Sadaonline

من هو المرشح لرئاسة الحزب اللبرالي الأقرب للجالية؟

إعلانُ رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته من قيادة الحزب الليبرالي أثار اهتماماً واسعاً حول من سيتولى القيادة بعده

حسين حب الله ـ مونتريال

أحدثَ اعلانُ رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته من قيادة الحزب الليبرالي اهتماماً واسعاً حول من سيخلفه في قيادة الحزب الذي تشير استطلاعات الرأي الى تراجع شعبيته لمصلحة حزب المحافظين.

في أقل من شهر، من المقرر أن يجتمع الليبراليون لاختيار زعيمهم القادم، الذي سيصبح تلقائيًا رئيس وزراء كندا القادم – على الأقل حتى الانتخابات القادمة.

بدأ المرشحون الذين سيتنافسون على خلافة رئيس الوزراء جاستن ترودو في التاسع من مارس بِتوضيح رؤاهم للبلاد.

والمرشحون لخلافة ترودو هم: النائب السابق عن دائرة بييرفون في كيبك فرانك بيليس، والحاكم السابق لمصرف كندا وبنك إنجلترا مارك كارني، ووزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، وزعيمة مجلس النواب السابقة كارينا جولد، إضافة إلى روبي دالا النائب السابقة عن منطقة برامبتون-سبرينغديل.

شهد هذا السباق غير المعتاد على الزعامة تركيز المرشّحين على مواجهة التهديدات الوجودية للاقتصاد الكندي التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أججت أيضاً التحديات التي تواجهها الجالية الإسلامية في كندا.

ولعلّ أبرز التحدّيات التي تواجهها جاليتنا في كندا هي الكراهية لِلمسلمين من جهة، والموقف من فلسطين بشكل عام. تُضاف إليها تحديات أخرى قد لا تقل أهمية عما سبق ذكره، وتشترك جاليتنا في مواجهتها مع الجاليات الأخرى في كندا.

فرانك بيليس: كندا ستعترف بدولة فلسطين

في موقف علني ولافت دعا فرانك بيْليس، المرشح لزعامة الحزب الليبرالي الكندي (PLC)، إلى الاعتراف بدولة فلسطين.

وقال بيليس في مقطع مصور نشره على صفحته على الانستاغرام: "سوف نرى الفلسطينيين. سوف نراهم كبشر. سنراهم كشعب. كأمة. كندا ستعترف بدولة فلسطين."

وأضاف أن " الحكومة الكندية لطالما كانت تدعو إلى حل الدولتين، لكنها كانت تعترف "فقط بإحداهما: إسرائيل".

وفي موقف للنائب الليبرالي السابق بيليس قال: "لقد حان الوقت للاعتراف بالدولتين، ووضع حد لهذا التمييز الذي يظهر من خلال المعايير المزدوجة".

جاءت هذه الوعود من بيْليس بعد أيام من اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إفراغ قطاع غزة من سكّانه، وإلغاء حقهم بالعودة إلى ديارهم.

مثل بيْليس دائرة Pierrefonds-Dollard، أي الدائرة التي تتمتع بحضور ملحوظ للجالية الإسلامية فيها ويمثلها حالياً رئيس تجمع النواب المسلمين في المجلس النيابي الكندي سمير زبيري. 

بيليس معارض قوي للقانون الواحد والعشرين

بيليس كان معارضًا قويًا لمشروع القانون الواحد والعشرين، وهو التشريع المثير للجدل في كيبيك الذي يحظر على العاملين في القطاع العام في مناصب السلطة ارتداء "الرموز الدينية" العلنية مثل الحجاب أو القلنسوة في وظائفهم.
كما أنه الرئيس المشارك لتجمع
Non à la Loi 21 (لا للقانون الواحد والعشرين)، أي واحد من العديد من المنظمات التي تأملُ محاربة التشريع في المحكمة العليا في كندا.



مارك كارني

ليس لدينا مواقف سابقة واضحة لمارك كارْني يمكن البناء عليها. لكن يمكننا من خلال ما سيأتي ان نكوّن صورة أولّية عن كارني. ففي تغريدة له عبر موقع اكس اعتبرَ كارْني أنّ "اقتراح الرئيس ترامب بتهجير الفلسطينيين قسراً من غزة أمر مزعج للغاية، فهو ينتهك حقوق الفلسطينيين والقانون الدولي، ومن شأنه أن يعيقَ الجهودَ الرامية إلى تعزيز السلام والأمن للجميع في المنطقة".

وأضاف: "إنني أؤيد العمل الجاد للتوصل إلى حل الدولتين، مع دولة فلسطينية حرة يمكن العيش فيها، تقوم جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع دولة إسرائيل".

كذلك أشار الى ان "الأولوية يجب أن تكون لاستكمال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وتقديم الدعم الشامل للأسر الفلسطينية في غزة لإعادة بناء منازلها وحياتها".

