صدى اونلاين ـ مونتريال
اقامت منظمة الإغاثة الإسلامية في كندا افطارا خيريا في قاعة شاتو رويال في لافال مساء الجمعة في الثاني والعشرين من شهر آذار - مارس الجاري دعما لاهل غزة، حضره حشد كبير من الجالية الاسلامية . وفي خلاله التقينا مدير البرامج الاستراتيجية لدى المنظمة وعضو التحالف الإنساني الكندي، وعضو اللجنة التنفيذية لشبكة الاستجابة الإنسانية في كندا د. عبد المنعم الدائمي، وهو يشرف على فريق من المحترفين في المجال الإنساني ونتخصص في تنظيم برامج التطوع الدولي والمهمات الطبية الانسانية وكذلك الاشراف على إرسال المساعدات الطبية من أجهزة ومعدات وأدوية لمناطق عديدة من العالم لاسيما الدول التي تحدث فيها كوارث انسانية كبرى.
اللقاء مع د. الدائمي كان مناسبة للحديث عن منظمة الاغاثة الاسلامية في كندا التي تقدم المساعدات الانسانية للمحتاجين في جميع انحاء العالم سيما في فلسطين حيث اثنى على "بسخاء المجتمع الكندي المسلم الذي مكننا خلال عام 2023 من تنفيذ 176 مشروعًا في قطاعات مختلفة في المجال الإنساني والتنموي، وصلنا من خلالها إلى 3.4 مليون شخص في أكثر من 30 دولة حول العالم".
الدائمي اكد ان "خدماتنا تشمل مناطق مختلفة في العالم تحتاج إلى المساعدة الإنسانية...ونعمل دون كلل خلال الأشهر الماضية لاغاثة غزة ودعم القضية الفلسطينية على عدة واجهات".
ولفت الى ان " كل هذه المشاريع كانت بدعم من المجتمع الكندي بالاضافة الى دعم الحكومة الكندية، حيث تحظى الاغاثة الاسلامية بكندا بثقة الجميع في كندا بفضل الله تعالى".
تشمل خدمات منظمة الإغاثة الإسلامية في كندا "مناطق مختلفة في العالم تحتاج إلى المساعدة الإنسانية. نحن نعمل على مساعدة المحتاجين في أماكن متعددة، بما في ذلك المناطق التي تعاني من الفقر المدقع أو الأزمات الطبيعية أو النزاعات المسلحة".
ويقول د. الدائمي لموقعنا انه " لدى المنظمة فروع في أغلب المدن الكندية الكبرى انطلاقا من المكتب الرئيسي بمنطقة تورنتو الكبرى و اوتاوا ومونتريال ولندن وويندوز وهاليفاكس وادمنتون وكالجيري ساسكاتون وفانكوفر، وذلك لتسهيل التعامل مع المؤسسات الشريكة في هذه المدن الاستراتيجية وتيسير التواصل مع المانحين ولتلبية احتياجاتهم".
من افطار المنظمة الخيري في لافال
د. عبد المنعم الدائمي حبذا لو تقدموا لنا ملخصا عن منظمة الاغاثة الاسلامية في كندا ؟
تأسست منظمة الإغاثة الإسلامية في كندا بهدف أن تكون رائدة في تقديم المساعدة للمحتاجين في جميع أنحاء المجتمعات، دون النظر إلى خلفياتهم الثقافية أو الدينية. تسعى المنظمة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الرعاية والدعم للمحتاجين في كندا وفي جميع أنحاء العالم.
تعمل الإغاثة الإسلامية في أكثر من 40 دولة حول العالم، حيث تقدم المساعدات الإنسانية التي تنقذ الحياة للمحتاجين، وتحارب الفقر من خلال مشاريع التنمية المستدامة. تستلهم المنظمة من الإيمان وتخدم كل من هو في حاجة بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين. تساعد المجتمعات المعدمة على الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك التعليم والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية. ومن خلال مشاريع العيش وتطوير المهارات والإرشاد، تساعد المنظمة المجتمعات على كسر دائرة الفقر. يساعدنا نهجنا المتكامل للمشاريع على تحسين سبل العيش للمجتمعات التي نخدمها.
