Sadaonline

ارتفاع أرقام التنمّر والعنف في كندا.. المطلوب تعزيز حماية الأبناء وتوعيتهم

العنف الجسدي وغيره من أشكال العنف زاد بشكل ملحوظ هذا العام في كندا

دارين حوماني ـ مونتريال

أصبح انتشار ظاهرة التنمر والعنف أمرًا أثبتته العديد من الدراسات في كندا والعالم، يكشف معهد الإحصاء التابع لحكومة كيبيك في تقرير أجرته "دراسة كيبيك للعلاقات الاجتماعية في المدرسة والعمل والمجتمع" (QSSR)، نُشرت نتائجه مطلع هذا العام، عن أن ما يقرب من 12% من سكان كيبيك الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا أو أكثر تعرّضوا للتنمّر أو التنمّر الإلكتروني.

وفيما صنّفت منظمة الصحة العالمية كندا في المرتبة 27 من بين 35 دولة من حيث معدلات وقوع ضحايا التنمر مؤخرًا فهي تشير أيضًا إلى أن ما يقرب من واحد من كل ثلاثة طلاب في جميع أنحاء العالم يقولون إنهم تعرضوا لاعتداء جسدي مرة واحدة على الأقل خلال العام. واعتبر تقرير اليونيسكو أن التنمّر الإلكتروني تضخّم بسبب الرقمنة المتزايدة لتفاعلات الشباب، مع تأثيرات عميقة محتملة على حياة الشباب. علمًا أن الأمر لا يقتصر على التنمّر في المدرسة والذي وصلت نسبته بحسب التقرير إلى 11% بين المراهقين، والتنمّر الإلكتروني الذي بلغ نسبته 15% بين المراهقين (أي 1 من بين 6 أولاد)، بل يصل الأمر إلى القتال الجسدي حيث تبيّن أن 1 من كل 10 مراهقين شاركوا في معارك جسدية، مع وجود اختلاف ملحوظ بين الجنسين: 14٪ من الأولاد مقابل 6٪ من الفتيات.

ويكشف استطلاع أجرته شركة الأبحاث المخصصة خلال هذا العام، بالتعاون مع اتحاد موظفي الدعم المدرسي FPSS-CSQ في كندا، أن العنف الجسدي وغيره من أشكال العنف قد زاد بشكل ملحوظ هذا العام في كندا.

عن هذه القضية التي تشكّل هاجسًا لدى الأهل وتتسبّب بمخاوف عديدة، كان لنا لقاءات مع عدد من المختّصين والأهالي.

الاختصاصية في العلوم التربوية والتدريب الأسري مريم نجدي

أسّست مريم نجدي مركز Pedagomar التربوي، الذي تقدّم فيه خدمات للعائلات والمراكز الاجتماعية والمؤسسات التربوية، ولقاءات استشارية للأهل الذين يعانون من مشاكل مع أولادهم، وكذلك تقديم ورش عمل للأهالي ومحاضرات وورش عمل للأطفال، ومشاريع في الطبيعة ومشاريع علمية تربوية دينية، وهي قضايا تمسّ العائلة ومستقبل الأولاد.

عن حالات التنمّر والعنف، تشرح مريم نجدي أن هناك عددًا من الحالات التي عاينَتها في مركز Pedagomar. من هذه الحالات، أنه حدث تنمّر من أستاذ على أحد المراهقين من طلابه في المدرسة ممّا أدّى إلى رفض المراهق الذهاب إلى المدرسة وإلى تدخّل DPJ(Child and youth - protection centre) لينتهي الموضوع بعد ذلك لمصلحة المراهق والأهل بعد أن استفادوا من خدمة الاستشارات التربوية. وتقول نجدي إن الموضوع كان قد وصل لمرحلة نفسية صعبة لدى الطالب مما استدعى ذهابه إلى الطبيب.

وهناك حالات من نوع آخر، فقد تبيّن أن بعض الأطفال كانوا يماطلون صباحًا قبل الذهاب للمدرسة، ولا يستطيعون النوم وحدهم مساء والأهل لا يعرفون السبب، لكن من خلال بعض التقنيّات الخاصّة بكشف أسباب الخوف عند الأطفال والتي نعتمدها في الاستشارات، تبيّن أن الأطفال يتعرّضون للضرب من أطفال أكبر منهم في المدرسة. هنا نتحدث عن أطفال بعمر 6 سنوات. كان الأطفال الأكبر سنًا منهم في المدرسة يتنمّرون عليهم ويهدّدونهم بالضرب.

تعلّق نجدي "كان هناك نوع من العنف والضرب، بنسبة محدودة، وحتى لو كان العنف غير قوي فإذا لم يستدرك الأهل هذا الموضوع في أول الطريق، يمكن أن يؤدي لاحقًا إلى مشاكل نفسيّة كأن يتجنّب الولد الحديث مع الآخرين ويتفادى التواصل معهم. هذه الحالات عندما تكون بعمر 12-13 سنة، يصبح الموضوع أكثر تعقيدًا".