ونشرت جمعية الطلاب الفلسطينيين في جامعة أوتاوا صورة تجمع الطلاب مع المرشح كارني الى جانب النائب زبيري. وقد قالوا في تعليق لهم: "اليوم، التقينا بالمرشح الليبرالي لمنصب رئيس الوزراء مارك كارني لتأكيد توقعاتنا من زعيم ليبرالي يحترم القانون الدولي، وينفذ أحكام المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بشأن إسرائيل وجرائم الحرب التي ارتكبتها حكومة نتنياهو".

ومن اللافت ما أورده الكاتب Josh Lieblein  في صحيفة أخبار اليهود الكنديين تقييماً للمرشح كارني، وقد جاء في جانب منه: "بطريقة ما، ظهر كارني باعتباره "المرشح المؤيد للفلسطينيين" في سباق الزعامة. لكن هذه ملاحظة غريبة إلى حد ما عندما تفكر في الأمر: هل فعل أي شيء مؤيد للفلسطينيين بشكل خاص؟ هل قال كلمة تنتقد إسرائيل قبل 7 أكتوبر أو منذ ذلك الحين؟ هل سيرتدي كوفية أو سيظهر في احتجاج؟" وأجاب: "لا يوجد دليل على أيّ تحيز شخصي من جانب الرجل، وعندما تتعمق أكثر، ستجد بعض التفاصيل المثيرة للاهتمام: تأييد النائب الليبرالية سلمى زاهد منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي ينتقد دونالد ترامب لتخطيطه لإخلاء قطاع غزة من السكان"، وهو يعبر بشكل غير مباشر عن الامتعاض من مواقف كارني.

ومن المعروف أن نائبين على الأقل من النواب المسلمين في المجلس النيابي الكندي أعلنا تأييدهما لكارني، وهما النائب سمير زبيري ورئيسة لجنة العلاقات الكندية - الفلسطينية في المجلس النيابي الكندي النائب سلمى زاهد.


كريستيا فريلاند

يسجّل على المرشّحة فريلاند مواقف لا ترضي الجالية فيما يخص القضية الفلسطينية، وقد تسبٍّب متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين الشهر الماضي بتعطيل خطابها في أثناء إطلاق حملتها لزعامة الحزب الليبرالي في تورنتو الشهر الماضي. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا الهتافات المعترضة على مواقفها.

وقال المحتجون ان تحرّكهم جاء نتيجة لتجاهل فريلاند مطالبَ ناخبيها، الذين يحاولون التواصل معها منذ 15 شهرًا بشأن دعم كندا لإسرائيل..

تأييد لفريلاند من نائب مؤيد لاسرائيل

من ناحيته رئيس لجنة الصداقة الكندية - الاسرائيلية في المجلس النيابي الكندي أنتوني هاوسفاذر أعلن في منشور له دعمَه لفريلاند فقال في منشوره: "لقد عملت مع كريستيا فريلاند منذ عام 2015. إنها صديقتي. لقد قررت دعم حملتها لتصبح زعيمة الحزب الليبرالي الكندي".

وأضاف: "بصفتي رئيسًا لمجموعة الصداقة الكندية الإسرائيلية، سافرت معها إلى إسرائيل ورأيت شغفها بالبلد وشعبه".

وفي مقالة للصحافي Josh Lieblein في موقع "اخبار اليهود الكنديين" كانت إشارة لافتة من الكاتب الى ما اعتبره "حقائقَ"، فأشار إلى "حقيقة أن المتظاهرين ظهروا بطريقة ما في حفل إطلاق كريستيا فريلاند وليس كارني؛ حقيقة أن النائب الليبرالي أنتوني هاوسفاذر، المعين لمكافحة معاداة السامية، أيد فريلاند وليس كارني؛ حقيقة أن الأصوات المناهضة لإسرائيل قررت أن فريلاند، على الرغم من أن جدّها نازي، هي المرشحة المؤيدة لإسرائيل التي يجب إيقافها بأي ثمن".


كارينا غولد

بالنسبة للمرشحة كارينا غولد، سيقتصر كلامنا على ايراد الفقرة التالية التي وردت في مقالة الصحافي Josh Lieblein فجاء فيها: "الحقيقة هي أن منافسة مارك كارني، كارينا جولد، التي من المرجح أن تحظى بقدر كبير من الحظ، يهودية وتريد إعادة الأصوات اليهودية إلى الحزب الليبرالي، في حين لم يقل كارني أي شيء من هذا القبيل".

بانتظار النتائج النهائية لانتخابات الحزب اللبرالي الشهر القادم، نتمنى أن يصل الى رئاسة الحزب الأقرب إلى جاليتنا، التي تواجه كل يوم تحدّيات كثيرة غير مسبوقة. أبرزها – محليّاً – الكراهية المكنونة لها، وخارجياً – الإنحياز الأعمى لإسرائيل.  

*الصور من موقع الحزب الليبرالي الكندي