دارين حوماني ـ مونتريال
تركت عاصفة ديبي وهطول الأمطار بتاريخ 9 آب/ أغسطس 2024 أضرارًا كبيرة في المنازل والممتلكات في كيبيك، وخصوصًا في مونتريال ولافال، حيث وصل معدل هطول الأمطار خلال 24 ساعة إلى 200 ملم. كما تسبّبت العاصفة بانقطاع التيار الكهربائي في الليلة نفسها في مناطق متعدّدة، وهو ما فاقم الوضع سوءًا وتسبّب بأضرار إضافية في منازل المواطنين وخسائر في ممتلكاتهم نتيجة توقّف مضخّات المياه عن العمل.
مطر كثيف، لم تشهد البلاد مثله منذ عقود. ولكن ألا يجب أن تكون شبكات الصرف الصحي جاهزة لمثل هذه التبدّلات المناخية المحتملة؟ نضع هذا التساؤل، ونترك للمعنيين في الحكومة والبلديات أهمية الانتباه لمواجهة المخاطر المناخية، وخصوصًا أن العالم كله يشهد منذ سنوات تغيّرًا مناخيًا، ظهرت آثاره في كندا، حيث تحدّثت الإحصاءات الكندية هذا العام عن أن كندا شهدت أدفأ شتاء منذ 77 عامًا وارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة خلال فصل الشتاء. ولا نعلم ماذا ينتظر كندا لاحقًا.
أما عن الحكومة، فقد دعا رئيس الوزراء فرونسوا ليغو الأسبوع الفائت المتضرّرين إلى التوجّه إلى شركة التأمين الخاصة بهم من أجل المطالبة بالحدّ الأقصى المنصوص عليه في عقود التأمين. وأضاف بأنه اعتمادًا على كل حالة، فإن كيبيك من الممكن أن تسدّد الفرق في التكلفة التي لم يتم تغطيتها من قبل شركات التأمين. لكنه عرض غير مؤكد بقوله "من الممكن"، وهذا ما قد يضيف مشاعر من اليأس في نفوس المواطنين، وخصوصًا أولئك الذين ليست لديهم المقدرة المادية لإصلاح ما يمكن إصلاحه بانتظار شركات التأمين التي شهدت فيضًا غير مسبوق في الطلبات وصل إلى 70 ألف طلب، كما ذكر مكتب التأمين الكندي (BAC) منذ يومين.
خبيرة التأمين أماني صالح: شركات التأمين ستدفع في نهاية الأمر لكل المتضرّرين
وقد تواصلت صدى أونلاين مع السيدة أماني صالح، وهي موظفة في شركة التأمين Industrial Alliance (iA)، للاطّلاع عن كثب على الوضع، بسبب وجود شكاوى من مواطنين بخصوص التأخير في تلبية الطلبات، فقالت:
"هناك أولًا فرق بين عقد التأمين مع مالك العقار والعقد مع المستأجر. المستأجر إذا كان عنده عقد تأمين للإيجار فيعوّضون له إذا حدثت عنده أضرار بأثاث المنزل. هذا مهمّ ذكره، أن كل مستأجر يجب أن يكون لديه ‘تأمين المستأجرين‘ Assurance Loctaire، وهذا منفصل عن عقد إيجار المنزل. هذا التأمين يغطّي حدوث سرقة في المنزل، أو إذا صار حريق وتضرّر أحد الجيران مثلًا وتوفي، يمكن ملاحقة هذا المستأجر، وأحيانًا يصل المبلغ إلى مليوني دولار، فإذا لم يكن لديه عقد ‘تأمين المستأجرين‘ فمن يدفع له؟ مالك العقار يكون لديه تأمين أيضًا للمنزل، وتغطّي شركة التأمين الأضرار التي تصيب المنزل من جدران وأرضية، أي عند حصول ضرر فإنهم مسؤولون عن تجديد المنزل له".
وأضافت صالح:
"الحقيقة هناك ضغط كبير على شركات التأمين. وبسبب الضغط الذي حصل، أرسلت شركتنا مبلغ 10 آلاف دولار تلقائيًا لكل المستأجرين الذين لديهم تأمين لدينا، من دون أن نرسل مفتشين لفحص الأضرار. وهذا المبلغ هو سقف التغطية لهذه الأضرار في عقد ‘تأمين المستأجرين‘. وذلك بعد أن يقوم المتضرّر بتزويد الشركة بصور تؤكد الضرر الحاصل في منزله. أما بالنسبة للمالكين، فتكلفة الأضرار عالية، قد تصل لمئة أو مئتي ألف دولار، ولذلك، لا يمكن إرسال مال لهم، يجب أن يُرسل خبير لهم، وبعد ذلك يتم الاتفاق، بين أن يُرسل له متعهد لتصليح المكان، أو يتكفّل هو بالموضوع ومن ثم يتم تحصيل المال من شركة التأمين".
