متابعة عمّار هادي - صدى اونلاين
تحاول بعض الابواق إيقاع الفتنة في كيبك بين اتباع الديانات السماوية الا ان تحقيقا لوكالة الصحافة الفرنسية أواخر الشهر الماضي خيّب آمال هؤلاء ووضع حدا لفتنة يراد ان تنتشر بين الكيبكيين ووضع المزيد من الضغوطات على المسلمين في كيبك.
فقد قامت وكالة الصحافة الفرنسية بإجراء تحقيق حول مزاعم قيام كاتدرائية نوتردام في مونتريال بقرع أجراسها عمدًا للتشويش على مجموعة من المسلمين أثناء أدائهم الصلاة في ساحة عامة امام الكنيسة، في خلال تجمع أقيم هناك دعما لفلسطين ورفضا للمجازر والابادة التي ترتكب في قطاع غزة ضد المدنيين الفلسطينيين.
ففي تقرير لها هذا الأسبوع ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان كاتدرائية نوتردام في مونتريال نفت صحة المزاعم المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تدّعي أنها قرعت أجراسها عمدًا للتشويش على مجموعة من المسلمين أثناء أدائهم الصلاة في ساحة عامة قريبة من الكنيسة، مؤكدة أن الأجراس تُقرع تلقائيًا كل ساعة، ضمن جدول منتظم.
وأشار تقرير الوكالة الى انه " يُظهر مقطع فيديو نُشر بتاريخ 24 يوليو على إنستغرام مجموعة من الأشخاص وهم يؤدون الصلاة، بينما يُسمع صوت أجراس الكنيسة بصوت مرتفع في الخلفية، في مشهد اعتبره البعض "ردًا" من الكنيسة على الصلاة الإسلامية التي رُفعت خلالها أعلام فلسطينية .
لكن متحدثًا باسم الكنيسة صرّح لـلوكالة في 29 يوليو أن "الكنيسة غير معنية بهذه التجمعات، والتي تُعد ممارسة مشروعة لحرية التعبير في مكان عام رمزي"، مشددًا على أن "الأجراس تُقرع تلقائيًا في رأس كل ساعة، وأن الفيديو المتداول صُوّر على الأرجح في تمام الساعة السادسة مساءً — وهي آخر ساعة تُقرع فيها الأجراس يوميًا وفق جدول الكنيسة الرسمي".
وكان رئيس حكومة كيبيك، فرانسوا لوغو، قد أثار جدلًا في ديسمبر 2024 حين دعا إلى فرض حظر على الصلاة في الأماكن العامة، في تصريح وصفه "المنتدى الاسلامي الكندي في حينها " بأنه "تمييز واضح ضد المسلمين في كيبيك". واعتبر المنتدى الإسلامي الكندي ان هذه السياسات تقود نحو تقييد الفضاءات الدينية.
كما أعربت جهات دينية مسيحية ويهودية عن رفضها لمقترح الحظر، مؤكدة أن "الصلاة ليست خطيرة"، وفق تعبير رسالة مشتركة لأساقفة كاثوليك في المقاطعة.
يشار الى ان مجموعة مونتريال من اجل فلسطين M4P تنظم كل احد تظاهرة من اجل غزة يشارك فيها اعداد كبيرة من الكيبكيين حيث تختار كل اسبوع امكنة مختلف من بينها Place Jean-Paul-Riopelle ، Place Des Arts ،القنصلية الامريكية ،القنصلية الصهيونية ، Square Phillips ، Dorchester Square و كنيسة نوتردام.
محاولة لتصوير المسلمين كجهة معتدية أو مستفزة
يُحسب لوكالات مثل AFP وCanadian Press قيامهما بتفنيد الادعاءات الكاذبة. في زمن تنتشر فيه الفيديوهات المضلّلة بسرعة، حيث تبرز الحاجة إلى وسائل إعلام مهنية تُظهر الحقيقة وتفكك الأكاذيب وحفظ التماسك الاجتماعي وصيانة التعددية . فالزعم من قبل بعض الاطراف بأن المصلين المسلمين كانوا يحاولون "ترهيب الكاثوليك" يعكس محاولة لتصوير المسلمين كجهة معتدية أو مستفزة، رغم أن الصلاة كانت سلمية، وجاءت في سياق تجمع احتجاجي متّصل بالقضية الفلسطينية. هذا الخطاب الإعلامي يشيطن الممارسة الدينية ويقوّض شرعيتها ويهدد التسامح والتنوع في المجتمع .
كما ان أداء الصلاة أمام كاتدرائية نوتردام ليس عدوانًا او تجاوزا ، سيما ان وجود علم فلسطين يربط هذا التعبير الديني برسالة تضامن سياسي مع شعب يتعرّض للإبادة.
ومن المهم الإشارة إلى أن العديد من الأصوات داخل المجتمع الكاثوليكي واليهودي في كيبيك عبّرت عن رفضها للقيود الدينية المفروضة على المسلمين. هذا الامر يفتح الباب أمام تحالفات عابرة للأديان للدفاع عن حرية العقيدة ورفض الإسلاموفوبيا المقنّعة بالعلمانية.
*الصور من عمار هادي صدى اونلاين
167 مشاهدة
02 أغسطس, 2025
138 مشاهدة
02 أغسطس, 2025
241 مشاهدة
18 يوليو, 2025