Sadaonline

ما هو خيارنا الامثل في الانتخابات الفرعية في مونتريال غداً الاثنين؟

الموقف في زمن التحدي ضروري وهو سبيلنا لنعبر عن حضورنا على قاعدة أنا أنتخب إذاً أنا موجود

حسين عباس العلي ـ مونتريال

يتوجه الناخبون في دائرة LaSalle—Émard—Verdun الانتخابية للإدلاء باصواتهم صباح يوم غد الإثنين لاختيار من يمثّلهم في المجلس النيابي الفدرالي، بعد أن شغر مقعدها باستقالة وزير العدل السابق الليبرالي دافيد لاميتي.  والسؤال الدائم عند كل انتخاب نيابي هو لمن نعطي صوتنا والأسس التي نستند إليها في اختيارنا مَن يمثلّنا في أوتاوا.

أهمية المشاركة

لكن قبل الدخول في الخيار الأنسب للجالية، لا بد من التأكيد على مسألة حتمية هي مشاركة كل من يحق له التصويت من الساكنين في هذه الدائرة في التصويت بكثافة. فالتأثير الفعلي سيأتي حتماً عندما تكون نسبة المشاركة عالية جداً، بِغضِّ النظر عن الوجهة التي تختارها الجالية، فالأحزاب عندما تدرس نسبة المشاركة وترى مشاركة أعدادٍ كبيرةٍ من جاليتنا سوف تحسب لها الحساب في أي انتخاب مقبل، ولن تتجاوزها بسهولة. والعكس صحيح لأن جلّ ما تريده هذه الاحزاب هو الحصول على أكبر عدد من الأصوات لتأمين وصول مرشحيها. يمكن لمن يريد قراءة نسبة مشاركة الجالية الاطلاع على أسماء الذين اقترعوا من دون ان يعرفوا ما الخيارات بالنسبة لِهذا الناخب أو ذاك.

غداً في دائرة LaSalle—Émard—Verdun سوف يتنافس عشرات المرشحين الحزبيين والمستقلين. لكن تشير استطلاعات الرأي إلى أن 29 بالمئة من الناخبين ينوون التصويت للّيبراليين، سيما أنَّ غالبية الناخبين في هذه الدائرة لم تصوّت تاريخياً لحزب آخر قَط. والاستطلاعات تشير إلى أن نسبة 28 في المائة من الناخبين ستصوت للكتلة الكيبكية. ويأتي الحزب الديمقراطي الجديد في المرتبة الثالثة بفارق قليل أيضاً بنسبة 6 في المائة (24 في المائة). وبعدها يأتي المحافظون وحزب الخضر والأحزاب الصغيرة والمستقلون.  

هذه الأرقام المتقاربة بين الأحزاب الثلاثة تلفت نظرنا إلى أهمية المشاركة في الانتخابات والحثّ على التوجه إلى صناديق الاقتراع والدفع باتجاه التصويت لأفضل المرشحين وأقربهم لجاليتنا. فالنتائج النهائية قد تتغير نتيجة بضع مئات من الأصوات، أو حتى العشرات منها.

 


من نختار؟

أما على صعيد المرشّح الذي يمكن للجالية التصويت له فيمكننا القول إن المسألة ترتكز أساساً على مواقف المرشح من جهة والحزب الذي ينتمي إليه. وكذلك برنامجه الانتخابي الخاص بالدائرة الانتخابية التي يترشح فيها. كما انه لا ينبغي التغافل عن احتمالِ فوز هذا المرشح او ذاك، من أجلِ البناء عليها ولو بدرجة أقل.

لو اعتبرنا في هذه المرحلة ان قضية فلسطين هي المعيار في ترجيح كفة خياراتنا ـ وهي كذلك ـ فاننا لن نجد افضل من الحزب الديمقراطي الجديد خياراً. فمواقف هذا الحزب باتت معروفة من هذه القضية، كما ان مواقف اللبراليين والمحافظين أيضاً واضحة لا لبْسَ فيها. وكذلك مواقف الكتلة الكيبكية مقلقة، خصوصاً في ما يتعلق بالكره للإسلام (الإسلاموفوبيا).


