صدى اونلاين ـ مونتريال
اكد رئيس المنتدى الإسلامي الكندي الأستاذ سامر المجذوب في حديث الى صدى اونلاين ان "هناك شعور بالتهميش ، والإقصاء و الاستهداف ، وارتفاع وتيرة الإسلاموفوبيا". لكنه اكد ان " الحل لا يكون بالتراجع، بل بالمشاركة النشطة لتغيير الصورة النمطية وتعزيز حضور الجالية كمكوّن وطني فاعل. و ان الجالية لا تقبل ان يتم التعامل معها بدونية و عدم احترام و تقدير". واشار المجذوب الى انه " من الضروري أن تكون هناك جهود منسقة لرفع الوعي، وتشجيع التصويت الجَماعي، ومطالبة المرشحين بالتفاعل الجاد مع قضايا الجالية، خصوصًا ما يتعلق بالإسلاموفوبيا، والحقوق المدنية، والسياسة الخارجية العادلة". وشدد في حديثه على ان " الاندماج الإيجابي لا يعني الذوبان أو التنازل عن الهوية، بل هو مشاركة فعالة مبنية على الثقة بالنفس والانفتاح".
وأكد على ان " المشاركة في التصويت والتفاعل ليست ترفاً بل واجباً مدنياً وأخلاقياً لصناعة القرار"
كما لفت المجذوب الى "أن المنتدى يعمل بتنسيق كامل مع مؤسسات لطاولة الاستشارية للجالية المسلمة في كيبيك ، التي كانت قد شكّلت منذ أواخر العام الماضي لجنة عمل لصياغة "وثيقة تحت عنوان هموم الجالية في كيبيك وكندا" " هذه الوثيقة تضمّنت أبرز القضايا التي تؤرق الجالية، وتم إرسالها إلى جميع قيادات الأحزاب الفيدرالية المتنافسة، في خطوة جادة لإدراج هذه القضايا ضمن النقاش الوطني".
المجذوب في حديثه لموقعنا اذ شدد على ان "صوتكم هو قوتكم"، دعا الى ان " لا تسمحوا للإحباط أو الخوف أن يعزل دوركم. واعتبر انه " بالمشاركة نُغيّر، وبالوعي نصنع القرار. كندا تتسع للجميع، فلنكن فيها شركاء حقيقيين لا متفرجين".
بدايةً، أستاذ سامر كيف ترى المشهد السياسي في كندا اليوم، خاصة مع اقتراب الانتخابات الفيدرالية خلال الأيام القليلة القادمة ؟
المشهد السياسي الكندي يتسم بالكثير من الضبابية. استطلاعات الرأي لا تُظهر طرفًا حاسماً، ما يخلق حالة من الترقب وربما الإحباط بين الناخبين، بما فيهم الجالية . وهذا يطرح تساؤلات جادة حول موقع هذه الجالية ودورها في المرحلة القادمة.
ما أبرز التحديات التي تواجه الجالية في هذا السياق؟
التحديات تتراوح بين الشعور بالتهميش ، والإقصاء و الاستهداف ، وارتفاع وتيرة الإسلاموفوبيا. على الرغم من مساهمات أبناء الجالية في تطوير المجتمع الكندي على أصعدة و مجالات مختلفة ، إلا أن هناك شعورًا بعدم التمثيل الكافي. هذه العوامل قد تدفع البعض للعزوف عن المشاركة السياسية، ظنًا أن أصواتهم لن تحدث فرقًا.
في ظل هذا الواقع، هل ترى أن هناك فرصة حقيقية للتأثير السياسي من قبل الجالية؟
نعم، بالتأكيد. الانتخابات الفيدرالية تمثل فرصة لها أهميتها للجالية لتأكيد وجودها والمطالبة المساومة بحقوقها. التصويت هو وسيلة حضارية وفعالة للتأثير، ولا يتعلق فقط بالواجب المدني، بل أيضًا بصناعة المستقبل وتغيير الواقع عبر أدوات ديمقراطية.
الإسلاموفوبيا من القضايا المتكررة التي تواجه الجالية. كيف تؤثر هذه الظاهرة على المشاركة السياسية؟
الإسلاموفوبيا ليست مجرد خطابات كراهية، بل هي تهديد مباشر للشعور بالانتماء والأمان. هذا الواقع يُثني البعض عن الانخراط السياسي خوفًا من الاستهداف أو التهميش. لكن الحل لا يكون بالتراجع، بل بالمشاركة النشطة لتغيير الصورة النمطية وتعزيز حضور الجالية كمكوّن وطني فاعل. و ان الجالية لا تقبل ان يتم التعامل معها بدونية و عدم احترام و تقدير .
هل تملك الجالية ثقلاً انتخابيًا فعليًا في بعض الدوائر الكندية؟
بلا شك. في العديد من الدوائر، تُعد أصوات الجالية حاسمة. وهذا يجعل من الضروري أن تكون هناك جهود منسقة لرفع الوعي، وتشجيع التصويت الجَماعي، ومطالبة المرشحين بالتفاعل الجاد مع قضايا الجالية، خصوصًا ما يتعلق بالإسلاموفوبيا، والحقوق المدنية، والسياسة الخارجية العادلة.
