دارين حوماني ـ مونتريال
على صفحتها على إنستغرام، كشفت مجموعة SPHR Concordia (طلاب من أجل شرف فلسطين ومقاومتها-كونكورديا) عمّا سمّته "مؤامرة صهيونية لمهاجمة حركة طلاب فلسطين في جامعة كونكورديا".
ويتحدّث منشور SPHR Concordia عن "استئجار إدارة الجامعة لشركتين مملوكتين لإسرائيل، Perceptage International و The Moshav Canada، لمهاجمة ومراقبة طلاب كونكورديا المؤيدين لفلسطين. تم تأسيس وإدارة هاتين الشركتين من قبل ضباط وجنود سابقين وحاليين في جيش الدفاع الإسرائيلي، بعضهم يخدم في الإبادة الجماعية المستمرة في غزة".
ويتابع منشور SPHR:
"توظّف إدارتنا مرتزقة من جيش الدفاع الإسرائيلي. لم يختاروا جانب الإمبرياليين فقط من خلال تعزيز العلاقات مع شركات الأسلحة مثل Lockheed Martin -CAE -Pratt & Whitney -Airbus - Bombardier؛ بل إنهم يتعاونون الآن ويموّلون جنود جيش الدفاع الإسرائيلي بشكل مباشر".
ويذكر المنشور أسماء عدد من العاملين في هذه الشركة:
"هذه قائمة بأسماء 12 مديرًا وعاملًا في هذه الشركة المرتزقة التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي، وهم: آدم كوهين- ماتان مويال- إيال فيلدمان- جمشيد رحماني- إيدن فيليب- ليفي جونسون- غالانت- إتيان هيرفيو- لويس أنطوان رايموند- سام- خوسيه دي لوس ريوس- فينسنت ترامبلاي- فياتسلاف موفيليان".
موقع Perceptage International وموقع The Moshav Canada
اطّلعنا على موقع شركة Perceptage في غوغل، تقول الشركة عن نفسها:
"Perceptage هي شركة استشارات أمنية متخصصة في تقييم التهديدات وتطوير وتنفيذ بروتوكولات الطوارئ ودمج أنظمة الأمان.
نقدّم حلول أمنية سرية وفعالة لمجموعة متنوعة من العملاء - من المؤسسات المالية والشركات الخاصة إلى المدارس والمنظمات غير الربحية وأماكن العبادة.
مع أكثر من عقد من الخبرة العالمية، نركّز على حماية الأكثر عرضة للخطر، والتخصّص في مكافحة التهديدات مثل الإرهاب وجرائم الكراهية.
تضم مجموعة خبرائنا أفرادًا عسكريين سابقين وضباط إنفاذ القانون ومتخصصين في الأمن السيبراني والمزيد".
وعن مؤسّس الشركة آدم كوهين Adam Cohen، يذكر الموقع:
"بعد ثلاث سنوات في جيش الدفاع الإسرائيلي، عمل آدم كقائد محكمة في محكمة منطقة القدس، حيث قاد فريقًا من 30 عميلًا خاصًا مكرسين لحماية القضاة البارزين والمحامين المعرّضين للخطر والمدنيين الذين يحتاجون إلى أمن متخصص.
من عام 2009 إلى عام 2016، أثناء إدارة شركته الاستشارية، عمل آدم أيضًا كمدير وطني للأمن المجتمعي لمركز إسرائيل والشؤون اليهودية (CIJA) ومدير الأمن المجتمعي لاتحاد CJA، حيث أشرف على سلامة المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء كندا".
أما موقع The Moshav Canada فيتبيّن أنه يوجد موقعان يحملان هذا الاسم، وهما نفس الشركة ونفس الشعار، وفيما الأول فارغ، حيث يتضمن صفحة خارجية مع بعض العناوين ولا يوجد أي معلومة في الموقع، ولا يمكن الضغط على أي من العناوين المذكورة.
أما الموقع الثاني فيعرض فيديو يقول بأن الآلاف من اليهود حول العالم والمتعاونون معهم، "هم تحت رحمة الإرهاب والجريمة والمخاطر الأخرى"، وبأن موشاف تقدّم لهم الكشف والمراقبة من قبل محترفين ذو خبرة في التكنولوجيا المتقدمة، كما توفّر كاميرات مراقبة دقيقة وخدمات استشارية وتدريبية، ويعرض الموقع خدماته باللغتين الإنكليزية والعبرية.
كما يذكر الموقع، أنه تم إنشاء شركة Moshav Security Consultants على يد ماتان مويال وجيدي شوهام:
"خدم الرائد ماتان مويال في وحدات الأمن لدولة إسرائيل. ويشمل ذلك كونه مقاتلًا وقائدًا لوحدات أمنية مختلفة، بالإضافة إلى 7 سنوات في قيادة وحدة الأمن الخارجية لسلاح الجو الإسرائيلي.
جيدي شون رجل أعمال من القدس أدار سابقًا تطوير أعمال البلدية بالإضافة إلى العديد من المشاريع الحكومية الضخمة.
إيال فيلدمان، رائد احتياطي في جيش الدفاع الإسرائيلي وقائد غرفة عمليات، مسؤول عن مركز التحكم الأمني في موشاف. وكان أيضًا مستشارًا خاصًا لوزارة الدفاع في إسرائيل".
ردّ جامعة كونكورديا
تواصلنا مع إدارة جامعة كونكورديا للاستفسار عن هذا الأمر، ومعرفة الأسباب الكامنة وراء التعاقد مع هاتين الشركتين، وجاء الردّ من المتحدّثة الإعلامية باسم الجامعة السيدة فانينا ميستراتشي Vannina Maestracci.
تضمّن ردّ فانينا ميستراتشي بأن منشور SPHR غير دقيق، وقالت:
"إن شركة Perceptage هي شركة محلية في مونتريال، تعمل في كيبيك. وكان جميع العناصر الذين قدّمتهم شركة Perceptage إلى كونكورديا من قدامى المحاربين في القوات المسلحة الكندية، كما هي الحال غالبًا مع شركات الأمن. ولا تدير شركة Perceptage أي من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي الحاليين".
وذكرت أن "العديد من عملاء الأمن الذين تم تحديدهم في منشور SPHR ليسوا من بين العملاء الذين تم تقديمهم للعمل في كونكورديا".
وأضافت ميستراتشي:
"تم تعيين عدد صغير من عملاء Perceptage لدعم خدمات السلامة والوقاية في الحرم الجامعي في أسبوع 7 أكتوبر والأسبوع الماضي، عندما علمنا أن مظاهرات أكبر ستقام. وكما تعلمون، قام المشاركون في احتجاج الأسبوع الماضي بتخريب مبنى هول، والاعتداء على عملاء الأمن وتعطيل الفصول الدراسية غير المضربة، على الرغم من دعوتنا للسلامة والاحترام قبل بضعة أيام. تتخذ كونكورديا قرارات تتعلق بالأمن من أجل سلامة مجتمعها".
وأكّدت ميستراتشي أن "ليس لدينا عقد مع موشاف كندا".
كما أشارت إلى أنه "لا يوجد قمع للنشاط الطلابي في الحرم الجامعي؛ وفي الواقع، جرت عدة مظاهرات أو أنشطة أخرى في الحرم الجامعي لعدة أشهر، كما ورد في وسائل الإعلام على نطاق واسع".
الناشط زياد أبي صعب
تواصلنا مع الناشط زياد أبي صعب، للبحث في منشور SPHR، وخصوصًا أن موقع Perceptage يكشف عن هوية مؤسّس هذه الشركة ورئيسها الحالي كجندي سابق في الجيش الإسرائيلي، كما وتوظيفه لعسكريين سابقين وضباط.
وأبي صعب هو طالب في جامعة كونكورديا وعلى اطّلاع على ما يجري في الجامعة وعلى منشور مجموعة SPHR. وكان لنا معه هذا الحديث.
كيف لاحظتم توظيف جامعة كونكورديا لشركتين لهما علاقة بإسرائيل من أجل قمع الطلاب بقوة؟ كيف بدأ ذلك؟
نحن كطلاب في جامعة كونكورديا نتظاهر أسبوعيًا، تظاهرة الأسبوع الماضي شارك فيها 11000 طالب لقطع الجامعة لعلاقاتها مع شركات الأسلحة الإسرائيلية.
ما حدث هو أننا بدأنا وقت التظاهر نرى أشخاصًا غير معروفين من قبلنا، ويبدو أنهم ليسوا رجال أمن عاديين من الجامعة. عادةً، توظّف كونكورديا للأمن أفرادًا عاديين، أشخاص يريدون عملًا ما، منهم طلاب من الجامعة يرغبون بالعمل في أمن الجامعة. ولكن هذه المرة لاحظنا وجود أشخاص يتحرّكون بشكل منظّم ومتدرّب ومع تنسيق عالٍ، اتصالات، وحركات غير طبيعية، كما أنهم يرتدون ثيابًا مدنية. التفت الطلاب عليهم وتساءلوا عنهم. في تظاهرة يوم 21 من تشرين الثاني/ نوفمبر، رأيناهم وقد اعتدوا على أكثر من طالب. أحد الطلاب كسروا له نظاراته، وضربوا آخرين. تساءل الطلاب من هم هؤلاء الذين يتعاملون مع الطلاب كأنهم قوة عسكرية خاصة.
في اليوم الثاني، كان الطلاب قد تظاهروا لتسكير أحد الصفوف الدراسية في الهندسة، وهذا الصف يرتبط بشركات الأسلحة الإسرائيلية التي كان لكونكورديا تعاون واتفاق سابق معها. الطلاب جرّبوا منع استمرار الصف، وقد أبلغونا من الجامعة أنهم سيتجاوبون مع وقف الصف، ولكن ما حصل هو عكس ذلك، فقد تقدّمت مجموعة بلباس مدني وبدأوا بضرب الطلاب، دفعوهم إلى الأرض وخنقوهم وشتموهم، وقد فاجأنا ذلك كثيرًا حيث أن أمن الجامعة لا يقوم بهذه الأفعال.
تصرفت هذه المجموعة بكراهية تجاه الطلاب المتظاهرين ولم يكن تصرّفهم عاديًا، سألهم الطلاب "من أنتم" فرفضوا الإدلاء بأسمائهم، وأعطوا أسماء وهمية، ولكن أحدهم كان غاضبًا جدًا فأعطى اسمه الحقيقي "ليفي جونسون" Levy Johnson. إحدى الطالبات فتشت عن الاسم وتبيّن أن مسؤول شركة الأمن، التي يعمل فيها، وهي Perceptage، خدم في الجيش الإسرائيلي عددًا من السنوات. وتكشّفت للطلاب معلومات كثيرة عن الشركة من خلال غوغل ومواقع التواصل الاجتماعي وأن معظمهم إما خدموا في الجيش الإسرائيلي وإما في الجيش الكندي في أفغانستان والعراق، أو تم الدفع لهم للقتال في أوكرانيا، كما أن منهم من خدم في جنوب أفريقيا والنيجر.
بمعنى آخر أنهم عناصر يتم تشغيلهم من قبل القوى الإمبريالية لمحاربة الشعوب الفقيرة والضعيفة والذين يعانون من الغرب.
هل لدى الجامعة قسم للأمن تابع للجامعة، أم يتم عادة التعاقد مع شركات أمن؟
الجامعة لديها موظفون عندها في الأمن. سابقًا طلبوا مني شخصيًا أن أتوظف في الأمن، بسبب خبرتي في هذا العمل. هذا يعني أنهم بالأساس يعتمدون على توظيف أناس عاديين أو طلاب، ولكنهم أقدموا على هذه الخطوة الخطيرة بالتعاقد مع جنود متصهينين، وهذا أمر لا داعي له فالمسألة لا تستدعي ذلك، ويؤكد ذلك أن هناك قرار صهيوني بذلك. الموضوع لا يتطلب عملية عسكرية. يمكنهم توظيف عدد إضافي في الأمن، لا أن يأتوا بهكذا شركة.
ما عرفناه، أن الذين يعملون في الأمن في الجامعة، لا يريدون أن يستخدموا أساليب العنف مع الطلاب المتظاهرين من أجل غزة. رفضوا أن ينفذوا هذه الأوامر بضرب وتكسير الطلاب. الإنسان بالنهاية إنسان، وما هو جليّ أن قضية غزة هي قضية إنسانية، والناس معها.
ومن يشتغل بالأمن عادة، ليسوا من الأغنياء، بل الفقراء، وهؤلاء يفهمون ما هي الكولونيالية والعنصرية والصهيونية، فمن الصعب أن ينفذوا أمرًا بالضرب لأجل 21 دولارًا بالساعة. لن تجدي إنسانًا يقول "أنا مع القضية الفلسطينية ولكن سأضرب أحد المتظاهرين لأنه يرفع يافطة مكتوب عليها: فلسطين من البحر إلى النهر".
ما حدث أنهم تعاقدوا مع أشخاص مستعدين لضرب الطلاب بقوة وبعنف.
لماذا برأيك تم توظيف هكذا جنود سابقين، متمرّسين على القتل أو العنف؟
هؤلاء العناصر هم صهاينة أيديولوجيًا، وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن شعارات إسرائيلية. أحدهم لديه شركة ثياب شعارها "نادي صيد حماس- صيد سعيد" Hamas Hunting Club- Happy Hunting ويصوّر نفسه على أنه يتجسّس في التظاهرات الفلسطينية بمونتريال. هؤلاء صهاينة وليسوا موظفين أمن عاديين.
تم توظيفهم لأن لديهم قدرة على العنف، وكراهية للعرب وللفلسطينيين. وهذه طريقة لهم أن يضربوا أو يعتدوا على الذين يتظاهرون بطريقة "شرعية"، فإذا كانوا صهاينة في الجامعة وحصل الضرب، يمكن أن يشتكي الطلاب، أما إذا تم توظيفهم بشكل رسمي في الجامعة كموظفين أمن فلهم الحق في ضرب الطلاب ولا يمكن للطلاب مقاضاته على أفعالهم العنفية.
هذه خطة صهيونية لقمع المظاهرات من دون أن يتعرّضوا لأي عقوبات أو أن يكون لذلك تداعيات قانونية.
ماذا عن شركة موشاف Moshav، من هي هذه الشركة ووظيفتها؟
في سياق بحث الطلاب عن شركة Perceptage، والاستفسار لماذا تجمع هؤلاء الجنود الخادمين سابقًا في إسرائيل، ولمعرفة مدى ارتباطهم بإسرائيل، اكتشف الطلاب وجود وحدة اسمها Moshav، وهي وحدة مراقبة، عملها مراقبة الناس 24/7، تدخل على الهواتف وأجهزة الكومبيوتر والكاميرات.
موقع الشركة على الإنترنت فارغ من أي معلومات، ألا يدعو ذلك للتساؤل؟
كان الموقع يتضمن الكثير من المعلومات التي تم إخفاؤها قبل وقت قصير. هو وحدة تجسّس، ولكن ليس تجسّسًا للبوليس الكندي. بالأساس هي إسرائيلية، والذي كان يديرها هو جندي خدم 20 عامًا في الجيش الإسرائيلي، وكان مسؤولًا في جهاز الطيران الإسرائيلي. كذلك مسؤول العمليات في هذه الشركة كان مسؤولًا في الجيش الإسرائيلي في أكثر من وحدة تجسسية.
هذه الشركة مركزها الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومسؤوليتها ليست فقط الأمن على الأرض في "إسرائيل"، بل تعمل مع الحكومة الإسرائيلية ومع نتنياهو بشكل مباشر. وأصل عملهم هو المراقبة خارج إسرائيل، وأين يوجد ضعف إسرائيلي ويوجد خطر على الإسرائيلين، يتم إرسال عناصر من هذه الوحدة لحلّ قضية الضعف.
تقصد وجود ضعف في المشروع الصهيوني في كونكورديا؟
نعم، هم لاحظوا أن المشروع الصهيوني في جامعة كونكورديا فتم إرسال مجموعة للتجسّس والمراقبة من أجل التخفيف عن الصهاينة. هذا قرار حكومي إسرائيلي أنهم يريدون أن يدافعوا عن الصهاينة. العرب أقوياء مثلًا في مونتريال، فيتم توظيف هذه الوحدة هنا، ويبدؤون بمراقبة المتظاهرين، كي يتم اتخاذ إجراءات ضد الطلاب، اعتقالهم أو طردهم أو رفع دعاوى بحقهم. هذه الوحدة، هي شغل جهاز امني اسرائيلي، عمله خارج إسرائيل وليس داخلها. ليس لدى الطلاب دليل على ارتباط هذا الجهاز بهم ولكن من المستحيل أن لا يكون هناك تعاون مع هذا الجهاز .
كما لاحظنا تركيب كاميرات متطورة جدًا 360 تستطيع أن تقرأ المحادثات على الهواتف عن بُعد عبر zoom in، ويمكنهم ملاحظة أدق التفاصيل عن الطلاب، كما أنها معدّة بطريقة يمكن التعرّف على الطلاب عبر حذاء أو يد، أو تفاصيل صغيرة ظاهرة في حال كان معظم الوجه مغطى.
هذا أمر مخيف، وهو تجسّس تمامًا. وهذا يساعد perceptage، لكي يعرفوا من يجب أن يعتقلوا ويضربوا ويخنقوا وغير ذلك. هناك تنسيق عالٍ بين الشركتين وبين الجامعة.
ردّت الجامعة بأن ليس لها علاقة بشركة موشاف، وأن perceptageهي شركة أمن عادية ككل شركات الأمن، ما رأيك؟
لا يمكنهم أن يقولوا بأنه ليس لهم علاقة بموشاف، لأن موشاف هي وحدة تنسّق مع perceptage، وليست الجامعة من يقرّر إذا كانت تريد العمل مع موشاف أم لا، لأن perceptage هي التي تتعاون مع موشاف، وموشاف إذًا تعمل ضمن هذه الشركة.
هؤلاء العناصر الذين أتت بهم الجامعة، يتصلون ببعضهم البعض ويراقبون ويتعاونون، وموشاف تخبر perceptage أين يجب أن يتوجهوا ويقوموا بفعل العنف تجاه الطلاب.
موشاف هي بمثابة عينين وأذنين لشركة perceptage.
الجامعة تحاول التذاكي على الطلاب. هي تقول أن من يدير الشركة "كان" في الجيش الإسرائيلي، وليس الآن. ألا يعني ذلك أنه لا يزال يوصف ضمن هذا الإطار. إذا عمل شخص ما مع الجيش النازي وتوقف، ألا يعني أنه نازي.
إذا عرفت الحكومة الكندية بشخص كان يعمل مع "حزب الله"، ألا يعتبر ذلك مبرّرًا لهم لاعتقاله، حتى لو كان قد ترك العمل معهم.
هذا التبرير غير منطقي، أحد عناصر هذه الشركة قاتل في غزة منذ أشهر. كيف يمكن القول "كانوا وتوقفوا"، هذا فعل له تداعيات. أحد ما كان مجرمًا وتعاقب على فعلته، لا يمكن أن يُقال أنه لم يكن مجرمًا.
ويتبيّن من طريقة تعامل هؤلاء الجنود "السابقين" مع المتظاهرين مع القضية الفلسطينية أن الفكر الفاشي والصهيوني لا يزال يتحكم بهم، وغير صحيح أنهم تخلوا عن هذا الفكر. هذا أمر حاولت الجامعة تغطيته من خلال القول إنهم "كانوا" في الجيش الإسرائيلي.
تضمّن ردّ الجامعة أن عناصر الأمن الذين تم تحديدهم في منشور SPHR ليسوا من بين العملاء الذين تم تقديمهم للعمل في كونكورديا، وهم ليسوا إسرائيليين.
فلنفترض أنهم كنديون، أنتم وظفتم جنودًا من الجيش الكندي شاركوا بالقتال في أوكرانيا ودول أخرى، نود أن نسألهم: لماذا تضعون جنودًا لمواجهة طلاب؟ هؤلاء الجنود يشتغلون بشركة صهيونية، إذًا ما الفرق، جندي كندي صهيوني، بالنسبة لنا كطلاب، هو صهيوني ويكرهنا وليس لديه مشكلة في قتل أي أحد منا كما يفعل في حروبه.
والسؤال الثاني: من يعطي هذا العنصر الأوامر؟ يعطيه الأوامر شخص كان في الجيش الإسرائيلي، ويقول له ماذا يفعل. لأن رئيس هذه الشركة يكتب بالخط العريض على موقع الشركة أنه جندي سابق في الجيش الإسرائيلي.
هم ينكرون إنهم إسرائيليون، وبالنسبة للطلاب لا يوجد شيء اسمه إسرائيل، إسرائيل هي عبارة عن فكرة صهيونية، وعبارة عن صهاينة من كل العالم اجتمعوا وقرّروا أنهم يريدون احتلال فلسطين وجزءًا من العالم العربي. كندي أو أوكراني أو من أي جنسية لا يكون يهوديًا ولكنه صهيوني الأمر نفسه بالنسبة لنا.
جنود الغرب اجتمعوا لمساندة إسرائيل، وقد رأينا كيف شارك جنود ليس معهم الجنسية الإسرائيلية في الحرب على غزة، وكان منهم أوكرانيون، وبريطانيون وأميركيون وفرنسيون. منذ عدة أشهر، كان هناك فضيحة، إثر تحقيق كشف أن ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين مع حماس خرجوا من مكان اعتقالهم وصاروا ينادون للجنود الإسرائيليين على أنهم أسرى وتحدّثوا معهم بالعبرية، لكن الجنود لم يفهموا لغتهم فقتلوهم ظنًّا منهم أنهم فلسطينيين، وتبيّن أن الجنود أوكرانيون ولا يفهمون العبرية.
يوجد تنسيق بين الجيوش الغربية، وكونكورديا تحاول اللعب على الكلام بأننا أتينا بكنديين وليس من إسرائيل. هذا نفاق، هذه أكاذيب. إنهم فقط موظفون لدى الصهاينة.
تقول الجامعة في ردّها إنهم يسمحون للطلاب بالتظاهر. هل تتظاهرون بشكل طبيعي؟
يقولون بأنهم يسمحون للتظاهر الطلابي من دون قمع، ولكن هناك عدد من الطلاب تعرّضوا للتهديد لأنهم يتظاهرون لأجل فلسطين، وعدد من الطلاب تم ضربهم، وتمزيق ثيابهم، وتكسير نظاراتهم، ومنهم من تم رميهم بقوة، وهناك وسائل كثيرة يتم استخدامها لمنع تنفيذ التظاهر. إنهم لا يسمحون لنا بالتظاهر، بل نحن أجبرناهم أن يسمحوا لنا.
تضمّن ردّ الجامعة أيضًا أن الطلاب يقومون بعمليات شغب في الجامعة، ما هو تقديرك لذلك؟
إنهم يدّعون وجود شغب من جانب الطلاب، بعض الطلاب لوّنوا بعض الجدران بالبويا، بالنهاية هذا نوع سلمي من الاعتراض وهم يكتبون "غزة"، أشياء بالصابون والماء يمكن تنظيفها، ليست مسألة تتطلب توظيف جنود لقمع الطلاب بالعنف.
لم يحدث أي تكسير في الجامعة أبدًا من قبل الطلاب، بالعكس الجنود الذين وظّفوهم يقومون بتكسير الطلاب. وهذا العنف من قبل هؤلاء الجنود سيستدعي ردّ فعل من قبل الطلاب، وقد لا يوجد ضبط لردّ الفعل.
البوليس الكندي لا يتصرّف كما يتصرّف هؤلاء خلال تظاهرات الطلاب. المسألة معروفة أن عنفهم وقمعهم سيؤدي إلى ردّ فعل ومشاكل لا يريدها الطلاب ولا الجامعة. وإذا كانت الجامعة لا تريد المشاكل فلماذا توظّف جنودًا صهاينة.
هل تنوون كطلاب وناشطين تقديم شكوى عن ذلك من قبل المجلس الطلابي؟
يوجد في الجامعة مجلس طلابي، ويوجد نقابات، وسيتم التصويت ضد توظيف هذه الشركة، وسيتم رفع دعوى بذلك.
في غزة، يوجد إبادة جماعية، وفي لبنان أكثر من خمسة آلاف شهيد. وأنتم توظّفون صهاينة أمضوا حياتهم في قتل العرب فتضعونهم لمواجهة طلاب عرب ومسلمين في كونكورديا، أنتم بهذه الطريقة تقومون بتصرّف يشكّل خطرًا على الطلاب.
ألم يفكروا أنه من الممكن أن يُقدم أحد هؤلاء الجنود لقتل طالب عربي أو مسلم أو فتاة محجبة! ألم يفكروا أن منهم من خدم غزة وربما قرّر أن ينتقم هنا ويقتل أحد الطلاب! هذه خطوة خطيرة من قبل الجامعة.
من يُدفع له لقتل الناس في غزة وأفغانستان والعراق وهاييتي وجنوب أفريقيا بالتأكيد سيقتل المتظاهرين الفلسطينيين في الجامعة، هم يدركون ماذا يفعلون، ولهذا السبب وظفوا هذه الشركة لأن الرأي العام في الجامعة مع فلسطين.
* الصورة من صدى اونلاين
إحالات:
موقع Perceptage International:
موقعا موشاف:
https://www.moshavsecurity.com/
232 مشاهدة
03 ديسمبر, 2024
222 مشاهدة
01 ديسمبر, 2024
257 مشاهدة
25 نوفمبر, 2024