الموقف من اللبراليين بالخصوص

حين يتردد البعض في الاختيار بين اللبراليين والديمقراطيين الجدد تكفي الإشارة إلى حدثين لافتين وقعا هذا الأسبوع. الأول هو فشلُ زيارة مرشحة حزب اللبراليين في "لاسال" لورا بالستيني أحد أكبر المساجد في هذه الدائرة الانتخابية في خلال صلاة الجمعة، فقد اضطرت إلى المغادرة من الباب الخلفي كما دخلت منه بعد احتجاج المتظاهرين من الجالية. الثاني هو تواصُل شخصية لبرالية بارزة جداً جداً مع مسؤول بارز في الجالية لمحاولة رأب الصدع مع الجالية. فقد حاولت الشخصية السؤال عن العلاقة مع الجالية، فكان الجواب: عن أي علاقة نتحدث هنا وحزبكم وقف إلى جانب إسرائيل منذ البداية ولا يزال؟!

شخصية المرشح كريغ سوفيه

إن كريغ سوفيه (Craig Sauvé) له تاريخ طويل في العلاقة الايجابية مع الجالية في أكثر من محطة على مدار سنوات طويلة، وليست محصورة في زمن الانتخابات، خصوصاً منذ أن بدأ عمله مستشاراً في بلدية مونتريال. وهو كان يحمل القضية الفلسطينية على الدوام. وهو تعرض في خلال هذه الحملة لانتقادات واسعة لنشره صورة له خلفها علم فلسطين وعليها عبارة "إيقاف إبادة أهل غزة". 

وعلى صعيد البرنامج الانتخابي، فإن برنامج السيد سوفيه يلامس حاجات المنطقة، سيما أنه خَبِر المنطقة وحاجاتها منذ زمن طويل حين بدأ عمله مستشاراً في البلدية.

وعلاقته بالجالية على مدار سنوات كانت علاقة تواصل واحترام وإصغاء، وهو كما قال في لقاء لموقع "صدى اونلاين" معه في 31 آب الماضي: "أعتقد أن سجلي كمستشار للبلدية واضح. لقد كنت حاضراً بانتظام في المساجد الثلاثة في منطقتي طوال سنواتي كمستشار - وليس فقط في وقت الانتخابات! إن كوني مسؤولاً منتخباً هو واجب أتعامل معه بجدية، وذلك يحتِّم عليَّ الخروج بنشاط إلى المجتمع للاستماع إلى الناس ومخاوفهم حتى أتمكن من الدفاع عنهم على أفضل وجه".

فلْيكن كلامنا واضحاً هنا. إن من وقف إلى جانبنا طيلة سنوات عمله في الخدمة العامة يتوقع منا أن ندعمه في مثل هذا اليوم، مع أن مواقفه كانت بدافع القناعة والمبدأ، لا المصلحة. ولكنه حين لا يرى منا الدعم فالسؤال الطبيعي هو: ما هي الرسالة التي نريد أن نوصلها إليه سوى رسالة نكران الجميل والخذلان عند الحاجة؟  

إلى جاليتنا الكريمة

يوم غد الإثنين هُبُّوا إلى صناديق الاقتراع لتسجّلوا حضوركم ولو بورقة بيضاء. ولا يؤخّرنكم عن هذا الواجب الوطني أي عذر، ولْنختَر مَن يمثل تطلعاتنا ويتكلم بِاسمنا، مهما كانت النتائج. فالموقف في زمن التحدي ضروري وهو سبيلنا لنعبر عن حضورنا على قاعدة أنا أنتخب إذاً أنا موجود.

 

الكلمات الدالة