تعرّف مجموعة "montreal4palestine" او مونتريال من اجل فلسطين نفسها بأنّها حركة مجتمعية متعددة الأجيال تقاتل من أجل التحرير الكامل لفلسطين من خلال التوعية والتثقيف، واللافت في هذه المجموعة أنّها تسعى إلى تحقيق هدفها من خلال المثابرة على تنظيم التظاهرات بشكل أسبوعي لدعم فلسطين والسعي إلى استمرارية هذه الأنشطة ومواجهة كل التحديات التي تقف في طريقها.
ومن أبرز هذه التحديات محاولة عدد من المؤسسات الداعمة لإسرائيل تشويه صورة التظاهرات ومحاولة حرف مسارها عبر تزوير الحقائق واستغلال الإعلام في سبيل تحقيق مآربهم.
"موقع "صدى اونلاين" تحدث إلى إحدى الناشطات في مجموعة montreal4palestine واطّلع منها على التطورات التي طالت نضالهم في خدمة فلسطين، والتي تزامنت مع ارتفاع وتيرة محاولات إسكاتهم وثنيهم عن تحركاتهم، ولعل آخرها محاولة احد الاشخاص تشويه صورة التظاهرة وقد نجح المتظاهرون بتوثيق ما جرى بالصوت والصورة.
من هي مجموعة "مونتريال فور بالستاين"؟
"مونتريال فور بالستاين" montreal4palestine هي حركة بدأت في عام 2021، ومنذ انطلاقتها لم تتوقف عن دعم ومناصرة فلسطين، إلاّ أنّه ومنذ انطلاقة عملية طوفان الأقصى لكسر الحصار عن قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول، كثّفت الحركة من أنشطتها والتزمت بتظاهرة واحدة على الأقل أسبوعياً. نحن لسنا حركة طلابية، نحن حركة شارع بدأنا من الصفر كنّا وحدنا، مجموعة من الشباب والشابات بدأنا بفكرة أنّ الناس يجب أن تعرف المزيد عن فلسطين هنا في شوارع مونتريال. وبعدها بات هناك "أوتاوا فور بالستاين" و "تورنتو فور بالستاين" ونحن نطمح لأن نصبح حركة وطنية متواجدة في كل مكان في كندا.
منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 كل يوم أحد وبشكل أسبوعي ننظّم مظاهرة في الشارع من أجل رفع مستوى الوعي حول ما يجري من انتهاكات وابادة جماعية في فلسطين، وأيضا رفع مستوى الوعي لدى الناس التي تشارك معنا حول تواطؤ الحكومة الكندية في هذه الإبادة الجماعية. معظم الناس في الشارع باتت تعرف أكثر عن فلسطين، لكنّنا نعي جيّداً أنّ هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن علينا القيام به. هناك فئات مجتمعية مختلفة تشارك معنا في هذه التظاهرات صغار وكبار وعائلات مسلمين وغير مسلمين. كما أنّنا نحن نحرص دائما على حماية السلامة الشخصية للمشاركين خلال التحركات في الشارع.
أبرز التحديات التي واجهتها مجموعتكم وهل اختلف شكل هذه التحديات منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟
نحن ومنذ انطلاقتنا هناك العديد من الناس الذين يحاولون التشهير بنا عبر الانترنت من خلال نشر معلوماتنا الشخصية بهدف التضييق علينا، الأمر الذي أدى إلى فقدان عدد من المشاركين والناشطين معنا عملهم. وهناك أكثر من منظمة سعت للحصول على أمر قضائي ضدنا كي تمنعنا من التواجد في مناطق معيّنة. كما أنّنا وثّقنا محاولات تشويه صورتنا تارة من خلال إشراك اسم مجموعتنا في تظاهرات لاقت ردود فعل سلبية لما تخللها من أعمال عنف، وتارة أخرى من خلال دس متظاهرين يدّعون أنّهم يتعرضون للتعنيف من المتظاهرين، وهو ما عملنا على توثيقه من خلال فيديو قمنا بإرساله إليكم في موقع "صدى أونلاين".
