يواجه كبار القادة العسكريين الكنديين ضغوطًا متجددة بسبب التطرف اليميني في صفوفهم، عقب الكشف المفاجئ عن مشاركة جنود في مجموعة سرية على فيسبوك تُدعى "مافيا بلو هاكل"، يُزعم أنها مليئة بمحتوى عنصري ومعادٍ للسامية وكاره للنساء ورهاب المثلية.
أطلق الجيش الكندي تحقيقًا تأديبيًا وجنائيًا، في حين أن كشف المجموعة يثير قلقًا دوليًا بشأن كيفية تعامل المؤسسات العسكرية في الدول الديمقراطية مع التطرف الداخلي.
كتب قائد الجيش، الفريق مايكل رايت، في رسالة حصلت عليها هيئة الإذاعة الكندية: "أشعر بالاشمئزاز من محتوى بعض المنشورات. هذا النوع من السلوك بغيض وخطير، ويقوض كل ما نؤمن به".
أعادت الشرطة العسكرية، التي أحالت الأمر في البداية إلى تحقيق على مستوى الوحدة، فتح تحقيق كامل في 27 يونيو/حزيران. وقال مكتب قائد القوات الكندية إن التحقيق الجديد لا يزال مستمرًا.
لكن الخبراء يقولون إن هذه ليست مجرد مسألة تأديبية، بل هي فشل استراتيجي ذو عواقب وطنية وعالمية.
إن مشكلة التطرف المتنامية داخل القوات المسلحة لا تهدد التماسك الداخلي فحسب، بل قد تقوض العمليات المشتركة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والثقة بين الدول.
قالت ليا ويست، المحللة الدفاعية، والعضوة السابقة في القوات الكندية وأستاذة في جامعة كارلتون: "عندما يتعرض الجنود الذين دربتهم الدولة لأيديولوجيات متطرفة، فهذه ليست مشكلة كندية فحسب، بل هي قضية أمنية تتعلق بحلف شمال الأطلسي".
ويدعم التاريخ الحديث هذا القلق. فقد حُكم على جندي الاحتياط الكندي السابق، باتريك ماثيوز، بالسجن تسع سنوات في سجن فيدرالي أمريكي لدوره في مؤامرة نازية جديدة لإشعال حرب عرقية.
وحذر تقرير استخباراتي كندي صدر عام 2021 من أن "جماعات التفوق الأبيض تسعى بنشاط إلى استقطاب أفراد مدربين عسكريًا"، مضيفًا أن بعض المتطرفين يلتحقون بالجماعات خصيصًا لاكتساب مهارات تكتيكية وخبرة في الأسلحة.
لم يتم اكتشاف جماعة "مافيا بلو هاكل" من خلال مراقبة عالية المستوى أو تدقيق داخلي. أُبلغ عن ذلك من خلال شكاوى غير رسمية، مما يشير إلى أن الضمانات القائمة فشلت في الكشف عن التهديد واعتراضه مبكرًا.
وصفت لجنة استشارية عسكرية عام ٢٠٢٢ استجابة كندا للتطرف بأنها "منعزلة وغير فعّالة"، وحثّت على تسريع تنسيق الاستخبارات والرصد الاستباقي.
واجهت وزارة الدفاع انتقادات لسنوات لتقليصها من شأن التطرف، لا سيما في وحدات الاحتياط الريفية وعمليات الانتشار النائية حيث تكون الرقابة أضعف.
* الصورة من موقع freepik لأغراض توضيحية فقط
18 مشاهدة
06 يوليو, 2025
136 مشاهدة
05 يوليو, 2025
74 مشاهدة
05 يوليو, 2025