احياء لذكرى أربعين الامام الحسين (ع) السلام نظّم عدد من المراكز الإسلامية في مدينة مونتريال مسيرة في وسط المدينة شارك فيها شخصيات علمائية والمئات من الجالية حملوا في خلالها الاعلام واللافتات وردّدوا الهتافات التي تؤكد على التمسك بالنهج الحسيني .
بعد التجمع عند الساعة الثانية عشر والنصف من ظهر يوم السبت في التاسع من شهر آب الجاري وإقامة صلاة الظهرين في ساحة دورشستر بإمامة سماحة السيد نبيل عباس انطلق المحتشدون في مسيرة باتجاه تقاطع "ميزونيف" و"غي" حيث القيت عدد من الكلمات من وحي المناسبة .
السيد نبيل عباس : خرج الحسين (عليه السلام) مع أصحابه بهدف الإصلاح
في كلمته التي القاها باللغة الفرنسية قال امام المركز الاسلامي اللبناني سماحة السيد نبيل عباس: إنه يوم استشهاد الحسين (عليه السلام)، حفيد النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). يوم الإنسانية المُستهجنة والمُعذبة.... يوم الحرمان لصالح الحاكم وأمره. .. يوم انتصار الدم على السيف... يوم انتصار القيم الإنسانية على مصالح الطغاة... يوم انتصار العدل على الجور والظلم."
وأضاف سماحته " لقد ثار الحسين (عليه السلام) على طاغية زمانه، الذي حرف أمّة الإسلام عن نهج النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأراد أن يصحح البدع التي زرعها الأمويون، حيث أراد ان يعيد للإسلام أصالته ونقاءه... أراد أن يعيد للإسلام مبادئه في العدالة الاجتماعية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يطهّر الإسلام من العادات الجاهلية السابقة للإسلام".
وإذ أشار الى انه " كانت الثورات في بدايات الإسلام ضد طغيان قادة بني أمية تمثل سلاح الإيمان وجهاد المؤمنين"، لفت سماحته الى ان " هؤلاء القادة الظالمون كانوا يعيشون في عالم بعيد عن معاناة أبناء الأمة، وقد صنعوا هم أنفسهم أسباب تلك الثورات".
امام هذا الطغيان أشار سماحة السيد عباس الى انه " كان من الواضح أن الحسين (عليه السلام)، حفيد النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، سيتحمل مشعل الثورة. فقد كان إمامًا معصومًا انطلق من أمر الله بالدفاع عن شرائع الإسلام وحقوق الإنسان، والتمرد على طغاة زمانه حتى النهاية المأساوية باستشهاده."
ولفت الى انه " انطلق الحسين (عليه السلام) بعزم وإرادة للدفاع عن قيم الإسلام، ورفض العروض السخية التي قُدمت له مقابل الصمت، وصدح بشعاره الخالد: " والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد"، حيث واصل طريقه في الثورة، هو وأهل بيته وأصحابه، حتى النهاية، فسقطوا جميعًا شهداء من أجل المبادئ الحقة للإسلام".
في كلمته امام المشاركين في المسيرة لفت السيد عباس على ان " ثورة الحسين (عليه السلام) من أسمى الثورات في التاريخ. كان هدف الثوار تحرير المجتمع من فساد الحكام، وتحرير أمة الإسلام من الطغاة الذين أنزلوا بالمجتمع أشد أنواع الظلم والمعاناة. ولما فشلت جميع محاولات الإصلاح، لم يكن هناك خيار سوى الثورة على الطغمة الحاكمة. فخرج الحسين (عليه السلام) مع أصحابه للإصلاح وإعادة المجتمع إلى القيم الصحيحة للإسلام من خلال ثورته."
وختم بالتأكيد على ان " الامام الحسين (عليه السلام) ضحى بكل أسرته، إخوته، أبنائه، أبناء عمومته، وأصحابه، ليهز الضمائر ويوقظ الناس إلى حياة تستحق أن تُعاش. وهكذا علّمنا الحسين (عليه السلام) معنى مقاومة الاستعباد، والسعي للكرامة، والحرية، والمساواة، والقيم النبيلة".
بعد كلمة للمشرف على مؤسسة الامام الحسين (ع) سماحة الدكتور السيد خليل الطباطبائي أكملت المسيرة طريقها عبر شارع ميزونيف نحو ساحة "اتووتر" عند شارع سانت كاثرين حيث كانت كلمة للشيخ صالح سيبويه . كما كانت بعض اللطميات الحسينية .
ذكرى الأربعين
يشار الى ان ذكرى أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) هي مناسبة دينية يشارك المسلمون وبالخصوص الشيعة لإحياء ذكرى مرور أربعين يومًا على استشهاد الإمام الحسين بن علي (ع) في واقعة كربلاء، التي حدثت في العاشر من شهر محرم سنة 61 للهجرة (680 ميلادية).
تحل الذكرى في20 صفر من كل عام هجري، أي بعد 40 يومًا من يوم عاشوراء (10 محرم). ومن ابرز مظاهر احيائها المشي سيرا على الاقدام إلى مرقد الامام الحسين (ع) في مدينة كربلاء من مدن بعيدة، وخاصة من النجف (حوالي 80 كم) ، حيث يشارك فيها أكثر من 20 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم.
تعتبر المناسبة تجسيدا لرسالة التضحية والعدالة التي مثّلها الإمام الحسين وإحياء لسيرة أهل البيت، وتأكيد على مقاومة الظلم والانتصار للحق. وهي أصبحت منصة للدعوة إلى السلام، التعايش والوحدة بين الشعوب، ويشارك فيها اعداد من غير المسلمين تقديرا لتضحيات الامام الحسين.
.
27 مشاهدة
13 أغسطس, 2025
108 مشاهدة
12 أغسطس, 2025
120 مشاهدة
12 أغسطس, 2025