في هذا السياق، قيل إنّكم شاركتم في التظاهرة التي لاقت ردود فعل سياسية شاجبه ومنددة والتي تم تنظيمها يوم الجمعة الموافق العشرين من تشرين الثاني-نوفمبر احتجاجًا على استضافة مونتريال الدورة السنوية الـ70 للجمعية البرلمانية للـ’’ناتو‘‘ من 22 إلى 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري وعلى عضوية كندا في الحلف، لماذا برأيك تم زجّكم في هذه الاحتجاجات؟
أريد أن أوضح أنّ لا علاقة لنا لا من قريب ولا من بعيد بالتظاهرة التي نظمت يوم الجمعة، وأضيف إلى ذلك أنه لم يكن لدينا أي علم بتنظيمها أساسًا، أخذنا علم بها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عندما شاهدنا الفيديوهات المصورة التي نشرت، فنحن "مونتريال فور بالستاين" لسنا منظمّين ولا نعرف شيئا عن الموضوع، وما أعتقده هو أنّ الناس ظنّت أنّنا المنظمين لأننا بتنا معروفين على الساحة بعملنا على تنظيم التظاهرات. وأريد أن أوضح أننا لا نعلم من هي الجهات المنظمة للتظاهرة ضد الناتو، ولكنّنا أدركنا أن المنظمين لها لم يتواصلوا مع الجالية أو المؤسسات الفلسطينية أو العربية والاسلامية، ومعظم ما جرى في ذلك اليوم لا يمكن ربطه بالناشطين الفلسطينيين، بل كانت مبادرة أطلقتها الجهات المنظمة وحدها ومن دون التشاور مع أحد.
هل تؤيدون هذا النوع من التظاهرات وهل أثرت سلبًا عليكم بعد تنظيمها خاصة أنّنا شهدنا ردود فعل سياسية واسعة من قبل السياسيين في كندا، وكأنّهم وجدوا ذريعة للتنديد بالتظاهرات المؤيدة لفلسطين والرافضة لحرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل منذ أكثر من عام؟
نحن لسنا مع أو ضد هذه التظاهرة، هناك ممارسات حدثت كان من الممكن أو تكون مختلفة، ولكن كنّا فقط نريد أن نوضح أنّنا لم ننظّم التظاهرة ولم نكن حتى متواجدين في ذلك اليوم. نحن نؤمن بأهمية التظاهر كحق يجب استخدامه لتحقيق أهدافنا والدفاع عن مطالبنا. ما أعرفه أن الهدف الذي من أجله تم تنظيم التظاهرة هو اجتماع حلف الناتو الذي تم عقده في مونتريال والذي يدعم الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين. نحن في "مونتريال فور بالستاين" نعتمد أكثر من طريقة للتغيير لكن هذا التغيير يجب أن يأتي بالتظاهر والضغط على الحكومة الكندية كما يجب أن يأتي أيضًا بالانتخابات والتصويت. وبعد 14 شهر من الاعتداءات المتواصلة على قطاع غزة عملنا على تغيير آراء الشارع وأوصلنا إلى الناس معلومات حول فلسطين وضغطنا على الحكومة ولكن التغيير الذي نطمح إليه لم نحققه بعد. وللأسف من خلال رصدنا لردود فعل السياسيين الكنديين تجاه التظاهرة التي تم تنظيمها يوم الجمعة الماضية، أستطيع أن أقول أنها كانت سلبية وشوهت النظرة العامة عن التحركات للأسف.
ماذا عن الفيديو الذي نجحتم بتوثيقه ويظهر محاولة احد الاشخاص المؤيدين لاسرائيل الادعاء بأنكم اعتديتم عليه في إطار سعيه لتشويه تحركاتكم؟
يوم الأحد الماضي كالعادة كنّا نتظاهر، وكانت التظاهرة الأولى بعد تظاهرة يوم الجمعة ضد الناتو، حينها كنّا بدأنا التحرك من منطقة سكوير فيليبس في ماكجيل عائدين إلى سان كاثرين أمام السفارة الأميركية وخلال مرورنا كان هناك رجل مع عائلته، كان حينها يرتدي قبعة، ثم قام بإزالتها ليظهر للمتظاهرين أنه يرتدي تحتها قلنسوة، ظنًا منه أنه كذلك سيستفزهم، وطبعا هذا الموضوع لم يستفزنا لأنّ عددًا من اليهود الداعمين لفلسطين يشاركوا معنا بشكل دائم في التظاهرات.
