حسين حب الله ـ صدى اونلاين ـ اوتاوا
بمناسبة شهر التراث اللبناني، وتضامنًا مع لبنان، وبدعوة من السفارة اللبنانية في أوتاوا أقيم حفل رفع العلم اللبناني في البرلمان الكندي، تحت شعار "سألوني شو صاير ببلد العيد"، وذلك عند الساعة التاسعة من صباح يوم الخميس في السابع من شهر تشرين الثاني في ساحة الشعلة في البرلمان الكندي بحضور حشد كبير من الشخصيات تقدّمهم السفير اللبناني الأستاذ فادي زيادة وقنصل لبنان في أوتاوا الأستاذ علي الديراني ووزير العمل الكندي ستيفن ماكنون ووزير الهجرة الفدرالي مارك ميللر وعدد من النواب الفدراليين من بينهم النواب لينا دياب متلج وسمير زبيري وسلمى زاهد وأنجلو لاكونو. فيما لوحظ غياب نائبين فدراليين من أصل لبناني هما زياد أبو لطيف وفيصل الخوري. وشاركت ممثلة كندا الخاصة لمكافحة الإسلاموفوبيا، السيدة أميرة الغوابي، وشخصيات دينية من بينهم سيادة المطران بول مروان تابت وسماحة الشيخ علي السبيتي وعضو بلدية مونتريال السابق جوزيف دورة، إضافة إلى ممثلي عدد من المراكز والجمعيات وشخصيات جاليوية من مدن كندية عدة.
النائب متلج: هذه اللحظة هي لحظة ألم عميق وقلق وخوف للشعب اللبناني ولبنان
النائب دينا دياب متلج كانت أول المتحدثين حيث استهلت كلمتها بالقول "أشكركم جميعًا على حضوركم اليوم، فمن الصعب جدًا أن أبدأ في ذكر الأسماء، ولن أفعل ذلك.. هناك العديد منكم ممن سافروا من الشرق ومن الغرب ومن سافروا بين كندا، وأعرف أن جميع المناطق ممثلة، لذا أشكركم جزيل الشكر. كما يوجد معنا العديد من البرلمانيين والعديد من القادة الدينيين من مختلف الديانات والعديد من الأشخاص الذين يمثّلون منظمات مجتمعية مختلفة، وحضوركم محل تقدير كبير". كما وجّهت التحية لوالدتها التي حضرت أيضًا الحفل.
وأضافت متلج:
"يسعدني أن أكون معكم هذا الصباح للاحتفال بهذه المناسبة الخاصة جدًا. بصفتي كندية فخورة من أصل لبناني، كنت أتطلع إلى هذه اللحظة منذ عدة أشهر. اليوم للمرة الثانية في كندا نرفع العلم اللبناني على تلة البرلمان. احتفالنا بشهر التراث اللبناني يأتي في لحظة مهمة. هذا العام تحتفل بلادنا بمرور 70 عامًا على العلاقات الدبلوماسية مع لبنان. في هذه العقود السبعة، بنينا شراكة قوية ومفيدة للطرفين تقوم على تنمية التجارة والروابط الأسرية والتبادل الهادف بين شعبينا. نحتفل اليوم بوطننا وثقافتنا ونسلط الضوء على الجيل المذهل من الكنديين من أصل لبناني الذين بنوا هذا البلد منذ القرن التاسع عشر. اليوم هو يوم لمشاركة فخرنا وتراثنا. كما أنه وقت لضمان أن يكون جميع الكنديين على دراية بالمساهمات الهائلة التي قدّمها الكنديون اللبنانيون لكندا".
النائب دياب تابعت كلمتها بالقول "يمكنني الوقوف هنا وسرد أسماء وقصص العديد من الكنديين اللبنانيين العظماء الذين شكلوا ازدهارنا وفننا واكتشافاتنا العلمية وغير ذلك الكثير. لكن هذا سيستغرق وقتًا طويلًا.. لذلك فكرت في خضم أسبوع المحاربين القدامى، أن أسلّط الضوء ببساطة على ثلاثة كنديين ولبنانيين وقفوا لخدمة وحماية كندا:
الملازم إدوارد فرانسيس عرب ولد في هاليفاكس، نوفا سكوشا، وكان محاميًا التحق بالخدمة في الحرب العالمية الثانية. توفي في المعركة في العام 1944 دفاعًا عن بلدنا (كندا) ودُفن في مقبرة الحرب الكندية في Bergen op Zoom في هولندا.
