لطالما حضرت حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة في الانتخابات الفيدرالية، خاصة لدى حزب المحافظين الكندي وزعيمه بيير بوالييفر، الذي تعهد بترحيل الأجانب المشاركين في المظاهرات المؤيدة لغزة وفلسطين في حال فوزه برئاسة وزراء البلاد. وأشار بوالييفر إلى أن ما وصفها بـ"مسيرات الكراهية" التي ينظمها مناصرو القضية الفلسطينية في كندا تسهم في زيادة "معاداة السامية"، ووعد بدعم المجتمع اليهودي. وقال زعيم المحافظين “سنعمل على تطبيق قوانين أكثر صرامة لاستهداف أعمال التخريب ومسيرات الكراهية التي تنتهك القوانين، والهجمات العنيفة على أساس العرق والدين”. وأضاف “أي شخص موجود هنا بتأشيرة زيارة ويرتكب مخالفة للقانون سيُرحّل”، وهي تصريحات تشبه تلك التي تدلي بها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي رحّلت طلابا شاركوا في تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين.
وكان جدد بوالييفر اعتراضه على تسمية ما يجري في غزة بـ"إبادة جماعية"، متهما الليبراليين بالازدواجية في توجيه الرسائل الانتخابية.
وكان قد أشار عدد من المراقبين إلى أن مرشح حزب المحافظين لرئاسة الوزراء يهدف من وراء تمسكه بدعم إسرائيل وتبرير انتهاكاتها في غزة إلى الحصول على تمويل الجماعات اليهودية لحملته الانتخابية والظفر بدعم إعلامي من قبل كبريات وسائل الإعلام التي يمتلكها مؤيدون لإسرائيل.
خلال حملته الانتخابية، سعى بوالييفر لكسب دعم الناخبين اليهود، خاصة في تورنتو ومونتريال، من خلال تعهده بتشديد القوانين ضد جرائم الكراهية ومعاداة السامية، كما كان قد أعلن عن نيته وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، متهمًا إياها بالترويج لما سمّاه الإرهاب. هذا وكان قد أدان بوالييفر بشدة عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، واصفًا إياها بأنها "أسوأ هجوم على اليهود منذ الهولوكوست"، مؤكدًا أن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد هذه الهجمات".
وفي خطاب في مجمع بيت إسرائيل بيت هارون- وهو كنيس أرثوذكسي في كوت سانت لوك، كييبك، في نيسان العام الماضي قدم زعيم حزب المحافظين الفيدرالي واحدة من أكثر الخطابات شمولاً منذ أن أصبح زعيمًا للمحافظين عن علاقته مع إسرائيل، ووجهات نظره حول الصراع في الشرق الأوسط وتاريخ الشعب اليهودي. وجدد وقوف حزبه الاعمى الى جانب الاحتلال الاسرائيلي وقال "سأكون صديقًا لدولة إسرائيل في كل مكان أذهب إليه" و" الشعب اليهودي هو الشعب الوحيد الذي أعرفه، والذي، بنفس اللغة، يتعبد بنفس الديانة على نفس الأرض وفي نفس البلد كما فعلوا قبل 3000 عام. هذا هو الشعب الأصلي الحقيقي"، في ارض يصر الفلسطينيون انهم اصحاب الارض الأصليين في المنطقة. الزعيم المحافظ قال ايضا "سنفحص ملفات كل المجموعات التي تحصل على الدولارات من الحكومة الفيدرالية سطرًا تلو الآخر، وسنقوم بوقف تمويل كل واحدة من تلك التي تروج لمعاداة السامية في بلدنا". و اضاف "لقد شهدنا بأم أعيننا حزب الله وهو يطلق الصواريخ على شمال إسرائيل وقوات الجيش الإسرائيلي الشجاعة تعود إلى جنوب لبنان للرد على الهجوم".
وقال بوالييڤر إنه عندما عاد إلى كندا، ساعد في إطلاق "حملة واسعة النطاق لتجريم حزب الله" .
أمام هذه الخسارة هل سيغيّر بوالييفر من سياسته تجاه فلسطين في الجولات المقبلة؟
57 مشاهدة
29 أبريل, 2025
41 مشاهدة
29 أبريل, 2025
298 مشاهدة
29 أبريل, 2025