مونتريال- دارين حوماني
نظّم أبناء الجالية السورية في مونتريال وقفة احتجاجية في ساحة الفنون Place Des Arts في مونتريال يوم السبت 26 تموز/ يوليو 2025 تحت شعار "سلام على وطن مزقته الحروب الطائفية، وسلام على سوريا التي تُنتزع منها الحياة" داعين لرفع الصوت عاليًا "من أقصى شمال سوريا إلى جنوبها النازف في السويداء، من أجل شعب أنهكه الصمت والألم". وقد ألقى عدد من الناشطين كلمات أطلقوا فيها نداءات إنسانية وعبّروا فيها عن صرختهم المدوية تجاه المأساة التي تعيشها الأقليات في سوريا، لا سيما في محافظة السويداء، مطالبين المجتمع الدولي بكشف الحقائق ومحاسبة المسؤولين عن المجازر، ودعم السلام والعدالة لجميع السوريين.
وعقب الوقفة الاحتجاجية سار المتظاهرون في شوارع مونتريال، رافعين شعارات "أوقفوا قتل الأبرياء في السويداء"، "أوقفوا التطهير العرقي في السويداء"، "فكوا الحصار عن السويداء"، "الأطفال يستحقون الحياة"، "السويداء تستغيث أنقذوا المدنيين"، "احموا الدروز"، "السويداء تحتاج للغذاء، للماء، للدواء ولفتح الحدود"، وغيرها من الشعارات.
كلمات للناشطين
عليا أبو طافش: ما يحدث في سوريا اليوم ليس مجرد حرب، بل هو محو ممنهج للهوية والتاريخ
تحدثت الناشطة علياء أبو طافش، عن ألمها الشخصي مؤكدة أن "الجرح الذي أحمله في قلبي وعائلتي وشعبي عميق جدًا". وأوضحت أنها فقدت في مذبحة وحشية عميها وابنه، وهما مدنيان درزيون لم يكونا مسلحين، وقد قُتلا بدم بارد لمجرد هويتهما الطائفية.
وأضافت "هذه القصة ليست الوحيدة فمنذ آذار/ مارس 2025، شهدت سوريا تجددًا مروعًا للعنف الطائفي الذي يستهدف الأقليات الدينية - الدروز والمسيحيين والعلويين والأكراد وغيرهم ممن عاشوا جنبًا إلى جنب في سلام لآلاف السنين".
وتابعت: "في المدن الساحلية اللاذقية وطرطوس وريف حمص وحماة، أُبيدت عائلات علوية بأكملها. رجال ونساء وأطفال ذُبحوا، منازل أحرقت، قرى مهجورة، أمهات ثكالى، نساء اختطفتهن الفصائل الإرهابية. هذه العناوين التي لا يراها أحد".
وأشارت إلى أن الجماعات الإرهابية "حوّلت سوريا إلى ساحة معركة للكراهية"، مذكرة بما جرى في تموز/ يوليو حين دُمرت السويداء، واقتحمت الجماعات المسلحة البلدات والقرى بلا رحمة، لا لكبار السن ولا للأطفال".
واعتبرت أن هذا "لا يتعلق فقط بالدروز"، مضيفة "في دمشق، قُصفت كنيسة بينما كان المسيحيون يتجمعون للعبادة. وفي الحسكة والقامشلي، طُرد المسيحيون قسرًا من منازلهم، واختطف بعضهم، وقُتل آخرون. دُنست الكنائس والأديرة القديمة، ألفي عام من التراث المسيحي مُحيت في ثوانٍ".
وأضافت: "ما يحدث في سوريا اليوم ليس مجرد حرب، بل هو محو ممنهج للهوية والتاريخ، للمجتمعات التي صمدت أمام اختبار الزمن.. نسير لتذكير العالم بأن حياة الأقليات في سوريا مهمة. وأنه لا ينبغي لأي طفل أن يكبر وهو يخشى طرق الباب. وأنه لا ينبغي لأي عائلة أن تدفن أحباءها تحت نيران الأسلحة أو الأنقاض".
