Michael Smithإلى متابعة الصحافيين المستقلين والمواقع الصحافية البديلة:
"أشعر بحزن لا يصدق على الناس في فلسطين، وعلى الناس في لبنان، وعلى الناس في العراق، وعلى الناس في جميع أنحاء العالم. هذا عام كامل من العمليات الوحشية والإجرامية والهجمات الشرسة على المواطنين الفلسطينيين الذين لا تتم معاملتهم كبشر".
وتساءل سميث "كيف يمكن لأي شخص ألا يكون هنا في يوم كهذا؟".
وأضاف بأن "هذه التظاهرات مهمة، ولكن في الوقت نفسه، هناك الكثير من اللامبالاة في هذا العالم. أعتقد أن الأشخاص المسؤولين، والمواطنين المسؤولين في كندا يجب أن يكونوا هنا والأشخاص الذين يريدون العدالة في العالم يجب أن يكونوا هنا. ليس هناك الكثير مما يمكن قوله".
واعتبر بأن وسائل الإعلام في كندا تخضع لسيطرة قوى سياسية واجتماعية لا تنقل الحقيقة، "وهذا مؤسف، ولكن هذه هي الحال، وهذا هو الحال منذ فترة طويلة"، مشدّدًا على أنه "إذا كنا نريد معرفة ما يحدث في الشرق الأوسط، علينا أن نذهب إلى بعض الصحافيين المستقلين هنا والمواقع المحلية البديلة التي تنقل الحقيقة، وإلى وسائل إعلام غير كندية".
واعتبر بن غويليت Ben Guillette أن اليهود في فلسطين المحتلة قد تم غسل أدمغتهم من قبل الصهاينة في أميركا:
"أشارك في هذا الاحتجاج لأنني أعتقد أن اليهود الحقيقيين معادون للصهيونية، وأن اليهود في فلسطين تم غسل أدمغتهم من قبل الصهاينة المسيحيين، وخاصة الأميركيين والإنجيليين وبايدن. وهم مضطربون للغاية بحيث لا يستطيعون فعل أي شيء جيد، لذلك يتعين علينا الضغط على الولايات المتحدة. لا يوجد حل إذا استمر بايدن في تسليح أولئك اليهود المجانين في فلسطين.
وأضاف غويليت أعتقد أن الصهاينة مصابون بصدمة شديدة بالفعل من هتلر. إنهم مصابون بصدمة شديدة لدرجة أنهم لا يفهمون ما يعنيه التصرف بشكل صحيح. يتعين علينا توجيه اللوم إلى الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى التي هي مسيحية تمامًا، لقد فعلت دائمًا ما تريد في العالم. لقد استعمروا كل مكان. لذلك لا أرى كيانًا آخر يمكن إلقاء اللوم عليه غير هذه القوة الإمبريالية الأمريكية.
وختم غويليت أن "هذه القوة تضعف، وستهزمهم الصين قريبًا جدًا. يتعيّن علينا أن ننتبه لما تفعله الولايات المتحدة الأميركية عندما تكون يائسة، عندما تشعر أنها ستهزم من قبل الصين، يمكنها أن تحاول القيام بأسوأ شيء يمكن تصوّره".
وأكّد بيل فان دريل Ben Van Driel أن موقف الحكومة الكندية ليس نفسه موقف الشعب تجاه الإبادة الجماعية:
"أريد أن أقول إنني حزين على كل ما اضطر الفلسطينيون تحمّله على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية والستة والسبعين عامًا الماضية. أنا آسف لأن حكومتي هنا تواصل دعم الاحتلال والإبادة الجماعية ضد الفلسطنيين. ولكن هناك الكثير من الكنديين الذين يحاولون أن يقاتلوا ضد ذلك. نحن نقاتل من أجل حظر الأسلحة. نحن نقاتل من أجل حرية فلسطين وحرية لبنان والمنطقة بأكملها من الإمبريالية والاستعمار. ولن نتوقف حتى تتحرر فلسطين، من النهر إلى البحر".