كما أكّدت صالح أن شركات التأمين ستدفع في نهاية الأمر لكل المتضرّرين: "صحيح أنه يحصل تأخير ولكن ذلك بسبب الضغط، الطلبات بالآلاف، وبالنهاية ستدفع شركات التأمين، لا يمكن أن يتهرّبوا من الدفع.، فهناك عقود واضحة بذلك. المشكلة هي بالتأخير بمعالجة الأمر، ستأخذ الأمور وقتًا بلا شك، هناك 70 ألف بيت متضرّر. والحقيقة، أن هناك أحياء كاملة في مونتريال ولافال دخلت المياه إلى بيوتها، لذلك فالأمر يتطلب وقتًا".
وعن الخطوات التي اتخذتها شركة التأمين، قالت صالح:
"عادة، تُرسل شركات التأمين، وهذا ما فعلناه، مندوبين عن شركة خاصة بإصلاح المنازل، يقومون أولًا بسحب المياه من البيت، ثم يقومون بتقطيع الجدران المتضررة، وسحب الأخشاب المصابة بالرطوبة، وكذلك من الأرضية. هؤلاء يضعون تقديرًا أوليًا للضرر. في المرحلة الثانية، يتم إرسال خبير يقدّر قيمة الضرر، بعد إجراء مناقشة مع أصحاب البيوت. يجلب هذا الخبير صورًا معه لتوثيق كل شيء داخل ملف خاص بكل منزل".
وأضافت صالح:
"نحن هنا نتحدث عن أضرار بسبب الأمطار الغزيرة، أما بالنسبة للأضرار الناجمة عن فيضان النهر، فذلك أمر مختلف. إذا فاض النهر على البيوت، لا تقوم شركات التأمين بتغطية الضرر، عقود التأمين في معظم الشركات لا تتضمن تغطية فيضانات النهر. أما بالنسبة لما يسمّى رجوع مياه الصرف Refoulements d’égout، أي إذا دخلت المياه من الأسقف ومن نوافذ الطبقة السفلية أو إذا كانت أنابيب مياه البلدية ليست كافية ولم تستطع استيعاب كمية المياه فدخلت مياه الأمطار إلى البيوت عبر مصافي البيوت، أو إذا حصل تفسّخ في الجدران بسبب كثافة المطر وتسرّبت المياه، هذه كلها تتم تغطيتها من شركات التأمين. وكل شركة، لها شروطها وأحكامها ويوجد داخل كل عقد بند خاص برجوع مياه الأمطار والصرف الصحي ويتضمن سقف التغطية المالية جرّاء ذلك".
تقول صالح بأن معظم الطلبات التي وصلت، تضمّنت أن رجوع المياه من أنابيب الصرف الصحي هو سبب الضرر، ثم تقول "هذا كله قبل حدوث أضرار أخرى بسبب انكسار أحد أنابيب المياه الرئيسية في مونتريال". وتضيف: "هناك منازل دخلت المياه إليها من النوافذ، من الجدران المتفسّخة، حتى من كرسي الحمام. كما أن هناك أنابيب معيّنة في كل منزل يجب أن يتم تنظيفها كل فترة وهذه من مسؤولية مالك العقار، وعدم تنظيفها يتسبّب في انسدادها وفي تدفق المياه من مجاري معينة في المنزل".
وعن تحمّل البلديات جزءًا من المسؤولية، علّقت صالح:
"لم تجزم أي بلدية بأنها ستعوّض على المتضرّرين، فالأساس هو شركة التأمين في هذه الحالات. ولكن سمعنا أن البلديات ستقوم بدفع تعويض نسبي لاحقًا، وهذا بالتأكيد لأن أحد أسباب الضرر الحاصل هو أنابيب المياه وهي مسؤولية البلديات. فسيتحملون نوعًا من المسؤولية، ولكن إذا دفعت شركة التأمين فإن البلدية لن تدفع".
