د. علي ضاهر
بين جيفارا والسيد الكثير والكثير جدا من القواسم المشتركة لا قدرة لأحد على إنكارها مبغضاً كان أو محباً، إلا لكاره أصيب بالعمى وليس في عيونه نظر. فجيفارا والسيد قمران دون جوانب مظلمة. ملهمان لشعوب بأسرها، يتمتعان بشخصيتين ساحرتين تثير الولاء والحماس وتقرب الناس منهما. يمتلكان جاذبية كبيرة وقوة حضور طاغي وقدرة هائلة على بث الأمل ونفخ الروح والطمأنينة في عروق الجماهير.
بين جيفارا والسيد جملة من القواسم المشتركة لا يمكن إلا الاعتراف بها، مهما كانت ميول الانسان، الا لمن كان أعمى البصر والبصيرة. انهما مناضلان عنيدان، أيقونتان جميلتان تشع منهما الانوار، رغم أنف الناكرين الحاقدين. انهما رمزا نضال أزعجا الإمبراطورية، فتكالبت عليهما وجيشت ضدهما أعوانها وأذنابها فاظهروا لهما العداوة وسعوا، بدفع منها، بكل الطرق للتخلص منهما. قتلتهما الإمبريالية ذاتها، باليد نفسها، يد أعوان متشابهين وأذناب متساوين ووكلاء متجانسين. جيفارا والسيد تحولا الى شهيدين، أدّى استشهادهما الى زيادة تعلق الناس بهما، وكأنهما زجاجتان مملوءتان بشذا الوردِ والنرجسِ انكسرتا ففاح منها عَبَقٌ زكيٌّ ... وانتشر وانتشر.
بين جيفارا والسيد الكثير والكثير جداً من القواسم المشتركة لا ينكرها إلا الأصم والأبكم والذي لا يفقه. فأول وأهم وأنبل أعمالهما: مقارعة الامبراطورية ومقاتلة أدواتها والنيل من أذنابها ووكلائها. ولكن وبالرغم من استشهادهما في سبيل ذلك، فمن المستغرب والمثير للدهشة، ان البعض من دعاة النضال الثوري ومن حملة لواء التحرر من نير الاستعمار ومن منظري الكفاح ضد المحتل ومن المكافحين الأمميين الشرق اوسطيين، ينكرون إسهامات السيد ولا يعترفون الا بإسهامات جيفارا، مع ان إسهامات الأول لا تقل أبداً عن إسهامات الثاني!
"لا كرامة لنبي في وطنه" مقولة تُنسب إلى السيد المسيح. "الكنيسة القريبة لا تشفي" مقولة تُنسب الى العامة. هاتان المقولتان تنطبقان "حفر وتنزيل" على بعض دعاة النضال الثوري الاممي وحملة لواء التحرر ومنظّري الكفاح ضد المحتل، الذين ينظرون الى جيفارا البعيد جغرافيا كرمز للنضال، وهذا جيد ولا غبار عليه لا بل من الواجب، لكنهم، ويا للأسف، لا يرون السيد بنفس الطريقة، وهو الذي تكالبت عليه الامبريالية العالمية وقُطْعانها، بالرغم من انه أقرب إلى هؤلاء المناضلين من عرق الوريد!!!
228 مشاهدة
02 مارس, 2025
227 مشاهدة
27 فبراير, 2025
176 مشاهدة
25 فبراير, 2025