Sadaonline

محامي معروف في كيبك مخاطبا وزيرة خارجية كندا ووزراء خارجية آخرين بعد موقفهم مما يجري في غزة : "إذا أراد 26 منكم أن يكونوا "حمقى مفيدين" لوحوش استبداديين، فافعلوا ما شئتم !!

أهالي غزة يعانون من الحصار والتجويع والابادة على يد الاحتلال الإسرائيلي

متابعة عمّار هادي - صدى اونلاين

بعد دعوة وزراء 25 دولة، من بينها كندا إلى وقف "فوري" للحرب في قطاع غزة الذي يعاني من حصار إسرائيلي، في بيان مشترك نُشر يوم الإثنين، لم يرق للمحامي نيل اوبرمان هذا الموقف حيث نشر تغريدة عبر صفحته عبر موقع اكس جاء فيها :

" في عالمٍ بحاجةٍ إلى وضوحٍ أخلاقي، يختار عدد من وزراء الخارجية — ومن ضمنهم وزيرنا — الغوص في مستنقعٍ أخلاقيٍّ غامض.

"كل "المعاناة في غزة" هي نتيجة نهائية لطائفة موت ارتكبت مجزرة جماعية قبل ما يقرب من عامين، وارتكبت عقودًا من الإرهاب قبل ذلك، ولا تزال تحتجز رهائن — معظمهم الآن جثث.

"هل تطالبون بأن تكون منظمة غير حكومية، كان بعض موظفيها متواطئين في وحشية السابع من أكتوبر، مسؤولة عن توزيع مساعدات غذائية تُسرق في الغالب من قبل حماس؟ هل أنتم جادون؟

"بالمناسبة، ما اسم المنظمة غير الحكومية التي زارت الرهائن للتحقق من سلامتهم؟ صحيح — لا توجد، لأن حماس لا تسمح بذلك.

"هل أنتم قلقون من "تقسيم الدولة الفلسطينية إلى اثنتين"؟ الدولة الفلسطينية مقسّمة بالفعل (الضفة الغربية وغزة).

"إسرائيل تخوض حربًا أخلاقية وعادلة لاستعادة مدنييها الذين اختُطفوا ولتدمير طائفة موت سادية ووحشية، تعلن هي نفسها أنها تعتبر مدنييها شهداء. إنها تفعل ما كانت لتفعله أي دولة متحضرة وذات سيادة لو تعرضت لأعمال مماثلة.

"إذا أراد 26 منكم أن يكونوا "حمقى مفيدين" لوحوش استبداديين، فافعلوا ما شئتم. لكن — بكل احترام — تنحّوا عن الطريق ودعوا الكبار يتولون الأمر.

وختم تعليقه بالقول " وبالمناسبة، هل لدى النواب اليهود في الحزب الليبرالي ما يقولونه في هذا الشأن؟ أم أن رئيس الوزراء كارني يبقيهم تحت نفس زر كتم الصوت الذي استخدمه سلفه؟"

لا شك ان تغريدة اوبرمان تعبّر عن دعم شديد لإسرائيل وعن انتقاد بشدّة أي دعوات لوقف الحرب أو تقديم مساعدات إنسانية لغزة وتشير الى حالة استقطاب سياسي وأخلاقي حاد وعن رؤية أحادية متطرفة ترى أن المعاناة في غزة مبررة بالكامل لأنها "نتيجة لأفعال حماس"، وتتجاهل السياق الأكبر من الاحتلال والحصار والعقاب الجماعي.

وهي لا شك تؤجج الخطاب المعادي للفلسطينيين في كندا وتشيطن الجالية العربية والإسلامية بشكل غير مباشر من خلال ربطهم بالإرهاب أو بـ"طائفة موت".

ومن المؤسف ان اوبرمان لا يذكر في أي موضع الآلاف من الأطفال والنساء الذين قتلوا أو جُرحوا، بل ينفي شرعية أي قلق عليهم باعتباره "سذاجة" أو "خدمة لحماس".