الملازمة هيلين مسلم، التي كانت الممرضة الأكثر حصولًا على أوسمة في القوات المسلحة الكندية خلال الحرب العالمية الثانية وأجرت تحولاً كبيرًا في التمريض كمهنة.
الجندي مارك دياب الذي كان للأسف الجندي الكندي رقم 112 الذي مات عن عمر يناهز الثانية والعشرين أثناء خدمته في سلاح الفرسان الملكي الكندي في أفغانستان".
وأشارت متلج إلى مساهمات اللبنانيين بالقول "اليوم نؤكد على القيمة الهائلة للمساهمات التي قدّمها اللبنانيون لكندا. منذ دفعتُ حكومتي الإقليمية في عام 2018 كوزيرة وعضو منتخب في الهيئة التشريعية في ذلك الوقت لإعلان شهر تشرين الثاني/ نوفمبر شهرًا للتراث اللبناني في نوفا سكوشا، كنت أعلم عندما أتيت إلى هذا المكان هنا أن هناك شيئًا يجب القيام به على نطاق وطني. كانت الخطوة الطبيعية في عقود من عملي الشخصي والمجتمعي للاحتفال بالثقافة اللبنانية الفخورة والحفاظ عليها ومشاركتها مع الآخرين. واليوم أعرف شريكًا استثنائيًا في هذا العمل، عضو مجلس الشيوخ الاستثنائي، كانت جين كوردي من نوفا سكوشا شريكة حيوية في تمرير الاعتراف بالتراث اللبناني في مجلس الشيوخ الكندي. كما تعلمون، نحن بحاجة إلى راعٍ في مجلس الشيوخ وراعٍ في مجلس العموم. واليوم، كما أعلنت السناتور كوردي، أعلنت هذا الأسبوع تقاعدها من مجلس الشيوخ بعد أن خدمت أكثر من 24 عامًا في خدمة سكان نوفا سكوشا والكنديين كعضو في مجلس الشيوخ وأطول عضو في مجلس الشيوخ خدمة في البلاد، أريد فقط أن أقول شكرًا لك، جاني. شكرًا لك، وبالطبع، وقبل كل شيء، شكرًا لك".
وأضافت "لقد كان بفضل فخر ودعم الكنديين اللبنانيين في جميع أنحاء كندا وأنتم جميعًا هنا اليوم، تمكّنا من تحقيق هذا التصنيف. منذ شهر التراث اللبناني الافتتاحي في العام الماضي، استمرت الاحتفالات والتقديرات في جميع أنحاء البلاد في النمو. في كل مكان أذهب إليه، أسمع عن لبنانيين مغامرين وكنديين من جميع الأعمار، متحمسين لمشاركة هذه اللحظة، للتعبير عن أنفسهم وشعبهم لجيرانهم وأصدقائهم وزملائهم ومجتمعهم. لقد كنت متحمسة بالأمس عندما تلقيت مذكرة تفيد بأنه لأول مرة هذا العام، تحتفل وزارة الدفاع الوطني والقوات المسلحة الكندية بشهر التراث اللبناني هنا في كندا. هذه بداية احتفالات تحمل أهمية كبيرة لأعضاء فريق الدفاع الذين يعودون بفخر بجذورهم إلى لبنان. ولكن اليوم يجب علينا أيضًا أن نعترف بذلك. هذه اللحظة هي أيضًا لحظة ألم عميق وقلق وخوف للشعب اللبناني ولبنان والعديد منا هنا حُفر الرقم 10452 كيلومترًا مربعًا في أذهاننا وقلوبنا. لهذا السبب دافعت عن الدعوة إلى إنهاء الأعمال العدائية وإنهاء الحرب والتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة في المنطقة. قرار يسمح بالسلام والأمن للبنانيين وللبنان. أعلم أن وطننا وشعبنا يجسّدان الآن أكثر من أي وقت مضى روح الفينيقيين، الذين غالبًا ما يكونون محبطين، لكنهم لا ينطفئون أبدًا ودائمًا ما يكونون على استعداد للنهوض مرة أخرى. إنه شعور سمعته يُعبَّر عنه مرات عديدة هذا الشهر".