في هذا الإطار، ما أهمية دور الشباب في التفاعل الإيجابي مع المجتمع الكندي والمساهمة في صناعة الوعي والقرار السياسي؟
الشباب هم العنصر الأهم في بناء مستقبل الجالية. لديهم طاقات، ووعي متقدم، وارتباط كبير بمفاهيم العدالة والمساواة. انخراطهم في السياسة، والعمل المجتمعي، والتواصل مع المؤسسات، أمر ضروري ليس فقط لحماية حقوقهم، بل أيضًا لبناء كندا أكثر عدلاً وشمولاً. نحتاج لأن نراهم يترشحون، يقودون المبادرات، ويكونون في قلب المشهد السياسي، لا على هامشه.
في ظل ما تحدّثت عنه من تحديات وفرص، كيف تقيّم أهمية الاندماج الإيجابي للجالية في المجتمع الكندي، سواء من خلال التفاعل اليومي، أو التواجد الفاعل في المجالات المجتمعية، السياسية، الثقافية والاقتصادية؟
الاندماج الإيجابي لا يعني الذوبان أو التنازل عن الهوية، بل هو مشاركة فعالة مبنية على الثقة بالنفس والانفتاح. حين تتواجد الجالية في المؤسسات، وتبادر في الفعل الثقافي والاقتصادي، وتُعبّر عن نفسها سياسيًا، فهي بذلك تُسهم في بناء الوطن وتحمي نفسها من التهميش. المشاركة ليست ترفًا، بل ضرورة، وهي الطريقة الأنجع لتثبيت الحقوق وتحقيق العدالة وبناء جيل يشعر بالانتماء والقدرة على التغيير.
لا يمكننا تجاهل الدور الذي يلعبه المنتدى الإسلامي الكندي خصوصًا في فترة الانتخابات القادمة. ما رأيك في جهود المنتدى، وكيف ترى مساهمته في رفع وعي الجالية وتعزيز المشاركة السياسية؟
المنتدى الإسلامي الكندي و منذ تأسيسه عام ١٩٩٤ يؤدي دورًا محوريًا ومهمًا في هذه المرحلة الحساسة. من خلال رؤيته الواضحة وأهدافه التي تركز على نشر الوعي والتشجيع على الاندماج المدني الإيجابي، يقدم المنتدى نموذجًا عمليًا لكيفية الانتقال من التنظير إلى الفعل.
في الفترة الحالية، أنشأ المنتدى لجنة عمل خاصة من الإخوة والأخوات من مختلف التخصصات، تعمل بشكل متواصل لدعم الجالية من خلال نشر الوعي و إقامة الفعاليات و خصوصا للشباب حول أهمية المشاركة في العملية الانتخابية في كافة نواحيها .
كما أن المنتدى يعمل بتنسيق كامل مع مؤسسات لطاولة الاستشارية للجالية المسلمة في كيبيك ، التي كانت قد شكّلت منذ أواخر العام الماضي لجنة عمل لصياغة "وثيقة تحت عنوان هموم الجالية في كيبيك وكندا"هذه الوثيقة تضمّنت أبرز القضايا التي تؤرق الجالية، وتم إرسالها إلى جميع قيادات الأحزاب الفيدرالية المتنافسة، في خطوة جادة لإدراج هذه القضايا ضمن النقاش الوطني.
هذا النوع من العمل المؤسساتي المنظم يعكس نضوجًا في العمل المجتمعي والسياسي للجالية، ويُعد من أرقى أشكال المشاركة، حيث لا يُكتفى بالتصويت فقط، بل يُسهم في رسم السياسات وصياغة الأولويات الوطنية.
ما الذي يجب فعله لتعزيز حضور الجالية في الانتخابات القادمة؟
نحتاج إلى رفع الوعي المدني والسياسي، وتشجيع الناس على التفاعل مع المرشحين، وطرح القضايا الحساسة مثل فلسطين، مأساة غزة، الإسلاموفوبيا، والتمييز. الأهم من ذلك، دعم شباب الجالية في دخول المجال السياسي وبناء كتل ضغط فعالة داخل الأحزاب.
كلمة أخيرة توجهها للجالية مع اقتراب موعد الانتخابات؟
صوتكم هو قوتكم. لا تسمحوا للإحباط أو الخوف أن يعزل دوركم. بالمشاركة نُغيّر، وبالوعي نصنع القرار. كندا تتسع للجميع، فلنكن فيها شركاء حقيقيين لا متفرجين.
ولا يفوتني أن أُشيد بالدور التوعوي البارز الذي تضطلع به صدى أونلاين، وهيئة تحريرها، وكامل طاقم العمل فيها، لما يبذلونه من جهود حثيثة في إنتاج وتقديم محتوى إعلامي رصين وهادف. وقد ساهم التنوّع الملحوظ في أدوات ووسائل إيصال المعلومة، والذي اعتمدته المنصة في الآونة الأخيرة، في تعزيز حضورها الإعلامي وتوسيع دائرة انتشارها، بما يتيح وصول المعلومة والخبر إلى جمهور أوسع، وبأسلوب سلس يركّز على جوهر المحتوى ويواكب متطلبات المتلقي المعاصر.
الشكر لكم، وآمل أن نرى مشاركة قوية وواعية تعكس طموحات الجالية.
140 مشاهدة
23 أبريل, 2025
204 مشاهدة
22 أبريل, 2025
295 مشاهدة
15 أبريل, 2025