إتَّسع النقاش بشأن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على فلسطين ولبنان، خصوصاً في الأسبوعين الأخيرين، وقد سارعَ عدد من الصحافيين والناشطين الكنديين المناهضين للعدوانية الصهيونية لاستنكارِ التحركات والسياسات الإسرائيلية وإظهار مواقفهم إزاءَ الصراع في الشرق الأوسط عبر منصة "X".
الكاتب المناهض للسياسات الاستعلائية (الإمبريالية) وعضو اتحاد "UNIFOR" الكندي العمالي جو أميرسبيرجِر (Joe Emersberger) قال حرفياً إن "إسرائيل النازية هي كيان وحشي يسفك الدماء في الشرق الأوسط منذ 76 عاماً. وكل الشعوب المتحضرة تودّ أن ترى نهايةَ إسرائيل".
كلام أميرسبيرجِر جاء رداًّ على زعمِ عضو مجلس الشيوخ الأميركي توم قطن (Tom Cotton) أن حزب الله "بدأ – من غير أن يُستَفزّ - بإطلاق آلاف الصواريخ لاستهداف المدنيين الإسرائيليين"، وأن "لا بلدَ يقبل بهذا الأمر"، واعتبر قطن أن "كلَّ إصابة في لبنان هي نتيجة مباشرة لأفعال إرهابيِّي حزب الله، لا إسرائيل"، على حد قوله.
أيضاً صدرَ ردٌّ ساخرٌ من الصحافي الكيبكي والكاتب المناهض للإمبريالية آرنولد أوغست (Arnold August) على النائب في الكنيست الإسرائيلي ألموغ كوهين (Almog Cohen) الذي قال: "يا أهلَ لبنان، إن حزب الله يتسبب لكم بالمآسي. أنقذوا بلدكم الجميل وانهضوا لمواجهة الحزب. ستقضي إسرائيل على حزب الله وتعيد لبنان إلى العصر الحجري، وقد بدأ الوقت ينفد".
وقال أوغست: "يا أهل لبنان، إن الكيان الأميركي/ الصهيوني يتسبب لكُم بالمآسي. لكن حزب الله ينقذ بلدكم الجميل بنهوضه لمواجهة الصهيونية. وسوف يُعيد حزب الله ومحور المقاومة إسرائيل إلى العصر الحجري. وقد بدأ الوقت ينفذ منذ نَشر كوهِن هذا الكلام"!
وتعليقاً على مظاهراتِ أهالي الأسرى الإسرائيليين الأسبوعية، قال أوغست إنه يراقبها، مشيراً إلى التالي: "لست متعاطفاً أبداً مع المحتجين وعائلات الرهائن. فعقليتهم لا تختلف عن العقلية الأميركية الصهيونية النرجسية المتطرفة الاستعلائية. همهم الوحيد أسبوعاً بعدَ أسبوع هو حياة الرهائن، ولكنهم يؤيدون إبادةَ الشعب الفلسطيني، متذرّعين بأن حركة حماس هي المسؤولة عن ذلك! وهذه هي الحكاية نفسها التي يحكيها نتنياهو. لذا فهذه المظاهرات تشكل حالة من التناقض في معسكر النازية اليوم".
هنا أشار أوغست إلى بيانٍ نشره موقع "Haaretz" الإسرائيلي يتّضح من سياقه (وإن لم يُقصَد ذلك) أن أهالي الرهائن يعلمون بأمر المجازر اليومية المرتكبة بحق الفلسطينيين منذ عام تقريباً. ويشير أوغست إلى أن هؤلاء "يعلمون بالفظائع التي تنزل بالفلسطينيين -بالرغم من سيطرة الصهاينة على الإعلام العبري تماماً كما نعلم نحن"، مضيفاً أن ما نراه ليس مُرعِباً فحسب، بل يُظِهِر العنصرية الإجرامية إزاءَ حركة حماس، وهذا ما يُؤجِّج النقاش الصهيوني الرسمي". وهنا يُبدي الصحافي الكيبكي تضامنه مع حركة حماس.
من جهته، الناشط والمحامي ديميتري لاسكارِس (Dimitri Lascaris) عرَضَ مقطعاً من مقالِ نشره موقع "CBS" يعترف فيه ليون بانيتا (Leon Panetta) الرئيس الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) بأن الهجمة التي نُفِّذَت باستخدام أجهزة النداء (pagers) في لبنان "لا شك أنها شكل من أشكال الإرهاب". وقال لاسكارِس: "الحكومات الغربية تسلِّح وتموِّل الإرهابيين الإسرائيليين فعلاً ".
في منشور آخر، أشادَ أوغست بكلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي قال في مقابلة معه بعد مجزرة أجهزة النداء المتفجرة في لبنان: "لم نكن مضطرين للدخول في هذه المعركة، لكننا رأينا أن من واجبنا الديني والإنساني أن نفتح جبهةً داعمةً لغزة والقضية الفلسطينية"... واعتبرَ أوغست هذا الكلام "دليلاً على الإيثار".
وبالنسبة للساحة الشعبية الكندية، رحَّب أوغست بمظاهرة تورنتو في الواحد والعشرين من أيلول التي هتف فيها المتظاهرون بشعار: "من فلسطين إلى لبنان، إسرائيل ستختفي قريباً"، وقال: "تحية كبيرة لتورنتو".
لاسكارِس عرضَ عنواناً لأحد المقالات بالانكليزية ("كندا فشلت فعلياً في حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل"، فقال معقِّباً عليه إن "حكومة ترودو والنافذين الصهاينة (اللوبي الصهيوني) يتقصدون مخادعةَ الكنديين، فبينما تدَّعي الحكومة أنها فرضت قيوداَ ملحوظة على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، يجن جنون النافذين الصهاينة وكأن الحكومة الكندية فعلاً فرضت قيوداً كبيرة. ثم يُستخدَم ردّ الفعل المبالَغ فيه لإقناع الشعب بأن الحكومة قد تحركت. ولكنها في الحقيقة لم تفعل شيئاً ذا قيمة، وهي ما زالت تعمل على تصدير المعدات العسكرية من كندا إلى النظام الإسرائيلي السفاح".
هنا وجَّه لاسكارِس رسالة إلى القراء: "لا تنخدعوا بالغضب المزيف الذي يُبديه النافذون الصهاينة، فكل ما يجري هو خدعة يُراد بها إخفاء حقيقة مشاركةِ الحكومة الكندية في إبادة الفلسطينيين".
في هذا السياق، يدعو ائتلاف "MAWO Vancouver" الناشط لمناهضة الحرب والاحتلال المواطنينَ إلى مشاركته في وقفته الاحتجاجية على المجازر الإسرائيلية التي تستهدف أهل غزة ولبنان بمساندة أميركية، ودعماً لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وسيكون التجمع في مركز "Britannia Community Centre" عند السادسة والنصف مساءً بتوقيت فانكوفر.
*الصورة الأولى من مظاهرة لأجل فلسطين في إدمنتن، ألبِرتا بتاريخ 10 تشرين الثاني 2023
17 مشاهدة
17 ديسمبر, 2024
323 مشاهدة
13 نوفمبر, 2024
170 مشاهدة
11 أكتوبر, 2024