نحمد الله على توفيقه ونفتخر بسخاء المجتمع الكندي المسلم الذي مكننا خلال عام 2023 من تنفيذ 176 مشروعًا في قطاعات مختلفة في المجال الإنساني والتنموي، وصلنا من خلالها إلى 3.4 مليون شخص في أكثر من 30 دولة حول العالم.
ما هي نوع المساعدات التي يمكن ان يقدمها الناس من هنا ؟ هل هي اموال او مواد غذائية أو ثياب مثلا؟
نظرا لأن جل مشاريعنا الاغاثية والتنموية يتم تنفيذها خارج كندا ، فالتبرعات المالية هي الأفضل في هذه الحالة، نتفادى قبول تبرعات الملابس والمواد الغذائية التي تخضع لشروط عديدة وتتطلب خدمات لوجستية معقدة جدا في كثير من الحالات.
ما هي المناطق التي تشملها خدماتكم ؟
تشمل خدماتنا مناطق مختلفة في العالم تحتاج إلى المساعدة الإنسانية. نحن نعمل على مساعدة المحتاجين في أماكن متعددة، بما في ذلك المناطق التي تعاني من الفقر المدقع أو الأزمات الطبيعية أو النزاعات المسلحة. تمكنا في السنوات الأخيرة من تنفيذ مئات المشاريع الاغاثية والتنموية في أكثر من 30 دولة في 5 قارات، وعلى سبيل المثال تدخلنا بنجاعة للاستجابة لأزمة الروهينغا في بورما وبنغلاديش وزلزال تركيا وسوريا وانفجار مرفأ بيروت وفيضانات باكستان وليبيا وحرب اليمن وزلزال المغرب ونعمل دون كلل خلال الأشهر الماضية لاغاثة غزة ودعم القضية الفلسطينية على عدة واجهات.
كل هذه المشاريع كانت بدعم من المجتمع الكندي بالاضافة الى دعم الحكومة الكندية، حيث تحظى الاغاثة الاسلامية بكندا بثقة الجميع في كندا بفضل الله تعالى.
ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم في عملكم كندا؟
كأي مؤسسة انسانية دولية تعمل في دول فيها حروب ونزاعات تواجهنا تحديات متنوعة، منها سلامة موظفينا في الميدان الذين يتكبدون المشاق والصعاب لإيصال أمانات المتبرعين لمن يستحقها ويعرضون حياتهم للمخاطر. أيضا هناك بعض الدول تفرض قيودا على التحويلات المالية وتضييقات في التعاملات البنكية للمؤسسات الانسانية وفي حالات عديدة أخرى يعتبر ايصال المساعدات الانسانية للمتضررين من الكوارث والحروب هو التحدي الأكبر كما هو الحال الذي يواجهه العالم في غزة الآن، فتواصل غلق المعابر البرية و أساسا معبر رفح يزيد من معاناة الأهالي المحاصرين لأشهر وكذلك يعقّد عمل المؤسسات الانسانية.
تحدي آخر تواجهه المؤسسات الاسلامية في كندا سواء كانت اغاثية او حقوقية، خاصة منها التي تعمل على دعم القضية الفلسطينية هو تزايد الإسلاموفوبيا وحملات التشويه والافتراء التي تمس المنظمات ومن يشرف على عملها وذلك للتصدي لجهود هذه الجمعيات في الضغط على الحكومة وعلى السياسيين لإصدار مواقف تتضامن مع الشعب الفلسطيني وتضغط من أجل وقف إطلاق النار وتصدير الأسلحة وحق إنشاء دولة فلسطين.
