بقلم: القائد إدريس منصور
بكلَّ فخرٍ وبَهجة، أقامَت كَشافة و مُرشِدات أهل البيت (عليهم السلام) فوج خاتم الانبياء (ص) في أوتاوا حفلًا مميزًا بمناسبةِ الذكرى الثلاثين لتأسيس الكشاف، وذلكَ نهارَ الأحد الموافِق ١٣ نيسان ٢٠٢٥.
شَهِدَ الحَفل حُضورًا واسعاً تخطّى الثمانُ مائةِ شخص، من قادَة الكشاف وعَناصرهِ وأهاليهم، و حضورٍ مُميّز من عُلماءِ الدين في المدينة، و قياداتٍ من كشافة ومرشدات المسلم مونتريال، و كشافة الهدى تورونتو و كشافة الولاية هاملتون، بالإضافة إلى مُمثلين عن المُجمَّع الإسلامي في مونتريال ومركز اهل البيت (ع) في اوتاوا.
افتُتحَ الحَفلُ بمقطوعةٍ موسيقيةٍ قدَّمتها فِرقة المُوسيقى الكَشفية و إلقاءِ السلام على بقيةَ الله في أرضِه، تلاها النَشيدُ الرسميّ لكشافَة و مُرشدات أهل البَيتِ (عليهُم السلام)، أنشَدتهُ ثُلّةٌ من الإخوةِ والأخوات القادة في الكشاف.
تخلَّل الحَفل عددٌ من الكلماتِ المُؤثرة، أبرزها كلمةُ الكشاف التي ألقاها فضيلةُ الشيخ فياض عبدالله،
تناولَ فيها الفترة التأسيسيّة و المُؤسِّسين للكشاف و الجهودِ التي بُذلَت و لازالَت تُبذل إلى الآن،
وكلمة لسماحة الشيخ علي السبيتي، عَبّرَ فيها عن أهميّة هذا العملِ التربوي والإسلامي في بناءِ جيلٍٍ واعٍ، ممهدٍ و محبٍّ لأهلِ البيتِ (عليهُم السلام).
كما تمَّ عَرض ڤيديو توثيقي لمَسيرة الكشاف منذُ إنطلاقته، حاملاً في طيّاته محطاتٌ من العملِ الجادِ والمَواقف المُضيئة والصوَر التي حُفِرت في الذاكرة لكلِّ من شاركَ في هذه المَسيرة حتى يومنا هذا.
تخلّل الحَفل أيضًا تكريمُ قادةٍ كشفيين، أتمُّوا الثلاثينَ عاماً في مَسيرتهِم الكشفية، قدّموا خِلالها الكثير، و تَفانوا بإخلاصٍ في خدمةِ هذا العَمل الإسلامي المُبارَك. حيثُ تمَّ منحِهم دُروعًا تكريمّية عُربونَ وفاءٍ و تَقديرٍ لما قدّموهُ من جهدٍ ومحبةٍ، ولما كان لهُم من دورٍ فعّالٍ في دعمِ وتطويرِ الكشاف.
إستُحضِرت خلال الحَفل، ذكرى القائدة الراحلة الحاجة إيمان بربيش بيضون (رحمها الله)، التي كانت مثالًا في العطاء والتفاني، و التي تركَت بصْمةَ لا تُنسى في قلوبِ عناصرِ الكشاف وكلّ من عرَفها. و تكريمًا لمسيرتها الزاخرة، عُرض ڤيديو مؤثّر تضمَّن لقطاتٍ وذكرياتٍ معها، عبّر فيه القادةُ عن محبَّتهم و امتِنانهم لما زرعتهُ فيهم من قيمٍ كشفيةٍ، و إيمانيّةٍ و إنسانية.
أبرزُ فقراتِ الحفل، كانت المَسرحية التي قدّمتها عناصرٌ من الكشاف تحتَ عنوان "فالزمن تحرّك"، والتي إستُوحيت أجواءَها من زمنِ الغَيبة، و سلَّطت الضوءَ على واقعٍ يُلامسُ حياتَنا اليوم، حيثُ يَنشغل الأهلُ بأعمالِهم و تغيبُ عنهُم فرصةُ التَقرُّبِ من الإمام المهدي (عجَّل الله فَرجهُ الشريف). لكنّ الأولاد، بعفَويتهم و محبتِهم، كانوا صوتَ الصحوة، فاستَنهضوا أهلهُم وأعادوا دفءَ الروحِ و الأُلفة إلى العائلة، ببركةِ صاحبِ العصرِ والزمان "عج"
و قدّمت الزهرات بدورِهنَّ استعراضًا إنشاديًا بعنوان "راية المهدي"، أضفى على الحفل طابعاً روحانياً لامسَ قلوبَ الحاضرين ثُم إختُتمَ العملُ المسرحي، في استعراضٍ جماعي لنشيد "فالزمن تحرّك"، بمشاركة عناصرَ مثّلَت كلَّ الفِرق الكشفية وسطَ تصفيقٍ و تشجيعٍ من الجمهور.
طغى على الحفل طابعَ البهجةِ، و حُسن التنظيم، و غِنى الفقرات، و الُروح العالية التي سادَت الأجواء، فكان الاحتفال، أكثرُ من مجرّد مناسبةِ الذكرى الثلاثين للتأسيس، بل خُلاصة ثَلَاثُينَ عَامًا أَيْنَعَتْ فِيهَا القِيَمُ، و تَخَرَّجَتْ فِيهَا الأَجْيَالُ، و تَعَمَّقَ فِيهَا الانْتِمَاءُ، و سُمِعَتْ فِيهَا الأَصْوَاتُ تُرَدِّدُ: نَحْنُ الكَشَّافُ... فِي خِدْمَةِ اللهِ، والوطن، وَالنَّاسِ، مجددين العهد، بإستمرار المسيرة، و إعلانًا بأن نهج أهل البيت (عليهم السلام) سَيبقى منارةً تَهدي الأجيال القادمة، مع التمنياتِ لمزيدٍ من النجاحات القادمة، بإذن الله و توفيقه.
111 مشاهدة
23 أبريل, 2025
204 مشاهدة
22 أبريل, 2025
262 مشاهدة
22 أبريل, 2025