ورأى فان دريل أن هناك الكثير من الرقابة في وسائل الإعلام، وأضاف "نرى أن الحكومة ملتزمة جدًا بموقفها، على الرغم من وجود حقيقة ما، مرارًا وتكرارًا، أن هذا ليس موقف الشعب، وأن الناس يريدون رؤية وقف إطلاق النار، وبالتالي يريدون رؤية اتخاذ إجراءات حقيقية لفرض وقف إطلاق النار إذا لزم الأمر. لذلك أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث، لكنني أعتقد أنه يتعين علينا الاستمرار في الضغط. لا أعتقد أن الحكومة ستفعل ذلك بمفردها، وللأسف لا أعتقد أن وسائل الإعلام الكندية ستكون حليفتنا في تحقيق ذلك".
ورأى جيري بودبيلسكي Gerry Podbielski أن الانضمام لهذه التظاهرات هو التزام أخلاقي:
"أريد لأولئك الذين يعانون من إسرائيل أن يعلموا أن هناك أشخاصًا، ليسوا كثيرين، ولكن هناك أشخاصًا يصلون من أجلهم بإخلاص. منذ بداية هذه التظاهرات وأنا أشارك. أنا لست عربيًا، لكنني انضممت إلى التظاهرات بدافع من التزامي الأخلاقي. لذا سأظل هنا حتى النهاية، لأن هذه الإبادة الجماعية يجب أن تتوقف، وأنا أصلي من أجل ذلك. وأريد أن يحصل أولئك الناس على بعض السلام، وأقول لهم إننا لا ننساهم".
وأكد بودبيلسكي أن هذه الاحتجاجات تُحدث فرقًا كبيرًا، "تظاهرات الناس حول العالم، وما فعلته دولة جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، لن يمتلك الأمين العام للأمم المتحدة الشجاعة ليصدر قراره بشأن إسرائل إذا لم يكن خلفه كل هذه الاحتجاجات حول العالم. لذا من المهم جدًا أن يشارك الجميع هنا".
وأشادت فوزية رحمان وهي من أصول عربية، بما حقّقته المقاومة في غزة، وشكرت المقاومين، إذ قالت:
"نحن لطالما كنا مع القضية الفلسطينية، لكن هذا العام مرّ حزينًا على أهل غزة، قسوة إسرائيل ووحشيتها لم نستطع تحمّل رؤيتها. أقول لأبطال المقاومة حماس: شكرًا لأنك ربيتم أبناء المسلمين في الكرة الأرضية؛ لأننا كنا قد وصلنا لوقت كانت الأمهات المسلمات قد نسين فيه تعليم أبنائهن على القضية الفلسطينية".
وأضافت رحمان:
"نحن كلنا، الذين في الهجرة وأولئك المقيمون في البلاد العربية، استطاعت إسرائيل بأدواتها الغربية الكثيرة أن تفرض علينا جميعًا نسيان القضية، وأن ننسى أيضًا عاداتنا وتقاليدنا؛ أولادنا أصبحوا يشبهون الأجانب، في اللباس والتعامل، وتفكيرهم مادي ومحصور في شراء البيوت والسيارات".
وختمت قائلة للمقاومة في فلسطين:
"أقول لهم في هذا اليوم العزيز: شكرًا، أنتم ضحيتم لكن في مقابل ذلك فلسطين ربحت، لقد كنا قد نسينا ما هي الإنسانية، وما هو التضامن الإنساني، لقد أعاد أبطال المقاومة في غزة لنا الإيمان بالقضية الفلسطينية والشعور بالأخوة الإنسانية الذي هي أحد أساسات ديننا وتراثنا، وندعو الله أن ينصرهم".
كلمات في التظاهرة
إياد أبو حامد: الاستمرار في تقديم الحقيقة
ألقى الناشط إياد أبو حامد كلمة، وممّا قال فيها:
"نحن نتظاهر كل أسبوع بشكل متواصل لدعم أهلنا في غزة، ليس لأننا عربًا، وليس لأننا مسلمون، ولكن من أجل الإنسانية. إن ما حصل في غزة يحدّد الفارق بين أن تكون إنسانًا ولا تكون.
إنهم صامدون في غزة، المقاومة لا تزال بقوتها، ولن يستسلموا، وسوف يتابعون مواجهتهم للاحتلال الإسرائيلي، وسوف تتحرر فلسطين قريبًا. وهنا يحاولون إزعاجنا، إزعاج طلاب الجامعات، والمتظاهرين، أنا إياد أبو حامد لن أسامح، وسوف نتابع تحركاتنا حتى نصل إلى يافا.