أصحاب منازل متضررة
جان كرم :الطبقة السفلية من المنزل كلها صارت مسبحًا
وتواصلت صدى أونلاين مع عدد من أصحاب المنازل المتضرّرة، يقول السيد جان كرم وهو مالك لمنزلين:
"أنا أسكن قرب النهر، ولأول مرة في حياتي أرى مطرًا يتساقط بهذا القدر، بمعدّل تساقط أمطار لمدة شهر، فارتفع منسوب النهر. عندي في بيتي ثلاث مضخات مياه تسحب المياه في حال دخلت المياه للبيت. لكن انقطعت الكهرباء ما تسبّب بتوقف المضخات عن العمل، وكل المياه التي كانت تدخل لم نستطع إخراجها، كانت تدخل بقوة كبيرة. وأنا لست الوحيد، أنا أسكن في بلانفيل BlainVille، كل السكان في الحي أيضًا حدث معهم الشيء نفسه، حتى الشوارع أصبحت مثل مسابح مياه. أملك بيتًا آخر في سانت روز Sainte-Roseفي لافال، والبيت فيه مستأجِر، حدث الشيء نفسه معه، ولكن هنا حيث أقيم كانت قوة المياه أكبر. الأضرار عندي كبيرة، الطبقة السفلية من المنزل كلها صارت مسبحًا، وقد نزلت لآخذ صورًا، ومع أني أخذتُ حذري إلا أنني وقعت بسبب تسرّب تراب ناعم مع المياه المتدفقة للبيت، وذهبت إلى المستشفى وانتظرت في الطوارئ 8 ساعات، والحمدلله لم تكن الإصابة كبيرة".
وعن تجاوب شركة التأمين، ردّ كرم:
"اتصلت بشركة التأمين مباشرة، أرسلوا لي شركة تقدّر الأضرار بشكل عام، هؤلاء يأتون عادة في البداية كي يسحبوا المياه من البيت، ويرفعوا ما تضرّر من الجدران والأرضية بفعل الرطوبة. الحقيقة جاءت هذه الشركة مباشرة، ولكن شركة التأمين من المفروض أن ترسل خبيرًا خاصًا بها يقيّم الوضع، وأن يتواصلوا معي لتحديد طريقة إصلاح الضرر والتعويض. ولكن بسبب التأخير، وكي يكون البيت صالحًا للسكن، اضطررت أن أقوم بما يلزم من حسابي الخاص على أمل أن تفعل شركة التأمين شيئًا من أجل التعويض. بخصوص بيتي المستأجر، تواصلت أيضًا مع شركة التأمين من أجله، وقدّمت طلبًا عبر الإنترنت. لا أدري إذا كان المستأجر لديه عقد مع شركة تأمين معينة، ولكن بحكم ملكيتي للبيت فلديّ عقد مع شركة تأمين للبيت وللأرض التي تحيط به. البارحة تحديدًا، أرسلت شركة التأمين أشخاصًا كي يقيّموا الوضع هناك".
وبخصوص أي مبادرة من بلدية المنطقة، أجاب بأنه لم يتواصل شخصيًا مع البلدية، لكن عرف أنه من الممكن أن يتم التعويض، وأنه على المتضرّرين بدايةً أن يتابعوا مع شركة التأمين الذين يتعاملون معها.
هيثم حلاوي : قررت أن أغلق الطبقة السفلية ، أضراري كبيرة للغاية
أما السيد هيثم حلاوي فقال بأن الأمر ليس بجديد عليه، فمنذ 4 سنين، كل سنة لدى حدوث مطر غزير، يحدث طوفان من أنابيب مياه البلدية وتدخل لمنزله. وأضاف:
"هذا العام كان تساقط الأمطار أكثر من أي عام سابق. في 10 تموز/ يوليو حصل طوفان في البيت وفي 9 آب/ أغسطس صباحًا ومساءً. جاءت شركة وسحبت المياه صباحًا من البيت، ثم دخلت المياه مساء. هناك مشكلة في أنابيب المياه الخاصة بالبلدية، وقد تواصلنا معهم وقالوا بأن المشكلة ‘من الطبيعة!‘، وبأنها تمطر كثيرًا، ولا تستوعب الأنابيب التدّفق الكبير في المياه، وقالوا إنه ليس عندهم حلّ لذلك. منذ أربع سنين، وأنا أتواصل معهم. أعيش بين شارعي هنري بوراسا Henri Bourassa ونورمان Norman، تواصلت مع مسؤول البلدية في منطقتنا الأستاذ عارف سالم، وقال سيتابع الموضوع. الحقيقة أن التدخّل الإعلامي بالقضية جعل الأمور تتحرك قليلًا. جاء عدد من الوسائل الإعلامية وأجروا تقارير وصوّروا. الحقيقة، أني قررت أن أغلق الطبقة السفلية من بيتي، لم أعد أريد أن أستعملها، أضراري كبيرة للغاية".
