Sadaonline

ريما خوري : "لا تقلق يا جيريمي ليڤي ليس في دعمك لإسرائيل ما يشغلني، بل في افتقارك للإنسانية"!

ريما خوري : ليست هذه هي المرة الأولى التي يصدم فيها عمدة هامستد بتصريحاته عن الفلسطينيين

متابعة صدى اونلاين

في السادس من شهر شباط الجاري نشر رئيس بلدية ضاحية هامستد جيريمي ليڤي على صفحته عبر موقع اكس موقفا وصف فيه مجموعة من الوزراء والنواب المسلمين في الحكومة الفدرالية بـ" جناح حماس في الحزب اللبرالي"، ما دفع صحيفة لابرس، الناطقة باللغة الفرنسية، الى توجيه رسالة اليه طالبة مقابلة واخذ رايه حول ردود الفعل على مقالته . وجاء في رسالة لابرس التي حذف منها اسم مرسلتها ما يلي :

"أود أن ألتقي معكم للحديث عن تصريحاتكم الأخيرة على منصة إكس المتعلقة بفلسطين ومصير الفلسطينيين. لقد صُدم العديد من الأشخاص بذلك ويعتبرونها تصريحات عنصرية تحرض على الكراهية ضد الفلسطينيين.
أنوي كتابة مقال حول هذا الموضوع وأود الحصول على وجهة نظركم بشأن ما حدث.
يرجى الاتصال بي على الرقم [...]. مع خالص التحية،"

 رد ليڤي على الرسالة كان عبر موقع اكس في السابع من شهر شباط وجاء فيه " يبدو أن صحيفة "لا برس" تتوق إلى عناوين رئيسية، فتلجأ إلى مقال آخر ساخر لأنني أقف إلى جانب إسرائيل من غير ندم. فليأتوا ـ لن أتراجع، ولن أعتذر عن الدفاع عن الحق. وإذا كان قول الحقيقة يجعلني هدفاً، فليكن".

يبدو ان من قام بارسال طلب المقابلة هي الاعلامية المعروفة في صحيفة لابرس ريما خوري التي كتبت مقالا نشر في التاسع من شباط الجاري تحت عنوان : "السقطات في تصريحات عمدة هامبستد" سألت فيه "كيف يمكن لممثل منتخب أن يقول مثل هذه الأمور دون أن يعاقب؟ إذا استبدلنا "فلسطينيين" بـ "يهود" في تصريحاته، هل كنا سنكون بهذا التساهل؟ وختمت مقالتها بالقول " لا تقلق، السيد العمدة، ليس في دعمك لإسرائيل ما يشغلني، بل في افتقارك للإنسانية."

فيما كان رد من ليڤي اتهمها فيها بانها "تحرص دائمًا على إنتاج مقالات تستهدف رئيس بلدية يهودي يجرؤ على الدفاع عن الحق". واضاف " إخرجي إلى النور يا ريما - ما هي الحقائق التي تحاولين إخفاءها بشدة؟".

مقالة ريما خوري في لابرس

وفي ما يلي ترجمة المقال الذي نشر في لابرس يوم الاحد في التاسع من شهر شباط ـ فبراير الجاري :

"لقد مضت أشهر منذ أن بدأ عمدة هامستد في تكرار السقطات على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد تفوق على نفسه في الأيام الأخيرة إثر تصريحات دونالد ترامب حول غزة، حيث اعتبر أنه من الجيد المزاح حول موضوع التطهير العرقي وترحيل مليوني مدني فلسطيني.

بعد أن فرش الرئيس الأمريكي السجاد الأحمر لبنيامين نتنياهو، الذي صدر ضده أمرا بالقبض عليه من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وقدّم له خطته البشعة لـ "تنظيف" غزة من سكانها، ظن العمدة جيريمي ليفي أنه من الجيد إطلاق نكتة بهذا الشأن.

"بعد 16 شهرًا من سماع "فيسطين حرة"، أخيرًا وجد الرئيس ترامب الحل: كانوا يقصدون "فلسطين حرة". يبدو أن مجرد فاصلة يمكن أن تحول ثورة الى بيع تصفية"، كتب ليڤي على إكس وفيسبوك.

"فلسطين، مجانًا" بدلاً من "تحرير فلسطين"... كان لا بد من التفكير في ذلك.

كما اعتقد العمدة أنه من الجيد إعادة نشر دعوة زعيم اليمين المتطرف الهولندي غيرت فيلدرز، المعروف بإسلاموفوبيته، لإرسال "الشعب الفلسطيني إلى البحر"، هذا الشعب الذي تم تجريده من أرضه.

من المؤكد أن السيد ليڤي ليس الوحيد الذي أدلى بتصريحات شنيعة حول هذا المشروع للتطهير العرقي، الذي تم ترويجه كـ "ريفيرا فاخرة"، كما أعلن ترامب. لقد وصل تسطيح فظاعة ما يعانيه الشعب الفلسطيني، الذي يعاني جراحًا عميقة بعد القصف الإسرائيلي الذي تبع الهجمات المميتة لحركة حماس، إلى مستوى غير مسبوق في الأشهر الأخيرة.

على بعض القنوات الإخبارية الفرنسية، رأى البعض أنه من المناسب تحليل المشروع اللاإنساني لـ "ريفييرا الشرق الأوسط"، الذي يعشقه اليمين المتطرف الإسرائيلي، عبر إتاحة المجال لمحترفي السياحة بدلاً من الخبراء في القانون الدولي. كما تم التساؤل بجدية عما إذا كان ترحيل مليوني شخص وإنكار حقوقهم جميعًا، لم يكن في النهاية فكرة ثورية أكثر من كونها فكرة إبادة جماعية.