وختمت أبو طافش بنداء إنساني إلى الحكومة الكندية "للاعتراف بهذه الفظائع علنًا؛ الضغط على الهيئات الدولية للتحقيق في هذه المجازر؛ توفير مسارات اللجوء لأولئك المعرضين للخطر، والأهم من ذلك كله، دعم جهود المصالحة وبناء السلام التي تحمي جميع السوريين - بغض النظر عن معتقداتهم أو عرقهم أو خلفيتهم".
ربى ياغي: سوريا لا تبنى بالسلاح والانقسام، بل بالتآخي والوحدة
من جانبها، قالت الناشطة ربى ياغي: "نجتمع هنا لنصرخ مع من لا صوت لهم، مع من حوصروا بالرصاص والجوع والمرض، مع السويداء التي تنزف كما نزف الساحل والدويلعة، مع سوريا كلها التي تعيش منذ أكثر من عقد حربًا ليست حرب شعب، بل حربًا على الشعب".
وأكدت أن "الوجع لا يحمل هوية، والموت لا يميز بين درزي وسني ومسيحي وعلوي وكردي. في سوريا كلنا فقدنا، كلنا تألمنا، وكلنا ندفع ثمن حروب فرضت علينا".
وأضافت: "هناك عائلات أبيدت، وهناك شبه دولة مستبدة، وميليشيات طائفية، وتجاهل دولي. وسط هذا الخراب، تبقى بارقة أمل بكم جميعًا لتساهموا في رفع الحصار بالكلمة أو بالعمل".
واعتبرت ياغي أن "هناك شبه دولة مستبدة محرمة 6 وميليشيات طائفية وتجاهل دولي، هناك دماء تُسكب على ترابها الذي جمع يومًا السوربين وحماهم من بطش النظام الهارب".
وأردفت: "نؤمن أن سوريا لا تبنى بالسلاح، بل بالتآخي، ولا تبنى بالانقسام، بل بالوحدة، ولا تُبنى إلا بالعدالة وحرية الفكر. هذه هي سوريا الإنسان، وسوريا الحياة التي نحلم بها، لا سوريا المقابر".
هشام السعدي: من سيكون الضحايا القادمون؟
بدوره، انتقد هشام السعدي الجرائم التي ارتكبت ضد مختلف الأقليات في سوريا، قائلًا: "يا للعار، يا لها من فضيحة! ما بدأ بجرائم انتقامية ضد العلويين في اللاذقية وطرطوس، تواصل بالجرائم المنظمة ضد الدروز في ضواحي دمشق، وضد المسيحيين في كنائس دمشق، والآن ضد الدروز والمسيحيين في السويداء".
وأضاف: "من سيكون الضحايا القادمون؟ ربما الأكراد والمسيحيون في القامشلي وحسكة، وحتى السنة المعتدلين يتعرضون للسخرية".
وأوضح أن "الكثير من السوريين المسالمين في السويداء يشعرون بالصدمة من فظاعة الجرائم التي يرتكبها بعض مواطنيهم والحكومة التي من المفترض أن تحمي جميع رعاياها، حتى أنهم يخشون مستقبلهم المشترك".
وقال: "من العار أن يقول العدو التاريخي لسوريا، الذي يحتل جزءًا من أراضيها، للعالم إن تدخل هذا الجيش في الشأن السوري الداخلي والضربات التي ينفذها ضد دمشق مبررة بحجة حماية هؤلاء المواطنين السوريين من حكومتهم ومن جزء من مواطنيهم".
وأضاف "بعد أكثر من نصف قرن من الحكم الاستبدادي، وعدت الحكومة المؤقتة الجديدة بتحقيق الحرية. لكنها مسؤولة بشكل مباشر أو غير مباشر عن المجازر التي ارتكبت ضد سكان سوريا. فيكتور هوغو قال إن الحرية تبدأ حيث ينتهي الجهل. بمعنى آخر، إعطاء الحرية لجاهل هو كإعطاء سلاح لمريض نفسي. فإذا كانت هذه الجرائم التي يرتكبها الجهلاء هي الحرية الموعودة، فنحن لا نريد هذا النوع من الحرية".