وما هي التحديات التي تواجهونها في ايصال المساعدات الى المحتاجين في غزة؟
تواجه كل المؤسسات الإنسانية التي تعمل لإغاثة شعب غزة تحديات كبيرة وعقبات متواصلة تحول دون وصول المساعدات بالشكل المطلوب إلى المحتاجين في غزة في ظل الأزمة الحالية، وبالرغم من فتح معبر رفح وكرم أبو سالم لإدخال بعض المواد الضرورية والمساعدات الإنسانية العاجلة إلا أن ذلك يواجه بقيود شديدة على حركة البضائع والإمدادات الطبية والإنسانية واقتصار وصول المساعدات إلى منطقة جنوب ووسط غزة فيما تتواصل معاناة سكان شمال غزة. هذا الحصار يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان، حيث يتعذّر عليهم الوصول بسهولة إلى الخدمات الضرورية والموارد الأساسية وتتواصل معاناة الأهالي خاصة خلال شهر رمضان. وحتى محاولات الإنزال الجوي للمساعدات لم تكن ناجعة ولم تفي باحتياجات الناس بل خلّفت آثارا سلبية كبرى على سكان الشمال.
بالإضافة إلى ذلك، تزداد التحديات بسبب الدمار الهائل الذي تسببت فيه الأعمال العسكرية الأخيرة، والذي أثر بشكل كبير على البنية التحتية والمنشآت الحيوية مثل المستشفيات والمدارس وشبكات توزيع المياه والكهرباء وشبكة الطرقات. هذا يعقّد عمليات التوزيع ويجعلها أكثر تعقيدًا وصعوبة، مما يزيد من معاناة السكان المحاصرين في القطاع.
لا يقتصر التحدي على الجوانب البنية واللوجستية فحسب، بل تشمل أيضًا التحديات السياسية والإنسانية المعقدة، حيث يتعين على الجهات المعنية التعامل مع تصاعد التوترات والصراعات المحيطة بالقضية الفلسطينية، والتي تؤثر على استقرار المنطقة بشكل عام وتصعّب إيجاد حلول عاجلة وفعّالة للأزمة الإنسانية المستمرة في غزة.
حبذا لو تقدمون لنا موجزا عن واقع أهل غزة في ظل ما يتعرضون له.
واقع سكان غزة معروف للجميع، فالعالم يشاهد بأسى ما تتعرض له من قصف وتدمير لكل المرافق الحيوية هناك. هذا الواقع يستدعي بالفعل الاهتمام والتضامن الدولي. الحياة في غزة تتسم بالصعوبات الإنسانية الشديدة، حيث يعاني السكان من نقص في الغذاء والمياه، ونقص في الرعاية الطبية الأساسية، وانقطاع متواصل للكهرباء والطاقة. هذا الوضع يجعل دور المجتمع الدولي أكثر أهمية في تقديم الدعم والمساعدة للسكان المتضررين في غزة. الوضع الإنساني في غزة غاية في التعقيد، والضرورة أصبحت ملحة لوقف إطلاق النار العاجل وإدخال المساعدات العاجلة لأهالي القطاع ثم الانخراط مباشرة في إعادة إعمار غزة الذي سيتطلب جهدا وامكانيات هائلة نظرا للدمار الشديد الذي حل بالقطاع.
هل لديكم فروع في كل المدن؟
نعم، لدينا فروع متواجدة في أغلب المدن الكندية الكبرى انطلاقا من المكتب الرئيسي بمنطقة تورنتو الكبرى و اوتاوا ومونتريال ولندن وويندوز وهاليفاكس وادمنتون وكالجيري ساسكاتون وفانكوفر، وذلك لتسهيل التعامل مع المؤسسات الشريكة في هذه المدن الاستراتيجية وتيسير التواصل مع المانحين ولتلبية احتياجاتهم بفعالية وفاعلية وكذلك لضمان توفير المساعدة لأكبر عدد ممكن من الأشخاص المحتاجين خلال تنفيذ مشاريعنا المحلية.
