وأشارت الغوابي الى ان "هذا الوضع المُروّع المُستمر يُلحق ضررًا بالغًا بشعور الانتماء الذي يشعر به الناس".
وأضافت: "هذا يتعلق بنزع الصفة الإنسانية عن حياة الفلسطينيين، وحياة المسلمين".
ولفتت الى ان المسلمين شعروا بالرعب من الهجوم العسكري الإسرائيلي والقيود المفروضة على المساعدات في غزة التي أعقبت هجوم أكتوبر 2023 الذي شنّه مسلحو حماس وأسفر عن مقتل 1200 شخص في إسرائيل.
وقالت أميرة الغوابي في مقابلتها مع وكالة الصحافة الكندية إن الحزن الذي تعيشه العائلات الكندية المسلمة بسبب معاناة أحبّائهم في غزة يتفاقم بسبب شعور عام بأن الحكومة الكندية لا تبذل ما يكفي لمنع هذه المعاناة، رغم إصدارها "تصريحات واضحة جداً" بشأن الوضع هناك.
واضافت: "كلمة 'مُحطَّم' ليست حتى قوية بما يكفي لوصف ما يشعر به الناس"، مشيرة إلى أن هؤلاء هم "أحباؤهم، أفراد عائلاتهم، الذين يعانون الجوع، ويتعرضون للقصف والتهجير، ويعيشون في حالة يأس تام — يأس من أن تنتهي هذه المأساة".
وكتبت الغوابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن الخوف الذي يشعر به الكنديون ممن لديهم عائلات في المنطقة يزداد "مع كل يوم يمر من دون اتخاذ إجراءات ملموسة لاحترام القانون الإنساني الدولي".
وفي المقابلة الصحفية، قالت الغوابي إنها لا تملك تفويضاً أو معلومات تفصيلية كافية لتحديد ما إذا كانت كندا تقوم بما يكفي، لكنها تنقل فقط الشعور السائد في المجتمعات المسلمة والعربية بأن الحكومة الكندية "تُقصِّر في أداء دورها".
وقالت: "الناس يسألونني: كيف يمكن أن تُنتهك القوانين الإنسانية الدولية بهذه الطريقة، ولا يحدث شيء؟ أو على الأقل لا يحدث ما يكفي؟"
وأضافت: "هم يتساءلون: هل أرواحنا لا تهم؟ كم من الناس يجب أن يموتوا حتى يُتخذ إجراء ملموس لإنهاء هذا الوضع؟"
وأشارت إلى أن المجتمعات المسلمة تطالب باستخدام "كل الأدوات" التي تقترحها المنظمات الدولية "لضمان احترام القانون الإنساني الدولي"، ومن بين هذه الأدوات فرض المزيد من العقوبات أو حتى حظر شامل على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
وأوضحت في حديثها للوكالة أن مهمتها ليست رسم السياسة الخارجية لكندا، بل "تقديم نظرة حول كيف تنظر مجتمعاتنا إلى السياسات التي تعتمدها الحكومة".
كما دعت الغوابي إلى إصلاح برنامج حكومي أُطلِق للسماح للكنديين بإعادة توطين أقاربهم من غزة، مشيرة إلى أنه تم إصدار أقل من 1,200 تأشيرة، على الرغم من أن الحكومة استقبلت 5,000 طلب.
وأضافت أن من يدافعون عن الفلسطينيين ما زالوا يُصنَّفون ظلماً على أنهم "معادون لليهود" أو "مؤيدون للإرهاب".
وأشارت إلى أنه في يناير 2024، أكدت أن من ينشرون خطاب الكراهية يجب أن يواجهوا العواقب، لكنها شددت على أن العديد من الأشخاص قد تم طردهم أو تم التشهير بهم فقط لمشاركتهم في احتجاجات سلمية أو توقيعهم على عرائض.
وتابعت: "الوضع يزداد سوءاً. الناس ما زالوا يُوصَفون بأنهم متعاطفون مع الإرهاب، أو بأنهم خارجون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان".
"لكن في الواقع، هذا هو بالضبط ما يدعون إليه — إلى احترام المعايير الديمقراطية وضمان تطبيق القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين".
الإبادة مستمرة
الى ذلك وفي آخر المعلومات المتعلقة بالضحايا الذين يسقطون من جراء الاستهدافات المتواصلة التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على مختلف أنحاء القطاع استشهد 88 شخصاً على الأقل في غزة منذ فجر اليوم الاثنين، بينهم 40 من طالبي المساعدات، .