الحل ليس بوجود دولتين، هذه الأرض لا يمكن أن تقسّم، إنها إما لنا وإما لنا، هناك حل واحد، فلسطين واحدة".
وأضاف أبو حامد بأنه علينا المضي قدمًا، والمساهمة بما نستطيعه لأجل غزة، "نحن بحاجة إلى الاستمرار في تقديم الحقيقة، صوت الحقيقة. كونوا صوت الحقيقة. وهذا هو الحد الأدنى من الواجب الذي يمكننا القيام به من موقعنا هنا. نشاطاتنا جيدة للغاية، ولكن لا يزال يتعيّن علينا المساهمة أكثر والدفع أكثر. علينا أن نعزّز قدراتنا لمجاراتهم".
وعقّب أبو حامد: "لقد حاولوا هزيمة الفلسطينيين، وبدأوا ينشرون الأكاذيب عن شعبنا. منذ السابع من أكتوبر، يقتلوننا، مستشفيات يتم قصفها، ومدارس يتم تدميرها، وجامعات يتم تدميرها. لم يعد هناك مكان آمن في غزة. شعبنا انتظر 76 عامًا حتى يتحرك المجتمع الدولي. 76 عامًا منذ عام 1948، ولكن هذا العدو لن يتوقف عن جرائمه حتى تتم هزيمته بالكامل على يد أبطالنا".
محمود خليل: نحن الجيل الذي سيرى تحرير فلسطين
ومن المتكلّمين الناشط محمود خليل الذي تحدّث عن الاحتلال الإسرائيلي منذ 76 عامًا لـ 27027 كم2، مساحة فلسطين التاريخية، وعن النضال من أجل الإنسانية والكرامة، وهو النضال الفلسطيني منذ 100 عام ضد الإمبريالية التي ولدت منذ الاستعمار البريطاني، وقال إنه منذ 100 عام والشعب الفلسطيني يقاتل بمفرده ضد أكبر مجرمي العالم، وأكبر إرهابي على هذا الكوكب.
وأضاف: "ما الذي تغيّر منذ عام، هو أن الفلسطينين لم يعودوا يقاتلون وحدهم، والكثير حول العالم يساندون فلسطين من أجل أن تكون حرة. لقد تعلمنا جميعًا الصمود والصبر والقوة".
وتساءل خليل "كيف نتخلى عن العدالة للشعب الفلسطيني؟"، ثم أضاف:
"لقد مر عام كامل منذ بداية الإبادة الجماعية، وعام كامل منذ رأى الفلسطينيون في غزة أن انتظار المجتمع الدولي لن يقودهم إلى أي مكان، وأنهم بحاجة إلى العمل من الداخل. كانوا بحاجة إلى أخذ الأمور بأيديهم، إلى كسر الباب وتحقيق العدالة بالطريقة التي يجب أن تكون عليها في جميع أنحاء الكوكب.
هذا ما حدث أمام أعين العالم أجمع. وبعد مرور عام، ينظر العالم أجمع إلى غزة، وإلى الأيام الـ 365 الأخيرة من الإبادة الجماعية المفروضة على الشعب الفلسطيني. وهنا في مونتريال، في المدينة التي لم تترك غزة وحدها، المدينة الفخورة التي كان لها المخيّم الجامعي الأول على الإطلاق".
ووجّه خليل رسالة شكر إلى المقاومين والصامدين في غزة، فقال:
"رسالة من هنا إلى غزة، لأن شعب غزة يستحق. أمهات غزة يستحقن. أطفال غزة يستحقون آباء هؤلاء يستحقون ذلك، نقول لهم جميعًا: شكرا لكم، على تعليمنا الصبر، على تعليمنا تعليمنا كيف نناضل من أجل العدالة ولا نستسلم أبدًا، بغض النظر عن مدى صعوبة الحياة. على تعليمنا على التمسك بالعدالة وأن لا نتخلى عنها أبدًا. كم عدد الأشخاص الذين يقفون في وجهنا؟ الجميع سيتغيرون. وأنتم أبطال أمام أعيننا. لهذا السبب نقول شكرًا لكم".