افضل طريقة للتبرع لكم؟
أفضل طريقة للتبرع لدينا هي عبر الموقع الرسمي للمنظمة islamicrelief.ca. يمكن للمتبرعين الاطلاع على مشاريعنا الحالية والتبرع للمبادرات التي يرونها مهمة وملائمة لقيمهم ومبادئهم كما يمكنهم الاطلاع على تقاريرنا السنوية المالية وتقارير الحملات والمشاريع التي تم تنفيذها سابقا بالاضافة الى اعلانات وبلاغات المنظمة.
هل تقدمون ايصالا للمتبرعين يمكن استخدامه في التحصيل الضريبي؟
نعم، نقدم إيصالات للمتبرعين يمكن استخدامها في التحصيل الضريبي وهذا يساهم في تشجيع المزيد من الأشخاص على دعم مبادرتنا والمساهمة في تقديم المساعدة للمحتاجين. وترسل الى الايصالات أواخر شهر فبراير سنويا على البريد الالكتروني للمتبرعين.
كيف تقيمون حجم التبرعات في كندا ؟ هل هناك إقبال من المواطنين؟
نقيِّم حجم التبرعات في كندا بناءً على استجابة المواطنين لحملاتنا والدعم المادي الذي نتلقاه من المتبرعين. نلاحظ زيادة في الاهتمام والتبرعات خلال الأوقات التي تشهد فيها الأزمات الإنسانية ذروتها، مما يعكس الوعي المتزايد للمجتمع بأهمية دعم المحتاجين والوقوف الى جانب المظلومين ودعم القضايا الإنسانية العادلة في كل مكان. ونحن نثمن ونقدر جهود المجتمع المسلم في كندا الذي انخرط منذ اليوم الأول من الحرب على غزة على دعم الجهود الاغاثية من خلال التبرعات المالية وتنظيم فعاليات مجتمعية متنوعة لمناصرة القضية الفلسطينية والتصدي لكل محاولات المغالطة والتزييف والانحراف بمسار القضية وطمس الحقائق.
هل انتم بحاجة لمتطوعين وكيف يمكن لمن يود التطوع أن يتواصل معكم ؟
نعم، المتطوعون هم ركائز المنظمة والعمل الإنساني عموما. نحن بحاجة دائما إلى متطوعين متخصصين لدعم عملنا ,تنفيذ مشاريعنا وتحقيق أهدافنا الإنسانية. يمكن للمتطوعين أن يساهموا بشكل فعّال في تقديم المساعدة للمحتاجين وتعزيز العمل الإنساني وذلك من خلال حشد الموارد والاهتمام المجتمعي. يمكن لأي شخص يرغب في التطوع الاتصال بنا عبر موقعنا الإلكتروني أو الاتصال بأحد فرقنا الميدانية للحصول على مزيد من المعلومات حول كيفية المشاركة والتطوع.
هل لديكم كلمة اخيرة في الختام؟
في الختام، نحن نعمل جاهدين من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية وتقديم الدعم للمحتاجين في كندا وفي مناطق عملنا في العالم. نحن نعتمد على دعمكم وتضامنكم في تحقيق هذه الأهداف النبيلة. تبرعاتكم وتطوعكم يمثلان شريان الحياة لمشاريعنا ويسهمان في تحسين حياة الكثيرين. لذا، نحن نشجعكم على المشاركة والمساهمة بما تستطيعونه لدعم جهودنا الإنسانية. شكرًا لكم على دعمكم وثقتكم بنا.
لمتابعة أخبارنا والمساهمة في جهودنا رجاء زيارة موقع المنظمة: islamicrelief.ca
"وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" صدق الله العظيم
112 مشاهدة
23 ديسمبر, 2024
210 مشاهدة
22 ديسمبر, 2024
124 مشاهدة
19 ديسمبر, 2024