وعن الإجراءات المتخذة من قبل شركة التأمين، قال حلاوي بأنه قام بتقديم طلبين في أوقات سابقة، ولكن بعد التحقّق من المشكلة رفضت كلا الشركتين أن يكملا إجراءات التأمين معه، وأضاف "ثم تعاقدت مع شركة تأمين ثالثة، دفعتُ مبلغًا أكبر، ولكن ليس بيدي حيلة. في 10 تموز/ يوليو، قدّمتُ طلبًا لهم، ولكن لا أستطيع أن أقدّم طلبًا من أجل ما حدث في بيتي في 10 آب/ أغسطس. جاءوا وصوّروا وقدّروا الأضرار ولكن لم يتواصلوا معي بعد ذلك، وأنا أنتظر جوابًا منهم، ولا ردّ من قبلهم".
وقال حلاوي: "لستُ أتحدث هنا فقط عني، أتحدث عن كثيرين ليسوا مقتدرين ليُصلحوا الأعطال في بيوتهم، لا يمكن انتظار شركات التأمين وقتًا طويلًا. ما يساعدني أني أعمل في البناء، أستطيع أن أُصلح ما تضرّر بيدي، ومع عمال آخرين، ولكن هناك الكثير من الناس مضطرون أن يدفعوا بدل إصلاح كل الأعطال من جيوبهم، أو مضطرون أن ينتظروا شركات التأمين، هناك مشكلة بتأخّر شركات التأمين في الردّ على المتضرّرين".
وعن أي تواصل مع بلدية المنطقة لدفع تعويضات، قال حلاوي:
"البلديات لم تصرّح بأنها ستدفع للمتضرّرين شيئًا. ولكن هناك برنامج ‘السلامة العامة في كندا‘ Sécurité publique Canada هذا يساعد ولكنه لا يوجد تغطية للأضرار الناتجة عن رجوع المياه من أنابيب الصرف الصحي Refoulements d’égout. إذا كان البيت قرب النهر، يقوم هذا البرنامج بتغطية تكلفة الأضرار. ولكن إذا كان السكن بعيدًا عن النهر وحصل فيضان من أنابيب المياه الخاصة بالبلدية فلا علاقة لهذا البرنامج بتغطية تكاليف هذه المشكلة. في 10 تموز/ يوليو قدّمت طلبًا لهذا البرنامج، ولكن أجابوني أنهم لا يستطيعون مساعدتي بسبب عدم تواجد بيتي قرب النهر، ولكنهم وعدوني بأنهم يدرسون فتح باب استقبال طلبات لبيوت بعيدة عن النهر بسبب العدد الكبير من المنازل المتضرّرة بفعل المطر الكثيف".
وختم حلاوي:
"بعض الناس عقودهم مع شركات التأمين تغطّي فقط 10 آلاف دولار، هل يكفي هذا المبلغ؟ إن تكلفة رفع الأشياء المتضرّرة بسبب الرطوبة قد تصل لهذا المبلغ، وإصلاح الأضرار مكلف كثيرًا ويفوق عشرات الآلاف. هناك الكثير من التكاليف علينا كمتضرّرين، والكثير من الانتظار، ولا أحد يتحرّك".
عبد الرحمن سرحان:تجاوبت الشركة بعد أن وضعت ابنتي رسالة مكشوفة لهم على موقعهم أمام كل القراء
وشرح السيد عبد الرحمن سرحان المقيم في لافال ما حصل معه، قائلًا:
"يومان من المطر ولم تتوقف المياه، وصارت أنابيب الصرف الخاصة بالبلدية تُرجع المياه إلى البيوت، لستُ الوحيد المتضرّر، كل بيوت الحي تضرّرت. أحد الجيران لديه مضخة مياه، صرنا نتعاون جميعًا، واستعملها جميع سكان الحي. المياه ارتفعت أكثر من 50 سم في الطبقة السفلية من المنزل. الفيضان كان كبيرًا. اشتريت البيت منذ سنتين فقط، فالبيت كله جديد. تواصلنا مع شركة التأمين، تأخرت قليلًا ولكن لا يمكن لومهم، طلبات كثيرة تصلهم، ولكن يجب أن تكون إمكانياتهم أكبر. بالنسبة للكوارث الطبيعية، يجب أن تكون الإمكانيات أكبر".