وفي شارع الرشيد، شمالي غربي مدينة غزة، استهدف الاحتلال قوةً لتأمين المساعدات، ما أدى إلى استشهاد 11 شخصاً.
وفيما يتعلق بهذه المجزرة، أوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أنّ الاحتلال فتح المجال لإدخال المساعدات بعد تأكده من استشهاد عناصر التأمين هؤلاء، حيث وقعت المساعدات في أيدي عصابات إجرامية، تحت حماية الاحتلال مباشرةً.
وأكد المكتب أنّ الاحتلال ارتكب مجزرةً مركبة، حين رفض بدايةً إدخال الشاحنات، ثم استهدف نقاط تأمين المساعدات.
في السياق نفسه، أشار المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع إلى أنّ 87 شاحنة مساعدات دخلت غزة، اليوم الاثنين، مؤكداً أنّ غالبيتها نهبت بتواطؤ إسرائيلي مباشر وممنهج.
وبيّن أنّ عملية الإنزال الجوي المحدودة التي نُفِّذت اليوم لم تتجاوز حمولتها نصف شاحنة مساعدات، لافتاً أيضاً إلى أنّ المساعدات "سقطت في مناطق قتال حمراء شرقي حي التفاح وجباليا".
وإزاء ذلك، طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بتدخل دولي فوري وآلية أممية نزيهة لتوزيع المساعدات، "على نحو يحقق مبادئ العمل الإنساني".
وفي استهدافات الاحتلال المتواصلة، استهدف الاحتلال منتظري المساعدات قرب مفترق النابلسي، غربي مدينة غزة، حيث أُصيب نحو 70 شخصاً بجروح متفاوتة.
كذلك، شنّ الاحتلال قصفاً مدفعياً على حيي الزيتون والشجاعية، شرقي مدينة غزة، وألقى قنابل إنارة في أجواء الأخير.
واستشهد شخص بينما أُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف حي الصبرة، جنوبي مدينة غزة.
أما في وسط القطاع، فاستهدف الاحتلال شمالي مخيم النصيرات عبر القصف المدفعي وإطلاق النار الكثيف من الآليات. واستشهد 5 أشخاص في المخيم، بينهم طفلان، من جراء استهداف الاحتلال خيمةً تؤوي نازحين.
وشنّ غارةً على بلدة السوارحة، غربي النصيرات، وأخرى على شرقي مخيم البريج.
وانسحبت الاستهدافات الإسرائيلية على جنوبي قطاع غزة، حيث استشهد 16 شخصاً وأُصيب العشرات من منتظري المساعدات بعد أن استهدفهم الاحتلال قرب محور "موراج"، شمالي رفح.
واستشهد طفل من جراء قصف إسرائيلي على بلدة عبسان الكبيرة، شرقي خان يونس. وتم تسجيل شهيدة أيضاً، متأثرةً بجروح أصيبت بها نتيجة قصف إسرائيلي على منطقة المواصي غربي المدينة، و3 شهداء وجرحى في غارة على خيمة ثانية.
يُذكر أنّ وزارة الصحة في غزة، كانت قد أعلنت ارتفاع حصيلة حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع إلى 59.921 شهيداً و145.233 جريحاً، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وبلغ عدد الضحايا منذ استئناف الاحتلال حرب الإبادة، في الـ18 من آذار/مارس الماضي، 8.755 شهيداً و33.192 جريحاً.
وخلال الساعات الـ24 الماضية، وصل إلى مستشفيات القطاع 100 شهيد، 2 منهم استشهدوا قبل مدة وانتشلت جثامينهم، و382 إصابة.
وفي غضون ذلك، لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وسط تعذّر وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، بفعل تراكم الأنقاض والاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة.
وفي السياق نفسه، أعلنت الوزارة وصول 25 شهيداً وأكثر من 237 جريحاً إلى المستشفيات بعد أن استهدفهم الاحتلال خلال انتظار المساعدات، ليرتفع إجمالي ضحايا لقمة العيش إلى 1.157 شهيداً وأكثر من 7.758 إصابة.
وتم تسجيل 14 شهيداً خلال الساعات الـ24 الماضية، نتيجة حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال، ليصبح العدد الإجمالي لشهداء التجويع 147، بينهم 88 طفلاً.
*الصورة من صفحة الغوابي عبر موقع اكس
57 مشاهدة
30 يوليو, 2025
33 مشاهدة
30 يوليو, 2025
93 مشاهدة
28 يوليو, 2025