صدى اونلاين ـ مونتريال
تغترب العائلات بحثًا عن الأمن والأمان والمستقبل الأفضل لأطفالها، فما الذي يحدث عندما يتحول هذا الأمان إلى قلق وهاجس يسيطر على من ترك بلاده واختار أن يتمسك بقوة بما تبقى لديه من عادات وتقاليد، رافضًا الذوبان في مستنقع ألوانٍ يُرادُ منهُ أن يجذبَ أولادنا نحو الحضيض.
ما ذكرناه هو بالتحديد ما يسيطر على معظم العائلات في الجالية الإسلامية عمومًا واللبنانية خصوصًا، والأخطر أنَّه يلاحق أبناءنا وبناتنا إلى المدارس الكندية حيث يتم فيها تقديم مادة التربية الجنسية، في محاولة تذويب تعاليمنا الدينية وحرماننا من حقنا في حماية أطفالنا من فرض المثلية الجنسية عليهم.
أمام هذا الواقع وما يرافقه من تحديات يصبح التحرك من أجل أبنائنا حاجة ملحّة خاصة لمن يستطيع أن يساند ويُبدِع في إيجاد الحلول، وهو ما نجحت به أكاديمية نور التي أخذت على عاتقها دمج التعليم الكندي النوعي مع معتقداتنا الدينية الإسلامية، وتقديم الأفضل لأطفالنا سواء على صعيد التربية أو التعليم وذلك في سبيل حمايتهم وتحصينهم من الآفات المجتمعية المنتشرة.
صحيح أنّ أكاديمية نور فتحت أبوابها لأوّل مرة خلال هذا العام الدراسي واستقبلت أبناء الجالية، إلاّ أن العمل على تأسيسها أخذ عامين تقريباً، وفقًا لمديرة الأكاديمية السيدة ديانا موسى التي تحدثت لـ"صدى أونلاين" حول كيفية انطلاقة فكرة تأسيس الأكاديمية، فكشفت أنّها بدأت مع الشيخ محمد نديم، ورئيس مجلس إدارة أكاديمية نور وسام موسى، كانا يتحدثان عن ضرورة تأسيس مدرسة ابتدائية مخصصة للجالية اللبنانية والمسلمة، وبالفعل مضيا في الأمر.
وأشارت في هذا السياق السيدة ديانا موسى إلى صعوبة وتعقيد الخطوة الأولى في تأسيس المدرس والتي تتطلب الحصول على إذن من وزارة التعليم، ووجوب أن يكون المتقدّم للحصول على الإذن مجاز وحاصل على ماجستير في التعليم، لذلك عندما طلب منها المساعدة في هذه الخطوات لم تتردد ووافقت لمعرفتها بأهمية الخطوة تحديدا في هذه المرحلة ولخبرتها الطويلة التي تمتد لأكثر من 8 سنوت في مجال الإدارة والتعليم. وحول التحديات التي واجهتهم في هذه المرحلة كشفت السيدة موسى أنّ جلب التمويل للمؤسسة شكّل الجزء الأصعب لأنه ضروري كي يتم الحصول على موافقة الوزارة.
تعليم نوعي ركيزته إسلامية... شعار أو هدف.
تضيف مديرة أكاديمية نور لموقعنا أن اعتمادها التعليم النوعي ليس شعارًا ولا حتى هدفاً، إنَّه أسلوب تربية اعتمدته منذ اللحظة الأولى لتأسيس المدرسة، حيث وضعت نصب أعينها قاعدة متينة مبنية على تعليم نوعي تقدمّه معلمّات متمرسات ذوات خبرة طويلة في مجال التعليم، مُخْتَصِرَةً بذلك مشواراً طويلاً في مراكمة الخبرات الأساسية، لتسعى إلى الارتقاء نحو التميّز.وشددت في أكثر من مناسبة خلال حديثها معنا، على أن التمويل الذي استطاعت أن تجمعه من المانحين وأبناء الجالية، جعلته حصراً للعملية التعليمية والمستلزمات الضرورية، وباقي التحضيرات كلها كانت عبارة عن عمل تطوعي. مشددة على ضرورة أن تعرف الجالية أنّ المدرسة منظمّة بشكل احترافي والمراقبة لأدائها عالي جداً.
صور نمطية تلازم التجارب الأولى
غالباً ما تخضع التجارب الأولى للتعليقات النمطية، التي تؤطر من حجم الجهد والتعب المبذوليْن في أي عمل يتم تأسيسه في محيط معيّن. وهو ما مرّت به أيضًا أكاديمية نور التي اعتُبِرت من قبل البعض أنّها متواضعة لجهة النتائج التي ستقدّمها، الأمر الذي دفع عدد كبير من أبناء الجالية إلى التردد في تسجيل أبنائهم بانتظار النتائج الدراسية التي سيقدمها طلبة المدرسة.