وعقّبت بالقول "ربما لم يعبّر عنه أحد أفضل من الكاتب والشاعر اللبناني خليل جبران، وقد اقتُبس عنه في نهاية الأسبوع الماضي عندما تم رفع العلم في هاليفاكس وأقتَبسُ منه هنا ‘نحن أمة تتلاشى ولكنها لا تموت أبدًا. نحن أقوياء في ضعفنا. نشرب دموعنا كالنبيذ ولا ننحني رؤوسنا أبدًا. نحن شعب ذو جلود ناعمة وعظام سميكة مثل عروق البلوط. نحن لبنان، كل لبنان. عاش لبنان‘.
دعونا نروي قصصنا ليس فقط لبعضنا البعض، بل لجميع الكنديين ونشجع أولئك الذين فقدوا تراثهم اللبناني على اكتشاف جذورهم. دعونا نستخدم هذه اللحظة ونحن نرفع العلم اللبناني، رمز الشجاعة والوحدة والمرونة لنشارك الآخرين فخرنا وحبنا لوطننا وبلدنا المتبنى".
وختمت بشكر "كل من انضم إلينا اليوم شكرًا لكم جميعًا لكونكم جزءًا من هذا وشكرًا لكم لكونكم أصدقاء للبنان والأشخاص من أصل لبناني"...
السفير اللبناني فادي زيادة: اهتمام كندا بلبنان أعمق بكثير
السفير اللبناني فادي زيادة قال في كلمته "نجتمع اليوم للمرة الثانية في التاريخ على تل البرلمان لرفع علم لبنان. سيرفرف العلم اللبناني عاليًا كرمز للصمود خلال هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها لبنان وكبادرة دعم قوية من كندا".
وتوجّه إلى "الوزراء الموقّرين وأعضاء البرلمان والمسؤولين"، بالقول "أشكركم على الانضمام إلينا اليوم.. إن حضوركم في حد ذاته رسالة تعاطف مع الشعب اللبناني".
وتوجّه زيادة بالإمتنان "بالنيابة عن حكومة لبنان والجالية اللبنانية للحكومة الكندية على استجابتها الإنسانية السريعة للشعب اللبناني، وللوزير مارك ميلر الذي سهّل تمديد التأشيرات للبنانيين الذين وصلوا عند اندلاع هذه الأزمة".
كما شكر "بشكل خاص النائبة لينا دياب متلج على عملها الرائع في إحياء مشروع القانون S-246، وتسمية شهر نوفمبر شهر التراث اللبناني في جميع أنحاء كندا".
ثم تناول زيادة الأوضاع المأساوية في لبنان بالقول "هذا العام، يأتي شهر التراث اللبناني في لحظة مؤلمة بشكل خاص بالنسبة للّبنانيين في لبنان، وكذلك الجاليات اللبنانية في جميع أنحاء كندا وحول العالم. لبنان على وشك الدمار، بعد أن ضربته الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة. وبحسب آخر الأخبار الواردة هذا الصباح (الخميس الماضي)، فقد أودى العنف المستمر بحياة 3000 شخص، وأصاب 15000 شخص، وحول مبان بأكملها إلى أنقاض، وشرّد 1.2 مليون شخص".
أضاف زيادة "ندعو المجتمع الدولي والحكومة الكندية بشكل عاجل إلى دعم جهود لبنان لتحقيق وقف إطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بالكامل. ونحثّ كندا على تعزيز دور اليونيفيل ومواصلة المساهمة في تدريب وتعزيز قوات الجيش اللبناني، لتمكين الاستقرار والسلام الدائمين في المنطقة".
