د. علي ضاهر
يمدّنا عالم الفيلة بالأمثال والأقوال الشعبية وبالكثير من الصور التي تستعمل لشدّ انتباه المستمع وإضفاء المتعة على الحديث. ومنها تلك التي تقول: "له ذاكرة فيل" لوصف من لا ينسى ويسعى للإنتقام؛ او"نقيق الضفادع لا يمنع الفيل من الشرب" يستعمل لمن لا يتأثر بآراء الآخرين الذين يحاولون ردعه عن تحقيق هدفه؛ او "أبطأُ من فيل يتمرّغ قرب الماء" ويستعمل لوصف الكسول الذي لا يتحرك الا إذا انقطع فيه السبيل؛ او "ركب الفيل وقال لا تبصروني" ويقال في غباء البعض، او لمن يقوم بالشتم والسبّ والثرثرة وانتقاد الغير ولا ينتقد نفسه، او "عم يطيّر فيلة"، بمعني يكذب كثيرا.
كما وهناك غيرها من الأقوال مثل: "لا يمكنك المرور بين أقدام الفيل أكثر من مرة" او "الصياد الذي يتعقب الفيل لن يقف ليرمي الطيور بالحجارة" او "رجل فيل الرأي" او "رجل فيل اللحم" او "أَسْمَجُ مِنْ شَيْطَانٍ عَلَى فِيلٍ" او، وأخيرا وليس آخرا، القول المعروف: "كتصرف الفيل في مخزن خزف"، ويستعمل لوصف الشخص المندفع، الفوضوي، القليل التدبير، السطحي المعرفة والذي ان دخل الى مكان او واجهته حالة معقدة يقوم بإفساد الأمور وتحطيم الأشياء بحركته الهوجاء. وهذا القول الأخير ينطبق بصورة كبيرة على رئيس الولايات المتحدة، ترامب الذي ألحق في دورته السابقة، وسوف يلحق حتما، في دورته القادمة، أضرارا كبيرة سوف تطال العالم بأسره من الولايات المتحدة نفسها الى اوروبا مرورا بالعالم العربي وليس انتهاءا بآسيا. حتى كندا، جارته الأقرب، سوف تنال حصتها منه ومن حركاته.
وعلى ذكر كندا وجارتها الولايات المتحدة، يروي المؤرخون القصة التالية: في عام 1969 قام بيار إليوت ترودو، والد رئيس وزراء كندا الحالي، بزيارة الولايات المتحدة، التقى خلالها بالرئيس ريتشارد نيكسون. أثناء المحادثات قال ترودو الأب لنيكسون: "العيش بجوارك يشبه النوم مع فيل. إذ مهما كان مزاج الفيل وديعا ولطيفا، فإننا نظل متأثرين بتشنجاته اللاإرادية وزمجراته المرعبة". فكيف اذا كان الفيل عكر المزاج وقبيح التصرفات، كما هي الحال مع دونالد ترامب!
في الماضي القريب استلم زمام الحكم في السعودية فيل صغير. فأدّى دخوله الى مخزن خزف العالم العربي الى إلحاق أضرار كبيرة بكل ما فيه، من اليمن وسورية الى البحرين وقطر والعراق وصولا الى تقطيع الخاشقجي وصفع اليتيم سعد الحريري. كما وطالت حركاته الهوجاء مال المملكة وأرصدتها وسمعتها ولم تترك جانبا أمراءها ومشايخها ورجال أعمالها. وبما انه يقال "كل برغوت على قد دماته" اي ان كُبْر الضرر مرتبط بالحجم، فأضرار الفيل السعودي الصغير، الدَّغْفَل، كما يقال عن ابن الفيل باللغة العربية، فهي، وان كانت أليمة، تبقى محصورة. اما أضرار الفيل الأمريكي الكبير دونالد ترامب، الناجي الوحيد من سلالة فيلة المَامُوث المنقرضة، فهي لن تكون فقط أليمة بل ستكون غير محصورة لا بالزمان ولا بالمكان. وبما ان "الطيور على اشكالها تقع" فقد سارع دَّغْفَل السعودية الى الاتصال بماموت الولايات المتحدة الاربعاء، غَدَاة يوم الانتخاب مباشرة، ليعبّر له عن سعادته التي لا توصف وفرحته العظيمة بعودته الى سدّة الرئاسة، حسب ما أعلنت وكالة بلومبرغ! والله يستر العباد والبلاد من تصرف الفيلين، الدَّغْفَل والمَامُوث، في مخزن خزف المنطقة العربية! فكيف اذا اضفت اليهما دغافل اسرائلية متفلتة من عقالها ومتعاونة مع نَسَانِيس المنطقة العربية!
*صورة المادة الخبرية من موقع freepik لـأغراض توضيحية.
18 مشاهدة
17 ديسمبر, 2024
324 مشاهدة
13 نوفمبر, 2024
171 مشاهدة
11 أكتوبر, 2024