Sadaonline

خبر وتعليق ... كارني "يبرر" العدوان الإسرائيلي على إيران : من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها !!

لماذا لم يذكر كارني شيئًا عن خطر الأسلحة النووية الإسرائيلية؟

متابعة عمّار هادي - صدى اونلاين 

تجاهل رئيس الوزراء الكندي مارك كارني بدء إسرائيل العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بما يشير الى انه يعطي لها الحق في هذا الاعتداء المخالف للقوانين الدولية .

حيث اعتبر كارني في تغريدة له انه " لطالما شكّل البرنامج النووي الإيراني مصدر قلق بالغ، كما أن هجماتها الصاروخية عبر إسرائيل تهدد السلام الإقليمي". وأشار كارني الى انه عقد اليوم " اجتماعًا لمجلس الأمن القومي الوطني للاطلاع على آخر التطورات وضمان اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية مواطنينا ومقارّنا الدبلوماسية في المنطقة."

وقال " تعيد كندا تأكيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وضمان أمنها. كما نناشد جميع الأطراف التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والمضي نحو حل دبلوماسي".

مركز إسرائيل والشؤون اليهودية يثني على موقف كارني 

مركز إسرائيل والشؤون اليهودية اثني على موقف رئيس الوزراء كارني وقال في تغريدة له " كارني مُحقٌّ تمامًا في إدانة التهديد الذي تُشكّله إيران، وفي تأكيده على حق إسرائيل في الدفاع عن شعبها. تُمارس إسرائيل دقةً مُذهلة في استهداف الأصول العسكرية والنووية الإيرانية. تستهدف إيران المدنيين بإمطار المراكز السكانية الإسرائيلية بوابلٍ من الصواريخ". وختم المركز بالقول " يجب أن يتوقف سعي النظام الإيراني إلى تطوير سلاح نووي الآن."

انحياز واضح الى جانب المتعدي

مما لا شك فيه ان تكرار كارني لعبارة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" بات منحازاً ومجتزأً وممجوجا ، خصوصًا حين تجاهل ان من بدأ العدوان على ايران هي إسرائيل دون اي أسباب جوهرية سوى الادعاء بخطر برنامجها النووي ، في وقت تجري فيه مفاوضات مع الولايات المتحدة حول هذا البرنامج الذي تؤكد ايران انه سلمي . على عكس البرنامج النووي الإسرائيلي وعشرات الرؤوس النووية التي تمتلكها إسرائيل والذي يتجاهله كارني في تصريحه اليوم .

عن أي هجمات صاروخية يتحدث كارني وإسرائيل هي اول من اطلق الصواريخ على ايران التي صبرت طويلا في أوقات سابقة دون الرد على الاعتداءات المتكررة  عليها . 

كما ان "دعوة جميع الأطراف التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والمضي نحو حل دبلوماسي"، هو تغاضي عن اجرام المعتدي حيث كان من الأولى برئيس وزرائنا تسمية المعتدي أي إسرائيل ودعوتها الى وقف عدوانها اولا ومحاسبتها ثانيا وبعدها ليتحدث عن الكلام الممجوج الذي لا ينظر اليه الا وقوفا الى جانب المعتدي قبالة المُعتدى عليه أي ايران .

من هنا يمكننا ملاحظة عدة أمور منها :

ازدواجية المعايير الصارخة:

إسرائيل تملك ما يقدَّر بعشرات الرؤوس النووية (ما بين 80 و200 رأساً بحسب تقديرات دولية)، ولم توقّع يوماً على معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، ومع ذلك لا تواجه أي رقابة دولية ولا ضغط غربي.

بالمقابل، إيران وقّعت على معاهدة حظر الانتشار النووي وتخضع منشآتها للتفتيش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع ذلك تُستهدف بشكل دائم بالعقوبات والتهديدات.

هذا التناقض يبعث برسالة مفادها: "يُسمح لحلفائنا بامتلاك النووي، ويُحرّم على "غيرنا" حتى التفكير فيه" — وهي معادلة تُقوّض أسس العدالة الدولية.

 لماذا السكوت عن نووي إسرائيل؟

السؤال الذي يطرح هنا بوضوح: لماذا لم يذكر كارني – ولا غيره من المسؤولين الكنديين – شيئًا عن خطر الأسلحة النووية الإسرائيلية؟

إن السكوت عن هذه الترسانة، بينما يتم التحريض ضد إيران، يجعل الموقف فاقدًا للحياد ويظهر كأنه يخدم الأجندة الإسرائيلية بشكل غير مشروط.

تهديد السلم الإقليمي

أن وجود سلاح نووي بيد دولة تحتل أراضي الغير، تمارس الفصل العنصري، وتقصف المدنيين بلا محاسبة، هو التهديد الحقيقي للسلم الإقليمي والدولي.

إذا كان الهدف هو منع "التهديد النووي"، فيجب أن يكون التركيز أولًا على نزع السلاح النووي من إسرائيل باعتبارها القوة الوحيدة المسلحة نوويًا في الشرق الأوسط.

 

* الصورة من صفحة كارني عبر الفيسبك