Sadaonline

تفكيك مخيم ماكغيل .. الشرطة ساهمت في حصار المخيم واي اجراءات انتقامية ستقوم بها الجامعة ستشعل التحركات الطلابية من جديد

من مخيم ماكغيل قبل ازالته

صدى اونلاين ـ مونتريال

في وقت مبكر من صباح يوم الاربعاء في العاشر من شهر تموز الجاري وبتكليف من جامعة ماكغيل، بدأت شركة الأمن الخاصة "سيركو" بمهمة تفكيك الخيام التي نصبت منذ أواخر أبريل/نيسان في ساحة جامعة ماكغيل تضامنا مع الفلسطينيين وللضغط على الجامعة لسحب استثماراتها من الشركات التي تساهم في الابادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة . هذا التحرك تمّ بمساندة غير مباشرة من شرطة مونتريال وشرطة كيبك اللتين عمدتا إلى إرسال أكثر من مائة عنصر، تم رصدهم وهم يرتدون معدات مكافحة الشغب وبعضهم على الدراجات النارية والبعض الأخر يمتطي الخيول بالقرب من المدخل الرئيسي للجامعة.
وزعمت  إدارة ماكغيل في بيان صحفي صدر صباح الأربعاء أنّ "المخيم يمثل تهديدًا متزايدًا للصحة والسلامة. "لهذا السبب، من أجل حماية مجتمع الجامعة وسلامة ممتلكاتنا، تم اتخاذ القرار بتفكيك المعسكر الذي أقيم في الطابق السفلي من الحرم الجامعي بوسط المدينة". 

لمعرفة تفاصيل ما جرى  كان لنا لقاء مع احد الناشطين في المخيم ومسؤول جمعية "التضامن من أجل حقوق الإنسان الفلسطيني" SPHR  في جامعة كونكورديا زياد ابي صعب الذي حضر الى المخيم عند محاصرته من قبل الشرطة قبيل تفكيكه .

في اجابته على سؤالنا عما اذا كانوا علموا بالاقتحام قبل حصوله  قال ابي صعب " يوم الثلاثاء ، وصلتنا معلومات عبر احد الاشخاص تفيد بانه ستتم ازالة المخيم . تواصلنا مع احد المعنيين الذين يتواصلون عادة مع الشرطة للتاكد من الموضوع لكن لم نتمكن من الحصول على معلومات واضحة، سيما ان الشرطة لا تبلغ احدا بمثل هذه المعلومات .

وعما جرى لاحقا قال ابي صعب " قبيل الرابعة من صباح الاربعاء تلقيت اتصالا توجهت بعده الى المخيم حيث لاحظت ان الشرطة كانت قد طوقت المخيم من كل الجهات. وانا حضرت الى المخيم بعدما ابلغت في الساعة الرابعة صباحا عن التحرك وتطويق المخيم . اثناء تطويق المخيم من قبل الشرطة لم يتمكن العديد من الطلاب من الدخول الى المخيم بفعل حصاره من قبل عدد كبير من العناصر الامنية الرسمية التي كانت تضم شرطة مونتريال  SPVM وشرطة كيبك QS وجهاز الامن الكندي RCMP .