هذا التوجه يعكس نزع الإنسانية عن الفلسطينيين، ويجب أن يكون مثار قلق لأي جماعة مؤمنة بحقوق الإنسان.

ان كلام اوبرمان للنواب اليهود في الحزب الليبرالي واعتبارهم "صامتون" بإيعاز من زعيم الحزب، هي محاولة لربط اليهود في البرلمان بموقف سياسي محدد.

كما انه امر مثير للاستغراب ان يتبنى محامي نظرية مشاركة موظفين من الامم المتحدة في ما جرى في السابع من أكتوبر . فيما تفيد المعلومات انه بعد ان باشر مكتب الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة (OIOS) تحقيقًا رسميًا في القضية أكّد التحقيق أن الأدلة كانت كافية لإقالة 9 موظفين من الـ UNRWA، وُصف أنهم "قد يكونون متورطين" في الأحداث، رغم أن OIOS لم تتمكن من توثيق الأدلة بشكل مستقل لأن المعلومات كانت تحت حيازة السلطات الإسرائيلية فقط . بينما لم تثبت دلائل كافية ضد موظف واحد فقط، وتبقى ملفات نحو 8 موظفين قيد التحقيق أو التعليق بسبب نقص المعلومات. وهو انحياز اعمى لكيان يواصل ابادة وتجويع على شعب اعزل امام اعين العالم كله.

 من هو المحامي نيل اوبرمان؟

يشار نيل اوبرمان هو محامٍ كندي خبير، شريك في مكتب Spiegel Sohmer  في مونتريال، متخصص في التقاضي المدني والتجاري منذ عام 1995 يحمل شهادة البكالوريوس في الحقوق من جامعة لافال (1994)، وماجستير في الحقوق من جامعة مونتريال (1997)، إلى جانب شهادة في القانون الأوروبي ودرجة في العلوم السياسية من كونكورديا

وهو حائز على جائزة نادي لوورد ريدنغ للمحاماة لحقوق الإنسان عام 2024. عمل نائبًا لرئيس "رابطة المحامين الناطقين بالإنجليزية" (2023–2024) وعضوًا في مجلس إدارة مؤسسة نقابة المحامين في كيبيك 

كذلك هو نشط في مجال مكافحة معاداة السامية؛ وهو من مؤسسي تحالف كيبيك القانوني اليهودي، وقد شهد أمام البرلمان حول قضايا الكراهية. خارج قاعة المحكمة، يعمل مع هيئة Technion Canada، وهي منظمة غير ربحية تدعم الجامعة التقنية الإسرائيلية .

كما ترشح سابقًا مع حزب المحافظين عن دائرة مونت رويال على مستوى فيدرالي ، لكنه خسر امام المرشح رئيس اللجنة البرلمانية الكندية الاسرائيلية المائب الحالي انتوني هواسفاذر في الدائرة. وهو له جذور مجتمعية قوية داخل الجالية اليهودية والكيبيكية

في 30 أبريل 2024، أمّنت جامعة McGillدعمًا من شرطة مونتريال (SPVM) لفضّ اعتصام مؤيّد لفلسطين على أراضي الحرم، بينما قدم اثنان من طلاب الجامعة دعوى لمحكمة كيبيك العليا للحصول على أمر قضائي مؤقت يمنع التظاهرات ضمن دائرة 100 متر حول مباني الجامعة.  وقد مثل الطلاب حينها المحامي اوبرمان. طلبه قضى بمنع نشاط خمس مجموعات طلابية مؤيّدة لفلسطين شاركت في الاعتصام الطلابي في حرم الجامعة .

في 1 مايو 2024، رفضت محكمة كيبيك العليا طلبه بمنح الأمر المؤقت، معتبرة أن الطلاب المحتجين لم يعرقلوا عملاً فعليًا داخل المباني ولم يثبت وقوع ضرر مستعجل يتطلب تدخلًا قانونيًا سريعًا.

 

الصورة مقتطعة من تقرير لتلفزيون الجزيرة*