وختم بندائه إلى كندا قائلًا: "بالنيابة عن المدنيين المحاصرين في السويداء، الذين لا طعام لهم ولا دواء، نطالب كندا بالضغط لإنشاء معبر إنساني رسمي باتجاه الأردن، ليكون معبرًا حدوديًا رسميًا ثانيًا بين البلدين".
وكان لصدى أونلاين حديث مع منظمّين للتظاهرة وعدد من المعتصمين.
فيصل منشد: ما حصل هو تصفية على أساس طائفي وديني
قال أحد منظّمي التظاهرة، فيصل منشد: "جميعنا، نحن السوريين الوطنيين الشرفاء، وعلى مدار أربعة عشر عامًا، كنّا نطمح إلى قيام دولة ديمقراطية مدنية، تحترم حقوق جميع مواطنيها، دون تمييز بين أكثرية أو أقلية".
وأضاف: "ما حدث بدأ في الساحل، وها هو يصل اليوم إلى السويداء. ما جرى هو عملية تصفية ممنهجة لمجموعة من الناس، لم يفعل شيئًا أبناء السويداء سوى أنهم هتفوا بحب الوطن، وطالبوا بأن يكون وطنًا موحدًا، يتمتّع فيه الجميع بحقوق المواطنة المتساوية".
وأوضح أن ما حصل هو "تصفية على أساس طائفي وديني، وقد شاهد الجميع الفيديوهات الموثّقة التي توضح ما جرى في السويداء".
وتابع: "نحن لا نتحدث بلسان طائفة واحدة، ولا باسم الدروز فقط، بل باسم جميع أبناء سوريا. قلوبنا جميعًا سوريّة، ولا أحد منا يطالب بالانفصال عن الدولة، بل نطالب بدولة ديمقراطية مدنية تحفظ حقوق الجميع بلا استثناء".
ريماز صالح الحلبي: نحن هنا صوت واحد: كل السوريين واحد... الشعب السوري واحد
ومن جهته، قال ريماز صالح الحلبي، وهو أحد منظّمي الوقفة: "نحن اليوم هنا، واقفون وقفة عز وكرامة، لنوجّه رسالة إلى كل السوريين الشرفاء، إلى السوريين الذين ما زال قلبهم على الوطن. لقد تعرّضنا في السويداء لهجمة بربرية، تمامًا كما تعرّض لها أهلنا في الساحل، وكما استُهدفت الكنائس في دمشق. من هنا، يجب أن يكون صوتنا موحّدًا مع كل السوريين الشرفاء".
وتابع الحلبي: "نحن نريد سوريا واحدة. نحن، أبناء السويداء، جزء من سوريا. واللاذقية جزء من سوريا. والمسيحيون، والعلويون، والأكراد، جميعهم مكوّنات أصيلة في سوريا المتنوعة، سوريا الخير".
وختم بالقول: "نحن أهل، نحن إخوة. هذه هي الرسالة التي نريد إيصالها. نرجو أن تكون هذه الرسالة خنجرًا في وجه كل القنوات التي تحاول تمزيق وحدة السوريين. نحن هنا صوت واحد: كل السوريين واحد... الشعب السوري واحد".
بسمة عبيد: نزل على أرض السويداء مئة ألف مقاتل. معظمهم ليسوا عربًا، لا يتكلمون العربية
قالت بسمة عبيد وهي إحدى المعتصمين في التظاهرة وقد وصلت إلى كندا قبل عام ونصف بعد إقامتها في الإمارات مع أولادها في دبي: "أتيت إلى هنا لأن العودة إلى السويداء أصبحت مستحيلة، فالحياة فيها لم تعد ممكنة".