في المقابل وضع عدد كبير من أبناء الجالية اللبنانية ثقتهم في الأكاديمية والإدارة والكادر التعليمي، وقدّموا لهم الدعم المطلوب للمضي قدّمًا، من خلال إعطائهم فرصة ترجمة جهودهم إلى نتائج إيجابية تنعكس على تربية وتعليم أطفالهم. وتَعِدُ مديرة أكاديمية نور في هذا السياق الأهل بأنَّ نجاح أطفالهم وتقدمّهم هو أمر مضمون لا جدل فيه، كما تعدّ أيضا بأنّ تكون أكاديميتها الأفضل في مونتريال خلال سنوات قليلة فقط.
ووفقا للسيدة ديانا موسى فإنّ ما يعيق تطوّر المدرسة بالسرعة التي تريدها هو التمويل، لأنّ أكاديميتها ليست مدعومة من قبل حكومة كيبيك ولن تكون كذلك، بسبب أن القانون الذي كان يخوّل المدارس الخاصة الحصول على منح مالية عن كل طالب تم إلغاؤه وبالتالي فقط المدارس التي كان يسري عليها هذا القانون يحق لها أن تستفيد. والنقطة الأبرز التي شددت عليها السيدة ديانا هو أن أكاديمية نور تمتلك رخصة من وكالة الإيرادات الكندية، وبالتالي فلها الحق في إعطاء وصولات عند التبرع بالمال للمؤسسة، ومن خلال هذه الايصالات يمكن استرداد جزء كبير من المال المدفوع، والأمر ينطبق على أقساط الطلبة في المرحلة ما قبل الابتدائية.
لمن يريد التبرع للأكاديمية عبر الرابط التالي https://academienour.org/fr/don-donate/
أكاديمية نور مدرسة إسلامية... ومنهاج نوعي تفاعلي
صحيح، مدرستنا إسلامية بامتياز، كما تقول السيدة ديانا موسى، وفي منهاجها التعليمي تحرص كل الحرص على قراءة الفاتحة والأدعية صباحاً، بالإضافة إلى تعليم القرآن الكريم واللغة العربية مرتين في الأٍسبوع، ناهيك عن الغرف المخصصة للصلاة، إلاّ أنّنا أيضاً نعتمد أسلوب تعليمي تفاعلي مميز.
وفي هذا السياق أضافت إحدى المدرّسات خلال حديثها عن الطريقة التي تدرّس فيها الطلاب، لتشير إلى أنّها تسعى إلى استخدام أسلوب تفاعلي في العملية التعليمية، وتخولّها خبرة الـ 6 سنوات التي تمتلكها في مجال التعليم في تمكين طلابها من التفاعل والمشاركة، وطرح الأسئلة، والتفكير. وترفض المعلّمة أن يكون الطلبة مجرد متلقين للمادة فقط أو أن يكون هدفهم انجاز الامتحانات والحصول على درجات عالية، تريد أن تتطور معارفهم ومحفزاتهم، فتسعى دائماً إلى تشكيلهم كفرق لمشاركة أفكارهم وعلومهم مع أصدقائهم.
أقساط وصفوف أكاديمية نور
أقساط الأكاديمية مدروسة جدًا، تقريبًا تكلفة الطالب سنوياً 5900 دولار، تتضمن الكتب والمصاريف المدرسية، وبالنسبة لمديرة المدرسة فإنّ هذه الأقساط هي من أجل الحفاظ على خدمات ذات مستوى عالي، وعلى كادر أكاديمي متمرّس ويتمتع بالخبرة الطويلة.
أمّا بالنسبة للصفوف فالمدرسة فيها من الصف الأول حتى الرابع، على أن يتم إنشاء صف الخامس والسادس العام المقبل.
أكاديمية نور بكادرها الإداري والتعليمي تخضع لامتحان من نوع آخر، وهي عازمة على المضي قدماً نحو التفوق والنجاح، رافضة أن يبقى طلبة الجالية أسرى لقيم غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا وديننا. ولكل من يريد أن يخوض التجربة ويمنح ولده فرصة الانضمام إلى أكاديمية نور للدراسة في العام المقبل، تنظم المدرسة بابا مفتوحاً في الحادي عشر من أوكتوبر 2024.
للمزيد حول أكاديمية نور ورسالتها التعليمية زوروا الرابط التالي
https://academienour.org/fr/
55 مشاهدة
03 ديسمبر, 2024
188 مشاهدة
01 ديسمبر, 2024
240 مشاهدة
25 نوفمبر, 2024