وأضاف سرحان أن المتضرّرين في الحي اجتمعوا وقرروا تقديم شكوى للبلدية. وقال سرحان بأن أنابيب صرف المياه في الحي استيعابها غير كافٍ، وأنه يجب زيادة عددها. يؤكد سرحان أن المشكلة الكبيرة من شبكة الصرف الصحي وهي مسؤولية البلدية، استيعاب مصارف المياه قليل. وأنه على البلدية أن تبادر لتضع أنابيب أكثر وتعالج هذا الموضوع بطريقة مستدامة.
وبخصوص تجاوب شركة التأمين، يقول سرحان:
"انتظرنا بعد 4 أيام حتى تجاوبت شركة التأمين، وقد تجاوبت الشركة بعد أن وضعت ابنتي رسالة مكشوفة لهم على موقعهم أمام كل القراء تطالب بالتجاوب. فأرسلت شركة التأمين من يكشف على الأضرار، كأنهم يريدون أن يتأكدوا، أخذوا عيّنة، وفكّوا الأرضية، والجدران المتضرّرة بسبب الرطوبة، وجلبوا مراوح كبيرة لتنشيف الرطوبة، وقالوا إن تكلفة ما فعلوه بين 3000 و 5000 دولار وسيتم دفعه من شركة التأمين. ولكن لا نعرف كم ستدفع لنا شركة التأمين، فالضرر عندنا كبير. والمشكلة أن عدد المنازل المتضرّرة بالآلاف. الحقيقة صديقي كان قد استلم بيته قبل يومين فقط، كان الأمر مأساة بالنسبة له، وسترين مأسٍ كثيرة إذا نزلتِ إلى البيوت المتضرّرة وسمعتِ ما يقول أصحابها. في بيتي، كل ما كان في الطبقة السفلية كله تم رميه، غرفة نوم ابني وابنتي وأدوات كهربائية، والكثير من الأغراض، كلها تم رميها".
ويختم سرحان:
"كل فرد بعائلتي استلم جانبًا من الموضوع، ابنتي تتابع مع شركة التأمين، ابني يتابع مع شركة التصليح، ونتابع مع البلدية. لا نعرف ما الذي يجب أن نفعله بعد 40 يومًا من الانتظار".
كما تحدّثت إحدى السيدات عن تجربتها، وهي مالكة لأحد المنازل المتضرّرة في مونتريال، فقالت بأن المياه دخلت إلى بيتها من النوافذ ومن مجرى المياه في الطبقة السفلية، وأن المياه دخلت فجأة. وأضافت: "معظم البيوت لديها مضخة تسحب المياه، هناك ناس ليس لديهم، لأن ذلك لم يحدث سابقًا، وهذا ما حصل معي، ففاض المنزل بالمياه، وكذلك حديقة المنزل التي أصبحت مثل البحيرة، وتكوّمت المياه قرب النوافذ. حدث ذلك في السابعة مساء، ودخلت بدفقة واحدة، مباشرة تكسّرت الجدران، وانتشرت المياه داخل الطبقة السفلية بالكامل، مثل بحيرة، وانقطعت الكهرباء. كل ذلك حصل في نفس الوقت. كل الأثاث الذي كان عندي في الأسفل تضرّر أيضًا".
وعن التواصل مع شركة التأمين، تقول السيدة بأنهم اتصلوا بشركة التأمين، وأرسلت الشركة مندوبين عن شركة خاصة بإصلاح المنزل، وبدأوا بتقطيع الجدران السفلية، وكانت متضررة، وسحبوا أخشاب الجدران والأرض.
وأضافت: "عادة هذه الشركة تسحب المياه من المنزل أيضًا، ولكن لما وصلوا كنتُ قد سحبتُ المياه بمساعدة أشخاص عديدين كما وضعوا مراوح كبيرة لتنشيف الرطوبة. هؤلاء يقدّرون الضرر، ولكن لم ننتظر شركة التأمين من أجل الإصلاح النهائي، لأن ذلك يحتاج وقتًا، وقد رمينا كل الأثاث المتضرّر وكذلك ما تم اقتطاعه من الجدران والأضرية، وجاء عمال من البلدية على مدى ثلاثة أيام بأخذ كل ما تم رميه من أمام البيوت، وهذا كله موثّق بصور من أجل أي تقدير لاحق من قبل شركة التأمين. وقد بدأنا نُصلح الأعطال مباشرة، لأنه لا يمكن انتظار شركات التأمين، فالبيوت المتضرّرة بعشرات الآلاف".
272 مشاهدة
12 يناير, 2025
83 مشاهدة
01 يناير, 2025
198 مشاهدة
23 ديسمبر, 2024