وأضافت: "وللأسف الشديد، أقول إن السويداء ليست مجرد منطقة، بل هي سوريا كلها. في الحقيقة، سوريا هي أمّنا وأبونا، هي انتماؤنا ومحبتنا، لكن الله وحده يعلم من شرّدنا وفرّقنا وزرع الفتنة بين الطوائف".
وتابعت: "أنا من جيل الخمسينيات، يا ابنتي. عشت مع المسيحي والسني والكردي والعلوي والأرمني حياة مشتركة في السويداء. كانت بيوتنا بيوتًا للجميع، وبيوتهم بيوتنا. كنّا نحتفل معًا بالأعياد، نفرح معًا، نذهب إلى المدرسة معًا ونعود منها معًا. تعلّمنا على المقاعد ذاتها، ولم يسأل أحدنا يومًا: ما هو دينك؟ أو من أي طائفة أنت؟".
وأكدت: "كنا نؤمن أن الدين لله والوطن للجميع. هذا ما قاله سلطان باشا الأطرش عندما قاد الثورة السورية الكبرى، وجدي، رحمه الله، كان أمين سرّ الثورة ورافقهم. كان الشعار سائدًا بأن الدين لله والوطن للجميع، وسوريا قوية باتحاد طوائفها كلها".
وتابعت: "كنّا مثل البروكار الحلبي، ما أجمله من نسيج متجانس. ثم جاء الغزاة: همج، غجر، تتار، ومغول هذا العصر، جاءوا لخراب سوريا، لا لقتل الدروز فقط. بدأوا من الساحل، بقتل العلويين، ثم انتقلوا لحرق الغابات وتدمير الجمال في اللاذقية".
وأردفت: "هاجموا الكنائس، فجّروها وأحرقوها. دخلوا إلى كنيسة في دويلعة بدمشق، فجّروها، ولو لم يتدارك الله الأمر، لوقعت مجزرة ضخمة. اكتُشف الانتحاري قبل أن يفجّر نفسه، فقُتل، لكننا فقدنا أكثر من خمسين شهيدًا هناك، وكانت الكارثة ستكون أفظع لو فجر نفسه داخل الكنيسة".
واستطردت: "وآخر فظائعهم، حين هاجموا السويداء، نزل على أرضها مئة ألف مقاتل. ثلاثة أرباعهم ليسوا عربًا، لا يتكلمون العربية، من جنسيات مختلفة: أوزبكستان، أذربيجان، وغيرها. دخلوا فقتلوا ونهبوا وبشّعوا في التصفية. لم يرحموا طفلًا، ولا أمًّا، ولا شيخًا. أذلّوا الناس وقتلوهم، رغم أن شبابنا وأبطالنا دافعوا عن الأرض، وقدّموا دماءهم فداء للسويداء".
وأضافت: "وبعون الله وبفضل الشرفاء، استطعنا في النهاية إخراجهم من حدود السويداء ومن القرى، لكن يا ابنتي، هناك 120 ألف عائلة تُركت بلا مأوى. القرى الواقعة غرب السويداء وشمالها، على طريق دمشق، كلها أُحرقت ودُمّرت. ما حدث كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، للأسف الشديد".
وختمت: "أنا، منذ أن وعيت على هذه الدنيا، لم أسمع، ولا قرأت في التاريخ، عن إجرام بهذه الوحشية. نحن نحاول أن نناشد الضمير الإنساني، لأننا فقدنا الأمل في الهيئات والمنظمات والدول. لم يبقَ لنا إلا أمل في الله والإنسانية".
حافظ أبو طافش: نتعرّض لحرب إبادة ممنهجة
وقال حافظ أبو طافش لصدى أونلاين: "نحن، كأقليات موجودة في سوريا، نتعرّض لحرب إبادة ممنهجة. سبق أن تعرّض لها إخوتنا العلويون في اللاذقية منذ فترة، ثم استهدفت الدروز في جرمانا وأشرفية صحنايا، لتنتقل بعد ذلك إلى مرحلة أكثر عنفًا في السويداء، حيث قُتل ما يقارب 900 شخص، من بينهم أطفال ونساء ومدنيون عزّل، إضافة إلى أولئك الذين كانوا يدافعون عن أنفسهم".
