إعداد : غسان عجروش

المغتربون وحزب الليبرال، ارتبطت علاقتهما ببعض علاقة الاسم الليبرالي الحر والعلم الكندي والاعتدال. إنها ليست علاقة حزب فحسب،  إنما علاقة كندا الدولة والطامحين الى الحرية وفرص الحياة والمستقبل . ما تخلى المهاجرون عن الحزب الليبرالي ولو تخلى عنهم وعن قضاياهم كما فعل جوستان ترودو. ولو أردنا كجاليات عربية وإسلامية معاقبة "ترودو" وحزبه سنعاقب أنفسنا لان التصويت الى حزب آخر هو إعطاء حزب المحافظين الأكثر تشددا وعنصرية فرصة الفوز بالانتخابات . وهذا ما لا نريده. 
حسنا فعل زعيم حزب الليبرال ورئيس الوزراء السابق جوستان ترودو بتقديم استقالته ، بعد ان أسقطته الاعتراضات والاستقالات المتوالية داخل حزبه قبل أن تسقطه الإرادة الشعبية في صناديق الاقتراع. 
تسلم مارك كارني تلقائيا رئاسة الوزراء بعد فوزه بنسبة التأييد داخل حزب الليبرال ، إذ يسمح  الدستور الكندي بهكذا تحول حين الاستقالة ، على أن يأخذ موافقة الحاكم العام (الحاكمة)  قبل جلسة البرلمان،  لئلا تفقد الحكومة الثقة اذا حجب عنها باقي الأحزاب .  
إذا "كارني" الآتي من عالم الاقتصاد والمال رئيسا للوزراء بسلطات محدودة. استطاع الزعيم الليبرالي الجديد ان يعيد حزبه الى حلبة المنافسة بل كسب نقاط مهمة في نتائج استطلاعات الرأي متفوقا على حزب المحافظين لأول مرة .
لم تتضح بعد سياسة "مارك كارني " حول المهاجرين وحول السياسة الخارجية لا سيما في الصراع القائم في الشرق الأوسط ( جبهتي غزة ولبنان) حيث أنه قليل الكلام بهذا الشأن بل أن اللوبي اليهودي يطالبه بتوضيح مواقفه أكثر خصوصا بعد معارضته مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخطة تهجير الفلسطينيين من غزة ونقلهم الى دول أخرى . هو من أنصار وقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية الى غزة واحترام مشروع حل الدولتين ( فلسطينية- إسرائيلية) .
في آخر استطلاع أجرته شبكة "سي تي في"  CTV وجريدة "غلوب اند ميل" تبين أن الكنديين يثقون ب "مارك كارني" لتنفيذ الوعود الانتخابية أكثر من منافسه بنسبة ٤٨% مقابل ٢٧% لبولييفر فقط. والاستفتاء نفسه أعطى كارني نسبة  ٤٩%  كأفضل رئيس وزراء عن منافسه رئيس حزب المحافظين الذي حصد ٣٣% . 
فيما يلي أبرز الوعود الانتخابية التي ينوي حزب الليبرال تحقيقها:  
الضرائب: 
يَعِد الليبراليون بخفض أدنى نسبة ضريبية على الدخل بنسبة 1%. سيوفر هذا للأسرة ذات الدخل المزدوج ما يصل إلى 825 دولارًا سنويًا.
الإسكان : 
يتعهد الليبراليون ببناء ما يقارب 500,000 منزل سنويًا، وإنشاء هيئة جديدة للإشراف على بناء المساكن بأسعار معقولة.
كما يعدون بإلغاء ضريبة السلع والخدمات على مشتري المنازل لأول مرة، ممن تبلغ قيمة منازلهم مليون دولار أو أقل، مما يوفر لهم ما يصل إلى 50,000 دولار.
الدفاع : 
وعد الليبراليون بزيادة الإنفاق الدفاعي الكندي للوصول إلى هدف حلف شمال الأطلسي (الناتو) البالغ 2% بحلول عام 2030. كما وعدوا بزيادة رواتب أفراد القوات المسلحة في محاولة لتعزيز جهود التجنيد، وتوسيع الوجود الكندي في القطب الشمالي.
الصناعة : 
سيُنشئ الليبراليون صندوقًا بقيمة ملياري دولار لدعم قطاع السيارات.
كما سيُعفي الحزب من فترة الانتظار لمدة أسبوع للحصول على تأمين العمل لمن يفقدون وظائفهم بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية، ويسمح مؤقتًا للشركات الكندية بتأجيل ضريبة الدخل، بالإضافة إلى مدفوعات ضريبة السلع والخدمات (GST) وضريبة المبيعات المنسقة (HST)
الاقتصاد : 
يقول "مارك كارني"، زعيم الحزب الليبرالي، إن الحزب سيعمل على تنويع التجارة الكندية. وأن حكومته ستستثمر أيضًا 5 مليارات دولار في صندوق جديد لبناء البنية التحتية التي من شأنها أن تساعد على تشجيع التجارة  وخلق فرص العمل.
يجدر الإشارة أن حزب الليبرال لم يأت على ذكر القطاع الصحي في وعوده الانتخابية ،  الذي يعاني من ازمة على مستوى المحافظات كافة .

* الصورة من صفحة كارني على موقع اكس