وإذ أشار السفير زيادة إلى أنه "يعود تراث الهوية والفخر اللبناني إلى 11000 عام، راسخ في المواقع القديمة مثل أكروبوليس بعلبك"، لفت إلى أن "هذا التراث اليوم أيضًا تحت تهديد حقيقي: فقد ألحقت الغارات الإسرائيلية بالقرب من قلعة بعلبك القديمة أضرارًا مباشرة بأحد المعالم التاريخية".
وفي كلمته أشار السفير اللبناني إلى أننا "نحتفل اليوم أيضًا بمحاربينا القدامى الكنديين، ونكرّم كل من خدموا في الجيش. ومن المناسب بشكل خاص الاعتراف بالدور الحيوي الذي تلعبه كندا في تعزيز السلام في لبنان". كما ذكّر السفير اللبناني أنه "في عام 1978، كانت كندا من بين الدول الأولى التي استجابت لنداء عاجل من الأمم المتحدة لإنشاء قوات حفظ سلام في لبنان. ونشرت كندا 91 جنديًا شجاعًا، نالوا ميدالية اليونيفيل المرموقة لتفانيهم وخدمتهم. وهي تواصل اهتمامها ودورها الإيجابي في لبنان".
كما تطرّق إلى عقد البرلمان الكندي، في الشهر الماضي، مناقشة طارئة للأزمة في لبنان وقال "قد يتساءل البعض: لماذا عقد البرلمان الكندي مناقشة طارئة استمرت أكثر من ست ساعات لمعالجة الأزمة في لبنان؟ لماذا تلتزم كندا بدعم بلد يبعد حوالي 8000 ميل؟ هل يرجع ذلك فقط إلى الجالية اللبنانية الكندية الكبيرة أو المخاوف بشأن خطط الإخلاء؟ في حين لعبت هذه العوامل دورًا بالتأكيد، فإن اهتمام كندا بلبنان أعمق بكثير". وتطرّق إلى عوامل عدة هي:
- نتشارك في الالتزام بالديمقراطية والتعددية والتنوع والشمول والتعددية الثقافية.
- يعكس دعم لبنان التزام كندا الراسخ بحقوق الإنسان وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم.
- جعل لبنان وبقاءه معقلًا آخر للفرنكوفونية في الشرق الأوسط".
ولفت السفير اللبناني إلى أننا "اليوم نرفع علمنا عاليًا كدليل على روحنا الدائمة وأملنا في أن يجلب المستقبل السلام. كما فعلنا مثل طائر الفينيق، وسوف ننهض من الرماد؛ وسوف نعيد البناء مرارًا وتكرارًا".
وختم بالقول "تحيا كندا.. يحيا لبنان".
وزير العمل الكندي: تاريخ كندا مكتوب إلى حدّ ما من خلال مساهمات الكنديين اللبنانيين
بعد رفع العلم اللبناني كانت كلمة وزير العمل الكندي ستيفن ماكنون الذي أعرب عن سعادته بالحضور الكبير للشخصيات النيابية والوزراية في الحفل أمام البرلمان ما يعكس أهمية المناسبة. وسأل ماكنون "ما هو يوم التراث اللبناني؟ .. كما عبّرت عنها النائب لينا دياب متلج "هو تراث كندا أيضًا. واليوم نحن في أسبوع المحاربين القدامى حيث خدم العديد من أفراد الجالية اللبنانية هذا البلد بفخر. وعندما أقول إن تاريخ كندا مكتوب إلى حدّ ما من خلال مساهمات الكنديين اللبنانيين، فإنني أعني ذلك حقًا". وأضاف "أريد أن أذكر واحدًا. اسمه عطاالله الغز الذي جاء إلى كندا بعد ولادة البلاد مباشرة، إلى المكان الذي ولدتْ فيه كندا، تشارلاتاون في جزيرة الأمير إدوارد.. مثل العديد من اللبنانيين، جاء إلى كندا فقط بقميصه على ظهره وبدون أي خبرة عملية، لذلك بدأ عطاالله الغز حياته يمشي مع الخيول عبر ريف جزيرة الأمير إدوارد يبيع ما يمكنه العثور عليه للبيع ويربي أسرة. كان اسم أحد أبنائه جو. كان جو الغز أول رئيس وزراء لكندا من أصل لبناني (رئيس الوزراء السابع والعشرون لجزيرة الأمير إدوارد من عام 1986 إلى عام 1993) وأول وزير من الأقلية المرئية وعضو نادي الوزراء الأوائل في كندا وتبعه الكثيرون". الوزير ماكنون سأل "لكن أين كندا بدون اللبنانيين.. إذا ذهبنا إلى إدمنتون.. إلى وينيبيغ.. إلى تورونتو.. إلى مونتريال.. إلى هاليفاكس.. إلى تشارلاتاون.. أو أوتاوا، أو غاتينو، لن تكون كندا شيئًا بدون مساهمة ريادة الأعمال والقيمة العائلية، إن العمل الجاد وقيمة جمع الشعب اللبناني معًا هو درس مهم جلَبه الشعب اللبناني إلى كندا. كندا ستكون لا شيء بلا مساهمة في ريادة الأعمال، وقيمة عائلية، وقيمة عمل، وقيمة جمع شمل العائلة، هي فكرة مهمة يستمتع بها الشعب اللبناني في كندا".