يعني الشرطة هي من حاصركم ؟

بداية حضرت سيارات الشرطة حيث اقفلت المداخل المؤدية الى المخيم وادخلوا الكلاب معهم . كنا حوالي 50 شخصا ولا يمكننا الخروج كما لا يمكن لاي شخص الدخول . ثم حضر عناصر على زنودهم شارات صفراء لم نكن نعلم في البداية من هم، حيث ظننا انهم من الشرطة . حاولت هذه العناصر الخاصة قراءة بيان لابلاغنا انه غير مسموح لنا التواجد في المخيم، الا ان مكبر الصوت لم يكن يعمل . ولاحظنا انهم غير منظمين وليس لديهم خطة واضحة ويبدو انهم لا يملكون الخبرة الكافية في هذا المجال . خلال ساعة لم نكن ندري ما الذي يحصل . ولماذا الشرطة تحاصرنا ولكنها لم تدخل الى المخيم؟ ومن هم تلك العناصر التي تحاول قراءة البيان؟. ادركنا لاحقا ان من قام بهذه الخطوة هي شركة خاصة والشرطة كانت تساند بطريقة غير مباشرة بمعنى ان الشرطة تقوم بحماية عناصر الشركة الامنية الخاصة وتتدخل بحال كان هناك تصادم مع المعتصمين. فالشركة الامنية الخاصة لا يمكنها اعتقال احد ولا يحق لها ذلك .

بعدها ابلغتنا الشرطة ان امامنا 15 دقيقة لمغادرة المكان والا سيتم اعتقالنا .

هل غادرتم المكان ؟

ما جرى ان غالبيتنا غادر المكان. فيما اصر بعض المعتصمين على البقاء داخل المخيم متحدّين قرار الشرطة ، التي ادعت كذبا ان احد المعتصمين قام بالاعتداء عليها . وقاموا باعتقاله وطرحه ارضا مع شخص آخر . ولكنها قامت باطلاق سراحهما لاحقا . بعدها احضروا الجرافات من نوع CATERPILLARE لازالة المخيم . وللمفارقة هم استخدموا نفس الجرافات التي تستخدمها قوات الاحتلال في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين .

ولاحقا نظمنا تظاهرة خارج المخيم التحق فيها معنا قرابة ال300 شخص قرابة السابعة والنصف صباحا. وهذا الحضور كان لافتا في هذا الوقت المبكر في ظل طقس ماطر ويؤكد على الاستمرار في تحركنا بعد تفكيك المخيم .

الجامعة اصدرت بيانا قبيل اقتحام المخيم يتهمكم بقضايا تتعلق بوجود مخدرات ووجود اشياء اخرى تؤثر على السلامة العامة ؟

ماكغيل اصدرت تقريرا قبل اقتحام المخيم بحوالي نصف ساعة مليء بالاكاذيب ادعوا فيه انهم وجدوا داخل المخيم مخدرات وابر وفئران. لكن الحقيقة انهم بعد دخولهم الى المخيم رموا في بعض الخيم الابر والمخدرات واخذوا بعض الصور ليثبتوا ادعاءاتهم الكاذبة ، وذلك للاساءة الينا وتشويه سمعتنا .

معنى ذلك ان التقرير الاول صدر بدون صور ؟    

نعم اصدروا التقرير من دون صور قبل دخولهم الى المخيم . حيث اننا قرأنا البيان الصادر عن مدير الجامعة قبل اقتحامهم المخيم. وبعد اقتحامهم نشروا الصور التي قالوا فيها ان هناك مخدرات وما شاكل . هذه اكاذيب واضحة ويبدو انهم قاموا بذلك على استعجال وبدون تنسيق فيما بينهم . والملفت هنا ان الصور عن المخدرات والابر صورت خارج المخيم.

وورد التقرير اشياء غير صحيحة منها ادعاؤهم انه في بداية الاعتصام شارك احد الاشخاص من خارج كندا في المخيم ما اثار استغرابنا . حيث نظرنا الى بعضنا بعد ان كنا جميعا نحضّر للامتحانات في الجامعة وقلنا عمن يتحدث هذا التقرير المضلل.

لماذا يدّعون هذا الامر؟

يحاولون الايحاء ان قرار المخيم جاء من خارج كندا وان المنظمين يقومون بالتخريب .

ماذا عن قضية الفئران ؟

ايضا هذه كذبة اخرى . نعم هناك مبنى يسمىBurnside  بعيد عن خيمنا ويقع كليا خارج ساحة المخيم وهو مليء بالفئران وهذه مشكلتهم ولا علاقة لنا بالامر لا من قريب ولا من بعيد .   

