صدى اونلاين ـ شمال مونتريال 

أطلقت رئيسة بلدية شمال مونتريال كريستين بلاك أول لقاء انتخابي ضمن الاستعدادات الرسمية للحملة البلدية المقبلة، وذلك بحضور رئيسة حزب "أونصومبل مونتريال" السيدة سُوريّا فيرادا مارتينيز، وعدد من المرشحين في دائرة ماري-كلاراك الواقعة في شمال مونتريال.

اللقاء، الذي عُقد عند الخامسة من عصر يوم الخميس في الحادي عشر من شهر ايلول ـ سيتمر في مطعم "كازا كريغ " في شمال مونتريال ، في أجواء انتخابية وحشد متنوع، شكّل مناسبة لتقديم الوجوه التي تخوض الانتخابات البلدية المقبلة، ومن بينهم المرشح يوسف حريري، الذي يترشح في منطقة تتميز بحضور لبناني ومغاربيّ بارز، خلفًا للعضو البلدي السابق والنائب الفدرالي الحالي عبد الحق ساري.

يوسف حريري: ، أضع خبرتي في خدمة مدينتنا

حريري، وهو محامي وناشط سياسي، استهل مداخلته بالترحيب بالحضور بلغات متعددة: العربية، الإيطالية، الهايتية، الاسبانية ، الفرنسية والإنكليزية، تعبيرًا عن التنوع الثقافي الذي يميز شمال مونتريال. وقال: "هذا هو المكان المناسب وهذا هو الوقت المناسب لأترشح اليوم مدعومًا بعائلتي الصغيرة وأصدقائي وزملائي، وأفتخر بوالديّ اللذين رافقاني في رحلتي منذ وصولي إلى مونتريال في بداية التسعينيات. بعد أكثر من ثلاثة عقود من الاندماج والعمل في الشأن العام، أضع خبرتي في خدمة مدينتنا."

وأشار حريري إلى أن ترشحه يأتي استمرارية لمسيرته الطويلة في العمل السياسي الفدرالي والبلدي، مؤكدًا أن مونتريال اليوم تواجه تحديات تستدعي حلولًا عملية، في مقدمتها أزمة السكن، الأمن، النظافة، وتحسين جودة الخدمات. وأضاف: "مونتريال التي احتضنت عائلاتنا تستحق الأفضل. في الثاني من نوفمبر، نريد أن نعيد لهذه المدينة مكانتها كعاصمة للتنوع والتعايش والفرص."

كريستين بلاك : المواطنون يستحقون أن تُسمع أصواتهم

رئيسة البلدية الحالية كريستين بلاك قدمت المرشحين جميعا والسيدة سوريّا مارتينيز بكلمات مؤثرة أكدت فيها أن مونتريال بحاجة إلى قيادة جديدة قادرة على الاستماع للناس والتجاوب مع تحدياتهم اليومية.

وقالت بلاك: "رؤيتنا واضحة: مدينة نظيفة، آمنة، مرحبة بالجميع. لأن كل عائلة تستحق أن تعيش في بيئة كريمة، ولأن المواطنين يستحقون أن تُسمع أصواتهم."

سورَيّا مارتينيز : الحملة الانتخابية المقبلة تمثل لحظة مفصلية

أما سورَيا مارتينيز، رئيسة الحزب ومرشحة منصب عمدة مونتريال، فقدمت خطابًا تحدثت فيه عن تجربتها الشخصية منذ وصولها مهاجرة صغيرة إلى مونتريال، وكيف شكلت نشأتها في أحياء مثل سان ميشيل ومونتريال الشمالية أساس التزامها السياسي.

وأكدت أن هذه الأحياء التي توصف أحيانًا سلبًا بأنها "مهمشة"، هي في الحقيقة رمز للتضامن والتنوع، قائلة: "تعبنا من الوصمات. هذه الأحياء ليست أماكن للعنف، بل فضاءات يعيش فيها أشخاص متنوعون يجعلون من مونتريال مدينة فريدة."

مارتينيز شددت على أن المدينة تحتاج إلى إدارة جديدة أكثر كفاءة وشفافية، قادرة على معالجة أزمات الإسكان والأمن والنظافة، ومنافسة كبريات المدن الكندية والدولية. وأضافت: "مونتريال نسيت أن تحلم. نحن هنا لنستعيد هذا الحلم. نريد مدينة تعكس طموحات مواطنيها، وتوفر خدمات على مستوى الضرائب التي يدفعونها، وتكون منارة للتنوع والابتكار."

كما اعتبرت أن الحملة الانتخابية المقبلة تمثل لحظة مفصلية: "لدينا 52 يومًا فقط لنثبت أن مونتريال تستحق الأفضل. ومع فريقنا في شمال مونتريال، أنا واثقة بأننا قادرون على إعادة الثقة إلى العمل البلدي."

يشار الى الأستاذ يوسف حريري يعود بأصوله الى قرية حبوش الواقعة في قضاء النبطية في جنوب لبنان . وسبق ان اعلن عن ترشحه في الانتخابات البلدية المقبلة كمستشار بلدي في دائرة "ماري-كلاراك" ، الواقعة في شمال مدينة مونتريال التي تضم جالية لبنانية ومغاربية كبيرة إضافة الى جاليات تنتمي الى اثنيات متعددة كالجاليتين الإيطالية والهاييتية .

مشهد انتخابي متجدّد

اللقاء الانتخابي كشف عن مزيج من الحماسة والتحديات التي تواجه المرشحين، خاصة في دوائر تضم جاليات متنوعة مثل المغاربية واللبنانية والهايتية والإيطالية. كما ان حضور وجوه جديدة مثل يوسف حريري إلى جانب شخصيات بلدية معروفة، يعكس رغبة الحزب في الجمع بين الخبرة والتجديد.

شكّل الخطابان الرئيسيان لكريستين بلاك وسوريّا مارتينيز رسالة واضحة بأن الحملة ستتمحور حول قضايا جوهرية: الأمن، النظافة، أزمة السكن، تعزيز التعايش، وتحقيق عدالة اجتماعية واقتصادية أكبر لسكان المدينة.

ويبدو أن الحزب يراهن بقوة على مشاركة فعّالة للجاليات المهاجرة، التي تشكل ركيزة أساسية في النسيج الاجتماعي لمونتريال، ما يمنح هذه الانتخابات طابعًا مختلفًا قد يعيد رسم المشهد السياسي في البلدية. 

لا شك ان اختيار شخصية كيوسف حريري هو اعتراف بوجود جالية عربية قوية في شمال مونتريال وبحريري كشخصية لها تاريخ طويل في العمل في الفضاء السياسي العام ستضيف علامة مميزة في العمل البلدي .