وأشار وزير العمل الكندي إلى أنه "اليوم يأتي اللبنانيون الذين يعملون خلفنا في البرلمان. اليوم هناك لبنانيون يعملون لإعادة بناء هذا النصب التذكاري للديمقراطية الكندية في البرلمان الكندي. يجب أن نفخر بمساهمتهم". وأكد أنه "في كل مرة يتواصل فيها لبنان مع كندا، يستجيب الكنديون اللبنانيون وجميع الكنديين بالتضامن، ونحن بحاجة إلى الاستمرار في هذه الساعات، في هذا الصراع، للتضامن مع الشعب اللبناني. لأنه كما قال السفير بذكاء، بينما قد تفصلنا 8000 ميل، تظل القيم قوية وتظل الروابط العائلية قوية والروابط غير قابلة للكسر وكندا لن تخذل لبنان أبدًا".
وختم بالقول "تحيا كندا.. يحيا استقلال لبنان ويحيا لبنان".
وزير الهجرة الكندي: نحبّكم ونحبّ بلدَكم
من ناحيته وزير الهجرة الكندي مارك ميللر قال في كلمته "أعلم أن أفكاركم تدور حول بلدكم الأم، وهذا وقت صعب. لقد حان الوقت لنكون فخورين حقًا بكوننا كنديين وهو أمر لا يمكننا أن ننساه بغضّ النظر عما يحدث في العالم. ربما لا يوجد وقت أفضل من هذا لكي نكون كنديين. أعلم أنكم تعرفون ذلك، لأنكم فعلتم شيئًا لم أفعله للعمل من أجل أن أصبح كنديًا، بل أُعطيتْ لي، ولا ينبغي أبدًا أن ينتزع هذا منكم شيء".
وأشار الوزير ميللر إلى أن "هذا التراث الذي نحتفل به اليوم مهم وأشكر النائبة لينا متلج دياب والسيناتور جين كوردي على تحقيق ذلك. ليس الأمر سهلاً، فهناك الكثير من أشهر التراث، وكلهم جميلون، لكنهم موجودون للاحتفال بما نحن عليه ككنديين". وأكد أنه "وقت صعب ويجب علينا جميعًا أن نصلي بجدّ من أجل السلام وأن نعمل بجدّ أكبر لتحقيق السلام في بلدكم".
وتوجه ميللر إلى السفير اللبناني بالقول "سعادة السفير.. عندما قلت لماذا تساعد كندا لبنان، هناك إجابة أسهل كثيرًا. لأننا نحبكم ونحب بلدكم، لهذا السبب لم أتردد في التأكد من أنه من المهم للغاية في هذا الوقت من الصراع أن تتحرك كندا وتستمر في المساعدة والعمل من أجل وقف إطلاق النار المستدام".
