تستمر الصحافة الكندية المناهضة للإمبريالية في نشر مواقفها وتعليقاتها الشاجبة لِلعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وهنا أبرز ما تداوله الصحافيون والناشطون الكنديون على منصة "X" في الأيام الأخيرة:
"المقاومة لم تنتهِ اليوم كما لم تنتهِ من قبل"
المحامي والصحافي ديميتري لاسكارِس قال رداً على ترحيب رئيس الحكومة جستن ترودو باغتيال أمين عام حزب الله إن ترودو "يدعم النظام الإرهابي الإسرائيلي بدون حياء، وهو يحاول تبرير اغتيال نصر الله وكل اللبنانيين الأبرياء الذين قُتِلوا معه".
كما عرض لاسكارس صورةً لصحيفة إسرائيلية نشرت عامَ 1992 مقالاً بعد اغتيال الأمين العام الأسبق لحزب الله عباس الموسوي مع زوجته وابنه بعنوان: "إنتهى زمن النزاع مع حزب الله"، في إشارة من لاسكارس إلى أن إسرائيل لم تُنهِ المقاومة اللبنانية بعد اغتيال نصر الله، تماماً كما لم تُنهِها بعد اغتيال الموسوي.
أيضاً قال لاسكارس تعليقاً على خبر مقتل إحدى العائلات اللبنانية في صُور إن "كلب إدارة بايدن الإسرائيلي المسعور بدأ بِمحوِ عائلات بأكملها من لبنان".
وتعليقاً على مقال صُحُفي يُزعَم فيه أن وزير الخارجية الأميركي آنتوني بلِنكِن يحث على "التحرك دبلوماسياً لحل الأزمة"، قال لاسكارس: "في هذه المرحلة، الاعتقاد بأن الحكومة الأميركية تريد السلام في غرب آسيا وهمٌ، فمنذ أشهر والنظام الإسرائيلي السفاح يقوم بكل ما يخطر بباله من أجل التسبب بحرب مع إيران، ولم تتخذ إدارة بايدن أي خطوة فعلية لِلجم هذا النظام بالرغم من قدرتها الكبيرة على ذلك. والاستنتاج المنطقي من هذا هو أن أصحاب القرار الرئيسيين في الإدارة (أيّاً كانوا) يسعون لمحاربة إيران. وما دعوات بلِنكن إلى ضبط النفس والتراجع عن التصعيد إلا تمثيلية يُرادُ منها التأثير في الناخبين مع اقتراب الانتخابات. إن الحكومة الأميركية مسؤولة مسؤولية كاملة عن الكارثة المتَّسعة في غرب آسيا، وهي تهديد وجودي للبشرية.
"عار على ليغو"
من جهته، الصحافي الكيبكي إيف أنغلر (Yves Engler) ندد بإنشاء رئيس حكومة كيبك فرانسوا ليغو مكتباً تجارياً في إسرائيل، "مبرراً (أي ليغو) بذلك جرائمها ومهاجِماً منتقديها".
وعرض أنغلر شريطاً مسجلاً يظهر فيه وهو يواجه ليغو في الشارع لشجبِ دعمِ ليغو لإبادة الشعوب. وقال أنغلر: "يجب أن يشعر ليغو بالعار لِما يفعل".
لمتابعة الشريط المسجّل الرابط التالي:
"عمق إسرائيل الاستراتيجي هو الإمبراطورية الأميركية"
ننتقل إلى كلام الكاتب وعضو اتحاد "UNIFOR" الكندي العمالي جو إمِرسبيرجِر (Joe Emersberger) الذي علَّق فيه على مقولةٍ تزعم أن "إسرائيل لا عمقَ استراتجيَّ لديها بسبب صِغر مساحتها"، فقال: "مقولة خاطئة، فعمق إسرائيل النازية الاستراتيجي هو الأردن ومصر والسعودية وكل الدول الخاضعة للولايات المتحدة في أرجاء العالم. إذاً بالمختصر "عمق إسرائيل الاستراتيجي" هو الإمبراطورية الأميركية".
كما أيَّد إمِرسبيرجِر – تأييداً كاملاً – مقولةً لمُستخدِمة من لبنان على منصة "X" ورد فيها: "إن آخر مظاهر الدفاع عن العدل في هذا العالم ومنعِ زواله هو ترصُّد رجالِ حزب الله إسرائيلَ في جنوب لبنان. فليحرسهم الله، ويؤمِنهم، ويقوّيهم، فهُم كل ما لدينا".
