Sadaonline

الاسلاموفوبيا تطل براسها من جديد بشكل فاضح : تحريض ضد المسلمين في اكثر من مدينة واعتداء خطر على ناشط بارز

شاحنة في تورنتو تحرض على المسلمين من خلال عرض صور للمصلين في احد المنتزهات العامة


صدى اونلاين

يبدو ان هناك من يصرّ على نشر الكراهية ضد الجالية الاسلامية في اكثر من مدينة كندية من دون ان يكترث للمآسي التي اصابت وتصيب هذه الجالية بسببها. فقد وقعت هذه الايام اكثر من حادثة متزامنة تعيد بالذاكرة الى الايام التي سبقت الاعتداء الذي طاول المسجد الكبير في مدينة كيبك في العام 2017 والذي اودى بحياة ستّة مسلمين، والإعتداء الذي وقع في مدينة لندن ـ اونتاريو والذي ادى الى استشهاد اربعة افراد من عائلة افضال في العام 2021 ، بدافع واحد هو الكراهية للمسلمين . حيث كنا نشهد تحريضا واضحا في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من دون ان تقوم الاجهزة المختصّة بالاجراءات المطلوبة لاستباق وقوع مثل هاتين المجزرتين الارهابيتين .

في تورنتو : تحريض على المسلمين

في آخر مظاهر هذه الكراهية لاحظ المواطنون في مدينة تورنتو الاسبوع الماضي ان شاحنة كبيرة تسير في شوارع المدينة عليها شاشتين كبيرتين تعرض فيهما مجموعات من المسلمين تصلي في احد الاماكن العامة . حيث رافق العرض اسئلة من قبيل: "هل هذا اليمن ام العراق ام سوريا ؟ استيقظي يا كندا !"  في تحريض واضح ضد المسلمين الكنديين .

واثار الامر ردود فعل مستنكرة من اكثر من جهة في الجالية وخارجها طالبت المسؤولين المعنيين بالتحرك الفوري، من دون ان نرى على ارض الواقع اي تحرك جدي، بالرغم من انه تّقدّم عدة اشخاص في الجالية بدعوى لدى الشرطة، بعد ان تم الكشف عن ان ملكية الشاحنة تعود الى جهة اعلامية معروفة .

اعتراض على الصلاة في المنتزه في مونتريال

 بالتزامن مع نشر صور المصلين في تورنتو سلّط مقال نشر صحيفة لودفوار الصادرة في كيبك الضوء على اقامة المسلمين في دائرة اهانتسك الصلاة في احد المنتزهات العامة لمناسبة عيد الاضحى . وافيد عن تلقّي البلدية في المنطقة رسائل اعتراضية على اقامة الصلاة.

حيث قالت رئيسة بلدية أهانتسيك-كارتييه فيل إيميلي ثويليرفي تصريح لوكالة الصحافة الكندية: "من النادر أن نتلقى 10 أو 15 رسالة بريد إلكتروني حول نفس الموضوع بالضبط، في نفس اللحظة بالضبط، لذلك ... نحن نعلم أن هناك شيئًا ما يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي أو على وسائل الإعلام". وقالت إن "الشكاوى كانت كافية لها للتفكير في حظر جميع المناسبات الدينية في منتزه "هيرونديل" "، حيث اقيمت الصلاة.

يستهدفون المسلمين

سامر مجذوب، رئيس المنتدى الإسلامي الكندي في تعليقه على الحدث اكد إنه "لم يكن هناك أي شيء مثير للجدل حول الاحتفال، مضيفاً أن بعض الناس يبالغون في تضخيم الحدث ويستهدفون المسلمين في كيبيك. ولفت في حديث له الى إن المسلمين يُعاملون بمعايير مختلفة مقارنة بغيرهم. واذ اشار الى ان المسلمين حصلوا على الموافقة لاقامة الصلاة "، لفت الى " أن البعض لا يتحدث إلا عن أهمية العلمانية "عندما يتعلق الأمر بالإسلام".

المشكلة "فقط عندما يتعلق الأمر بالمسلمين"؟

من ناحيته قال فريديريك ديجان، أستاذ الأديان بجامعة كيبيك في مونتريال، في تصريح لوكالة الصحافة الكندية إن رد الفعل على الحدث على وسائل التواصل الاجتماعي ومن المعلقين السياسيين كان مفاجئًا، لكنه يأتي وسط تزايد المشاعر المعادية للمسلمين في الدول الغربية.