السيناتور الكندية السيدة جين كوردي
شهر التراث اللبناني
من الجدير بالذكر أن السيناتور الكندية السيدة جين كوردي تقدّمت في شهر نيسان/ أبريل من العام 2022 باقتراح قانون ينص على الإعتراف بشهر تشرين الثاني/ نوفمبر كـ"شهر التراث اللبناني" مع دعم ورعاية النائب الكندية اللبنانية في البرلمان الكندي لينا مثلج دياب والنائب الكندي اللبناني الأصل زياد أبو لطيف. وكان البرلمان الكندي قد أقرّ بالإجماع في 14 حزيران/ يونيو من العام 2023. مشروع القانون الذي حمل الرقم S-246 حصل مشروع القرار على الموافقة الملكية في العشرين من الشهر نفسه ليصبح قانونًا.
وجاء في نص القانون أن الكنديين من أصل لبناني يقدّمون إسهامات اجتماعية واقتصادية وثقافية ودينية وعسكرية وخيرية وسياسية كبيرة في النسيج الاجتماعي لكندا، وفي قوة المجتمع الكندي ومرونته وتنوعه، وأن مجلس النواب يود أن يبرز ويحتفل بالإسهام التاريخي للكنديين من أصل لبناني في بناء المجتمع الكندي في الماضي والحاضر، والاحتفال الوطني بشهر التراث اللبناني سيشجع الكنديين من أصل لبناني على تعزيز ثقافتهم وتقاليدهم ومشاركتها مع الآخرين.
ترودو: الكنديون اللبنانيون هم من أنجح رواد الأعمال في كندا
وفي الأول من الشهر الحالي أصدر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو البيان التالي حول شهر التراث اللبناني:
"اليوم، بينما نحتفل ببداية شهر التراث اللبناني، نحتفل بالمجتمع اللبناني النابض بالحياة في كندا.
منذ وصول المهاجرين اللبنانيين لأول مرة إلى كندا منذ ما يقرب من قرنين من الزمان، شكّل الشتات بلدنا للأفضل. الكنديون اللبنانيون هم من أنجح رواد الأعمال في كندا.. مبتكرون في العلوم والطب والتكنولوجيا.. قادة المجتمع الذين يحافظون على بلدنا شاملًا ومرحبًا، من قاعات المدينة إلى احتفالات التخرج، ومن الكتب المدرسية إلى قمم التكنولوجيا، يمكن رؤية قصص نجاح الكنديين اللبنانيين في جميع أنحاء مجتمعاتنا.
هذا العام، يأتي شهر التراث اللبناني في وقت مؤلم بشكل خاص للمجتمعات اللبنانية في جميع أنحاء كندا وحول العالم. يُقدّر أن أكثر من مليون شخص نزحوا من منازلهم في لبنان بسبب الصراع بين إسرائيل وحزب الله. قُتل مدنيون أبرياء، بمن فيهم الأطفال. يجب أن يكون هناك سلام.
حتى الآن هذا العام، أعلنت حكومة كندا عن أكثر من 56 مليون دولار لمساعدة الشركاء الإنسانيين الموثوق بهم، بما في ذلك الصليب الأحمر الكندي والتحالف الإنساني، في توفير الغذاء والمياه والرعاية الصحية الطارئة وخدمات الحماية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة لشعب لبنان. ونواصل الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وخفض التصعيد في جميع أنحاء المنطقة، واستقرار الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ونؤكد من جديد على دعم كندا الطويل الأمد لسيادة لبنان وسلامة أراضيه واستقراره. وتؤكد كندا على الحاجة إلى حل دبلوماسي على طول الخط الأزرق، بما يتفق مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701".
وختم ترودو بالقول "نيابة عن حكومة كندا، أدعو الكنديين لمعرفة المزيد عن الكنديين اللبنانيين ومساهماتهم في مجتمعاتنا. وفي هذه الأوقات المؤلمة، نقف متضامنين مع الكنديين اللبنانيين بينما نحتفل بشهر التراث اللبناني".
صور الاحتفال من المصور المبدع جون خوري
101 مشاهدة
20 نوفمبر, 2024
143 مشاهدة
20 نوفمبر, 2024
62 مشاهدة
20 نوفمبر, 2024