ليث البرغوثي: ما يمكن فعله لأجل القضية الفلسطينية
كما كان للناشط ليث البرغوثي، وهو طالب جامعي، كلمة ومما قال:
"لقد مرت سنة على هذه الإبادة الجماعية، وإخواننا وأخواتنا في غزة يعانون ويموتون أمام أعيننا. سنة وما زال الاحتلال لم يعاقب على ذلك، ويقول أمام العالم بأنه الضحية. سنة واحدة من قتل أطفالنا الذين كانت لديهم أحلام وتطلعات مثل أي طفل هنا. سنة واحدة من الدموع تتدفق من عيون أطفالنا في غزة. سنة واحدة من إرهاب نساء غزة، ومعاناة العجائز من هذه الإبادة الجماعية، على الرغم من أنهم يعانون منذ وجود هذا الاحتلال".
وتساءل البرغوثي: "ماذا فعلت الدول الأخرى؟ لا شيء. ماذا فعلت حكومتنا؟ لا شيء. ماذا فعلت إدارة جامعاتنا؟ لا شيء وبدلًا من الدعوة إلى وقف الإبادة الجماعية، استثمرت إدارة جامعاتنا في توسيع وتعزيز هذه الإبادة الجماعية يومًا بعد يوم".
وأضاف البرغوثي بأن "الكيان الصهيوني كثّف اعتداءاته على إخواننا وأخواتنا في لبنان، فبدلًا من أن يوقف قتل أطفالنا وقصف أحيائنا، واصل اعتداءاته في لبنان، فقصف مناطق مختلفة في أنحاء لبنان، وهذا الكيان بحدّ ذاته غير شرعي".
واعتبر البرغوثي "حتى وإن كنا طلابًا، فإننا نملك القوة، قوة أصواتنا. نحن بحاجة إلى التحدث عما يحدث في فلسطين. سواء كنت فلسطينيًا أم لا، وسواء كنت عربيًا أم لا، من واجبك رفع الوعي وتثقيف بعضنا البعض حول هذه القضية. إخوانكم وأخواتكم بحاجة إليكم، والأقصى بحاجة إليكم للقتال من أجل شرفه".
وعرض البرغوثي لما يمكن فعله لأجل القضية الفلسطينية، فقال:
"لقد ظلّ إخواننا وأخواتنا صامدين طيلة 366 يومًا. وهناك ثلاثة أشياء يمكنك القيام بها لمساعدتهم:
1- التعرف على القضية الفلسطينية.
2- اسأل نفسك ماذا يمكنك أن تفعل للمساعدة في بناء مستقبل أفضل لشعبنا
3- مقاطعة أكبر عدد ممكن من المنتجات.
ولا يتعلق الأمر فقط بإظهار الدعم؛ بل يتعلق أيضًا بالوقوف في وجه الظلم بأي طريقة نستطيعها. ويتعين علينا أن نستمد الإلهام من قوة الشعب الفلسطيني ومقاومته وأن نطبق ذلك في حياتنا. فلنكن نشطين، ولنحدث ضجة، ولنساعد في دفع جامعاتنا المتواطئة، التي ترسل الأموال وتفتح مؤسسات أخرى في أراضينا المحتلة، إلى الاستيقاظ وقطع كل الروابط التي تربطها بإسرائيل. فبوسعنا جميعًا أن نحدث فرقًا".
وتوجّه البرغوثي بكلمة لطلاب الجامعات:
"أيها الطلاب، أين أنتم؟ لماذا لا تنضمون إلى أي منظمة تدافع عن هذه القضية؟ إن من مسؤوليتكم كطلاب أن تكونوا هنا. إنها وظيفتكم، وعار على أي منكم لا يفعل أي شيء ولا يشارك أو يتحدث عن فلسطين أو يرفع الوعي حول هذا الكيان الصهيوني. ابحثوا عنهم وانضموا إليهم. أنتم محظوظون بتعليمكم الجامعي، فاستغلوه.
لذا انضموا إلينا في هذه المعركة، انضموا إلينا للقتال من أجل شعبنا، من أجل أرضنا، من أجل هويتنا. الخطوة الأولى هي الالتحاق بالمنظمات التي تعزز معرفتكم بالقضية لأننا على استعداد لإحداث تغيير إيجابي. هذا شكل من أشكال النضال، والسعي إلى المعرفة والوقوف من أجل العدالة".