يضيف ديجان" يتجمع آلاف المسيحيين كل عام في مسيرة ليسوع في شوارع وسط مدينة مونتريال للغناء ونشر الإنجيل، بينما يهتف أعضاء هاري كريشنا بانتظام في محطات مترو الأنفاق".

لكن يبدو أن هذه العروض للتعبير الديني تمر دون أن يلاحظها أحد، "فقط عندما يتعلق الأمر بالمسلمين، يقول بعض الناس أن الأمر يبدو وكأنه مشكلة"، كما قال.

تعرض منزل ناشط بارز للاعتداء

الى ذلك وبعيد نشر صحيفة لودفوار لمقالها عن الصلاة في المنتزه افادنا احد الناشطين البارزين في الجالية عن محاولة عدد من الاشخاص الدخول الى منزله عنوة من الباب الخلفي ومن الباب الامامي حين كان هو خارج البيت واولاده نائمين في الداخل. ويقول الناشط في حديث معنا انه "من لطف الله انهم لم يتمكنوا من دخول المنزل، والا كان من المحتمل ان يتعرض اولاده للاعتداء او اكثر من ذلك ـ لا سمح الله ".

الناشط ابلغ الشرطة بالحادث وسلّمهم كل التسجيلات من كاميرات المراقبة الموجودة في المنزل. الا ان اللافت ان تحرّك الشرطة كان بطيئا ،على الرغم من انه ليس الاعتداء الاول الذي يطاول الناشط ، الذي يؤكد في حديثه معنا متابعته للقضية بعد ان تم كشف هوية المعتدين، سيما ان وجوههم كانت مكشوفة خلال الاعتداء!

لكن هل هناك رابط بين موضوع صلاة العيد والاعتداء على منزله؟. يقول الناشط الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه بانتظار تحقيقات الشرطة " هذا الاعتداء ليس الاول وقد لا يكون الاخير وهو يستهدف من يتحرك على الساحة بشكل فاعل على اكثر من صعيد خصوصا في موضوع القضية الفلسطينية والاسلاموفوبيا ".

الجالية الاسلامية جزء اساسي

نحن امام حملة تحريض واضحة لا لبس فيها وتحتاج الى موقف واضح من اعلى مواقع السلطة في كندا والمقاطعات والشرطة لكي لا يشعر مروجو الكراهية بالطمأنينة تشجعهم على القيام باعمال اجرامية نتيجة التحريض المستمر على المسلمين وتصويرهم انهم "اعداء هذا البلد ويخدمون اجندات غير كندية ويحملون معتقدات رجعية ينبغي محاربتها !".

لقد شعرت الجالية ان المسؤولين المعنيين لا يقومون بالتحرك بالسرعة المطلوبة ، رغم ان المحرّضين في تورنتو والمعتدين في مونتريال معروفون . فلا يجوز ان ننتظر حتى يقع المحظور لنتحرك . وما سبق وجرى في كيبك ولندن في السابق خير دليل على ذلك . فالجالية الاسلامية "هي جزء اساسي من التركيبة التي تتشكل منها كندا وينبغي ان يتم التعامل معها على هذا الاساس، حتى لو لم تكن تملك وسائل اعلام تقف خلفها او لا تملك مالا كافيا يموّل بعض الحملات الانتخابية للسياسيين ليقفوا الى جانبها"، كما لفت مصدر مسؤول في الجالية .

فالمسلمون الكنديون "حريصون كل الحرص على امن هذه البلاد وعلى ازدهارها، كما أكثر الجاليات في هذا البلد. والخلاف في السياسة لا يجوز ان يؤدي الى تجاهل ما يتعرضون له من ظلم وكراهية وتهميش" . وختم بالقول "ما نشهده في الساحة لا يبشر بالخير، سواء من طرف الكارهين او من طرف المسؤولين الرسميين"، ويحتاج الى " ورشة عمل " تعيد الامور الى نصابها ليشعر الجميع بالامن بالتساوي دون تمييز او تفرقة .     

 

 

 

 

الكلمات الدالة