دافع المجلس الوطني للمسلمين كندا (NCCM) بشدة عن عمدة تورونتو أوليفيا تشاو بعد تعرضها لهجوم واسع من جماعات مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي طالبتها بالاعتذار أو حتى بالاستقالة، إثر وصفها ما يجري في غزة بأنه "إبادة جماعية".

وفي بيان رسمي نشره عبر منصة اكس ، قال المجلس إن تصريح العمدة "ليس مثيرًا للجدل، بل يعكس الحقيقة التي أقرتها أرفع الهيئات الدولية وخبراء دراسات الإبادة الجماعية في العالم". وأوضح البيان أن تشاو "انضمت إلى مئات الشخصيات الكندية البارزة، من نواب وشيوخ وزعماء سياسيين، في الاعتراف بأن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية موثقة بالأدلة". وأضاف المجلس أن كندا يجب أن "تصطف إلى جانب القانون الدولي وحقوق الإنسان، وأن تتخذ مواقف جريئة بدل الاكتفاء بالصمت"، مؤكدًا أن "ما يجري في غزة يتطلب كلمات وأفعالًا معًا".

We want to begin by saying something very clearly.

This weekend, at the NCCM & Islamic Relief Canada gala, the Mayor of Canada’s largest city, stood with us and spoke the truth: that what is happening in Gaza is a genocide.

That truth matters. It matters to the mothers who… pic.twitter.com/op7fAFME3n

— NCCM (@nccm) November 3, 2025

وفي بيان مشترك آخر شدّد المجلس على أن كلمات العمدة تشاو "تعبّر عن الشجاعة الأخلاقية في قول الحقيقة، وأنها ليست مجرد موقف سياسي بل إعلان إنساني يعيد الاعتبار لقيم العدالة". وجاء في البيان: "العمدة لم تقل سوى ما يراه كل من لديه ضمير؛ أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية. قول الحقيقة اليوم ليس خيارًا سياسيًا بل واجب أخلاقي، وزمن الصمت والخوف قد انتهى."

تصريحات تشاو

جاءت تصريحات تشاو خلال مشاركتها في فعالية نظّمها المجلس الوطني لمسلمي كندا (NCCM)، حيث قارنت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة باحتلال اليابان الوحشي للصين خلال الحرب العالمية الثانية. وقالت تشاو في كلمتها: "كانت أمي طفلة في منطقة حرب، وعانت المجاعة عندما غزت اليابان الصين... وعندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، اضطرت وحدها بعد وفاة والدتها إلى الاعتناء بشقيقيها الصغيرين".

وأضافت: "تورونتو، كمدينة عالمية، تشعر بألم ما يحدث في العالم. إن الإبادة الجماعية في غزة تؤثر فينا جميعًا، وسأتحدث دائمًا عندما يعاني الأطفال في أي مكان من الألم والعنف والجوع".

انتقادات من منظمات يهودية

وكانت أثارت تصريحات عمدة تورونتو أوليفيا تشاو التي اتهمت فيها إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة موجة واسعة من الانتقادات والدعوات إلى الاعتذار أو الاستقالة.

وصف أفي بن لولو، رئيس "مبادرة السلام العالمي إبراهيم" (AGPI)، تصريحات تشاو بأنها "متهورة وغير مسؤولة"، معتبراً أنها تغذّي الكراهية ضد اليهود وتنشر "معلومات مضللة" حول الحرب في غزة. وانتقد أيضًا تجاهلها "فظائع حماس" في حديثها.

من جهته، قال ريتشارد روبرتسون من منظمة "بناي بريث كندا" إن العمدة "تؤجّج الانقسام بدل أن تعمل على تهدئة التوترات في المدينة"، معتبرًا أن كلامها "يشرعن استخدام القضايا الدولية لتبرير الكراهية محليًا"، خاصة في ظل ارتفاع جرائم معاداة السامية في كندا بنسبة 124% منذ عام 2022.

أما مؤسسة مكافحة معاداة السامية الكندية، فوصفت تصريحات تشاو بأنها "إهانة مقصودة" وطالبتها بالاستقالة، مؤكدة أن "الإبادة الوحيدة في غزة هي مجزرة حماس بحق الإسرائيليين في 7 أكتوبر 2023"، محذّرة من أن كلماتها "تعرّض الجالية اليهودية في تورونتو لمزيد من الخطر".

دعوات للتركيز على شؤون المدينة

داخل مجلس بلدية تورونتو، وجّه أعضاء أيضًا انتقادات للعمدة، حيث قال العضو براد برادفورد إنها يجب أن "تركّز على قضايا المدينة وسلامة سكانها، بدل الخوض في صراعات خارجية تبعد آلاف الكيلومترات".