تضيف نجدي "إحدى الحالات، كانت أنه يتم التنمرّ على أغراض إحدى الفتيات، لدرجة صارت تقول للأم: لا أريد أن ألبس هذه الثياب، لا أريد أن أحمل هذه الشنطة. والأم لا تعرف لماذا، وبطريقة غير مباشرة بالاستشارات استطعنا أن نكتشف أن هناك تنمّر لفظي على هذا الموضوع بطريقة مزعجة جدًا".

يخاف الأولاد من التحدّث عمّا يتعرّضون له، لأهلهم أو حتى لإدارة المدرسة، تقول نجدي عن ذلك إن أحد الأولاد وبعد أن حدّث أمّه عمّا يحدث من تنمّر في مدرسته، سألته أمه :" لمَ لا يشتكي هؤلاء لإدارة المدرسة عن الأولاد الذين تعرّضوا لهم؟ فأجابها: "هل تعتقدين أن القصة سهلة لهذه الدرجة، إذا أخبروا إدارة المدرسة، سيتجمّع هؤلاء الأولاد عند انتهاء الدوام المدرسي في الخارج ويضربونهم".

تشرح نجدي " قد يحاول أحد المراهقين أن يأخذ حقّه بالطرق السّلمية عبر الشكوى للمسؤولين، ولكن بعض المتنمّرين قد ينالون منه خارج المدرسة! هنا دور الأهل مهم جدًا، فإذا كان الأهل حاضرين بشكل دائم في حياة أبنائهم، ولدى الابن ثقة بأهله أنهم سيساعدوه، يصبح الأمر أكثر سهولة وأقل خطرًا… لنفترض أن مجموعة ما أرادت التعرّض له خارج نطاق المدرسة، وضايقوه، مجرّد أن يحدّث أهله بالموضوع ويقومون بالتدخّل، لن تصل الأمور أبعد من ذلك. ولكن عندما يكون الطفل لوحده أو "شلّة" مقابل "شلة" سيحلّون مشاكلهم بمستوى عمرهم وبمستوى نمطهم بالتفكير وهنا تبدأ المشاكل  بالتفاقم".   

عن دور التنشئة الأسرية في تبنّي الأولاد هذه السلوكيات، تقول نجدي إن المتنمّر يكون أحيانًا ضحية تنمّر. وهذا التنمّر قد يكون مصدره الأهل أو الأخوة الأكبر في البيت وهو غير قادر أن يردّ هذه السلطة المفروضة عليه، فيقوم بتفريغ ذلك وتطبيقه على رفاقه في المدرسة أو على أولاد أصغر منه. لذلك فالمتنمّر في كثير من الأحيان يكون ضحيّة لمتنمّر آخر. يتم لومه فيما هو يكون ضحية أيضًا!

وتؤكد مريم نجدي على أهمية القيم والمبادئ التي يقدّمها الأهل للأولاد:

"بقدر ما تكون العائلة متماسكة ومترابطة مع وجود ثقة بين الولد والأهل، بقدر ما تخفّ هذه الحالات! ذلك أن هذه الثقة بين الولد وأهله تدفعه للحديث عن مشكلته ليساعدوه بدل أن ينتقدوه".

تشير نجدي إلى أن بعض الأطفال قد يأتون إلى البيت وقد تعرّضوا للضرب في المدرسة من طلاب آخرين، وهنا قد تكون ردّة فعل الأهل "شو ناقصك لتضربو كمان". تضيف "النتيجة أنه في المرة المقبلة: لن يخبر هذا الطفل أهله بما حدث كي لا ينتقدوا صمته! أما إذا تعاون أهله معه وقرّروا اقتراح حلّ للمشكلة سويًّا باعتماد الحوار، هذا يعزّز الثقة فيما بينهم ويشجعه على طلب المساعدة منهم في المرّات المقبلة! هذا الحوار ضروري لأنه أحيانًا، يكون الحل بنظرهم مناسبًا ولكن بنظر الطفل غير مناسب.

هذه القيم ووحدة الأسرة تشكّل حماية وحصانة لأولادنا من أية مشكلة قد تحدث معهم. فالطفل أو المراهق عندما يعرف أن أهله سيحموه، سوف يشعر بالأمان الأسري الذي سيرافقه أينما كان".

وتؤكد نجدي إلى أن الولد الذي يتربّى في جوّ أسريّ سليم، حيث الأهل لا يتعاطون معه بفوقية، بل بطريقة الحوار، هنا لن يتقبّل فكرة التنمّر على الآخرين لأنه تربّى على قيم ومبادئ سليمة من الأساس، "القيم والمبادئ مهمة، ووجود الأهل قرب أبنائهم، بشكل نوعي جدًا مهم… وليس فقط أكلنا شربنا وانتهى الأمر. الموضوع يتعدّى ذلك إلى معرفة ماذا يحدث مع الطفل، وتقديم الأمان العاطفي له والحماية وتأمين أرضية سليمة للحوار الأسري، ومساعدة الطفل على التمييز بين السلوكيات الصائبة والسلوكيات الخاطئة وكيفية تصحيح هذه الأخيرة… بهذه الطريقة سيتصرّف بطريقة سليمة وآمنة مع الآخرين".

وعن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو على هذه السلوكيات العنيفة، تؤكد نجدي على ذلك خصوصًا في مرحلة المراهقة، حيث يقضي الأولاد وقتهم بشكل شبه كامل على التلفونات وألعاب الفيديو، "صعب أن نجد صبيًا بعمر الـ13 سنة وليس معه هاتف أو ليس لديه حساب تيك توك وسناب شات، ويقومون بتناقل الفيديوات بين بعضهم البعض".

وتشير نجدي إلى أنه تم تداول أحد الفيديوهات المؤلمة منذ فترة حيث تم التنمّر على أحد الطلاب المجتهدين والهادئين! حدث الأمر في حمام المدرسة وقامت المجموعة المتنمّرة بنشر الفيديو على صفحات وسائل التواصل! "أتتخيلون مدى الضّرر التفسي الذي أُلحق بهذا المراهق؟!"

ترى نجدي أن هذه فكرة قد يكونوا قد استقوها من وسائل التواصل أو وسيلة إعلامية ما، وأن هذا الصبي تعرّض إلى ضرر نفسي بليغ ، "هناك أطفال يصلون إلى مرحلة الانتحار إذا لم يكن هناك دعم حولهم من أهلهم".

وتحكي نجدي كيف يؤلف الطلاب "شلّة" وكل مجموعة تحشد لبعضها بوجه أفراد آخرين أو "شلة" أخرى. إضافة إلى المقالب التي يقلّدون فيها ما يرونه على وسائل التواصل الاجتماعي، والفيديوهات التي تُظهر القوة، "أنا قوي مثل فلان، أنا أريد تقليد فلان".

تقول نجدي عن ذلك "يكون الموضوع تقليدًا ليتحول إلى أذيّة للآخرين. لذلك من المهم على الأهل أن يعرفوا كيف يجرون رقابة على هذه الأمور، رقابة على الرفاق وعلى المحتوى الذي يشاهده الأولاد. إذا تمّ ذلك بجدّية، الرفاق جيّدون والمحتوى جيّد، هنا يمكن القول أن الابن يمشي على سكة الأمان. أما إذا كان الأولاد لديهم رفاق سوء، ويشاهدون محتوى سيئًا، يصبح جهد الأهل ضئيلًا وملوثًا بأمور خارجية".

بالنسبة لألعاب الفيديو، ترى نجدي أن  الألعاب التي تتضمن مشاهد القتل والدم تؤثر كثيرًا بشكل سلبي على الطفل فهي تؤثّر على المصطلحات التي يستخدمها الولد، "هناك مصطلحات عن القتل لكثرة ما يتعرّض لها تصبح كأنها موجودة في الواقع، وهذا مخيف جدًا، فألعاب الفيديو تؤثر على أعصاب الأطفال والمراهقين والشباب. ويصبح لدى المدمنين منهم حالات عصبية.

وتتلقى نجدي في عيادتها حالات خاصة بالتوتر والغضب عند الأطفال  والتي من أسبابها كثرة الإدمان على ألعاب الفيديو". وما يزيد الأمر خطورة هو عند القيام باللعب الجماعي عبر الإنترنت حيث تحصل حالات تنمّر واستغلال وتحرّش وسحب أموال ويصل بعض الأولاد إلى مرحلة السرقة من أهلهم".

وتحذّر نجدي من تأثيرات اليوتيوبرز أو المؤثرين والذين يعتبرهم الأولاد كمثال أعلى، "إذا كان هذا الشخص مثلًا يربح كثيرًا بألعاب الفيديو ويُخبر متابعيه بما يربح، فإن ذلك يشكّل خطرًا. هناك حالات تحدّ على تيكتوك، ويدفع المراهقون الأموال، وعندما يرى المراهق ماذا يجني هذا اليوتيوبر فإنه سيرغب بتقليده لكي يجني مثله المال السريع. هذا تدمير لبنية المجتمع إذا فكرنا أن الأولاد سيذهبون بهذه الاتجاهات. من سيدير المؤسسات ويبني الأجيال؟ ما يتعرّض له هذا الجيل جدًا مخيف".   

تضع كل المدارس في كندا برامج أو مخطّطات لمواجهة التنمّر والعنف بين الشبيبة والمراهقين، تقول نجدي عن ذلك: 

المدارس بشكل عام تضع مخططًا بتدخّل تدريجي لمواجهة هذا الأمر. حيث توجّه إنذارًا للطالب العنيف أو المتنمّر، وإذا بقيت التصرفات السلبية يتم استدعاء الأهل، وقد يؤدي إلى فصل الولد من المدرسة، ويتم أحيانًا استدعاء الشرطة حسب الحالة. وتضيف:

"هذا موضوع حساس. عندما تصل القصص للإدارة عادة يتدخلون، المشكلة تقع عندما لا تصل الحالات للإدارة، يخاف الطالب أن يخبر ما حدث معه كي لا يتعرّض للضرب خارج المدرسة. ولكن كل ذلك يعود للمدرسة وللبيئة، هناك مدارس في مونتريال، بمجرّد أن تذكري اسمها، يضعون مباشرة علامة استفهام حولها، بينما هناك مدارس، بمجرد ذكر اسمها نسمع أن هذه المدرسة ممتازة. هذا يعود لسياسة كل مدرسة في التعامل مع حالات التنمّر والعنف. هناك مدارس تضع جهدًا لتطبيق الخطة التي تضعها للتعامل مع هذه الحالات، ولكن مع طبيعة الطلاب التي تكون في المدرسة نخرج بنتيجة ‘هلأد بيطلع بإيدن‘".

وترى نجدي أنه على صعيد المدارس الثانوية العامة  يوجد نقص في الكادر التعليمي والمولج بمتابعة هذه الحالات. وتتحدث عن إحدى المدارس التي لديها حوالي ألف طالب فيما لديها فقط مرشدين اثنين. وتتساءل نجدي "كيف يمكن لهذه المدرسة أن تتابع كل الحالات التي تأتيها. نعم يوجد خطة، ولكن إذا كان هناك 20 حالة فلا يمكن لمرشدتين فقط متابعة كل الحالات. هذا النقص بالكوادر التربوية وأصحاب الاختصاص يؤدي إلى عدم تطبيق الخطط الموضوعة لمواجهة هذه الحالات".     

وعن التحدّيات التي يواجهوها الاختصاصيون التربويون في محاربة التنمر والعدائية داخل المدارس الثانوية، تجيب نجدي أن قلة الموارد البشرية هي التحدّي الأول، "في المدارس، يقومون بعملهم ضمن الإطار الذي يقدرون على القيام به. لديهم عدد محدّد من التربويين، من الاختصايين، هذه قدرتهم، بما أن العدد غير كاف، ليس معناه أنهم لا يقومون بواجبهم، بل يقومون على قدر استطاعتهم".

وتضيف "علّمت سنة كاملة في إحدى المدارس وكان لديّ 14 طفل، 7 منهم لديهم حالات خاصة كلّ منهم يحتاج إلى تدخّل منفرد. فالأمور تحتاج إلى كادر تربوي كبير".

تحدّ آخر يتمثّل في عدم تعاون بعض أولياء الأمور مع إدارة المدارس وخصوصًا إن كانوا يعانون من سلوكيات أطفالهم بشكل دائم.

كما تشير نجدي إلى نوعية الطلاب، فإذا كان عدد الطلاب العنيفين كبيرًا وهم مهيمنون على بيئة المدرسة، أو يتعاطون مخدرات، وكانت المدرسة لديها موارد بشرية قليلة، فلا يمكن للمدرسة أن تتابع كل شيء.

المرشدة النفسية الاجتماعية أماني فرحات

تعمل أماني فرحات مع عدد من المدارس العامة في مونتريال. عن قضايا التنمّر والعنف في المدارس الثانوية، تقول فرحات:

"نواجه العديد من الحالات في المدارس، أبرز ما نواجهه مؤخرًا هو التنمّر على وسائل التواصل الاجتماعي بين الطلاب. هناك حالات يقوم فيها الصبية بتصوير الفتيات ويضعونها على وسائل التواصل مع عبارات تنمّرية. أحيانًا يتقصّدون فتح صفحة جديدة ويكتبون عبارات بذيئة عن فتيات في المدرسة، ويكون كل شيء مكشوفًا أمام كل الناس وهو ما يؤذي الفتيات كثيرًا. السوشيال ميديا وحمل الأولاد الهواتف من مسبّبات وجود سلوكيات غير جيدة".

تضيف فرحات أنه يحصل كثيرًا أن يقوم طلاب بالتنمّر على طلاب آخرين ضمن فرق الألعاب في المدرسة، يستهزأون حين يخسر طالب ما، أو لا يستطيع تسديد الكرة بشكل جيد. أحيانًا يتجمّع بعض الطلاب على شكل شلّة ويرمون أغراض طالب ما في سلة المهملات، أو يضربوا ولدًا ما. كما تشير فرحات إلى حالات غيرة بين الرفاق، وتأثر بالرفاق السيئين.

وتشير فرحات إلى حالات تنمّر أساتذة على طلاب "هذا يسبّب أزمة لهم، هنا يشعر الطالب المتنمّر أنه غير مرغوب به في المدرسة ويدفعه الأمر لكره الذهاب للمدرسة، فيذهب بطريق خاطئة. وأحيانًا يبدأ هو نفسه بالتنمّر على طلاب آخرين كردّة فعل غير طبيعية".

وتحكي أماني فرحات عن حالات عنف بين الأولاد "أحيانًا يتبيّن أن سببه تعرّض الولد نفسه للعنف، ربما في البيت، وربما تعرّض سابقًا من طلاب آخرين. فالعنيف شخض قد يكون عنّف سابقًا، وتخلق له حالة عدائية وشراسة، ويشعر أنه متأهب كل الوقت ليقوم بعمل عنيف".

وترى فرحات أن هناك أسبابًا كثيرة؛ هناك أسباب شخصية وأسباب اجتماعية، "يمكن الحديث عن عدم ثقة الطفل بنفسه، شعوره بعدم الأمان يدفعه للتنمّر على الآخرين. مثلًا عند وجود فتاة جميلة، نجد أنها تتعرّض للتنمّر من فتاة لديها شعور بالنقص تجاهها، تقول مثلًا. وهناك مشاكل على نطاق الأحاسيس. هناك طلاب لديهم مشكلة بعدم القدرة على الإحساس بالآخرين".

تعتبر فرحات أن بيئة الأهل تكون أحيانًا جيدة ويقدّمون تربية وثقافة جيدة للأولاد، ولكن بيئة الرفاق في الصف تكون غير سليمة، فيتبّنى الولد سلوكيات عنيفة، "أحيانًا هناك طالب في المدرسة يكون غير اجتماعي وليس لديه رفاق، فتأتي مجموعة له وتقول له إنه إذا فعل كذا يصبح رفيقهم، أحيانًا الصبي وخصوصًا إذا كان بعمر 12 – 13 سنة فهو عمر حساس".

وتلاحظ فرحات أن عددًا من الأطفال لم يقوموا بأي سلوك غير جيد حتى عمر 5 سنوات في الحضانة، ولكن لما دخل المدرسة بدأ هذا السلوك معه. وهو بالتأكيد يعود لتأثّره برفاق المدرسة.

ترى فرحات أن دور المدرسة مهم في مواجهة حالة التنمّر بين الطلاب، "ولكن أحيانًا هناك مدارس يتم إبلاغها عن حالات معينة يجيبون بأن هذه الحالة ليست أولوية لهم الآن، ويعتبرون أن هناك حالات أهم".

من التحّديات لمواجهة التنمّر والعنف، تقول أماني فرحات:

"يوجد نظام معيّن يجب السير فيه. أحيانًا تكون الحالة كما هي موضوعة يجب تدخّل الشرطة فيها. أحيانًا المدرسة تقرر إيقاف الولد عن المدرسة لعدد محدّد من الأيام كطريقة عقابية، ولكن هناك أولاد يجدون أن هذا حلّ جميل، ولا يزعلون بتاتًا. بالمقابل، هناك أهل يتجاوبون معنا، ولكن هناك أهل ينكرون أو لا يتقبلون أن أولادهم لديهم سلوكيات تنمّر أو عنف في المدرسة".

وتضيف فرحات إلى أن لدى المدارس إجراءات معينة "يتم تحويل الطلاب حسب الحالة إلى اختصاصيين في المدارس العامة، ويتم تحويل المتنمّر نفسه إلى اختصاصي نفسي لمعرفة أسباب سلوكياته".

وترى فرحات أن التقصير الذي يمكن أن يكون في المدارس بشكل عام "هو عدم تحضير الطلاب لمسألة تعدّد الثقافات. عندما يأتي طالب من ثقافة مختلفة قد يجد الطلاب أن هذا الأمر غريب عليهم، وقد يتنمّر بعض الطلاب عليه. يشعرون أنه ليس مثلهم. أيضا هناك مجموعات الشوارع الخارجون عن القاعدة ويشعرون بالقوة، يجب وجود توعية لتحضير الطلاب لهذا الموضوع. نحن نعيش في بيئة متعدّدة الثقافات ومن المهم التحضير لها".

وتشير فرحات أن المدارس الخاصة لديها كادر تربوي واختصاصيون نفسيون أكثر من المدارس العامة، ولكن دائمًا هناك حالات عنف وتنمّر أيضًا في المدارس الخاصة، ولا تكون علنية. كما أن الطلاب في المدارس الخاصة يكونون من مستوى واحد، في حين في المدارس العامة هناك مستويات اجتماعية مختلفة.

وتضيف فرحات أن هناك أولادًا يخافون أن يقولوا لأهلهم ما الذي يحصل معهم في المدرسة من حالات تنمّر، قد يخافون من ردّة فعل الأهل. أحيانًا تكون ردّة فعل الأهل بلوم الولد. أغلبية الطلاب يقولون: "لن نخبر أهلنا لأنهم سيلوموننا أو يستهزأون بما يحدث معنا".

وتوجّه رسالة للأهالي:

"يجب منح الولد الاطمئنان والأمان والتعاون والتضامن معه. الأهم هو الشعور بالاطمئنان. يجب التجاوب مع الأولاد والحوار معهم وجعلهم يشعرون أن الأهل يفهمونهم ويريدون مساعدتهم. عادة نحن كعرب لا نعطي مساحة كبيرة للمشاعر والأحاسيس مع أولادنا. علينا أن نصرّ على الأولاد أن يقولوا مشاعرهم ويعبّروا عنها بالتفصيل، ونعطي قيمة لأحاسيسهم".

وتعمل أماني فرحات على مشروع يهدف إلى توعية الشباب في المدارس، يتضمن المشروع  محاضرات حول تأثير الأصدقاء والعائلة والعوامل الخارجية على قرارات الشبيبة والأطفال. وكيف يمكن معالجة التنمّر، وكيفية التعامل رفاق السوء، وتعزيز الصفات التي يجب اتّباعها لكي نصل لبيئة خالية أو بعيدة عن التنمّر والعنف.

تقول أماني عن المشروع:

"يلعب المحيط دورًا أساسيًا في التنمية الشخصية واتخاذ القرارات. إذا كان الشباب يتمتعون بدعم من عائلاتهم وأصدقائهم، فإن ذلك يعد عاملًا إيجابيًا يعزّز من ثقتهم بأنفسهم وحافزهم لمتابعة أحلامهم. أما إذا كان المحيط غير مشجع أو حتى سلبي، فقد يعيق تقدّمهم ويؤثر على مسارهم. خلال هذه المحاضرات، نتناول هذه المواضيع بشكل عميق ونوفر أدوات عملية لمساعدة الشباب على اتخاذ قرارات مدروسة تتماشى مع شغفهم، رغم الضغوطات الخارجية. الهدف هو تزويدهم بالمفاتيح لفهم تأثير بيئتهم وكيفية التعامل معها من أجل المضي قدمًا نحو طموحاتهم بثقة وسلام".

من آراء الأهالي

السيدة فاطمة أ.

تواصلنا مع السيدة فاطمة أ. التي أبدت تأثّرها بالفيديو الذي انتشر عن شاب يضرب مراهقًا في المترو، وخوفها على أولادها الذين يستخدمون وسائل النقل العامة للوصول إلى مدارسهم. تقول إن معظم الأهالي منشغلون في الأونة الأخيرة بحالات تنمّر وعنف تحصل مع أولادهم "أرى أن هذه حالات يجب النظر فيها بطريقة أكثر جدّية".

تضيف "عندما رأيت هذا الفيديو تساءلت مباشرة ‘لماذا لم يتدخّل أحد ليوقف هذا الضرب؟‘، وكانت التعليقات الظاهرة على موقع التواصل الاجتماعي حيث انتشر الفيديو كلها تضع نفس التساؤل".

تؤكد فاطمة أ. أن الموضوع مزعج "أنا كأم، وأولادي ينتقلون إلى مدارسهم بالمترو كيف سأطمئن على طريق وصولهم وعودتهم. ما زعجني أيضًا أنه عندما رأى ولداي، وعمرهما 14 و15 سنة هذا الفيديو، كانت ردّة فعل ابني ‘هذا عادي، هذه أمور تحدث دائمًا، ولكن نحن نعرف أنه يجب أن لا نتدخل‘. هنا أقف متسائلة إذا كان علينا أن نقول للولد أنه يجب حماية من نراه مظلومًا، أو أن نقول له: لا تتدخّل كي لا تتعرّض لأذيّة. ما الذي يجب فعله هنا؟ قلت لابني إنني لا أريده أن يدخل في مشكلة ليس له علاقة بها، ولكني شعرت بالإثم، أنه لا يجب أن نترك أحدًا يتعرّض للضرب أمامنا ونتركه. ولكن أضاف ابني لي أنه سيتدخّل فقط بحالة إذا كان الصبي الذي يُضرب من رفاقه".

وتُخبر فاطمة أ. أن أولادها مسجّلون في مدرسة خاصة (إسلامية)، وأنها تواصلت مع الاستشاري التربوي فيها، وأجابها بأن هذه الأمور طبيعية، و"نحن نشدّد على الطلاب ونطلب من الأهالي أن يخبروهم أن لا يتدخلوا أبدًا عندما تحدث أمامهم هذه الحالات، لأنها تتكرّر بين المراهقين، ونحن لا نعرف من منهم يتعاطى المخدرات ومن منهم يحمل سكينًا أو شفرة".

تؤكد فاطمة أ. : "ما لمسته أن المجتمع بعيد كليًا عن المبادئ والقيم التي أرغب أن أربّي أولادي عليها".

وتطرح فاطمة أ. تساؤلًا "لماذا لا يوجد رجال أمن داخل المترو، على الأقل في ساعة الذروة". وتضيف "هم يلاحقون من يقف على STOP SIGN ولا يتابعون ما يحدث في المترو. هذه أمور تقع على عاتق الحكومة القيام بها، لا أستطيع أن أوجّه تنظيرات للأهالي كيف يجب تربية أولادهم. فنحن مجتمع مختلط. ولكني أرى أن المجتمع الذي أرسل أولادي له يقول لي: ممنوع أن يتدخّل الأولاد".

وعن وجود بيئة آمنة في المدارس الثانوية، تجيب أ. "أنت تتحدثين مع أم غيّرت مدرسة أولادها ثلاث مرات من أجل هذا الموضوع. المدارس العامة لا يوجد فيها أي أمان للأولاد. في المدارس الخاصة الأمور محصورة أكثر وعليها رقابة، وبحال حدثت، يتم اتخاذ إجراء فوري بحق الطالب ويتم طرده. ولكن لا يمكن أن نقول إن مشاكل التنمّر والعنف لا تحدث في المدارس الخاصة. يوجد، ولكن ليس بنفس الكثافة التي تحصل في المدارس العامة".

عن تأثير السوشيال ميديا وتأثير ألعاب الفيديو أو عدم وجود بيئة منزلية سليمة، تؤكد أ. على تأثير السوشيال ميديا والألعاب على ارتفاع منسوب العنف، وتقول إن عناك عوامل عديدة، "الحقيقة يوجد في جاليتنا كثير من الحالات، وبيئة الأهل تشكّل 99% من المشكلة، ولكن أولادنا يعيشون في بيئة تلعب فيها السوشيال ميديا كثيرًا في التأثير على سلوكيات الأولاد وخصوصًا أن الأهل غير قادرين على أن يكونوا مع أولادهم كل الوقت ويتابعون ماذا يفعلون ويشاهدون. الأهل في جاليتنا يحاولون قدر المستطاع تأمين بيئة دينية للأولاد، نضع أولادنا في الكشاف، ولكن هل هناك مراقبة على الأولاد كل الوقت؟ بالتأكيد لا يمكن. وخصوصًا مع وجود هاتف بيد كل ولد. والهواتف تسبّب الكثير من المشاكل. والمؤسف أن هناك بعض الأمور تصبح ترند. مثلًا ترند أن يتشاجر الأولاد مع بعضهم، ترند من هو القوى، ترند العنف بين الطلاب". 

وتشير السيدة فاطمة أ. "ليس شرطًا أن يكون الولد من عائلة متديّنة كي يكون سلوك ابنهم جيّدًا، هناك قصص كثيرة تقلق عن تعاطي ممنوعات أو علاقات غير شرعية. هناك ثغرة، تتعلق بما يتعرّض له الأولاد في مجتمعنا، هي أمور خارجة أحيانًا عن قدرة الأهل".

وتؤكد فاطمة أ. "هناك تقصير من المؤسسات الرسمية، فكما يتم وضع رجال أمن على بوابات المولات يجب وضع رجال أمن في المترو وفي المدارس".

ما يقلق السيدة فاطمة أ. وكل أم "أن المسؤولين عن هذه الأمور يقولون إن مسائل العنف أو التنمّر طبيعية. في طفولتنا ومراهقتنا لم نمرّ بهذه الأمور. ازدادت حالات العنف والتنمّر بشكل هائل، وفرق كبير بين جيلنا وهذا الجيل. الآن كل شيء متاح، لا شيء عيب، لا رادع للأولاد. إذا تم التشديد على ولد ما في موضوع معيّن ينفر من مكان آخر"..

وتختم أ. "التقصير ليس فقط من المؤسسات الرسمية، فجاليتنا تحتاج توعية، ففي مراكز الكشافة تحدث قصصٌ بين الأولاد. ومع علمي بأنه تتم متابعة الحالات كما يحدث في المدارس بقدر الإمكان، لكني طلبت مرارًا منهم أنه لا يجب الاكتفاء على المناسبات الدينية، ونترك الأمور الأساسية التي تتعلق بما يتعرّض له أولادنا، ولا نعالجها، وهذه شكوى الكثير من الأهالي أيضًا". 

معلمة اللغة العربية الخصوصية ملاك كوراني

لدى ملاك كوراني طلاب يعانون من حالات تنمّر في المدرسة وحتى في الكشاف، تقول عن ذلك "التنمر ظاهرة تتفاقم في المجتمع منذ عدة سنوات، والحاضنة الأكبر موجودة في المدارس بشكل لافت، وهو ما يتسبّب بخلل في تنشئة الأطفال حيث أصبحوا يعانون من حالات نفسية وعزلة ورفض الاختلاط والتواصل بسبب هذه الظاهرة المزعجة جدًا والمؤثرة سلبًا على كثير من نواحي تطور شخصية الأطفال والناشئة والشباب أيضًا".

وتضيف كوراني أن الخلل كبير بسبب غياب التربية الحازمة والمتوازنة، و"أن الحل يبدأ من الأسرة أولًا والحثّ على تلازم الأخلاق والتعامل الحسن بالدين، وأن الوازع الأخلاقي والرادع الديني أساسيان، أما الدور الثاني فيقع على عاتق المدارس، بالتعاون مع الإدارة والمعلمين والأهل للحدّ بل القضاء على الظاهرة السيئة".

وتشير كوراني إلى أن التنمّر يحدث بأشكال مختلفة، "قد يحدث على الشكل واللون وحتى على شكل الحاجبين والأذنيين، وحتى على اللهجة والطول والقصر والضعف والسمنة".

وتضيف كوراني "أحيانًا نسمع من أولادنا ومن مقرّبين وأصدقاء عن أشياء مؤذية لا تخطر على البال في المدارس وفي الكشافة أيضًا، كما نلاحظ أنه موجود لدى أسر معينة وغير موجود بتاتًا لدى أسر أخرى".

وتختم كوراني "الكل مسؤول، علينا مسؤولية كبيرة لإعادة تربية جيل متوازن وأن يكون هناك حدود، وأن لا تغيب هيبة الأهل والمدرسة، والأهم عدم التهاون وإثبات الحزم في المدارس والبيت والكشاف وفي كل مجتمع وتجمّع".

 

 مهدي جنبلاط (قائد فوج في "كشافة ومرشدات المسلم") 

كما في كل مدرسة ومؤسسة تضم أطفالًا ومراهقين وشبيبة، تحدث مشاكل تنمّر في الكشاف، يقول مهدي جنبلاط عن ذلك:

"الاختلاف هو أحد مسبّبات التنمّر. أحيانًا عند دخول شخص ليس من الجالية اللبنانية نرى تنمّرًا عليه من بعض الأولاد، يشعرون أنه غريب. وأحيانًا يتم التنمّر على مظهر خارجي لدى الأولاد، يكون الولد سمينًا مثلًا، فالاختلاف هو السبب".

ويرى جنبلاط أنه تنتشر بين المراهقات مسائل غيرة، ويتجمّعن على شكل شلة، ويتحاربن مع بعضهن، أو يكون هناك عدائية بينهن دون أي سبب مهم. وهذه التصرفات يجلبنها من المدرسة، ويقول إنهم في الكشاف يراقبون هذه الأمور. كما يلاحظون وجود حالات تنمّر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

يرى جنبلاط أن السبب الرئيسي ليكون الولد متنمّرًا أو عنيفًا هو وجود مشكلة في البيت، "هو السبب الرئيسي لوجود تنمّر، خصوصًا في حالات الطلاق. تصبح تصرفات الولد غريبة، قد ينقصه حنان في البيت أو شعور بالطمأنينة يجعله يعبّر عن ذلك بتصرفات غريبة أو مضايقات".

ولكنه يؤكد أيضًا أنه أحيانًا تكون بيئة البيت سليمة، ولكن يكون الولد نفسه لديه طريقة تعبير مختلفة.

يعتبر جنبلاط أن الموضوع الضروري هو تدارك الموضوع سريعًا، "الولد الذي يتم التنمّر عليه، إذا شعر أن القائد لا يدافع عنه تصبح معه أزمة. لذلك نحاول أن يعمل الأولاد على إخبار القائد مباشرة أو الأهل"

ويقول جنبلاط بأنهم يتّخذون إجراءات فورية لمعالجة هذه الأمور "نحن نوجّه اللوم مباشرة للطلاب المتنمّرين، ونجعلهم يشعروا بالذنب، أو نقوم تغيير فرقتهم، وقد نتخذ معهم عقوبة فصل من الكشاف. وأحيانًا نُدخل الأهل معنا ويتم التواصل معهم".

ويشير جنبلاط أن المتنمر بحاجة لمتابعة نفسية، ويقول "نحن نحاول أن نذهب معه بالمنطق، ولكننا في النهاية نتّبع أسلوب المحاسبة والعقاب".

كما يؤكد أن الحالات عادة تُعالج ولا تتفاقم لتصل إلى العنف، والمتنمّر يصبح فيما بعد على علاقة جيدة مع المتنمّر عليه.

ولكن في المقابل، يرى جنبلاط أن الأمور ليست مثالية دائمًا، "أحيانًا يكون المتنمّر لديه حالة نفسية متقدمة، أو مشكلة كبيرة، وخصوصًا من لديه مشاكل أسرية، يكون هو نفسه بحاجة لعلاج نفسي، ويحتاج لاهتمام خاص".

ويلحظ جنبلاط أن الولد نفسه أحيانًا لا يعرف لماذا يقوم بالتنمّر أو بالعنف، وفي أحيان أخرى هناك سبب ملموس لفعل ذلك. كما أن أكثر الأولاد ليس لديهم نية سيئة وهم لا يعرفون مقدار الأذى الذي يسبّبونه للشخص المتنمّر عليه.

ويذكر أن القادة في الكشاف يجرون دورات تدريبية لمواجهة حالات التنمّر، وأنه يوجد برامج توعية للأولاد من وقت لآخر على موضوع التنمّر والعنف.

ويأمل جنبلاط أن يقدّم اختصاصيون من جاليتنا خدمات تربوية نفسية، "لأن هناك بعض الحالات التي تتطلب اهتمامًا خاصًا ومتابعة مع وجود أسباب كثيرة وبيئة غير سليمة تحيط بأبنائنا، وقد تسبّب لهم الدخول في سلوكيات غير سليمة". 

*الصورة الرئيسية للمقال من freepik

 

الكلمات الدالة