Sadaonline

تحية طيبة وبعد .. البرلمانيون العرب: الخوري اكبر الخيبات

هل الإنسانية تهب بمكان وتموت بمكان آخر تبعا للمصالح الانتخابية ؟

غسان عجروش ـ مونتريال 
هنأ إسرائيل والإسرائيليين بمناسبة عيد ( استقلالهم) ، احتفل مع  "التاميل" بقدوم سنتهم الجديدة ، هنأ اليهود بعيد فصحهم ( pass over) ، بارك  للمسلمين بأعيادهم ، هنأ الاكراد والفرس بعيد النوروز ، شارك الايرلنديين فرحتهم بعيد " سان باتريك ، احتفل مع الجالية اليونانية بعيد استقلالها والقائمة تطول  . بالمقابل وقف مع الجالية الارمنية مستنكرا الاعتداء الاذربيجاني على ( اراضيها) ومستذكرا أيضا الابادة الارمنية على بد الاتراك  ،  عزى الاسماعيليين بوفاة زعيمهم ، استنكر الاعتداء  الروسي على الأراضي الأوكرانية وعملية نقل الأطفال الى روسيا  ، استذكر الابادة التي ارتكبت بحق " التاميل" في سريلانكا، وضع أكاليل الزهر على نصب الجنود اليونانيين الذين قتلوا على يد الدولة العثمانية آنذاك ..
كل هذا جيد ومحق ،شعور  إنساني رائع أن نشارك الناس أفراحهم وأتراحهم . ولكن يا سعادة النائب فيصل الخوري الا يستحق 50 الف فلسطيني قتلوا في غزة وقفة تنديد ووقفة تعاطف واستذكار ؟  بل الا  يستحق تدمير ربع وطنك لبنان تقريبا وسقوط أكثر من 4 الاف شهيد وقفة شجب واستنكار ؟ هل الإنسانية تهب بمكان وتموت بمكان آخر تبعا للمصالح الانتخابية ؟ والجواب نعم للأسف .
المواقف التي أتخذت من قبل الخوري فيما خص الشرق الاوسط لم تكن بحجم الفظائع التي ارتكبت بحق أهلنا لم ولن  ننسى أنه من النواب الذين رفضوا الامضاء على عريضة تطالب بوقف إطلاق النار في غزة وأيضا لم يظهر سوى الاسف على سقوط لبنانيين دون ان يحدد موقفه من المجرم . 
من السياسيين الذين خذلونا أيضا ولو بالموقف  وزيرة الخارجية "ميلاني جولي " التي لم تشأ هي وحكومتها ان تدعو الى وقف إطلاق النار  في غزة في حين إعترفت  ميلاني جولي ان وجود اكثر من 7 آلاف ناخب عربي في دائرتها قد أثر على قرارها بشأن وقف تصدير الأسلحة الى إسرائيل . 
بالختام، النواب العرب لم يكن لهم مواقف مشرفة من الحرب ، الا قلة منهم وقفوا مواقف جريئة وما زالوا . لا ننكر أن التغيير ليس بيدهم وأن أحزابهم وحكوماتهم هي الآمر الناهي بهذا المجال ولكن الناخب يرى ويحاسب . والحساب هو في صناديق الاقتراع في الأرض وعند الله في السماء لا مفر..

 

* الصورة من موقع الحزب اللبرالي