أظهرت دراسة جديدة أن نحو ثلث سكان كندا قد أصبحوا يعانون من السمنة، مع زيادة ملحوظة في الوزن خلال فترة جائحة كورونا.
وفقًا للبحث الذي نُشر في مجلة الجمعية الطبية الكندية يوم الاثنين، تبين أن 32.7% من الكنديين (حوالي 10.6 مليون شخص) كانوا يعانون من السمنة في عام 2023، وهو زيادة تُقدر بنحو 8 نقاط مئوية منذ عام 2009. لكن الباحثين لاحظوا زيادة حادة في معدلات السمنة خلال جائحة كوفيد-19.
"كان للجائحة تأثير عميق على حياتنا اليومية، بما في ذلك تغييرات في سلوكياتنا الغذائية والوصول إلى الأطعمة الصحية"، قالت لورا أندرسون، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة مساعدة في الصحة، وطرق البحث، والأدلة والتأثير في جامعة ماكماستر في هاميلتون، أونتاريو.
السمنة هي حالة طبية تزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية أخرى خطيرة مثل السكتة الدماغية، وداء السكري من النوع 2، وبعض أنواع السرطان. ومع الإغلاقات المتكررة التي فرضت على الناس البقاء في المنازل خلال الجائحة، أراد الباحثون معرفة كيف أثرت هذه التغيرات على أوزان الناس.

قبل جائحة كوفيد-19، كانت أندرسون تقول إن معدل السمنة في كندا كان يزيد بمعدل نصف نقطة مئوية سنويًا، ولكن خلال الجائحة، تضاعف هذا المعدل ليصل إلى زيادة حوالي نقطة مئوية في السنة. "يمكن أن يكون للاكتئاب والعزلة التي تعرض لها البعض دور في ذلك"، قال الدكتور شون وارتون، طبيب الطب الباطني الذي يعمل مع الأشخاص الذين يعانون من السمنة.
وذكر وارتون، الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة: "الأشخاص الذين كانوا يعانون من الاكتئاب قد زادت حالتهم سوءًا، ومن هنا جاء زيادة الوزن". عند سؤاله عما إذا كانت معدلات السمنة ستنخفض الآن، قال وارتون إنه لا يعتقد ذلك. "بمجرد أن تكتسب الوزن، يصبح من الصعب التخلص منه".
ورغم زيادة معدلات السمنة العامة، فإن القائمين على الدراسة كانوا أكثر قلقًا بشأن الارتفاع في معدلات السمنة الشديدة. ففي عام 2009، كان حوالي 2.4% من الكنديين يعانون من السمنة الشديدة، ولكن في عام 2023، ارتفعت النسبة إلى ما يقارب 5%.
الدراسة تناولت البيانات حتى عام 2023، لذا من غير الواضح كيف ستؤثر الأدوية الجديدة لفقدان الوزن مثل "ويغوفي"، التي تم الموافقة عليها العام الماضي، على معدلات السمنة بعد الجائحة. تشير الدراسة إلى أن هذه الأدوية قد تكون بالفعل في طور التأثير، لكنها لم تكن متاحة على نطاق واسع خلال فترة الدراسة.