هناك تناقضات في بيان الجامعة . والملفت انه في نفس التقرير قالوا انه من المستحيل ان نعرف ماذا يجري داخل المخيم ومن ثم يقولون اننا دخلنا لاننا نعرف انهم يقومون باعمال غير قانونية.

امام هذه الاتهامات الكاذبة كما تقولون هل ستقومون باجراءات قانونية ضد الجامعة ؟  

كما تعرف ان المسالة لا زالت جديدة ونحن نقوم بالتشاور مع محامينا الذين تواصلنا معهم لبحث الخيارات القانونية المتاحة امامنا . فهذه اساءة وتشويه لسمعة الطلاب المناصرين للقضية الفلسطينية . ولا يمكن ان نسمح بذلك.

برأيك ماذ تحقق نتيجة الاعتصام ؟

منذ بداية اعتصامنا وحتى اليوم نحن نحاول تحقيق العديد من الامور . ويمكن التاكيد هنا اننا حققنا عدة مسائل : منها اننا ربحنا مرتين في المحكمة ضد الجامعة امام محاولة اخراجنا من المخيم رغم اننا كطلاب لسنا متخصصين في القانون . وسجلنا سابقة في تاريخ الجامعة ، حيث يمكن استخدام هذا الانتصار في المستقبل لاي اعتصامات قادمة . هذه المحاكمات كلّفت الجامعة تكاليف باهظة بعد خسارتهم. كما ان نقل حفل التخرج الى مكان آخر كلّفهم مبالغ كبيرة وصلت الى قرابة المليون دولار. اضف الى ذلك تكاليف الشركة الخاصة التي كلفوها ازالة المخيم هذا الاسبوع. هذه الملايين التي تكبدوها كانوا وفروها لو سحبوا استثماراتهم في بعض الشركات التي تدعم الاحتلال.  

ويمكنني ان اؤكد ان من نتائج الاعتصام ان سمعة جامعة ماكغيل لم تعد كما كانت في السابق. فصورتهم امام الصهاينة لم تعد كما في السابق . فقد كانت تشتهر الجامعة انها موئل للصهاينة . واليوم هي مركز اساسي للحركة الطلابية الداعمة للقضية الفلسطينية . وهو ما يقلق الصهاينة وسيدفعهم للابتعاد عن الجامعة .

ولاحظنا في خلال الاعتصام ان العلاقة بين رئيسة البلدية والجامعة شابَها بعضَ الإهتزاز . حيث راينا ان السيدة بلانت قبل اقتحام المخيم بيومين اتهمت الجامعة بانها لم تحسن التعامل مع الطلاب وان استراتيجيتها في التعاطي مع الطلاب غير جيدة.

المطالب التي طرحتموها خلال الاعتصام هل تحقق منها شيء مثل وقف الاستثمار مع الشركات الداعمة للإبادة ؟

من المؤسف ان صوْتَ الطلاب لم يُسمع كما كنا نأمل. وهم لم يحققوا مطالبنا . اذ انهم من اول الحوار معنا كانوا يراوغون ولم ياخذوا بعين الاعتبار هذه المطالب. وكانوا يحاولون اخذنا للمحكمة وفض المخيّم بالقوة . ما يدل على انهم غير مكترثين لمطالبنا بل يبحثون عن اي طريقة لاسكات صوتنا وطردنا من المخيم .

هل يمكننا القول ان التحرّك انتهى ام هناك تحركات قادمة بعد إزالة المخيم؟

من المؤكد ان ما جرى لن يوقفنا . سيكون هناك العديد من التحركات. والليلة ( مساء الخميس) هناك تظاهرة لمجموعات داعمة لكنها غير منضوية معنا. الطلاب لن يسكتوا ابدا .. وسيكون هناك تحرك عندما يكون هناك تصعيد. عندنا الكثير من الخيارات التي سنستخدمها وسنلجأ الى الاكثر ملاءمة وخدمة للقضية التي نعمل من اجلها .

