من أبرز المواضيع المُتداوَلة في الصحافة الكندية نهاية الأسبوع الفائت ما كتبه الصحافي جو وورمنغتن (Joe Warmington) لموقع "TORONTO SUN" عن واقع المَعيشة في كندا وتغافُل حكومة ترودو عنه..
"الحكاية حكايةُ حقيقتين متباينتين في المدينة، والناس في طريقَين مختلفين. ففي حين كان رئيس الحكومة جستن ترودو يتغنى باجتماعه بفرقةٍ من المغنين الكنديين (The Tragically Hip) وعددٍ من ممثلي هوليوود الجمعة، شُكِّلَت الطوابير أمام مراكز التبرع بالغذاء في المنطقة.
طبعاً، المقبلات والمشروبات اللذيذة لا تتوفر في هذه المراكز، التي لا تقدِّم سوى الأساسيات، فمن الأفضل تقديم اللذائذ للمشاهير المُدرَجين على لوائح "مهرجان تورنتو السينمائي الدولي"". والكلام الساخر للصحافي وورمنغتن.
"فلْتُلتَقَط الصور الشخصية مع المشاهير والجميلين. فبينما تتنعم النخبة بِعيشة الملوك، مستفيدةً من ملايين الدولارات التي يدفعها الشعب، يعاني النصف الثاني من الكنديين من أجلِ تحصيل خبزه. وهذا ليس "فيلماً"، بل هو واقعٌ متناقضٌ".
ترودو من جهته قال في ما نشره على منصة "X" إن كندا باتت مقصَداً رئيسياً لقطاع الإنتاج السينمائي، خصوصاً بفضلِ "مهرجان تورنتو السينمائي الدولي". لذا أشار الصحافي المذكور إلى أن المقربين من ترودو أعلموه "بِنيَّة ترودو الجادة دعمَ مُنتِجي الأفلام والموسيقيين باعتبارِ ذلك استثماراً في كندا والكنديين وتوفيراً للوظائف والازدهار". وفيما رأى وورمنغتن أن "في هذا الطرح وجهة نظر"، نبَّه إلى أن "ترودو يستمتع برفقة الموسيقيين والممثلين ولا يذكُر أن معظم نفقات حفلته على حساب الشعب الكندي. فقد أُدرَج ضمن ميزانية عام 2024 مبلغ 23 مليون دولار يُدفَع للمهرجان المذكور ضمن فترة ثلاث سنوات ابتداءً من العام الحالي لجذبِ أبرز منتِجي الأفلام والممثلين من أرجاء العالم لدعم قطاعَي الترفيه والسياحة في تورنتو.
وفيما لم يعلّق المعنيون بالمهرجان على كيفية استخدامهم هذه الأموال، يعجز المواطنون عن تأمين إيجار بيوتهم، وتسديد قروضهم، وتأمين التعليم لأولادهم، وتأمين وقودهم ولقمة عيشهم..
وحين يتحدث ترودو عن الاستثمارات، فهو يعني تقديم المنح الرسمية للمروِّجين لأفكار اللبراليين في الوقت الذي يُتجاهَل فيه المنتظرون في طوابير الخبز في دوائر اللبراليين الانتخابية مثل دائرة "University-Rosedale" التي تنوب عنها نائبُ رئيس الحكومة كرِستيا فريلاند.
وحينما يعجز الناس عن تدبير أمور معيشتهم اليومية، وحين يعجز أكثر من مليونَي كندي عن تأمين طبابتهم، وحين يعتمد الآلاف على مراكز التبرع بالغذاء، لا بد من إعادةَ النظر في ما يُقدَّم لقطاعات الأفلام والموسيقى وكرة القدم والإعلام على حساب الشعب".
وورمنغتن نبَّه أيضاً في مقاله لموقع "Toronto Sun" من أن "ترودو ورئيس حكومة أنتاريو داغ فورد ورئيسة بلدية تورنتو أولِفيا تشاو يحبون التقاطَ الصور عندَما يُطلِقون المشاريع التي يموِّلها الشعب.. لكن أياً يكُن توجهك السياسي، من الصعب تبرير رفاهية الزعماء على حساب دافعي الضرائب وبالرغم من تشكُّل طوابير الخبز في الجهة المقابلة. وهذه هي المأساة التي لن تشاهدها على شاشة المهرجان".
الصورة:
Photo by Joel Muniz on Unsplash
221 مشاهدة
10 يناير, 2025
148 مشاهدة
10 يناير, 2025
262 مشاهدة
06 يناير, 2025