وأضاف: "وقد حدث كل ذلك تحت ذريعة الحفظ على الأمن، في حين أن الوسائل التي استُخدمت ضد أبناء محافظة السويداء كانت وحشية إلى أبعد الحدود: قتل، ضرب، حرق. لم يكن هناك أي احترام للسنّ، ولا تمييز بين طفل أو امرأة أو شيخ. كان هدفهم الدخول إلى المنازل، قتل من فيها من رجال ونساء وأطفال، سرقة الممتلكات ثم إحراقها".
واختتم بالقول: "هذا ما تعرّضنا له من قبل هذه الحكومة السيئة، ومن يساندها من الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة داعش. في هذه الحرب، خسرنا جميعًا الكثير. كل من قدّم روحه شهيدًا في سبيل العرض والكرامة والأرض هو خسارة لنا جميعًا. أما على الصعيد الشخصي، فقد خسرتُ أخي، وكان في الثالثة والخمسين من عمره، وابنه الذي لم يتجاوز التاسعة عشرة".
وليد الشوفي: نحتج على سياسة الجولاني، على سياسة الإرهاب التي ينتهجها، وعلى التهميش الذي يمارسه
بدوره، أكد لنا وليد الشوفي أن "الوقفة، أولًا، هي احتجاج على المذابح التي ارتكبها الجولاني وعصابته في السويداء وفي عموم سوريا، وليس في السويداء فقط. نحن نحتج أيضًا على المجازر التي ارتُكبت بحق إخوتنا في الساحل، وضد المسيحيين في دمشق. ونحتج على سياسة الجولاني بشكل عام، على سياسة الإرهاب التي ينتهجها، وعلى التهميش الذي يمارسه بحق جميع الفئات دون استثناء".
وأضاف: "طبعًا، وقفتنا هذه ليست طائفية على الإطلاق، وليست صادرة عن طائفة ضد طوائف أخرى، أو ضد طائفة بعينها. نحن نحترم الطائفة السنية، ونقف مع الطائفة السنية المعتدلة، التي كانت دومًا الحاضن الحقيقي للشعب السوري كلّه".
وأوضح: "أما الجولاني، فقد ارتكب جرائم قتل، وهو لا يمثّل الطائفة السنية بأي شكل من الأشكال، بل هو مجرم حرب وإرهابي يجب محاسبته هو وعصابته بأكملها".
وسيم هندي المغوش
من جهته، عبّر وسيم هندي المغوش، من قرية محارتين في السويداء، عن تضامنه قائلًا: "نحن واقفون هنا اليوم تضامنًا مع السوريين الحقيقيين داخل سوريا، وتضامنًا مع أهلنا في السويداء الذين تعرّضوا للدمار والتشريد، ويواجهون محاولة إبادة جماعية غير مقبولة بأي شكل من الأشكال".
وأوضح: "لا شك أن في سوريا شرفاء كُثُر لا علاقة لهم بسفك الدم السوري، لكن يجب أن نقف جميعًا، وأن نوصل صوتنا للمطالبة بوقف هذه الإبادة التي تُرتكب بحق السويداء".
وأضاف: "لقد دمّروا منازلنا. قريتي –محارتين– سُلِبت منّا، ولم أتمكّن من العودة إليها حتى اليوم".
وتابع: "نحن أهل، نحن إخوة، ونحن سوريون في نهاية المطاف. أنا سوري، ودم السوري على السوري حرام. كل دم يُسفك في سياق القتال والإبادة هو حرام، لكن ما يجري اليوم غير مقبول إطلاقًا".
