تحدثت عائلتان فلسطينيتان-كنديتان في بريتيش كولومبيا لقناة سي بي سي عن معركتهما لإحضار أحبائهما من غزة عبر برنامج إعادة التوطين الإنساني الكندي. وتقول العائلتان إنه رغم تقديم الطلبات، فإن الحكومة الكندية لا تبذل ما يكفي لمساعدتهم على إخراج عائلاتهم من منطقة الحرب. ويخشون أن يموت ذووهم قبل الحصول على تأشيرات.
وجاء في تقرير قناة سي بي سيفي بريتش كولومبيا :
"تقول سعيدة جحا (51 عامًا)، المقيمة في كوكويتلام منذ 25 عامًا: «إنهم يموتون ببطء. لا طعام. لا دواء. لا ماء نظيف.»
قدمت جحا في عام 2024 طلب إقامة مؤقتة لوالديها وإخوتها وأطفالهم، لكن الطلبات ما تزال عالقة بلا تحديثات من وزارة الهجرة. والدها البالغ 83 عامًا يزداد تدهورًا صحيًا بلا أدوية لمرض السكري والقلب، وأختها سماح تكافح لتأمين الطعام لأطفالها الثلاثة، بينهم الطفلة لين (14 شهرًا) التي وُلدت في خيمة وتفتقد حتى للحليب الصناعي.
جحا حاولت لفت انتباه نائبها الليبرالي رون ماكينون، وتجمع معها نحو 12 شخصًا أمام مكتبه، حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين: «لا مزيد من الانتظار، لا مزيد من الدموع، أعيدوا عائلاتنا إلى هنا.»
التماس عاجل للمحكمة الفيدرالية
قدمت المحامية هانا ماركو، المتخصصة في الهجرة واللاجئين من تورونتو، التماسًا عاجلًا للمحكمة الفيدرالية لإجبار أوتاوا على تسريع العملية. وقالت: «موكلونا ليس لديهم هذا الوقت… نخشى أن يموتوا قبل أن يُبت في ملفاتهم.» تمثل ماركو 50 فلسطينيًا في غزة لديهم أقارب في كندا، وتقول إنها تستيقظ كل صباح بخوف من أن يكون أحدهم قد قضى.
أطلق البرنامج الكندي المؤقت لإعادة التوطين في ديسمبر 2023 بسقف 5 آلاف طلب. وقد تم بلوغ السقف، لكن لم تتم الموافقة سوى على نحو 1,700 شخص خرجوا من غزة، ولم يصل إلى كندا فعليًا سوى أقل من 900 شخص.
وأوضحت وزارة الهجرة أن استكمال الطلبات يتطلب الخروج من غزة لإجراء البصمات البيومترية في بلد ثالث، إذ لا يوجد حضور قنصلي كندي في غزة. «إن مغادرة غزة تبقى التحدي الأكبر»، تقول الوزارة.
العائلات تسأل: لماذا لا تفعل كندا المزيد؟
تقول ناريمان عجور، فلسطينية-كندية من سوري ، بريتس كولونبيا، إن والدها وزوجة أخيها وأطفالها اجتازوا الفحص الأمني لكنهم ما زالوا ينتظرون. وتؤكد أن الحكومة الكندية تستطيع الضغط على إسرائيل للسماح بخروج الفلسطينيين من غزة.
وتضيف: «إذا كانت دول أخرى قد نجحت في إجلاء بعض الناس من غزة، فلماذا لا تفعل حكومتنا الشيء نفسه؟»
كانت عجور قد حاولت الضغط على الحكومة الكندية في مطلع 2024 عبر معبر رفح الخاضع لمصر وإسرائيل، لكنه مغلق منذ مايو 2024. وتتحكم إسرائيل بمن يغادر غزة وبكمية المساعدات الإنسانية التي تدخل.
برنامج الأغذية العالمي حذر من أن ثلث سكان غزة (2.1 مليون نسمة) لا يجدون ما يأكلونه لأيام متتالية، ونصف مليون شخص على حافة المجاعة. بينما تؤكد وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 62 ألف فلسطيني قُتلوا منذ 7 أكتوبر 2023.
وتبكي عجور وهي تتحدث عن ابن شقيقها البالغ 3 سنوات، والذي أُخرج من تحت الركام وهو في 18 شهرًا بعد قصف منزله. قُتل والده في القصف تاركًا خلفه طفله وزوجته. وتقول إن الطفل «لم يعد يبتسم» بسبب الصدمة".
وتختم: «مع تهديدات الغزو الشامل لغزة، يزداد الوضع سوءًا. لا أعلم إن كانت عائلتي ستبقى على قيد الحياة للغد. كل يوم أصبح كابوسًا.»
* الصورة من صدى اونلاين
53 مشاهدة
21 أغسطس, 2025
41 مشاهدة
21 أغسطس, 2025
59 مشاهدة
19 أغسطس, 2025