الناشطة سارة: خيار العقول الانهزامية وخيار نقطة التحوّل بالنسبة لفلسطين
كما تحدّثت الناشطة سارة من منظمة Montreal 4 Palestine ومما قالت:
"أود أن أبدأ بالاعتراف بأننا موجودون في منطقة السكان الأصليين غير المتنازل عنها. إن أمة Kanien'kehá معترف بها كحارس للأراضي والمياه التي نجتمع عليها اليوم.
من المهم أن نتذكر، كما نعلم جيدًا، أن كل شيء لم يبدأ في أكتوبر 2023. لقد بدأت مقاومتنا قبل 76 عامًا، عندما اعتُبرت أرضنا وآمالنا وأحلامنا في حياة كريمة أقل أهمية من تلك التي يتمتع بها شعب يفرّ من إبادة جماعية أخرى. ما كان مختلفًا في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وما رآه العالم أجمع، ليس سوى جزء بسيط من محاولات تحرير عديدة على مر السنين.
اليوم، إذا كنا نشهد إبادة جماعية على شاشات التلفاز، إذا كنا نرى المجازر والتدمير والتهجير، فذلك فقط لأن ما يحدث منذ 76 عامًا أصبح علنيًا والمعادلة أصبحت أكثر وضوحًا من أي وقت مضى".
وتحدثت سارة عن خيارين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، خيار العقول الانهزامية وخيار رؤية نقطة التحول بالنسبة لمسار القضية الفلسطينية:
"قدّم لنا 7 أكتوبر 2023 خيارين:
الخيار الأول الذي تختاره العقول الانهزامية هو حساب الأحداث والعواقب من منظور مادي: الأرباح مقابل الخسائر. إذا نظرت إلى الأمر من هذه الزاوية، من الصحيح أننا فقدنا العديد من الأرواح ومئات الآلاف من الأشخاص الذين فقدوا إحساسهم بالأمان وحقوقهم الإنسانية الأساسية. إذا حسبنا الأمر بهذه الطريقة؛ لذا نعم، لقد خسرنا الكثير منذ أكتوبر 2023.
أما الخيار الثاني فهو الذي يتبنّاه الشعب الفلسطيني والمقاومة على الأرض: إنه رؤية نقطة التحول هذه في التاريخ من وجهة نظر أخلاقية: التحرير. ويشمل هذا المنظور الثمن الذي يجب أن ندفعه لتحقيق هدفنا النهائي، وهو فلسطين عربية، من النهر إلى البحر، ومن الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب".
وأضافت سارة:
"في 7 أكتوبر 2023، بدأ التحرير. وفي 7 أكتوبر 2024، يستمر التحرير. مقاومتنا ثابتة. مقاومتنا قوية. مقاومتنا جاهزة. والكيان الصهيوني يعلم أكثر منا أن هزيمته قريبة. منذ 15 أيار (مايو) 1948، لم نكن أقرب إلى رؤية فلسطين مستقلة، من دون جدار فاصل، من دون نقاط تفتيش، من دون احتلال والعدو يعرف ذلك جيدًا.
17 عامًا من الحصار على غزة. 57 عامًا من احتلال الضفة الغربية. 76 عامًا من احتلال فلسطين كلها. سنوات من مفاوضات السلام، وسنوات من الوساطة، وسنوات من مناشدة المجتمع الدولي، بعد 76 عامًا ولا يوجد تغيير في الأفق. ولهذا السبب قال الشعب الفلسطيني قبل عام ‘كفى‘ وقرر أن يأخذ زمام الأمور بأيديه"..
وختمت سارة: "ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة. الشعب الفلسطيني يقاوم بكل شرعية. الشعب الفلسطيني يقاوم ويصمد. لقد أصبح التحرير أقرب من أي وقت مضى ونحن جزء منه. ستحيا مقاومتنا، وستنتصر مقاومتنا، وسنعود إلى فلسطين الحرة عاجلًا أم آجلًا".
455 مشاهدة
15 نوفمبر, 2024
296 مشاهدة
05 نوفمبر, 2024
291 مشاهدة
28 أكتوبر, 2024