Sadaonline

مسيرة حاشدة في مونتريال في ذكرى عاشوراء

يُعد يوم عاشوراء يوم عزاء ومواساة ورمز للثورة على الظلم والطغيان

احياء لذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء نظّم عدد من المراكز الاسلامية في مدينة مونتريال مسيرة ظهر يوم الاحد في التاسع والعشرين من شهر حزيران – يونيو . تجمع المشاركون عند تقاطع شارعي Peel و René-Lévesque في وسط مدينة مونتريال حيث كانت البداية مع صلاة الظهرين تاسيا بآخر صلاة الامام الحسين في كربلاء. حيث يروى في المصادر التاريخية أن الإمام الحسين (ع) طلب من أصحابه أن يذكّروا القوم بالصلاة، ولما حان وقت الظهر قال:

"سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي"، فرماهم جيش عمر بن سعد بالسهام، لكن الإمام (ع) أصرّ على إقامة الصلاة، فصلّاها بأصحابه صلاة الخوف.
 وتمثل الصلاة دلالة على عظمة التمسك بالصلاة حتى في أحلك الظروف وعلى أن الإمام الحسين (ع) خرج ليُحيي الدين والصلاة خاصةً، التي قال عنها: "إنّي لم أخرج أشِرًا ولا بطرًا… وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي".

 لذلك يحرص المؤمنون على إقامة صلاة الظهرين جماعة يوم العاشر من محرم، لتكون تذكرة بما جرى ولتأكيد أن صلاتهم امتداد لصلاة الإمام الحسين.

بعد الصلاة انطلق المشاركون في مسيرة مهيبة في عدد من شوارع في وسط مونتريال وتخللها ترديد الشعارات الحسينية والقيت كلمات تذكر بنهضة الامام الحسين ضد الظلم . كما جرى توزيع الطعام والمياه على المارة والتذكير بالعطش والجوع الذي تعرض له الحسين واصحابه في كربلاء  .

أهمية خاصة لعاشوراء

يشار الى ان لعاشوراء عند اتباع مذهب اهل البيت (ع) اهمية خاصة سيما ان اليوم العاشر من شهر محرّم الحرام، هو يوم استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) حفيد النبي محمد (ص)، في معركة كربلاء سنة 61 للهجرة (680م).

فالإمام الحسين (ع) خرج بثلة من أهل بيته وأصحابه لمواجهة ظلم يزيد بن معاوية، ورفض بيعة الحاكم المستبد، فاستُشهد مع 72 من أهل بيته وأنصاره بعد حصارهم ومنع الماء عنهم، وقُطعت رؤوسهم وسُبيت نساؤهم.

لذلك يُعد يوم عاشوراء يوم عزاء ومواساة ورمز للثورة على الظلم والطغيان. كما هي تجديد العهد مع مبادئ الإمام الحسين: الحق، العدل، الكرامة وتأكيد أن التمسك بالإيمان والتضحية في سبيل القيم أهم من الحياة نفسها.

وعادة ما يحيي الشيعة عاشوراء بإقامة مجالس العزاء والمراثي والخطب. ومنها قراءة مقتل الإمام الحسين، وهو السرد المفصل لما جرى في كربلاء. كما يتم اقامة المواكب والمسيرات واللطم في الشوارع تعبيرًا عن الحزن والتضامن. كذلك يتم  التبرع بالطعام (مآدب الحسين) واطعام الناس كافة لا سيما المحتاجين .

رفض مبايعة يزيد

لما مات معاوية وذلك لنصف من شهر رجب سنة ستين من الهجرة كتب يزيد إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان واليا على المدينة من قبل معاوية أن يأخذ الحسين عليه السلام بالبيعة له ولا يرخص له في التأخير عن ذلك، فأنفذ الوليد إلى الحسين في الليل فاستدعاه فعرف الحسين عليه السلام الذي أراد... فصار الحسين عليه السلام إلى الوليد بن عتبة فوجد عنده مروان بن الحكم فنعى إليه الوليد معاوية فاسترجع الحسين ثم قرأ عليه كتاب يزيد وما أمره فيه من أخذ البيعة منه له، فقال الحسين عليه السلام: إني لا أراك تقنع ببيعتي ليزيد سرا حتى أبايعه جهرا فيعرف ذلك الناس، فقال له الوليد: أجل فقال الحسين: فتصبح وترى رأيك في ذلك، فقال له الوليد: انصرف على اسم الله تعالى حتى تأتينا مع جماعة الناس.

فقال له مروان: والله لئن فارقك الحسين الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبدا حتى تكثر القتلى بينكم وبينه احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه، فوثب الحسين عليه السلام عند ذلك وقال: أنت يا ابن الزرقاء تقتلني أم هو؟ كذبت والله وأثمت، وخرج يمشي ومعه مواليه حتى أتى منزله.

ثم أقبل على الوليد فقال: أيها الأمير! إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، وبنا فتح الله، وبنا ختم الله، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله...

هيهات منا الذلة

ويعتبر الشيعة عاشوراء مدرسة أخلاقية وإيمانية، تلهم الصبر والشجاعة والتضحية، لذا يرددون في هذه الأيام شعار " هيهات منا الذلة " ، تاكيدا على رفض الخضوع للظلم والثورة ضد الظالم على مر العصور تأسيا بالامام الحسين الذي رفض مبايعة يزيد.

فبعد خروج الإمام الحسين من المدينة ثم مكة، وتوجهه إلى العراق، اعترضه جيش عمر بن سعد في كربلاء. أرسلوا له رسائل وخطابات تطالبه بالخضوع والتسليم ليزيد. في مواجهة كل هذا الضغط والترهيب، خطب فيهم الإمام خطبته المشهورة، ومما جاء فيها:

"ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية، من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام."