متابعة عمّار هادي - صدى اونلاين
انضم وزير العدل الليبرالي الأسبق والناشط الحقوقي البارز إروين كوتلر إلى آلاف اليهود في دعوة موجَّهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب والمجاعة في غزة. في موقف ينظر اليه على انه ليس موقفاً معادياً لإسرائيل فهو ما يزال يعلن دعمه لوجود وأمن إسرائيل، لكنه يفرّق بين دعم الدولة وانتقاد الحكومة.
كوتلر، المعروف بدعمه القوي لإسرائيل، وقَّع على رسالة مفتوحة تتهم نتنياهو بتعريض السلام في الداخل والخارج للخطر.
وجاء في الرسالة:"السياسات والخطاب الذي تقوده حكومتك تُلحق ضرراً دائماً بإسرائيل، بمكانتها في العالم، وبفرص تحقيق سلام آمن لجميع الإسرائيليين والفلسطينيين."
وحذرت الرسالة من أن هذه السياسات لها تداعيات خطيرة على إسرائيل وكذلك على أمن ووحدة المجتمعات اليهودية حول العالم.
المبادرة التي أطلقتها مجموعة تُدعى "مبادرة لندن" وصفت القيود الإسرائيلية على المساعدات إلى غزة بأنها "كارثة أخلاقية واستراتيجية"، تمنح حماس نصراً دعائياً وتضعف الجهود المهمة لمواجهتها ولمواجهة إيران.
وأضافت الرسالة:"لا ننكر الدور المشين لحماس في سرقة المساعدات ومنع توزيعها، لكن لا يمكننا إنكار الأدلة الواضحة على حجم المعاناة الإنسانية ودور سياسات حكومتك في ذلك."
كما انتقدت الرسالة فشل إسرائيل في كبح عنف المستوطنين، معتبرة أن ذلك ساهم في "تسونامي دبلوماسي" من الانتقادات من حلفاء تاريخيين لإسرائيل.
وأشارت إلى أنه إذا كان الجيش الإسرائيلي قادراً على تنفيذ اغتيالات دقيقة في طهران، فهو قادر على فرض النظام في الضفة الغربية ومنع عنف المتطرفين اليهود وحماية المدنيين الفلسطينيين وتطبيق القانون.
كما وصفت الرسالة خطاب بعض وزراء حكومة نتنياهو بأنه "خطيئة أخلاقية وتدنيس لقيم اليهود ومبادئ تأسيس إسرائيل"، مستشهدة بتصريحات وزير التراث الإسرائيلي عمحاي إلياهو الذي قال إن حكومته "تمحو غزة" وإنها ستكون بالكامل لليهود.
وأوضحت أن نتنياهو يحكم ضمن ائتلاف يضم أحزاباً يهودية متطرفة تدعو إلى سياسات يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تطهير عرقي.
وجاء في الرسالة: "أعضاء في حكومتك استخدموا لغة عنصرية وتحريضية من دون أي توبيخ. يجب اغتنام أي فرصة لتحرير جميع الرهائن وتقديمها على إرضاء أعضاء الائتلاف المتطرفين."
وحذرت من أن "لغة التحريض" هذه تضعف الروابط بين اليهود وإسرائيل وتضر بالمجتمعات اليهودية في ظل موجة متصاعدة من الكراهية المعادية للسامية والمعادية للصهيونية.
ومن بين الموقّعين أيضاً رجل الأعمال الكندي البارز تشارلز برونفمان، أحد مؤسسي برنامج "بيرثرايت" الذي يرسل الشباب اليهود في رحلات إلى إسرائيل، إضافةً إلى أكاديميين ومتطوعين كنديين في مشاريع مثل "صندوق إسرائيل الجديد" و"مشروع هرتزل"، مع التأكيد أن جميعهم وقّعوا بصفتهم الشخصية.
يأتي ذلك بينما دعت 24 دولة، بينها كندا، إلى "تحرك عاجل" لوقف المجاعة في غزة.
ولم يُظهر نتنياهو أي رد مباشر على الرسالة منذ نشرها قبل أسبوع، لكنه دافع الأحد الماضي عن استمرار العدوان قائلاً إن الخيار الوحيد أمام إسرائيل هو "الهزيمة الكاملة لحماس".
قراءة في موقف كوتلر
موقف إروين كوتلر هنا يعد انتقاد داخلي من شخصية يهودية كندية داعمة تاريخياً لإسرائيل، لكنها ترى أن سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية تضر بإسرائيل نفسها وباليهود حول العالم.
فهذا الموقف ليس موقفاً معادياً لإسرائيل فهو ما يزال يعلن دعمه لوجود وأمن إسرائيل، لكنه يفرّق بين دعم الدولة وانتقاد الحكومة. كذلك هو يرى أن حصار غزة ومنع وصول المساعدات، إلى جانب خطاب وزراء في حكومة نتنياهو الذي يتضمن تحريضاً وعنصرية، يلحق أضراراً سياسية وأخلاقية كبيرة بإسرائيل ويعطي "انتصاراً دعائياً" لحماس. ما قد يسبب عولة لدولة الاحتلال والابادة.
من هو ايرون كاتلر؟
إروين كوتلر (Irwin Cotler) هو سياسي ومحامي وناشط حقوقي كندي بارز، وُلد عام 1940 في مونتريال، كيبيك.
أبرز محطاته:
شغل منصب وزير العدل والمدعي العام لكندا في حكومة الحزب الليبرالي بين 2003 و2006.
كان عضواً في البرلمان الكندي عن دائرة مونتريال (Mount Royal) لعدة دورات.
يُعرف بكونه أستاذ قانون دولي وحقوق إنسان في جامعة مكغيل قبل دخوله السياسة.
مدافع قوي عن إسرائيل وحقوق اليهود في العالم، وفي الوقت نفسه ناشط ضد انتهاكات حقوق الإنسان.
أسس المركز الكندي لحقوق الإنسان والعدالة العالمية، ويُلقَّب أحياناً بـ "محامي السجناء السياسيين" لأنه مثّل عدداً منهم دولياً.
الصورة من ويكيميديا كزمنز Jindřich Nosek (NoJin)
224 مشاهدة
14 أغسطس, 2025
216 مشاهدة
09 أغسطس, 2025
174 مشاهدة
09 أغسطس, 2025