توقف الرجل إلى جانب تظاهرتنا ونحن بالفيديو وثقنا أننا مررنا بشكل طبيعي بجانبه لم يقترب منه أحد، ثم بدأ بالتصوير، واللافت أنه قال شيء لابنته الصغيرة فبدأت فورا بالبكاء، علمًا أنّها كانت تضحك قبل أن يكلمها، ثم ظل يصوّر ويستفز الناس حتى وصلت الشرطة وسألته لماذا تفعل ذلك، وطلبت منه المغادرة.
كما عمد الرجل إلى اجراء لقاء صحفي مع سي بي سي وبدأ يقول إنها المرة الأولى التي يزور فيها قلب مدينة مونتريال مع عائلته ليقوم بالتسوق، وفوجئ بوجودنا.
اللافت أننا اكتشفنا لاحقا أنه عضو في كنيس كان قد رفع علينا دعوة ومنعنا من التظاهر قربه، وبالتالي ما أريد أن أوضحه هو أنّه يعرفنا جيدًا، هو لم يفاجئ بوجودنا كما قال للصحافة بل كان يخطط لذلك، نحن نتواجد في الشارع كل أسبوع. كان يتقصد أن يستفز الناس ويصور كل الكلام الذي قاله والذي هو كذب، حتى أنّه ادعى في مقابلة مع السي بي سي إن هذه التظاهرة هي ضد الناتو وأنّه سمع صراخًا وتكسيرًا ونحن تظاهرتنا كانت يوم الأحد والتظاهرة ضد الناتو كانت يوم الجمعة، وعمد إلى الادعاء بأنّه ضحية معاداة السامية.
هل تظنون أنّها محاولة فردية أو أنّ هناك جهات تغذيها؟
هي ليست محاولة فردية، نحن حتى الآن ممنوعون من التظاهر في أكثر من 12 منطقة، يجب أن نكون بعيدين عنها مسافة 15 متر كناشطين في مجموعة "مونتريال فور بالستاين". نعلم أنّ هذه المحاولة خلفها احد المراكز الصهيونية المعروفة برصدها لكل الناشطين والتشهير بهم. هو وراء كل هذه الممارسات. ونعلم أن هذه القرارات القضائية ستستكمل من قبل هذه المراكز بقرارات أخرى، لكن لن يوقفنا شيء.
برأيك ما قيل إنه ممارسة للعنف في تظاهرة يوم الجمعة فتحت الباب للسياسيين من أجل استهدافكم كناشطين مؤيدين لفلسطين بتصاريح سياسية على غرار ما شاهدناه الأسبوع الماضي، وهل سيؤثر على صورة تحركاتكم في المرحلة المقبلة برأيك؟
بعد أربعة عشر شهراً من التظاهرات ووجود الشرطة معنا أستطيع القول إنهم ملّوا من وجودنا في الشارع ومن تنظيمنا الأسبوعي للتظاهرات، وهذا ليس شيئًا جديدًا أن يأتي سياسي ويهاجمنا أو يشوه صورتنا. لقد حدث ذلك أكثر من مرة، ومعاداة السامية بات مصطلحا يستطيعون استخدامه ورميه كاتهام من دون معرفة حتى أساسيات وحقيقة ما يجري وقد حدث ذلك سابقاً وسيحدث دائمًا.
وهذه المحاولات هي ردة فعل على التحركات الرافضة للابادة الجماعية وإرضاءً للجالية التي تمسك زمام الأمور في البلاد، ولا تريد أن ترى الناس في الشارع يتحركون لنصرة فلسطين.