أيضاً تعليقاً على اعتبار منظمة "Human Rights Watch" هجمات الحوثيين على السفن المتجهة إلى إسرائيل "جريمة حربية" قال: "إن المنظمة – بالرغم من سجِلّها في الترويج للإمبريالية الغربية على أنها "نجدة إنسانية" – ها هي تشجب تدخل اليمن العسكري لدعم ضحايا المحرقة التي تتبناها الولايات المتحدة".
دعوة للحركة العمالية الكندية لاتخاذ موقف صائب
من جهته، الرئيس الأسبق "لاتحاد أنتاريو العمالي" و"الاتحاد الكندي للموظفين الرسميين" والمؤلف سِد رايَن (Sid Ryan) إستبعد النصرَ العسكري للقوات الإسرائيلية التي تحاول اجتياح لبنان، مضيفاً أن "التفاوضَ للتوصل إلى السلام في لبنان وغزة هو الحل الأفضل، كما كان موقف نصر الله منذ البداية".
وإذ انتقد راين ادِّعاء إسرائيل أنها الضحية دائماً، دعا الحركة العمالية في كندا إلى تذكّر الدورالذي لعبته في مناهضة النظام العنصري في جنوب إفريقيا، معتبراً أن الحركة اتخذت موقفاً صائباً حينها، ومتسائلاً عن الوقت الذي ستتحرك فيه القوى العمالية "لمناهضة إسرائيل العنصرية".
راين عرض أيضاً شريطاً مصوراً يحاور فيه الإعلامي اللبناني مارسيل غانم الفيلسوف والمفكر والبروفسور الراحل نعوم تشومسكي، سائلاً إياه إن كان يعتبر حزب الله منظمة "إرهابية"، فيرد تشومسكي بالقول إن "الإرهابيَّتين الحقيقيتين هما حكومتا الولايات المتحدة وإسرائيل"، مشيراً إلى أن "السبب الوحيد لاعتبار الإعلام الغربي والطبقة السياسية حزبَ الله "إرهابياً" هو أنه يجرؤ على مقاومةِ هوسهم بقتل الناس".
وقال راين تعليقاً على الشريط: "الإرهابيتان الحقيقيتان هما حكومتا الولايات المتحدة وإسرائيل، فواحدة تقتّل الناس والأخرى تزوّدها بالقنابل".
ودعا راين إلى الاستماع إلى الآراء الأخرى التي لا تعرضها وسائل الإعلام الكبرى، عارضاً شريطاً مصوراً يتحدث فيه الإعلامي أفشين راتنسي (Afshin Rattansi) العامل مع قناة "روسيا اليوم" (RT) عن القصف الإسرائيلي الذي طاولَ ضاحية بيروت الجنوبية من أجل اغتيال نصر الله.
لم ينحنِ
وفي هذا السياق، عرض الناشط والصحافي آندرو باري (Andrew Barry) رسماً كاريكاتورياً لنصر الله يظهر فيه وهو يتحدى الأوامر الأميركية بالانحاء أمام السلاح الإسرائيلي، فيما يصطف إلى جنبه الحكام العرب وقد انحنوا.
"الأمم المتحدة هي المكان الذي تُعلَن منه الإبادة"
من جهته، جستن بودر (Justin Podur) الأستاذ المساعد في جامعة يورك والمؤلف القيِّم على منظمة "The Anti-Genocide Project" المناهضة لإبادة الشعوب نشر مقولة ساخرة له: "أنا متأكد فعلاً من أن زعماء العالم الذين وافقوا على تسوية مجمع سكني بالأرض بهدف الاغتيال هم الذين سيحلون الأزمة المناخية".
كما انتقد بودر الأمم المتحدة، معتبراً أنها "ليست فحسب غير مؤهلة لمنع إبادة الشعوب، بل هي المكان الذي تُعلَن منه الإبادة وتُلتَقَط فيه الصور الرسمية للآمرين بذلك".
ورأى بودر أن "الولايات المتحدة هي التي تبيد الشعب اللبناني حرصاً منها على إفساح المجال لإسرائيل لإبادة الشعب الفلسطيني".
هذا كان غيضاً من فيض من المواقف الصحافية الكندية المناهضة للعدوان الإسرائيلي على دول الشرق الأوسط، خصوصاً لبنان وفلسطين.
Photo: By Erik Cleves Kristensen - "Fuera el Imperialismo", CC BY 2.0, https://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=17649937
19 مشاهدة
17 ديسمبر, 2024
136 مشاهدة
11 ديسمبر, 2024
80 مشاهدة
02 ديسمبر, 2024