في هذه الرؤية المزعجة التي تقلل من حياة شعب بأسره إلى مجرد تفصيل، والتي تمحو تحت الرمال شجبًا لجرائم ضد الإنسانية، هناك شيء يجمّد الدماء، ويذكرنا بأحلك ساعات التاريخ. إن حقيقة أن هذه الخطابات المتطرفة قد أصبحت عادية إلى هذا الحد لا يجعلها مقبولة أكثر.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يصدم فيها عمدة هامستد بتصريحاته عن الفلسطينيين. كنت قد تحدثت عن ذلك في مايو الماضي، عندما طلب العمدة من كندا إغلاق أبوابها أمام اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة الذين كانوا يحاولون النجاة من العذاب.

"قِيَمهم تبدو غير متوافقة مع قيمنا ولا أريد أن أستقبل المزيد من الكراهية في بلادنا"، كان قد كتب ليڤي على موقع إكس، مكررًا نفس البلاغة البشعة التي كانت تستخدم سابقًا لرفض دخول اللاجئين اليهود الذين كانوا يفرون من ألمانيا النازية إلى كندا.

كما كتبت في مايو ولم أغير رأيي: لا أريد أيضًا المزيد من الكراهية في مجتمعنا، بغض النظر عن شكلها. سواء كان الحديث عن معاداة السامية، أو العنصرية ضد الفلسطينيين، أو أي نوع آخر من العنصرية، فإننا نتحدث عن نفس الكراهية التي يجب دائمًا إدانتها ومحاربتها.

بصفتي حفيدة لناجين من الإبادة الجماعية ضد الأرمن، ربما تكون هذه إحدى قناعاتي الوحيدة. لن ينجح أحد في إقناعي بأن الكراهية يمكن محاربتها بالكراهية.

من هنا جاء رعبنا من التصريحات التحريضية للسيد ليڤي، التي تزعج العديد من المواطنين عن حق دون أن تثير ضجة كبيرة.

كيف يمكن لممثل منتخب أن يقول مثل هذه الأمور دون أن يعاقب؟ إذا استبدلنا "فلسطينيين" بـ "يهود" في تصريحاته، هل كنا سنكون بهذا التساهل؟

"من المؤكد أن حرية التعبير لها نطاق واسع جدًا"، تشرح لي كارين ميلار، الأستاذة في كلية الحقوق بجامعة مونتريال.

"حتى أنها تحمي التصريحات التي يمكن أن تُعتبر بوجهة نظر شخصية مقززة. لكن هنا، يمكننا أن نتساءل عما إذا كنا نتخطى حدود التحريض على الكراهية. أطرح هذا السؤال بجدية"، تضيف السيدة ميلار، التي تصف تصريحات العمدة بأنها "مقلقة للغاية" وتعتبر أنه يجب مراقبتها.

بالطبع، يحق للسيد ليڤي، مثل أي منا، أن يعبر عن آرائه السياسية. ليست هذه هي القضية، كما توضح. "الحديث عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل عام، أو أن تكون مؤيدًا أو معارضًا للمزيد من الهجرة بشكل عام لبعض الجماعات، هذا أمر. ولكن عندما يصبح التحريض على الكراهية ضد مجموعة معينة، هنا لا يمكن التسامح مع ذلك."

"كنت بالطبع أرغب في معرفة ما الذي كان السيد ليڤي سيقوله لأولئك الذين هم على الأقل منزعجون من تصريحاته، التي لا تليق بممثل منتخب. للأسف، بدلاً من الرد على طلب مقابلتي، سخر منها على وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً إنها كانت بحثًا يائسًا عن "عناوين ضخمة" و"مقالات مشبوهة" يعتقد أنها مدفوعة بدعمه غير المشروط لإسرائيل.

"فليأتوا، لن أتراجع ولن أعتذر عن الدفاع عما هو صحيح"، كتب على منصة إكس.

وختمت خوري بالقول " لا تقلق، سيد العمدة، ليس في دعمك لإسرائيل ما يشغلني، بل في افتقارك للإنسانية."

رد من جيريمي ليڤي

وكان رد من ليڤي عبر منصة اكس في التاسع من شباط ايضا قال فيه" إذن، هذه هي الصحفية المزعومة التي تحمل ضغينة ضد إسرائيل، والتي يحرص دائمًا على إنتاج مقالات تستهدف رئيس بلدية يهودي يجرؤ على الدفاع عن الحق. ليس هناك مفاجأة هناك. ولكن ما هو الغني حقا؟ هجماتها المتزمتة عليّ بينما تختبئ بجبن خلف الجدران التي تدين الآخرين لاستخدامها. النفاق في أفضل حالاته إخرجي إلى النور يا ريما - ما هي الحقائق التي تحاولين إخفاءها بشدة؟".

ختاما

المواقف الجريئة للسيدة ريما الخوري والتي تلتزم قواعد العمل الصحفي اذ انها تصرفت بمهنية عالية حين تواصلت مع ليفي لأخذ رايه قبل كتابة المقابلة هي مواقف تستحق كل تقدير في وجه من يحاول طمس الحقيقة في تعليقاته الساخرة ويفتقر للإنسانية حين يتحدث عن الفلسطينيين وما يتعرضون له من ابادة على يد الجيش الصهيوني الذي يأخذ أوامره من رئيس حكومة صدر بحقه أمر قبض من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية  !