خالد فرج: نحن الدروز، ضحايا جدد في سلسلة طويلة من المجازر
كما تحدثنا مع خالد فرج من السويداء فقال: "اجتماعنا اليوم يهدف فقط إلى إيصال صوتنا إلى العالم بأسره، بشأن المجازر التي ارتُكبت بحق السوريين. ويؤسفني أن أقول ذلك بهذه الكلمات: نحن الدروز، ضحايا جدد في سلسلة طويلة من المجازر. فقد سبق أن تعرّض إخوتنا في الساحل لمجازر مؤلمة، ثم إخوتنا المسيحيون، وها نحن اليوم نشهد مجازر تُرتكب بحق أهلنا. لقد قُتل الأطفال، قُتلت النساء، قُتل الشيوخ، أُحرقت البيوت ودُمّرت".
وأشار إلى أن "المؤلم أن هذه الجرائم تُرتكب من قبل سوريين مثلنا، ممن يُفترض أنهم يمثلون الحكومة".
وأكد: "نحن هنا اليوم لنُسمع صوتنا للعالم، نطالب بحماية أطفالنا وأهلنا، ونطالب بممر آمن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السويداء، سواء من الأردن أو بأي وسيلة ممكنة. فهناك، في السويداء، لا ماء، لا كهرباء، لا إنترنت، لا دواء، ولا طعام. الوضع مأساوي جدًا".
وختم بنداء إلى "كل أصحاب الضمير من إخوتنا السوريين، لا سيما من الطائفة السنية المعتدلة، أن يرفعوا الصوت معنا، وأن يساعدونا في إيصال ندائنا إلى العالم، فقط لإنقاذ السويداء".
يوسف الحكيم: نطالب بوقف الحصار عن السويداء
ومن جانبه قال لنا أحد المعتصمين، يوسف الحكيم: "السوريون، من دروز ومسيحيين وعلويين وأكراد، يجتمعون اليوم للمطالبة برفع الحصار عن السويداء، ووقف المجازر المرتكبة بحق أطفالها وشيوخها. إنهم يطالبون بفتح ممر إنساني لإدخال المياه، وحليب الأطفال، والأدوية".
وأضاف: "رجال الجولاني دمّروا المستشفى، وقتلوا الجرحى داخله، وأخرجوا المرفق الطبي عن الخدمة. ونحن نطالب بإيصال الأدوية والإسعافات الأولية ووقف الحصار فورًا".
وأشار إلى أن "الناس الآن في السويداء بحاجة ماسّة إلى حليب الأطفال، إلى المياه، وإلى الغذاء. نناشد هيئة الأمم المتحدة بالتدخّل العاجل، فالحاجة الإنسانية طارئة وشاملة لكل متطلبات الحياة".
عادل حجار: كلنا واحد. كلنا سوريا
وعبّر عادل حجار عن تضامنه قائلًا: "أردنا من كندا أن نشارك أهلنا المأساة التي يتعرضون لها من هجمة بربرية همجية. قتلة الصغير والكبير، الشيخ والمرأة. ونحن معهم قلبًا وقالبًا. وهذا تعبير بسيط عما نشعر به تجاههم".
وأضاف: "هذه هجمة بربرية داعشية، منظمة من قبل الدولة، ومن قبل الجولاني بشكل خاص. لكننا أقوى منهم، لنا كرامة، لنا وجود، ولنا حياة. مستحيل أن يكسرونا. مستحيل أن يكونوا أعداء لنا. نحن سوريا بالهدف، إذا كانت سوريا موحدة، وإذا كانت سوريا مدنية، فستكون للجميع، لكل الفئات، ولكل الطوائف. لا وجود للأقليات".
وتابع: "لا يوجد لدينا داعشيون، ولا سواحل، ولا جنوبيون. كلنا واحد. كلنا سوريا، وسنبقى سوريا، وجهتنا دمشق".
الصور من دارين حوماني ـ صدى اونلاين*
495 مشاهدة
27 يوليو, 2025
741 مشاهدة
22 مارس, 2024
634 مشاهدة
21 فبراير, 2024