ومن المهم جدا أيضا الإشارة إلى أهمية الاعلام الذي يلعب دورا كبيرا في تصدير قصتنا ورأيناه من خلال المقابلة التي قام بها الشخص الذي قام بالاستفزاز وزوّر الحقائق ،فالاعلام يلعب دورا كبيرا في نشر المعلومات.
لأي مدى هذه التظاهرات الأسبوعية أكسبتكم خبرة في تنظيم الاحتجاجات ومنع استغلالها في شعارات عديدة أبرزها معاداة السامية؟
نحن منذ عام 2021 موجودون في الشارع، ننظّم تظاهرات وقد قمنا بالفعل بتنظيم واحدة من أكبر التظاهرات شارك فيها حوال 100 ألف شخص، وشهدت بعض التظاهرات وجود 20 ألف شخص. من خلال هذه المسيرات تعلمنا التعاطي مع الشرطة وغيرها وبتنا نمتلك خبرة في هذا المجال و نعرف حقوقنا وواجباتنا والشرطة باتت تعرفنا سيما اننا نراهم في كل أسبوع.
اعتدنا على العمل مع الشرطة ، وبالنسبة لنا أهم شيء لمن يريد أن ينظم تظاهرات في الشارع أن يعرف حقوقه كشخص يمتلك حق التظاهر وبالتالي ليس من الضروري أن يتم أخذ إذن للقيام بتظاهرة وهذا شيء ربما لا يعرفه الكثيرون وهذا حق يجب أن نمارسه.
بالحديث عن الشرطة، هل مواكبتها لكم في التظاهرات ثابتة، أو واجهتم بعض التضييقات، وماذا عن حجم المشاركة من قبل الجاليات والمؤيدين لفلسطين؟
تعامل الشرطة خلال فترة تظاهراتنا الأسبوعية لم يتغيّر كثيراً. نحن بعد تظاهرة الناتو قمنا بتظاهرة واحدة كـ"مونتريال فور بالستاين" لم نلحظ تغيّر في التعامل. فهم منذ فترة يقومون بالتضييق علينا، يمنعوننا من المرور في شوارع معيّنة. أمّا على مستوى المشاركة الجماهيرية، للأسف أقول أنّه بعد 14 شهراً، اعداد المشاركين أًضحت أقل، خاصة من الجاليات العربية المسلمة، وعلى مستوى الجالية اللبنانية فقد خرجت مرة أو مرتين بأعداد كبيرة بالتزامن مع الحرب الاسرائيلية على لبنان، إلا أنّه سرعان ما بدأ العدد يقلّ، وأعتقد أن السبب هو اعتقادهم أنّ وجودنا في الشارع لن يحدث فرقًا.
وهنا أريد أن أوجه رسالتي الأخيرة إلى الجالية، وأقول إنّ مشاركتنا في هذه التظاهرات ليست فقط واجبا، فأن نكون في الشارع ونوصل صوت فلسطين إلى الناس والعالم، هذا بحد ذاته امتياز يجب أن نستخدمه، وهو غير موجود في البلاد العربية. التظاهر لنصرة فلسطين واجب إسلامي عربي وإنساني.
بالنسبة لي إن كان وجودنا في الشارع يؤدي فقط إلى مضايقة الداعمين لاسرائيل فهذا يكفينا، وإذا كان وجودنا قد ساهم بتغيير رأي شخص واحد في كل تظاهرة فهذا يكفينا. نحن نعلم أنّنا اذا بقينا في المنزل ساكنين، فإنّنا لن نغير شيء. لأنّ وجودنا في الشارع فقط هو من يشكل التغيير. وبالنسبة لنا أيضا فإنّ الشعور الأجمل هو عندما يتابعنا الفلسطينيون، ويتحدثون إلينا ويسألوننا ما الذي يجرى معكم، ويطمئنون علينا.
في هذا الوقت يجب أن نكمل عملنا عن فلسطين ونتحدث عنها ونعرّف الناس عمّا يجري، والأهم أن نكون جزءا من عملية التحرير التي نعتقد إنّها انطلقت.
82 مشاهدة
19 ديسمبر, 2024
280 مشاهدة
09 ديسمبر, 2024
224 مشاهدة
05 ديسمبر, 2024