أقيمت في المؤسسة الفلسطينية الكندية في كيبك (كندا) CFPQ يوم السبت الفائت بتاريخ 19 نيسان/ أبريل 2025 أمسية شعرية بعنوان "جرح في الخاصرة والإصبعان نحو السماء" بمشاركة الشاعرة والروائية والأكاديمية رلى الجردي والشاعر والأكاديمي جورج أبو حساب والشاعرة والصحافية دارين حوماني من لبنان، الشاعر والصحافي علي عاشور من القطيف، الشاعر عيسى الياسري من العراق، والشاعر بشرى الفاضل من السودان، وقدّم الأمسية الكاتب المغربي عبد اللطيف الحماموشي؛ وذلك برعاية "مجلس التنسيق من أجل فلسطين" CC4P، ومنظمة Palestine Vivra (ستحيا فلسطين)، "نادي النهضة الثقافي" Centre Culturel Social An-Nahda، و"لورييه سانت ماري من أجل فلسطين" Laurier-Saint Marie pour la Palestine إضافة إلى المؤسسة الفلسطينية الكندية في كيبك.
الأمسية الشعرية جاءت تحية لغزة، فعكست القصائد أصوات الغزّاويين المقيمين تحت القصف والدمار والرماد، وحملت معانٍ عميقة وصور وجدانية حسّية تستنهض الذاكرة الجماعية كأنها شهادات حية على وجعٍ لا ينكسر، مؤكدين أن غزة ليست مجرد مأساة، بل نبض مقاوم، وذاكرة متجددة في قلب الإنسانية.
هنا مقتطف من النصوص الشعرية التي أُلقيت:
رلى الجردي (لبنان)
متُّ من قبل
عرفوا أنّي متُّ من قبل
وابتسمتُ من طعنةِ الابتسام
فغنّوا
يا روووووووح
يا هذا الجمال الطّلق
أكملي العصافيرَ
فالأرضُ قلناها والسّماءُ
محروقةٌ من الخلف،
لا تثقي بالجسم
ليس في الثياب المتعانقة
بين بوّابة رفح
ووحش البحر..
هو الدمُّ العسيرُ، غزّة،
يعطّل الأنياب
إسرائيل،
وفي الجرحُ تُمعن
حروفٌ أوروبيَّة،
تُلمّع وجنةَ الكتبِ
تنظّف....تنظّف ...تنظّف
يا رووووووووح
تلعقُ البقعَ، العروقَ البنفسجيَّة،
والخبزَ الميتَ
في راحةِ اليد الصّغيرة اللامتناهية
تنظّفُ.....تنظّف
إسرائيل،
الموتَ المحشورَ
في كلّ حياة
ودمعكَم في
الحديدِ المُسالم.
رأيتُه، مَشيتُه
حتّى آخر زهرة!
عيسى الياسري (العراق)
أكثر من سبعين سنة
يؤخذ أطفالك من بين يديك إلى السجن
وأنت صابرة
يُنسف بيتك
وأنت صابرة
كانت كل ذخيرتك أن تبكي
أن ترفو كفاك ثياب الصبر
وأنت تنوحين..
صبرك يا غزة دوّنه في كتبه الرب
الرب
هو من ألقى كلمته على شفتيك
وقال:
لا تخشي يا غزة
لا تخشي
أيتها المرسلة مني
إن ألقوا بك في محرقة النار
قطرة مطر
من غيمات بنادق أبنائك تواجه إعصار
أبناؤك هم الصفوة من أبنائي
وهم شعبي المختار..
علي عاشور (القطيف)
لا سماء محايدة ً
فوق غزّة.
لا ماء يروي
عطش الموت
أو يغسل ما تبقى
من ظلال عتبات البيوت المهدّمة.
لا صباح
يحمل كيس طحين
لا تربة
تدلك سيقان الزيتون
ولا نعنع يعبق
عندما تقوس جدة
ظهر نهارها
لتصافح ورقة زعتر خجلة.
لا سماء كانت
لا سماء ستكون..
دارين حوماني (لبنان)
طفلة في يدي
طفلة بلا أطراف
طفلة بلا رأس
طفلة مقتولة في مرآتي
طفلة مقتولة على دفتري
طفلة مقتولة على سريري
طفلة مقتولة على طاولة طعامي
طفلة مقتولة عند باب غرفتي
طفلة مقتولة على زجاج نافذتي
طفلة مقتولة تسيل من صنبور المياه
طفلة مقتولة في سيارتي
طفلة مقتولة في إشارة المرور
في ستاربكس، كل كوب طفلة مقتولة
في غزة ثمة تواصل فقط مع الموت
في رفح الأطفال يحترقون...
لا سبب قابل للتصديق لوجود هكذا حياة..
لا سبب قابل للتصديق لوجود هكذا عالم..
سنبحث عن حياة أخرى
عن عالم آخر.. بلا وحي..
وحي وحي وحي
ديانات توحي بالقتل
بظلام يُسقط العالم في فجوة لا لون لها
ثمة يد مقطوعة في يدي
بلا جسد
هل تلتقطون تلك الفكرة مني
طفلة مقتولة في رأسي
وفي الفجر يخيّل إليّ أنني أحلم
وأن هذا العالم لا يمكن أن يكون بأي شكل
العالم
الذي أراده الله..
111 مشاهدة
23 أبريل, 2025
204 مشاهدة
22 أبريل, 2025
262 مشاهدة
22 أبريل, 2025