انتم متهمون بالتخريب والقيام باعمال منافية للقانون... ما هو ردكم ؟

من الممكن ان يكون هناك بعض المجموعات التي تلجا الى اعمال تصعيدية لكننا غير مسؤولين عن تصرفاتها. وانا اعتقد ان اي تحرك سيقوم به الطلاب تتحمل مسؤوليته ماكغيل التي ترفض الاستماع الى مطالب الطلاب الذين يتحركون لوقف الاستثمارات التي تساهم في الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين .

  الملاحظ اليوم ان الشرطة في مونتريال بعد حياد استمر لاشهر تعاونت مع الشركة الخاصة التي استاجرتها ماكغيل لازالة المخيم.. لماذا تغيّر موقف الشرطة ؟  

خسارة الجامعة امام المحكمة لم يسمح للشرطة بالتدخل . لانه قانونيا لا يمكنها التدخل ما دامت الجامعة لم تربح القضية امام المحكمة. الذي يسمح للشرطة بالتدخل هو الدفاع عن شركة خاصة . حيث انهم اتوا لحماية شركة خاصة وظفتها ماكغيل ولمنع الاصطدام بين عناصر هذه الشركة والطلاب المعتصمين . هم استخدموا هذه اللعبة للاحتيال على القانون . الجامعة كذبتْ حين قالت ان الشرطة وافقت ونحن نسّقنا مع الشرطة .

وماكغيل بعد ان فشلت امام المحكمة لجأت الى هذه الشركة الخاصة لتحقيق اهدافها في انهاء المخيم في ظل حماية الشرطة . الشرطة لم تكن تهتم للمخيم بحد ذاته بل تريد حماية من يريدون تفكيك المخيم ومنع الاصطدام بينهم وبين الطلاب .

يعني انتم لا تتهمون الشرطة بالتامر عليكم مع الشركة الخاصة وماكغيل ؟

لو لم يكن هناك شرطة لما امكنهم تفكيك المخيم . لانه لا يحق للشركة الخاصة توقيف احد. تدخل الشرطة فتح الابواب امامهم لاكمال مهمتهم في ازالة المخيم .

بعد تفكيك المخيم الا تخافون ان تقوم ادارة الجامعة باجراءات قانونية ضد الطلاب الذي كانوا معتصمين او منظمين للاعتصام كالطرد من الجامعة مثلا ؟

هناك محذور في هذا المجال .. فجامعة كونكورديا مثلا وجهت الي شخصيا عشرين تهمة تهمة وهددوني بالفصل من الجامعة . اذ انهم يحاولون ربطي ببعض التحركات في الجامعة لتنفيذ اجراءاتهم ضدي. واعتقد ان ماكغيل ستقدم على خطوات مشابهة بحق بعض الطلاب .

هذا لن يوقفكم عن نشاطكم ؟

لا ابدا ، بالعكس. اعتقد ان اي اجراءات انتقامية ستقوم بها الجامعة ستشعل التحركات الطلابية من جديد .

الحركة الطلابية لم تبدأ في السابع من تشرين الاول – اكتوبر ولن تنتهي مع ازالة المخيم بالامس . كانت قبل هذا التاريخ وستستمر ما دام الشعب الفلسطيني يتعرض للظام والابادة من قبل الاحتلال. 

هل لديكم اي تواصل مع الشرطة بعد الذي جرى ؟ 

لا ليس هناك اي تواصل  

هل لديكم كلمة اخيرة؟

كل ما نقوم به هنا هو للتضامن مع الشعب الصامد في غزة ومع مقاومة الاحتلال وهو لا يقاس بالتضحيات التي يقدّمها اهل غزة . ونحن مستمرون في الدفاع عنهم وفي مواجهة من يساهمون في الابادة التي يتعرضون لها.

 

 

 

 

 

الكلمات الدالة