Sadaonline

جمالُ اللهِ الملائكيّ

على القلوب أن تتحلّى بالصّبر، والمؤمنين أن يتسلّحوا بالدّعاء

أبو تراب كرّار العاملي ـ مونتريال

هل هكذا إذاً؟
هل أُنْزِلَ الجثمان تحت التّراب؟
هل فعلاً مضى سماحة الأمين على الأرواح والعيال والأرض والوطن؟
هل وُورِيَ "الغالي" في الثّرى؟
هل صحيح أنّه لن يطلّ علينا مرّةً أخرى؟
ألن يُلقي مجدّداً محاضرات رمضانيّة؟
ماذا عن كلماته في ليالي القدر؟
وكيف سيكون الحال في أيّام القدس في أواخر أيّام الجمعة في شهر رمضان المبارك؟
وَبِمَن يمكن أن تجدّد النّفوس شحن طاقاتها في مناسبات إحياءات الشّهداء القادة الأبرار؟
وماذا فيما يتعلّق بإطلالاته لإحياء ذكرى التّحرير "الأيّاريّة" ونظيرتها في شهر آب؟
وَهل لن يعاود الخروج على المُحِبّين ليرسم لهم معالم المراحل اللّاحقة ويُحْسِن تصويب البوصلة بسهامها المختلفة من سياسيّة ودينيّة مروراً بالاجتماعيّة وليس انتهاءً بالجهاديّة؟
وَمِمَّن سيحصل العقلاء على حيثيّات المعادلات العابرة للحدود والّتي ترسم مشاهد أمور العباد بكلّ تعقّلٍ وحكمةٍ بعيداً عن منطق أهل الدّنيا وذوي المصالح الفانية؟
ولا تنسوا ليالي الإحياءات العاشورائيّة والمواعظ الحسينيّة والإرشادات الزّينبيّة... فَبِمَنْ مِن الممكن أن تستأنس آذان المُخْلِصين؟
أمّا في يوم العاشر، يوم جدّه والأخيار معه، فَمِنْ أيّ فمٍ مبارك يمكن استقبال المواقف المُشَرِّفة الدّاعِمة لمستضعفي الأرض والمُناوِئة لأعداء الله أمام "بحر من الأمواج البشريّة" في مسيرةٍ حاشدةٍ نوعيّةٍ مُمَيَّزة؟
أكثر من ثلاثين عاما، كم مرّ من الأجيال؟ كم جيل احتكّ به؟ كم هو العدد الّذي كان ينتظره ويترقّب إطلالاته ويتحيّن الفرص للاستفادة من إرشاداته وحسم المواقف استناداً لتعليماته وبناءً على توجيهاته؟
على القلوب أن تتحلّى بالصّبر، والمؤمنين أن يتسلّحوا بالدّعاء، والمُخلِصين أن يستعينوا بالتّحمّل والشّرفاء أن لا يحيدوا عن الطّريق رغم عمق المصاب وألم الفرقة.
ومن يوم شهادته... إلى الملتقى:صبرٌ... ودعاء

[وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون]

* الصورة من المصور نبيل اسماعيل