Sadaonline

للمرة الأولى: التحضير لرفع العلم الفلسطيني في بلدية تورونتو بمناسبة يوم استقلال فلسطين

طوال السنوات الماضية، رفضت البلدية طلبات متكررة من مؤسسات وجمعيات محلية لرفع العلم الفلسطيني

تستعد بلدية تورونتو لرفع العلم الفلسطيني للمرة الأولى يوم الاثنين المقبل، بمناسبة يوم استقلال دولة فلسطين، وذلك بعد أن كانت ترفض لسنوات الطلبات المتكررة لإقامة هذه المبادرة.

ويأتي القرار عقب إعلان كندا في سبتمبر الماضي اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة منسّقة دوليًا تهدف إلى دعم حلّ الدولتين، بحسب ما أكّده رئيس الوزراء الكندي مارك كارني خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

بلدية تورونتو ترفع عشرات الأعلام سنويًا، بلغ عددها عام 2024 أكثر من 60 علمًا، تشمل أعلام دول وأخرى لقضايا اجتماعية ورياضية مثل «إنهاء شلل الأطفال» و«علم التحرر الأسود».
لكن طوال السنوات الماضية، رفضت البلدية طلبات متكررة من مؤسسات وجمعيات محلية لرفع العلم الفلسطيني، كان آخرها العام الماضي عندما تقدّم أكثر من 20 تنظيمًا بطلبٍ لإحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 تشرين الثاني (نوفمبر)، وقوبل بالرفض حينها لأن «كندا لا تعترف بفلسطين كدولة»، وفق ما ورد في ردّ رسمي من البلدية.

ومع تغيير الموقف الكندي، وافقت البلدية هذا العام على الطلب الذي تقدّم به المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين (ICJP)، حيث سيُقام احتفال رسمي بهذه المناسبة.
وقال المحامي شاين مارتينيز من ICJP كندا إنّ رفع العلم «يرمز إلى صمود الشعب الفلسطيني، ويعبّر عن تضامن عميق مع الفلسطينيين في كل مكان»، مضيفًا أنّه «يوجه رسالة واضحة إلى الفلسطينيين في تورونتو والعالم بأنّ حقهم في تقرير المصير والدولة الحرة محلّ دعم دائم».

من جانبها، أوضحت المتحدثة باسم بلدية تورونتو إيمان بوسعيد أنّ رفع أعلام الدول لا يعني تبنّي مواقفها السياسية، مشيرة إلى أن «البلدية ترفع أعلام الدول التي تعترف بها الحكومة الكندية في مناسباتها الوطنية فقط، وذلك احترامًا لأبناء الجالية».

أما رئيسة بلدية تورونتو أوليفيا تشاو، فأعلنت أنها لن تحضر مراسم رفع العلم الفلسطيني، موضحة أن سياستها العامة تقضي بعدم حضور أي احتفالات لرفع أعلام دول أجنبية.
وكانت تشاو قد رفضت العام الماضي المشاركة في رفع العلم الإسرائيلي، واعتبرته «حدثًا انقساميًا».
ومؤخرًا، صرّحت بأن ما تقوم به إسرائيل في غزة يشكّل «إبادة جماعية»، ما أثار انتقادات من جماعات مؤيدة لإسرائيل قدّمت شكوى حقوقية ضدها.

وبذلك، يشكّل رفع العلم الفلسطيني في تورونتو سابقة تاريخية تعبّر عن تحوّلٍ سياسيّ رمزيّ في الموقف الكندي تجاه فلسطين، وتأكيدًا على أهمية التعددية والتضامن داخل المجتمع الكندي.